القديس جان مارى فياني

*احتفالا ببدء السنة الكهنوتية فى التاسع عشر من  يونيو2009  الموافق وعيد قلب يسوع الأقدس وبمناسبة الذكرى الخمسين بعد المائة لوفاة خوري آرس القديس جان ماري فياني، شفيع كهنة الرعايا، افتتح البابا بندكتس السنة الكهنوتية  خلال صلوات الغروب في بازيليك القديس بطرس بحضور رفات القديس جان ماري فياني التي أحضرها أسقف بيلي آرس، المونسنيور غي بانيار. كذلك اعلن البابا القديس جان مارى فيانى " شفيع جميع الكهنة فى العالم "

* استعرض الأب الأقدس في رسالته بعض مراحل حياة خوري آرس، القديس جان ماري فياني، مستوحيًا منها شخصية وصورة كاهن المسيح الصالح.

يذكر البابا في حديثه عن بدء خدمة القديس في آرس أنه وصل القرية الصغيرة التي تضم 230 نسمة وأعلمه الأسقف أنه سيجد حالة دينية مؤقتة: "ليس هناك الكثير من محبة الله في هذه الرعية، لكنكم أنتم الذين ستضعونها فيها".

كان يدرك كلياً واجب الذهاب إليها ليجسد فيها وجود المسيح مظهراً محبته الخلاصية فصلى قائلا: "إلهي، امنحني هداية رعيتي، وأنا موافق على المعاناة مما تريده لي كل أيام حياتي!"، بهذه الصلاة تحديداً استهل رسالته.

كرس الكاهن القديس ذاته لهداية رعيته بكل ما أوتي له من قوة، مولياً الاهتمام الأول للتنشئة المسيحية لشعبه الذي أوكل إليه.

ويذكر كاتب سيرته الأول أنه "ما إن وصل حتى اختار الكنيسة لتكون مسكناً له… كان يدخل إلى الكنيسة قبل الفجر ولا يخرج منها إلا بعد صلاة التبشير الملائكي المسائية. لا بد من البحث عليه هنا، إذا كنا بحاجة إليه".

*كما وجه البابا بندكتس السادس عشر رسالة للكهنة قال فيها: إن السنة الكهنوتية تهدف لإنماء الالتزام بالتجدد الداخلي فتصبح شهادة الكهنة الإنجيلية أكثر قوة وفعالية في عالم اليوم، مذكرا بكلمات خوري آرس "الكهنوت هو حب قلب يسوع".

ويقول الباباعن حياة القديس جان ماري فياني خوري آرس،: كان غاية فى التواضع، وأدرك ككاهن، أنه يشكل عطية كبيرة لشعبه "فالراعي الصالح راع حسب قلب الله".

واشار الأب الأقدس إلى زيارات خوري آرس المتواصلة للمرضى والعائلات وجمْع المال للقيام بأعمال المحبة والرسالة ويتحدث عن اهتمامه بتجميل كنيسته ورعاية الأيتام وتعليم الأطفال ودعوة العلمانيين للتعاون معه، ويقول إن مثال القديس جان ماري فياني يدفعه للتذكير أيضا بأهمية توسيع مجالات التعاون مع المؤمنين العلمانيين، مذكرا بما جاء في المجمع الفاتيكاني .

يذكّر البابا بندكتس السادس عشر بأن خوري آرس كان يعلّم أبناء رعيته من خلال شهادة حياته اليومية، ويشدد في رسالته للسنة الكهنوتية على أهمية سر التوبة ويقول إن القديس جان ماري فياني كان يقضي في بعض المرات ست عشرة ساعة في كرسي الاعتراف متمكنّا من تبديل قلب وحياة أشخاص كثيرين لأنه كان يعرف إيصال محبة الله الرحيمة، فأضحت آرس هكذا "مستشفى الأنفس الكبير"،

إن زماننا الحاضر بحاجة ماسة هو أيضاً إلى إعلان مشابه عن حقيقة المحبة وشهادة مماثلة عنها: الله محبة".

وشرح البابا أن خوري آرس جذب المؤمنين إلى محبة الرب عبر مثاله وعبر محبته وصلاته فـ "من خلال مكوثه مطولاً في الكنيسة أمام بيت القربان، حث المؤمنين على التشبه به والقيام بزيارة يسوع وعلى التأكد من أن الكاهن موجود في الكنيسة ومستعد للإصغاء إليهم ومنحهم الغفران".

وذكر الأب الأقدس أن الله هو البادئ في عمل المصالحة والمحبة مع الخاطئ مستشهدًا بما كان يقوله القديس: "ليس الخاطئ هو الذي يرجع إلى الله لطلب المغفرة، لا بل أن الله عينه هو الذي يبحث عن الخاطئ ليرده إليه".

 

 

* كان الالتزام بـ "نمط العيش الجديد" هو الذي ميز خدمة كاهن آرس.

وحث البابا الكهنة على عيش " أسلوب الحياة الجديد " الذي ميّز خدمة خوري آرس وطبع حياته، وعلى إتباع المشورات الإنجيلية، الفقر والعفة والطاعة.

وفي ختام رسالته، أوكل البابا بندكتس السادس عشر السنة الكهنوتية للعذراء مريم وذكّر بأن حياة الصلاة ومحبة يسوع المصلوب غذّت عطية تقديم القديس جان ماري فياني ذاته لله والكنيسة، ودعا الأب الأقدس الكهنة ليكونوا في عالم اليوم وعلى مثال خوري آرس ـ رسل رجاء ومصالحة وسلام.

* القديس جان ماري باتيست فياني خوري آرس توفي عام 1859 و قد تم فتح قبره و وجد جسده سليما عام 1904. يعرض جسده الآن فوق المذبح الرئيسي في كاتدرائية آرس في فرنسا.

عيّن القديس جان ماري فياني كاهنا عام 1815. و بعد ذلك بثلاث سنوات أصبح كاهن أبرشية آرس، و هي قرية فرنسية صغيرة بعيدة، حيث جعله صيته كمعّرف و مرشد روحي معروفا في العالم المسيحي أجمع. كانت حياته حياة إماتة شديدة

·                     من الرسالة  التي كتبها البابا يوحنا الثالث والعشرين والتي صدرت سنة 1959 بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لوفاة القديس جان ماري فياني،

ذكر البابا تقشفه بالاستناد إلى "ثلاث مشورات إنجيلية" اعتبر أنها ضرورية أيضاً للكهنة: "على الرغم من أن الكهنة غير ملزمين بممارسة هذه التوصيات الإنجيلية بموجب وضعهم الكهنوتي ". استطاع كاهن آرس أن يعيش

" المشورات الإنجيلية" بحسب الأنماط التي تتوافق مع وضعه الكهنوتي. لم يكن "فقره" فقر رجل راهب أو ناسك بل الفقر المطلوب من الكاهن.

 

·                     فيما كان يدير مبالغ طائلة من الأموال (لأن الحجاج الأثرياء كانوا يهتمون بأعماله الخيرية)، كان يعلم أن هذه الأموال مخصصة لكنيسته وللفقراء واليتامى وأطفال "العناية الإلهية"، وللعائلات الأكثر فقراً. إذاً كان "غنياً في إعطاء الآخرين وفقيراً مع نفسه". كان يوضح قائلاً: "سري بسيط يقوم على إعطاء كل شئ". عندما كان ينقصه المال، كان يقول للفقراء بسرور:

 "أنا فقير مثلكم؛ أنا اليوم واحد منكم". هكذا تمكن في نهاية حياته من القول بهدوء تام: "لم أعد أملك شيئاً. يستطيع الله الصالح أن يدعوني متى شاء". وكانت "عفته" العفة المطلوبة من الكاهن في خدمته. يمكننا القول أنها العفة الضرورية للشخص الذي يجب أن يلمس القربان المقدس يومياً والذي يتأمله بقلب مضطرم والذي يمنحه للمؤمنين بالحماسة عينها. يقال عنه أن "العفة كانت تلمع في عينيه" وأن المؤمنين كانوا يرونها عند نظره إلى بيت القربان بكل محبة.
كذلك تجسدت "طاعة" القديس جان ماري فياني في التزامه بكل المعاناة المرتبطة بالمتطلبات اليومية في الخدمة. وهنا نجحت الطاعة إلى جانب التعطش إلى النفوس بإبقائه في خدمته. كان يظهر للمؤمنين ولنفسه لخدمة ربنا وأن هناك طريقة واحدة تقوم على خدمته بحسب مشيئته". وكان يعتقد أن القاعدة الذهبية لحياة الطاعة هي: "قم فقط بما يمكن تقديمه للرب الصالح".

* قيمة القداس فى حياة فيانى : هذا وذكر البابا التقوى الذي كان يحتفل به القديس بالذبيحة الافخارستية، مذكرًا بأن القداس هو عمل الله بامتياز. وكان يقول: "إن كل الأعمال الصالحة لا تساوي ذبيحة القداس لأنها أعمال بشرية في حين أن القداس هو عمل الله".وكان القديس مقتنعاً أن حماسة حياة الكاهن تعتمد على القداس: "إن سبب فتور الكاهن يكمن في إهمال القداس! مع الأسف! إلهي! كم أن الكاهن جدير بالشفقة عندما يقوم بذلك كما لو كان شيئاً اعتيادياً!".

* يقول قداسة البابابنديكتوس 16 : يأتي الاحتفال بالذكرى المئة والخمسين لوفاة القديس جان ماري فياني (1859) بعد الاحتفالات بالذكرى المئة والخمسين لظهورات لورد (1858). سنة 1959، قال عنه " الطوباوي البابا يوحنا الثالث والعشرين" :ً في الحقيقة أن حياة الكاهن القديس الذي نحتفل بذكراه " كان كاهنا متعبداً بشدة للعذراء القديسة التي حبل بها بلا دنس. فهو الذي قام سنة 1836 بتكريس رعيته لمريم التي حبل بها بلا دنس، ورحب بالكثير من الإيمان والفرح بهذا القرار العقائدي الصادر سنة 1854".

·                      كان الكاهن القديس يذكر المؤمنين دوماً بأن "يسوع المسيح الذي أعطانا كل ما يستطيع إعطاءنا إياه يريدنا أيضاً أن نرث أثمن ما يملك أي أمه القديسة".

اعداد بتصرف: ناجى كامل

 من وحى رسالة البابا بمناسبة افتتاح السنة الكهنوتية