لمكافحة الإيدز، التربية أكثر فعالية من الواقي

 

توضيح الأخ جوستي، الطبيب الكومبوني في أوغندا

روما، الثلاثاء 31 مارس 2009 (ZENIT.org)

"لمكافحة الإيدز، التربية أكثر فعالية من الواقي": هذا "اللقاء مع الأخ جوستي، المقيم منذ ثلاثين عاماً في أوغندا" نشرته لوسيرفاتوري رومانو بالإيطالية في 22 مارس 2009 وترجمه مجلس أساقفة فرنسا الذي يعرض المقابلة.

في النشرة الصادرة بتاريخ 22 مارس 2009، نشرت لوسيرفاتوري رومانو، الصحيفة الرسمية للكرسي الرسولي، دراسة عن حملات “ABC” لمكافحة الإيدز التي يتم إطلاقها في البلدان الإفريقية جنوب الصحراء الكبرى. توضح المقابلة مع الأخ دانييل جوستي، الطبيب في أوغندا منذ ثلاثين عاماً سبب انخفاض الإصابات في هذه البلاد من 15% سنة 1991 إلى 5% سنة 2001.

في البلدان جنوب الصحراء الكبرى، يقيم 10% من سكان العالم منهم 66% من مجموع سكان الأرض المصابين بمرض الإيدز. هذه النسبة مؤثرة جداً إلا أن بعض بلدان هذه المنطقة شهدت خلال السنوات الأخيرة انخفاضاً حاسماً في نسبة الإصابات لدى البالغين.

أما نموذج “ABC” القائم على حملة تشجيع للامتناع عن ممارسة الجنس – بخاصة لدى الشباب – والإخلاص الزوجي، واستخدام الواقي فقط في نهاية المطاف، فقد تبين أنه فعال.

وحسبما أوضح الطبيبان فيليبو كيانتيا وبيار ألبرتو برتاتزي في مقالة نشرت في صحيفة ilsussidiario.net على شبكة الإنترنت، فقد انخفضت نسبة الإصابات بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة بخاصة في أوغندا من 15% سنة 1991 إلى 5% سنة 2001. وخلال السنوات الأخيرة، تمت دراسة هذه الطريقة باهتمام ومناقشتها في مجلات عالمية مثل "لانسيت"، "مجلة العلوم" و"المجلة الطبية البريطانية".

إن الأخ الكومبوني دانيال جيوفاني جوستي هو طبيب صاحب خبرة استمرت ثلاثين سنة في أوغندا. فقد عمل طيلة عشرين عاماً في مختلف مستشفيات البلاد. وتولى خلال السنوات العشر الأخيرة مسؤولية تنسيق الخدمات الصحية ضمن الكنيسة الكاثوليكية الأوغندية. لذا فهو شاهد عيان على الأحداث التي تجري حالياً في هذه المنطقة الإفريقية.

المقابلة مع الأخ دانيال جيوفاني جوستي

لوسيرفاتوري رومانو: هل تبين إذاً أن الواقي هو التدبير الفعال الأوحد لمكافحة الإيدز في إفريقيا؟

الأخ جوستي – لقد كان الواقي مفيداً في دوائر الأوبئة غير المتفشية وبين مجموعات معينة أي بين المومسات والمثليين والمدمنين على المخدرات. إلا أن فعاليته لم تثبت في حالات أخرى.

فالقول بأن الواقي هو التدبير الأفضل في الأوبئة البالغة أي المتفشية بين السكان عامة يعتبر ضلالاً.

لا بد من الأخذ بالاعتبار التجربة الاستثنائية التي حصلت في أوغندا والتي اعتبرت بالإجماع إحدى الانتصارات في مكافحة مرض الإيدز.

فقد تركزت حملة التوعية على النموذج “ABC”. هذا النموذج الذي يطلب الامتناع من الأشخاص الذين لم ينضجوا كفاية للتعبير عن رغباتهم الجنسية (المراهقين والشباب)، والإخلاص للشريك بدلاً من الاختلاط من الأشخاص الناشطين جنسياً، واستخدام الواقي ممن لا ينتمون لهاتين المجموعتين. لقد دعمت الحكومة الأوغندية هذه الحملة على الرغم من العديد من الضغوطات. وهذا ما سمح بالتغلب على هذا التحدي. لذا مخطئ من يؤيد فكرة الحصول على نتائج مهمة من خلال استخدام الواقي لأن التجربة تثبت العكس. والعامل الأساسي في هذا النجاح ناجم عن التربية وتغيير السلوك.

لوسيرفاتوري رومانو: ما كانت النتيجة بين السكان؟

الأخ جوستي – لقد لاحظنا ارتفاعاً في السن في بداية الحياة الجنسية لدى الشباب، وانخفاضاً في عدد الشركاء لدى الأشخاص الناشطين جنسياً. مما سبب انخفاضاً في ما كان متفشياً أي أن الفيروس ينتقل بنسبة أقل بين السكان. والواقي تم استخدامه جيداً وإنما بطريقة زهيدة، لذا لم يحدث تغييراً هاماً في النتائج.

لوسيرفاتوري رومانو: بالاختصار، هل التربية هي الحل الفعلي للوباء؟

الأخ جوستي – إن التربية تنقل مفهوماً عن الشخص البشري يساعد على التغيير. هنا يتم الاستناد على إخلاص الشخص ورشده. كما يتم توضيح النقاط التي تنطوي عليها المخاطرة، والنقاط التي تقلصها وتقضي عليها. إن الامتناع يبطل الخطر في حالات العدوى خلال الاتصال الجنسي. هذا هو التدبير الأقوى، إن نقلنا رسالة ثابتة للشباب، فهم يبدلون سلوكهم الجنسي. والإخلاص في العلاقة الجنسية تخفف حدة الخطر. وإن كان الشريكان مخلصين، فإن الخطر يتقلص بشكل ملحوظ. واستخدام الواقي يخفف حدة الخطر وإنما لا يزيله.

لوسيرفاتوري رومانو: ما هو تعليق الوكالات الدولية الكبرى الملتزمة بمكافحة الإيدز؟

الأخ جوستي – في الماضي، كانت الوكالات الدولية مؤيدة لاستخدام الواقي. حالياً، يشهد هذا التدبير تغييراً حتى ولو خفية. فقد أظهرت التجربة الميدانية أن البلدان التي راهنت على الواقي، لم تحقق – في إجمالي عدد السكان – نتائج مرضية كتلك التي حققتها أوغندا. والترويج لاستخدام الواقي لا يأخذ بالاعتبار عقلية السكان ولا الطريقة التي يتلقون الرسائل من خلالها.

نقلته من الفرنسية إلى العربية غرة معيط (ZENIT.org)