بقلم أبونا بيشوى يسى أنيس
" وكل مسابق يمارس ضبط النفس فى كل شىء من أجل إكليل يفنى، وأما نحن فمن أجل إكليل لا يفنى " اكو 9/25 .
-ما أعظم وما أقدس رسالة الكاهن، فقد منحه الرب مواهب عظيمة وكثيرة، وكذلك منحه سلطــــانا على الأرواح النجســــة، وحاباه بوسائل كثيرة لخلاصــه، وخلاص رعيته، من الأسرار المقدسة، وكلمته، وسير قديسين عظام يقتدى بهم .
لذلك أقولها بكل فخر طوباك يا خادم الرب فسلطان خدمتك قوى وعظيم لأنه عطية مجانية من إلهك، فأنت قوى بقوة إلهك، وعظيم بعظمة إلهك، وتستطيع أن تضع العجائب، لذلك لا تستهين بذاتك ولا بالسلطان المعطى لك لخدمـــة النفوس، ولا تدع أحد يستهين بشبابــك، ولا تخـــف من شىء أبــدا، فتستطيع بنعمة إلهك أن تدوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو، فانت إمتداد لشخص المسيح له المجد، تضع يدك على المريـــض فيشفى، والخاطـــئ ينــال الغفران من الله بواسطتك، والأثنـــان يصيران واحــدا، وبقوة الروح القدس تحول الخبز وعصـــير الكرم إلى جسد ودم الرب، وتمســـح المعمد بمسحة الميرون فينال الروح القدس، ياله من سلطان عظيم وقوى إياك أن تستهين به وتعيش فى حياة الفتور والكســـل والتراخى وتلوث هذا السلطــــان بالخطيئة، فتفقد قوتك ويستهين بك إبليس وجنوده، فأنت لا تحارب لحما أو دما، إنما قوات وأرواح سماوية شريرة، فمار بولس يقول ( أقسو على جسدى وأستعبده لئلا أكون بعد ما بشرت غيرى من الخاسرين " اكو 9/27 .
لذلك كن يقظا مثل هذا الرسول الغيور، وإضبط نفسك فى كل شىء فى علاقاتـــك، وأحاديثك، قبل أن تتكلم إعرف ما هو الذى يبنى، والذى يهدم، وكذلك فى النظر والسمع، وخاصة فى خدمة الأفتقاد لا تنسى إنك رجل الله، فلا تجارى أهل العالم، إنما إرفعـــهم إلى فوق ليتذوقوا ويختبروا من هو الرب ويعيشوا معه، بدلا من الأحاديث الهزيلة التى تفقدك قوتك كخادم الله .
ضبط النفس من أجل إكليل لا يفنى، حيث السمـــاء، والحمل جالس على العرش، سوف تـــأخذ منه إكليلك المعد لك، إكليل أبدى، وهنا فى هذه الغربه ضبط النفس سر قوتك، فهو يعطى ســـلام وفرح وقدوه للآخرين وتمجيدا للحمل، أما الفتور يعطى ضياع الهدف، وشكوك وضعف وهزل ومرض، ويفقدك إكليلك .
أخـــى أشكر الرب معى بسبب سلطانه القوى فينا، ومواهبه، وعطــاياه الكثيرة، وكن يقظا وأضبط نفسك حتى لا تلوث هذه النعــــم بالخطيئة، وأقـــول لك ما قاله القديس برناردوس للبــــابا يوحنا 23 بمناسبة إنتخابه حبرا أعظم " أخشى يا قداسة البابا أن تربح الكل للمسيح وتخسر نفسك " .
