فايس بوك، ويكيبيديا، ويوتيوب في الفاتيكان

روما، الاثنين 16 نوفمبر 2009 (Zenit.org)

أصوات كثيرة في الكنيسة تدعو إلى رسالة الإنجيل في سبيل استخدام الإنترنت بشكل أفضل –ومن بينها بندكتس السادس عشر.

مع ذلك، عندما اجتمع في روما ممثلون عن بعض أنجح مبادرات الإنترنت مع لجنة أساقفة أوروبا لوسائل الإعلام في 13 نوفمبر الجاري، اتضح اختلاف واسع في الذهنيات على الرغم من وجود رغبة حقيقية في التفاهم المتبادل.

إن القاعة السابقة لسينودس الأساقفة – التي استأجرها منتجو "ملائكة وشياطين" بملايين اليوروهات – شهدت وجهتي نظر: من جهة، الكنيسة المؤسسة القائمة على مر 2000 سنة على إعلان الإنجيل؛ ومن جهة أخرى، مؤيدي مبادرات أعمال ناجحة نشأت منذ سنوات قليلة وتمنح الفرصة لكل شخص للتعبير عن "حقيقته الخاصة".

عقد اللقاء في الفاتيكان في سياق مؤتمر استمر أربعة أيام ابتداءً من نهار الخميس، وذلك برعاية لجنة الإعلام التابعة لاتحاد مجالس أساقفة أوروبا.

شبكة الأساقفة

بدأ الاجتماع بتقرير بين الأساقفة والممثلين عن اللجنة الأسقفية.

وجه جيم ماكدونل، رئيس سيغنيس الجمعية الكاثوليكية العالمية للاتصالات، سؤالاً للأساقفة والكهنة وبعض الخبراء العلمانيين في الاتصالات – الذين يقل عددهم عن 100 – عن عدد الأشخاص الذين يملكون بينهم ملف تعريف عنهم على فايس بوك.

فقام أكثر من ربعهم برفع يده.

وتبين أيضاً أن ويكيبيديا مألوفة لدى الجميع وأن 10% منهم ساهموا في تحرير إحدى موادها.

كذلك شاهد معظمهم أشرطة فيديو على يوتيوب، واستخدم حوالي 15% منهم الموقع لوضع فيديو خاص بهم عليه.

كما أن حوالي 10% استخدموا أو تابعوا تويتر.

الممثلون عن شبكة الإنترنت

بعدها جرى الانتقال إلى عروض ممثلي الإنترنت. وأوضح كريستوف مولر، مدير اتحادات يوتيوب في جنوب أوروبا وشرقها، وفي الشرق الأوسط وإفريقيا، الفلسفة التي نشأ عنها موقع غوغل.

وأثنى بخاصة على قرار الكرسي الرسولي باتخاذ فسحة له على يوتيوب. وعرض شريط فيديو ترويجي يظهر أن عظماء العالم يستخدمون هذا المنبر – بندكتس السادس عشر، وباراك أوباما، وملكة إنكلترا، وغيرهم –.

وأوضحت ديلفين مينار أمينة الصندوق في ويكيبيديا فرنسا أن الموسوعة التعاونية لا تسعى إلى إعطاء وجهة نظر واحدة عن الحقيقة، وإنما تهدف إلى تمثيل كل وجهات النظر.

بدوره، أظهر كريستيان هرنانديز المسؤول عن التنمية التجارية لموقع فايس بوك أن المبادرات المسيحية ازدادت على موقع فايس بوك وتتراوح بين ملف تعريف عن مزار لورد، و"صحيفة يسوع"، الملف الذي يقدم آيات إنجيلية ويضم أكثر من مليون متتبع.

من بين هذه المبادرات، عرض أيضاً ملف التعريف الخاص ببندكتس السادس عشر. ولكنه لم يذكر أن ملف التعريف هذا أنشأه شخص مجهول انتحل هوية البابا.

وفي حديث لاحق مع زينيت، قال هرنانديز أنه علم بهذا النبأ في الفاتيكان نهار الجمعة 13 نوفمبر.

وقال أن موقع فايس بوك ألغى إحدى صفحات ملف تعريف للفاتيكان، ولكنه لم يستطع تقديم حل لملف التعريف الخاص بمنتحل صفة بندكتس السادس عشر.

نقاط الاختلاف

فيما انتقل الاجتماع إلى مرحلة الأسئلة والأجوبة، اتضحت الصعوبة في التفاهم.

اعترف الأساقفة بحدود الكنيسة الكاثوليكية التي تسعى إلى التحاور على شبكة الإنترنت وإنما تستخدم عموماً صفحات أساسية: حوالي 70% من المواقع المؤسساتية الكاثوليكية لم تدخل عناصر تفاعلية من الويب 2.0.

وخلافاً لتوقعاتهم، لم يجد الأساقفة أنفسهم في لقاء مع خبراء في الاتصالات، وإنما مع ممثلين عن شركات ذات نموذج أعمال محدد. هذا النموذج يقتصر على المصلحة الذاتية مهملاً الاعتبارات الإنسانية.

"هل من الممكن الحديث عن حقيقة حول الشبكات الاجتماعية بالاستناد إلى الفكرة القائلة بأن لكل مستخدم حقيقته الخاصة؟". هذا هو السؤال الذي طرحته إحدى مجموعات العمل الأسقفية على ممثلي شبكة الإنترنت.

وافق الممثلون عن الشركات الثلاث على أن "السلطة" أصبحت بين أيدي المستخدمين؛ وأن المستخدمين هم الذين "يتحكمون" بوسائل الإعلام – ولكنهم سيتمكنون من السعي وراء الحقيقة بطريقة أكثر فعالية من خلال معرفة استخدام وسائل الإعلام.