عن ظهورات العذراء الأخيرة بمصر

إعداد ناجي كامل – مراسل الموقع – القاهرة

 

تشهد مصر حاليا جدلا ساخنا حول حقيقة ظهور العذراء مريم فوق بعض الكنائس في العاصمة المصرية القاهرة.

وذكرت صحيفة المصري اليوم أن عشرات الآلاف من الأقباط والمسلمين يقضون منذ أسبوعين  الليل  في شوارع القاهرة انتظارا لظهور العذراء، بعد انتشار أخبار بهذا الشأن بشكل متزامن في العديد من أماكن القاهرة الكبرى.

وأشارت الصحيفة إلى أن التجمعات شملت مناطق كنائس العذراء بالزيتون وعين شمس وعزبة النخل ومهمشة والمرج والفجالة ومسرة والسادس من أكتوبر والعمرانية وإمبابة والقليوبية

وقالت المصري اليوم أن ما يقرب من  ألف شخص احتشدوا بشارع شبرا في المنطقة المحيطة بكنيسة العذراء مريم مسرة، وظلوا يرددون تراتيل مسيحية تقول "السلام لك يا مريم".

ومضت الصحيفة قائلة "وفى الزيتون لم يختلف الأمر، وإن زادت التجمعات ووصلت لما يقرب من مائة ألف شخص، ظلوا حتى الصباح ينتظرون ظهور أم السيد المسيح"

شهود

وقد رصدت  الأنباء  احتشاد نحو عشرة ألاف شخص في ضاحية الوراق الفقيرة قرب كنيسة بتلك المنطقة وقد هلل الحشد لدى رؤية ضوء غامض فوق برج الكنيسة حيث أكد المحتشدون أن ذلك هو تجلي العذراء.

حيث قال احد الشهود  "أنها هي بثيابها البيضاء والزرقاء، لاشك في ذلك لم أكن واهما".

كما قال الأب راعي كنيسة الوراق  "أن مسلما يدعى حسان كان يجلس في مقهى مجاور للكنيسة هو أول من شاهد الضوء وشاهد طائرا يحلق فوق برج الكنيسة وبعد ذلك في الفجر تجلت العذراء وقد التقط صورا ولقطات فيديو للتجلي ووزعها على الجميع".

البابا شنودة

و ذكرت صحيفة اليوم السابع أن البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، ركز في عظته الأسبوعية الأولى عقب عودته من  رحلة علاجه الأخيرة بالولايات المتحدة، على أن ظهور العذراء الأخيرة بكنيسة بالوراق حقيقة واضحة شاهدها الآلاف من المسلمين والمسيحيين أرثوذكس أو كاثوليك.

وقال إن إنكار البعض لها لا يعنى أنها لم تتجل، مقرراً إصدار بيان رسمي عن الكنيسة خلال الأسبوع المقبل يؤكد ظهور العذراء.

وكانت صحيفة المصريون الالكترونية قد نشرت تصريحات لرجال دين انجيليين حيث انتقد الدكتور القس صفوت البياضي رئيس الطائفة الإنجيلية ما وصفه "بالزفة الإعلامية" التي تقودها صحف موالية لرجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس تروج لظهور السيدة مريم أكثر من مرة أمام كنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل بالوراق، واصفا الأمر بأنه "سفه للضحك على عقول البلهاء".

وأضاف "نحن بالفعل نقدر العذراء كبروتستانت مثل سائر المسيحيين وكذلك المسلمين، لكن ليس معنى ذلك أن تظهر للناس كما تروج الكنيسة الأرثوذكسية، فهذا الظهور محض خرافة لا أساس لها من الصحة، وهذا ما تؤكده المقاطع المصورة التي تم التقاطها إبان "ظهور مجرد ضوء باهر أو فلاشات قوية بواسطة ليزر"، قالت الكنيسة إنها العذراء فصدق الآلاف من البسطاء ذلك.

وعن الكنيسة الكاثوليكية  قال الأب رفيق جريش المتحدث الإعلامي باسم الكاثوليك تعليقا على ما أشيع حول ظهور العذراء "أنا لم أشاهد شيئا بعيني، ولا أستطيع الجزم بظهورها في ظل الفوضى المثارة بشأنها الآن".

كما عبر الأب يوأنس لحظي – رئيس تحرير موقع كنيسة الإسكندرية – عن الحاجة الماسة لعدم التسرع، لأن تاريخ المسيحية مليء بالظهورات الحقيقة والتي اعترفت بها الكنيسة اعترافا رسميا، ظهورات تمت بطريقة عجائبية وتأكدت بالبراهين والدلائل غير القابل للشك، كما أنه به أيضا ببعض الظهورات التي قامت الكنيسة برفضها وباعتبارها "إيحاءات جماعية". ويبقى مقياس الكنيسة الأول، بحسب الأب يوأنس لحظي، هو التساؤل: لماذا تظهر العذراء؟ وما هي الرسالة التي تتركها؟ ولمن تظهر للجموع أم لشخص (أو عدد من الأشخاص) وتعطي لهم رسالة معينة؟ وهل هذه الرسالة تتوافق مع الوحي والتقليد المسيحي الأكيد؟ … فالعذراء لا تظهر لمجرد الظهور، بل لإبلاغ رسالة سمائية ومساعدة وتعضيد أبنائها في الإيمان… والخوف كل الخوف هو أن نهروب من أحوالنا وأوضاعنا المزرية والضغوطات الاجتماعية والدينية والمعيشية بالجري وراء قصص وحكايات لا تفيد إلا في تعميق "هروبنا من الواقع"… والعذراء لا يمكن أن تأتي إلا لمساعدتنا على عيش وتغير هذا الواقع إلى الأفضل… ولهذا وجب التأني قبل تأكيد أو نفي ما يُقال عن ظهورات العذراء الأخيرة بمصر.