خواطر كهنوتية

7- " نورا ً  للأخرين "

 

          " ليضىء نوركم هكذا قدام الناس ليشـــاهدوا أعمـــالكم الصالحة ويمجدوا  أبـــاكم الذى فى السموات " مت 5/16 .

– خــادم الرب على مثال معلمه وربه الذى قال عن نفسه  "  أنا هـو نور العالم من يتبعنى لايسير فى الظلام بل يكون له نور الحياة "  يو 8/12 .   فقد كان الرب نورا ً مشعا ً لمن حوله من خلال تعليمه وأعماله وحياته .  كذلك حياة الخــــادم هى إنارة لمن حوله و خاصة الجالسين فى الظلمة ، ومن هــم ياترى ؟ ربما يكونوا خارج الحظيرة ؟  أو معه  فى الحظيرة ،  وفى الخدمة ولم يختبروا بعد الحيـــاة مع الرب ، أو انســان طالب مشورة معينة ، أو آخر مثقل بالهمــوم والخطايا وعائش فى ظلمة حـالكة منتظرا ً كاهنه لينير ظلمته فيبددها .

– هؤلاء جميعا ً محتاجين الى نـور الرب من خلال خادمه ، فهم ينظرون إليه ويتوقعون منه أن يكون رجل الله ، نورانى روحــانى من خلال أبتسامته ، كلماته ، نصائحه ، نظراته ، لمساته ، وياللمصيبة لو نظروا ولمســـوا عكس ذلك فيه .  هل يستطيع أعمى أن يقود أعمى ؟ كلاهمــــا يقعان فى حفرة ، فالعائش فى الظلمة يزداد ظلمة ، وكسلا ً وفتورا ً ، وخروجــا ً عن الكنيسة عندما يأتى إلى خادم الله ولايجد فيه نورا ً إنما ظلاما ً ؟

– وهكذا تصبح مسئوليته خطيرة عندما يهجره نور الرب ويتشبه بأهل العالم .   ويصبح مجرد أنسان عادى بدون نور ، فلا يجذب أحدا ً ولايلفت نظر أحد ، ولايصبح مملحا ً لشىء وأكثر من ذلك يصبح عثرة لمن حوله ، فالنور أصبح ظلمة وعائقا ً لرؤية النور الحقيقى الرب يسوع .

 

أخــى أنت على مثـــال المعمدان عليك أن تقدم شعبك للرب وتضىء للجالسين فى الظـــلمة ، فأغتنم الفرصة وأعرف الأسباب التى تحجب عنك نور الرب فى حياتك ، وثق أن صلتك بالرب ووجــودك فى حضرته المقدسة ، تبدد ظلمات حياتك ، وتطبع فيك نوراً آلهيا ً ، فتزداد توهجا ً ، وبالتالى ينطبع على الأخرين بسهولة وبدون كلفة ، فتصبح نورا ً وملحا ً وبركة للآخرين وبسببك يمجد أسم الله .

لذلك كن يقظــا ً دائما ً حتى لاينطفىء الفتيل الذى فى داخلك ، وتصبح مثل العذارى الجاهلات فتقف خارج الباب ، ويـُغلق الباب ولاأحد يفتح لك .

 

 

خواطر كهنوتية

8- " شفيع ووسيط بين الله وشعبه "

 

       " أيها الآب القدوس ، إحفظهم بأسمك الذين أعطيتنى حتى يكونوا واحدا ً مثلما أنا وأنت واحد " يو 17/11 .

– فى العهد القديم كان موسى النبى شفيع بين الله وشعبه وكذلك وسيط العهد ، ففى أثناء حروب شعب الله مع الأمم كان دائما ً موسى يرفع يديه فى صلاة دائمة لنصرة شعبه .  وعندما أخطأ الشعب وصنع عجلا ً ذهبيا ً وعبده ، نزل موسى من الجبل ، وتوسط لشعبه وقبل الرب وساطته ، فهو حامـــل شعبه بكل ضعفاته امام الله .

– وأعطانا الرب يسوع أعظم مثالا ً للشفاعة الكهنوتية فى صلاته الأخيرة ، فقد صلى من أجل تلاميذه وأيضا ً من أجـــل الذين يتبعونه بواسطتهم ،  فقد قـــدم خاصته للآب ، صلى الرب من أجــل الخــدام والمخدومين .

– وأنت يارجل الله لاتنسى إنك شفيـــع بين الله وشعبك ، رجل صـــلاة لتقديس ذاتك والأتحـاد مع مـَن دعاك وأيضا ً لتقديس شعبك .

– كــم من مشاكل مررت بها وأنفقت فيــها وقتك وصحتك ، وللأسف لم تـُُحل . اليس هـذا لأنك قدمت عليها بدون روح صلاة وطلب عون الرب فيها .

كـم من أناس تفقتدهم  وأرشدتهم ، وبدون ثمار ملحوظة ، هل فكرت أن ترافقهم أيضا ً بصلاتك دائما ً وبدون يأس فى رجوعهم لحظيرة الخراف .

الشاب المدمن المسيطرة عليه عادات رديئة ، المهمـل ، الفاتر، الكســول ، وكذلك الخادم الذى يتخبط فى خدمته ، وصديقك الذى يعـــانى من الآم نفسية وروحية ، والذى لاتريد أن تـــراه ، ولا ترتاح فى الحديث معه .

– هل قدمت للرب وبثقة الذين هم حسب ظنك يستحيل تجديدهم ورجوعهم لحضن الآب .

– أخى تذكر أن الصلاة بثقة ودموع ، وبدون تردد تجعل المستحيل ممكنا ً، تهز أركان السماء ، وهى مسؤلية عظيمة وجسيمة عليك كوسيط .

أنت خادم الرب حاضر وسط شعبك مختبر أنينه ، الآمه ، أحزانه ، أفراحه ، طموحانه ، احتياجـاته ، ومشاكله فتستطيع بكل جرأة أن تقدم شعبك للرب أنها مسؤلية سيحاسبك الرب عنها ، هل آمين لها .

صلى لكل من يطلب صلاتك ، ولكل أحتياجات رعيتك ، وللميئوس فيهم روحيا ً ، وأيضا ً صلى من أجل ما يحدث حولك فى العـــالم ، أحمل العــالم فى صلاتك للرب بكل الآمه وأفراحه ، فصلاة البــار تقتدر كثيرا ً فى فعلها . 

 

 

خواطر كهنوتية

9- " مئة ضعف  "

 

     ( فقال له بطرس " هانحن تركنا كل شىء وتبعناك " فأجاب يسوع " الحق أقول لكم ، ما من أحد ترك بيتا ً أو أخوة أو أخوات أو أما ً أو أبا ً أو أولادا ً أو حقولا ً من أجلى ومن أجل البشـارة إلا نـــال فى هذه الدنيــــا مع الأضطهادات ، مئة ضعف من البيوت والأخـــوة والأخـــوات والأمهات والأولاد والحقول ، ونال فى الآخرة الحياة الآبدية "  مز 10/28-30  .

– المعروف دائما ً عن خادم الرب الذى كرس حياته للرب أنه رجل عطاء دائم ، ولكن أقول أنه يأخذ أيضا ً أكثر مما يعطى بمئة ضعف وهذا هو وعد الرب لخدامه ، وحقيقة إن الرب لم يعوزنا شىء من أعمــال كرامته كما نصلى فى القداس الغريغـــــورى ، فقد أجزل عليك جزيل نعمه وعطـــــاياه فهى لاتحصى .

أعطاك حياته ، فداك على الصليب ، جسده ودمه بين يديك ، حاضر دائما ً معنا على المذبح ، عطية الغفران ، أحبك حبا ً أبديــا ً ، أختارك من وسط الملايين بدون أى أستحقاق منك ، أعطــــاك الروح القدوس ، مواهبه الآلهيه ، وكذلك هبة الحياة من روح وجسد وعقل وأرادة وحرية ومنحك الحـــكمة أيضا ً .

أعطاك أسرتك الجسدية والكنسية ، تذكر ياأخى كم من المواقف أنقذك منها ، حفظك وأنت على حافة الغرق ، والموت ، لتمجده وتشكره .  وتذكر أيضاً كم من مواقف تكلم على لسانك ، وأعطاك حظوة ومهابة فى عيون الأخرين ، وكذلك تقديرهم الشخصى لك وحبهم لشخصك .

– تذكـــر أن الآف الشباب محــروم من هذه العطايا ، وأنت تتمتع بكرامـــة عظيمة ، هل تنسى نعمة الرسامة ، فألله يأتمنك على النفوس ويجعلك وكيل أسراره ، وبجانب ذلك ، النعم المادية فشعبك كريم معك ، وهذه عادة رعايانا فأنت تعيش من خيرات الله ، فهذا يأتيك بشىء ، وأخر بمثله ، الا أختبرت إكرام الرب لك فى ذهابك الى طبيب ما ، يكفى أن يدعوك الناس " أبونــا " ، أنت ممثل المسيح وأمتدادا ً لشخصه .

– لاتستطيع أن تصف الكرامـــه التى ستنالها فى السماء " مـالم تراه عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر ما أعده الله للذين يحبونه ، ستنال أكليل البتولية وإكليل الخدمــة ، ستكون حول العرش تسبح الحمــــل ، متمتعا ً مع عريسك ، وسيمسح كل دمعـــة من الآم خدمتـــــك على الأرض حيث لا إضطهاد ولاظلم ولا الآم ….

سوف تنال أكثر مما أعطيته بكثيرا ً ، فأنت خادمه ، وهذا وعده لك  ،  فأحرص أن لا تفقد هذا الوعد بعدم أمانتك له .