خواطر كهنوتية: (2) الوقت ما أثمنه

" اسلكوا كحكماء مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة " أف 5/15-16

الوقت ما أثمنه يارب ، أنه عطية مجانية منك ، أنه حياتى ، عمرى كله ، وزنة يجب الحفــاظ عليهـــا والعمل بها . وأنت قلت يايسوع لنعمل مادام النهار . وسوف تحاسبنى عن كيفية استغلال وقتى كخادم للرب ؟ ومع من قضيته ؟ ولمجد من أيضا ً ؟ لذلك سوف تسألنى وتقول لى :

– كم من الوقت قضيته فى صلاتى الشخصية ، وتأملى اليومى كخميرة لخدمتى النهارية ؟

– كم من الوقت قضيته فى قراءة روحية ، وكتابية  وثقافية لأقدم غذاءاً دسما ً لشعبى ؟

– كم من الوقت قضيته بجـــانب المرضى ، المهمشين ، الحزانى ، والمتألمين ، الخطأة ، وبسبب ذلك عرفوا الرب وأختبروا محبته وفيض تعزيته ؟

– كم من الوقت أنفقته فى زيارات رعوية لاهدف لها ، الا تقديم ذاتى شخصيا ً؟

– كم من الوقت قضيته وكان سببا ً فى تشكيك الجالسين معى وهدمهم روحيا ً ، بالمقارنة مع الجلسات التى أبخل بها على الأخرين فى سبيل بنائهم روحيا ً ؟

– كم من الوقت قضيته فى المشاهدات التليفزيونية ، والمحادثات التليفونية المطولة على حساب خدمة رعيتى وحياتى الروحية ؟.

– كم من الوقت قضيته فى فرح البشارة بأنطلاق وبدون هم أو قلق ، وأيضا ً كم من الوقت قضيته فى حزن وهم وأنشغال بعيدا ً عن روح الفرح بسبب تعلقى بأمور زائلة ؟

– كم من الوقت ربحت فيه النفوس العطشى للرب ، وأيضا ً ربحت ذاتى ؟

حقا ً ما أثمنه أنه عطية مجانية ، وكل ساعة تمضى منه تقربنا للأبدية .  فكن أمينـــــا ً وحكيمــــا ً فى استخدام وقتك على مثال العذارى الحكيمـــات ، اللواتى كن أمينات فى أنتظـار العريس الرب ، وليس كالجاهلات اللواتى كن نائمات وسمعن صوت العريس الذى أتى فجأة فطلبن الدخــــول معه للعرس ، فقال لهن " أنا لاأعرفكن " وأغلق الباب أمام وجوهن .

أخى أن القضية ليس قضية طــول السنين إنما كيفيــة استخــدام هذه السنين وتسخيرها لمجد الله وخير النفوس . ربما يكون عام واحد مملوء بركة وثمار روحية لك وللنفوس ، أكثر من أعـــوام كثيرة أكلها الجراد من حياتك .

أسأل ذاتك كيف تستخدم وقتك ، وماهو الوقت المهم بالنسبة لك .

ولاتنسى كلام الرب " كونـوا أنتم أيضاً على أستعداد ، لأن ابن الأنسان يأتى فى ساعة لاتنتظرونها " مت 24/44 .

 

أبونا بيشوى يسى أنيس