رسالة البابا بندكتس السادس عشر المتلفزة الى المشاركين في قمة الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية
أود أن أتحدث اليوم عن العلاقة بين الخالق وبيننا، كأوصياء على خليقته. ومن هذا المنطلق أود أن أقدم دعمي لزعماء الحكومات والوكالات الدولية، التي تلتقي في مقر الأمم المتحدة لمناقشة مسألة التغيرات المناخية الملحة.
الأرض هي هبة ثمينة من الخالق، الذي صمم نظامها الداخلي، ووهبنا بهذا الشكل العلامات الموجهة التي يجب أن نراعيها كمدبري خليقته. وانطلاقًا من هذا المنطلق بالذات، تعتبر الكنيسة المسائل المتعلقة بالبيئة وبحمايتها كمسائل متعلقة بشكل حميمي بموضوع النمو البشري المتكامل. وقد أشرت إلى هذه الموضوعات أكثر من مرة في رسالتي العامة الأخيرة "المحبة في الحقيقة" مذكرًا بـ "الضرورة الأخلاقية الطارئة لتعاضد متجدد" (عدد 49) ليس فقط في العلاقات بين الدول، بل أيضًا بين الأفراد، لأن البيئة الطبيعية هي هبة من الله للجميع، واستخدامها يضع على عاتقنا مسؤولية شخصية نحو البشرية بأسرها، وبشكل خاص نحو الفقراء والأجيال المستقبلية (راجع عدد 48).
من الأهمية بمكان أن تعرف الجماعة الدولية والحكومات المفردة أن تقدم الإشارات الملائمة لمواطنيها لكي يواجهوا بشكل فعال أساليب استخدام البيئة المضرة! لا بد من الاعتراف بشفافية بالمصاريف الاقتصادية والاجتماعية التي تنتج عن استخدام الموارد البيئية المشتركة، ولا بد أن يقع عبؤها على من يستخدمها، وليس على شعوب أخرى أو أجيال مستقبلة. تتطلب حماية البيئة، والحفاظ على الموارد وعلى المناخ من المسؤولين الدوليين أن يعملوا بشكل مشترك على احترام القانون والتعاضد، وخصوصًا نحو المناطق الأضعف في الأرض (راجع عدد 50).
نستطيع سوية أن نبني نموًا بشريًا متكاملاً لصالح الشعوب الحاضرة والمستقبلة، نموًا يستوحي قيم المحبة في الحقيقة. "ولكي يتحقق ذلك، لا بد من أن يتحول النموذج الحالي للتنمية العالمية، من خلال عملية قبول على نطاق أوسع للمسؤولية تجاه الخليقة. وهذا أمر ضرورية ليس لعوامل بيئة وحسب، وإنما للقضاء على الجوع والبؤس البشري أيضاً.
بهذا الشعور أود أن أشجع جميع المشاركين في القمة الأممية على الدخول بشجاعة سخية في نقاشات بناءة. جميعنا مدعو الى تحمل المسؤولية كمدبرين للخليقة، والى استعمال الموارد بطريقة تؤهل كل فرد وكل جماعة من العيش بكرامة، ولا بد من تنمية "ذلك العهد بين الكائن البشري والبيئة، الذي يجب أن يكون مرآة حب الله الخالق" (رسالة اليوم العالم للسلام 2008، 7).
شكراً.
نقله الى العربية طوني عساف – وكالة زينيت العالمية (zenit.org
البابا يوجه نداء الى زعماء العالم من أجل حماية الخليقة
رسالة متلفزة للبابا بندكتس السادس عشر يوجهها للمشاركين قمة الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية
بقلم طوني عساف
روما، الخميس 24 سبتمبر 2009 (ZENIT.org).
على جميع الزعماء الدوليين أن يبذلوا جهوداً مشتركة في سبيل حماية الخليقة. هذا ما جاء في الرسالة المتلفزة التي بعث بها البابا بندكتس السادس عشر للمشاركين في قمة الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية، من 15 سبتمبر ولغاية 2 أكتوبر في نيويورك.
ويكرر نص الرسالة ما قاله البابا خلال المقابلة العامة في 26 اغسطس الماضي، والتي خصص جزءاً كبيراً منها لموضوع حماية البيئة. "الأرض – قال البابا – هي هبة ثمينة أعطانا إياها الخالق، ومعها رسم لنا الخطوط التي ترشدنا وتساعدنا على حماية الخليقة".
وفي هذا السياق – تابع قداسته – تعتبر الكنيسة بأن القضايا المتعلقة بالبيئة والحفاظ عليها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتنمية البشرية المتكاملة". وشدد البابا بالتالي على أهمية أن تعمل الجماعة والدولية والحكومات على تنشئة المواطنين على المحافظة على البيئة".
وقال بندكتس السادس عشر إن حماية البيئة والموارد والمناخ "تتطلب مجهوداً مشتركاً من قبل جميع المسؤولين، ضمن احترام القانون وتعزيز التضامن تجاه المناطق الأكثر ضعفاً في العالم".
"معاً – أكد الحبر الأعظم – يمكننا العمل على إحياء نمو إنساني متكامل، يعود بالإفادة على جميع الشعوب الحاضرة والمستقبلية؛ نمو يرتكز الى قيم المحبة في الحقيقة".
"ولكي يتحقق ذلك – تابع بندكتس السادس عشر – لا بد من أن يتحول النموذج الحالي للتنمية العالمية، من خلال عملية قبول على نطاق أوسع للمسؤولية تجاه الخليقة. وهذا أمر ضرورية ليس لعوامل بيئة وحسب، وإنما للقضاء على الجوع والفقر أيضاً.