المسيح يبتهل لله بالروح شاكراً

انجيل القديس لوقا 10/21-24

اعداد

الاب انطونيوس مقار ابراهيم

راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان

 

نحن نؤمن بحضور يسوع المسيح الدائم في كنيسته ووسط شعبه وكما أننا نؤمن بأن كل شيء يبدأ مع الآب و يعود إليه. صلاتنا نرفعها إلى الآب. إيماننا هو تعلّق بالله الآب. تبريرنا مصدره الآب بواسطة ابنه يسوع. وفي النهاية، تمجيدنا هو آخر عمل يقوم به الآب من أجل المؤمنين. يدعو، يبرّر، يمجّد. لقد نظمّ الآب كل شيء لمجد يهيّئه لمختاريه، وهو مجد دُعوا إليه بالإيمان فتبرّروا في العماد، ولبسوا منذ الآن هذا المجد الذي سيتجلّى في نهاية العالم.لذا من أجل ذلك كلّه تهلّل الرب يسوع بالروح وهنا يعني أنه ابتهج بالروح، وفرح… ويدعونا نحن لنبتهج ونفرح وهذا لايتم إلا بالتهليل والصلاة والتسبيح  والتمجيد للرب كما يقول المزمور 92

"حسنٌ هو الحمدُ للربِّ والترنم لإسمكَ أيُّها العلي … أن يُخبَرَ برحمتك في الغداة وأمانتك في كلِّ ليلة، على ذات عشرة أوتار وعلى الرباب وعلى عزف العود، لأنك فرَّحتني ياربُّ بصنائعك وبأعمال يديك أبتهجُ، ما أعظم أعمالك يارب وما أعمق جداً أفكارك … "

سّلم يسوع تلاميذه الرسالة ولاسيما أنه قد اختار اثنين وسبعين وأرسلهميتقدموه الى كل موضوع ومدينة أزمع هو أن يمضي إليه وحملهم المقوّمات الاساسية من أجل أن تكون الرسالة ناجحة وأول هذه المقومات هي تحذيره إيهام من الوقوع في الكبرياء حتىيبقى فرحهم دائم بأن اسمائهم مكتوبةٍ في السماء في سفر الحياة الابدية. كما أنه علمهم :

1-   من أين تأتي المعونة.

2-    كيف يفرح الله الأب والابن بخلاص الاشخاص  .

3-   كيف فاضت أحشاؤه بالحب الابوي.

4-   ثم باركهم اخيراً بارك عيونهم التى رأته وآذانهم التي سمعته.

في تلك الساعة تهلل يسوع  هذا التهليل والشكران يأتيان من رغبة قوية لدى يسوع تنم عن فرحه الفياض في أن يعلن لتلاميذه الامور كلهاّ ولاسيما ما أخفيت عن الحكماء والفهماء والمقصود بهم الكتبة والفريسين ومعلمو الناموس والذين يدعون أنهم حكماء ومتسلطين. والسر المكنون أو الكنز المخفي عن هؤلاء الحكماء والفهماء والمستعلن للتلاميذ البسطاء هو المسيح المسيا بن الله وهذا ما اعلنه بطرس الرسول في جوابه على سؤال يسوع  " من تقول الناس عني؟" أجاب بطرس أنت المسيح ابن الله الحي. أجابه يسوع وقال طوبي لك ياسمعان ابن يونا لأن لا اللحم ولا الدم كشف لك هذا بل أبي الذي في السموات . وهذه كانت الشرارة الأولى التى أنطلق منها المسيح ليعلن ويكشف عن سرّ آلامه وصلبه موته وقيامته.

صلاة يسوع والليتورجيا الكنسية:

تقسم هذه الصلاة الى جزين أساسين

1-   قبل قراءة الانجيل يتقدم الكاهن حاملاً المبخرة ويبخر امام الهيكل ومن ثم يمنح البركة للشعب بقولة السلام لجميعكم ويجاوبه الشعب مع روحك ايضاً يُصلي الكاهن طلبة الانجيل في صلاة رفع البخور سواء باكر أو عيشة وفي صلاة القداس الالهي فيقول : أيها الرب يسوع المسيح الذي خاطب تلاميذه القديسين ورسله الاطهار المكرمين قائلاً إنّ أنبياءً وأبراراً كتيرين اشتاقوا أن يروا ما أنتم ترونه ولم يروا وأن يسمعوا ما أنتم تسمعونه ولم يسمعوا . أما أنتم فطوبي لأعينكم لأنها تنظر ولآذانكم لأنها تسمع فلنستحق أيضاً ياسيدنا أن نسمع ونعمل بأنجيلك المقدس.

2-   من بعد أن يتناول الكاهن والشمامسة والمؤمنين من سر الجسد المقدس والدم الكريم يتلو الجميع هذه الصلاة كعلامة شكر للرب يسوع الذي منحهم ذاته فيقولون : قلبنا امتلأ فرحاً وفمنا تهليلاً من تناولنا من اسرارك الالهية ، لأن هذه هي مشيتئك فما أخفيته عن الحكماء والفهماء أعلنته لآبنا كنيستك المقدسة ….

 

صلاة ختامية:

نشكر لك أيها الرب يسوع المسيح كل ما وهبتنا إيها من نعم وبركات ومعرفة وفهم وحكمة أعطنا دائماً يارب أن ننظر بعين متواضعة وثقة متكاملة أنك معنا كل حين لاهملنا ولا تتركنا فأنت  القادر أن تجعلنا نسمعك ونراك ونعمل بإنجيلك المقدس وأن نميز التمييز الحقيقي بين صوتك الحنون الدافيء وصوت العالم المحزن. كلمتك يارب وحدها قادرة على تغيير حياتي ومنحي المزيد من الثقة . فيارب لك كل مجد آمين