أين أصوات عقلاء وحكماء المسلمين فى مصر؟!

 

إيلاف- صبحى فؤاد

 الذى حدث ويحدث فى مدن وقرى صعيد مصر من تهجير وقتل واعتداءات همجية ونهب وسلب لاملاك ومتاجر ومصالح المسيحيين المصريين جرائم عنصرية ضد الانسانية بشعة يصعب على المرء ان يصدق انها تحدث فى مصر او تخيل حدوثها فى بلد مثل مصر التى عرف عنها عبر التاريخ السماحة والاعتدال وعدم التطرف والتعايش فى الفة ومحبة بين ابناءها من مسلمين ومسيحيين .

لقد عشت طفولتى وسنوات من شبابى فى مصر وكان لى من الاصدقاء الكثيرين من المسلمين .. كنا ندخل الكنائس معا فى الاعياد والمناسبات وغير المناسبات ..وكنا نذهب الى جامع الحسين وحى الازهر فى شهر رمضان .. ولم يكن الهدف اسلمة فلان او تنصير علان .. كانت علاقات محبة حقيقية صادقة واحترام متبادل ولا شىء اخر .

فما الذى حدث وغير مصر والمصريين وجعلهم اكثر شعوب العالم تطرفا وتعصبا ؟؟ مالذى جعل المصرى المسلم يرى فى جارة المصرى المسيحى عدوا لدودا لة يتحتم علية مواجهتة  وهزيمتة والقضاء علية وترحيلة عن ارض الوطن ؟؟ مالذى يجعل المسلم الان اذا سمع اشاعة  عن تحويل منزل الى كنيسة او اعتداء على فتاة مسلمة يثور بدون ان يكلف خاطرة تحرى الحقيقة او ترك الامر للقضاء ويخرج الى الشوارع لكى يعتدى على جيرانة المسيحيين ويدمر وينهب ويسلب ممتلكاتهم ومتاجرهم مثلما حدث منذ ايام قليلة فى الصعيد عندما قام الغوغاء المتطرفين فى خمس قرى او اكثر بتكبيد الاقباط فى هذة القرى خسائر قدرت بالملايين لمجرد انة تردد ان شاب مسيحى اعتدى على فتاة مسلمة !!

وعلى افتراض ان الشاب المسيحى اعتدى بالفعل على الفتاة الصغيرة لماذا لا يتركون الامر فى يد القضاء والعدالة لانزال العقوبة القانونية المناسبة علية ؟؟ وماهو ذنب مئات الاسر المسيحية من سكان القرى الخمسة الذين خسروا كل ما يملكون نتيجة عمليات الاعتداءات والسلب والنهب التى حدثت  بدون ذنب ؟؟

والذى يحيرنى ويثير دهشتى لماذا وقف رجال الامن المصريين يتفرجون على الهمج اللصوص اثناء قيامهم بعمليات الاعتداءات والنهب والسلب ضد منازل ومتاجر المسيحيين ولم يكلفوا خاطرهم بالتصدى للغوغاء المجرمين ؟؟ هل هناك اوامر عليا تامرهم بعدم التدخل فى كل مرة يتم فيها الاعتداء على المسيحيين فى قرى ومدن صعيد مصر وبعض المحافظات الاخرى ؟؟

لقد قامت الدنيا ولم تقعد حتى الان نتيجة للاحداث المؤسفة التى حدثت فى السودان ضد الجماهير المصرية بعد مباراة مصر والجزائر .. احتج الرئيس شخصيا وكذلك اولادة جمال وعلاء بشدة على ما حدث وتوعدوا الجزائر حكومة وشعب بعواقب وخيمة .. واعطي الضوء الاخضر لرجال الاعلام فى مصر للقيام بحملة شرسة ضد  الجزائر .. كل ذللك بسبب ماتش كورة قدم !!

ولكن عندما تحرق قرى كاملة وتنهب وتسرق منازلها متاجرها ويتم الاعتداء الوحشى البربرى ضد سكان هذة القرى لانهم مسيحيين فى وضح النهار وامام رجال الامن المسئولين عن حماية جميع المصريين بغض النظر عن اديانهم .. نجد الرئيس مبارك لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم ولا يهتم كما لو ان ما يحدث فى بلد اخر وليست بلدة .. او كما لو انة يباركة و يؤيدة ويتم برغبتة وارادتة للقضاء على الاقباط وتركيعهم تنفيذا لوصية  انور السادات الذى تعهد فى عام 1956 عندما كان سكرتيرا عاما للمجلس الاسلامى بتحويل المسيحيين فى مصر الى الاسلام او جعلهم ماسحى احذية وشحاتين .

اننى اتعجب لصمت السيد جمال مبارك ورئيس الوزراء الوزراء ورجال السياسة والدين الاسلامى وفى مقدمتهم شيخ الازهر ورجال الاعلام لما يحدث من جرائم بشعة ضد الاقباط تحرك ضمائر الاموات فى قبورهم . اين ضمائر كل هؤلاء ..اين اصواتهم التى نجدها تخرج عالية مثل الرعد  اذا اعتدى على مسلم فى اى مكان فى العالم او اذا اساء احدا الى الاسلام او الرسول .. !!

لقد ياسنا من عدالة النظام الحاكم فى مصر .. ياسنا من صمتة وتعصبة الاعمى ضد الاقباط .. ولكننا لم ولن نياس من عدالة السماء ورحمة اللة وعدلة ..

اخيرا اننى ادعو جميع جمعيات حقوق الانسان فى مصر وخارجها وقيادات الاقباط فى الداخل والخارج برفع ملفات الجرائم البشعة التى ارتكبت – ولا تزال – ضد الاقباط منذ عهد السادات وحتى الان الى المحاكم الدولية والمنظمات العالمية ..واذكرهم انها جرائم ضد الانسانية لا تتساقط ابدا بمرور الوقت والزمن وذلك حتى يدرك القائمين على النظام وكبار المسئولين فى مصر انهم مسئولين مسئولية مباشرة عن امن وامان كل مصرى ومصرية سواء كانوا مسلمين او مسيحيين او يهود او من اى ملة اخرى .