الأحد الثاني من طوبة

العبادة الداخلية والعبادة الخارجية 

 

 

إعداد ناجي كامل – مراسل الموقع – القاهرة

* القراءة الأولى : البولس من الرسالة إلى غلاطية 5/2-14

  يتحدث بولس عن أول موضوع انشقاق في المسيحية الختان فما هو الختان ؟ هو علامة جسدية (كما كان يوسم العبيد) وضعها الله كعلامة عهد مع إبراهيم ونسله وتبع هذا العهد كل الميراث اللاهوتي و الروحي و الطقسي من عبادات وذبائح واصوام .

  عند دخول غير اليهود إلى الإيمان المسيحي بكرازة الرسل ،طالب البعض من المؤمنين اليهود والرسل أيضا أن يتم انضمام هؤلاء عبر البوابة اليهودية أي أن يختتنوا و يمارسوا طقوس اليهود و شرائعهم ،ثار بولس على ذلك وعقد أول مجمع للرسل في أورشليم وقرروا :فقد رأى الروح القدس ونحن أيضا :آلا نضيف عليكم فعلا أكثر من الضروري امتنعوا عن ذبائح الأصنام …صونوا أنفسكم تفعلون حسنا.

 "كونوا معافين" كونوا محلولين من جميع الناموس اليهودي لان الرب وضع وسما جديدا وعلامة جديدة لعهده الجديد ،وضع المعمودية بالماء و الروح فختم بها على قلوبنا وصرنا شعبه الجديد لسنا أبناء الجسد بل أبناء الروح.

"إن اختتنتم فالمسيح لا ينفعكم شيئا لان الختان يبرر بالناموس ويعطل بر

  المسيح " – "في المسيح لا الختان ولا القلف يستطيع شيئا بل الإيمان الذي يعمل بالمحبة 

المطلوب عبادة وإيمانا داخليا نحياه في المحبة .

 

* القراءة الثانية الكاثوليكون من رسالة يوحنا الأولى 3/18-24

يركز يوحنا في رسالته على العبادة الداخلية و المحبة الداخلية القلبية

" يا أحبائي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل و الحق "

هذه هي وصيتي أن نؤمن بيسوع المسيح و أن نحب بعضنا بعضا كما أوصانا"

 

* القراءة الثالثة الابركسيس من سفر أعمال الرسل 15/22-29  

تتناول القراءة موضوع المجمع و القار بإعفاء الناس من العبادات اليهودية الطقسية .

* القراءة الرابعة المزمور 83/64

البركات التي يمنحها الله واضع الناموس ليست ثابتة  استاتيكية بل حية متحركة ديناميكية تتقدم كل يوم من قوة إلى قوة …هذه هي عملية التطور و الانتقال من قوة العهد القديم إلى قوة العهد الجديد ..

إليك يقبل كل البشر :نبؤة عن العهد الجديد بالإيمان المسيحي الذي لا يضم إليه الشعب اليهودي فقط بل شعوب العالم كله و البشرية جمعاء.

  

* القراءة الخامسة الإنجيل من لوقا 11/27-36

كان المسيح يعظ وكانت عظاته تهز القلوب وتحرك الوجدان وتثير الورع و الفرح في النفوس وهذا جميل وليس كاف فالأرض الصخرية الشوكية تقبلان الكلمة بفرح لكن ليس لها عمق وتخنق أشواك وهموم العالم الكلمة .لذلك يريد الرب من شعب العهد الجديد لا هتاف الشفاه بل تغيير القلوب ، لا أن نكون مستمعين جيدين فقط بل بالأحرى نسمع و نعمل بالكلمة ،لذلك يرد على تطويب المرأة بنوع من الشدة فالله لا يريدنا مكبرين مهللين ثم بعد ذلك منصرفين متناسين وطارحين وراء ظهورنا كلامه ….

 – الطوبى لمريم التي تطوبها جميع الأجيال :اليصابات زكريا – يوحنا – الملائكة – الرعاة – المجوس – سمعان الشيخ – حنة النبية …وهى تحفظ الكلام في قلبها جائزة ومقبولة عند يسوع لكنها يجب أن تكون مقرونة بالتغيير في العمق داخليا و لا تكتفي بكلام الشفتين.

– البحث عن المعجزات والآيات : ما زلنا نحن المصريين نبحث عن معجزات و عجائب نلتمسها من الإيقونات و الأديرة و ذخائر القديسين ونغفل عن المعجزة الحقيقية "قصة الفراش المسيحي الذي سأله احدهم عن اكبر معجزات عيسى المسيح فحاول الرد قدر استطاعته لكن ذلك قاطعه اكبر معجزات هذا الرجل أنكم ما زلتم موجودين بيننا على قد الحياة ." حياتنا كلها معجزات .

– الإيمان تغيير جوهري : أهل نينوى تغيروا 180 درجة بكرازة يونان

                                   ملكة سبا تغيرت 180 درجة بكرازة سليمان

خاتمة : فائدة ومعنى الإيمان في حياتنا:

– الإيمان سراج منير: لا يغير حياتنا فقط بل حياة الآخرين أيضا فهو ذلك النور الداخلي الذي لا يمكن أن يختفي لأننا عندما نعيش الإيمان الحقيقي نصير مصدر فرح وسلام ونبع حب لكل من يقترب منا أو يلاقينا على طريق الحياة .

تصير نظراتنا مليئة بالبساطة و الطهارة و النقاء

يصير جسدنا كله منيرا بالعفاف و الطهارة

تصير عائلاتنا مشرقة بالحب و الوفاء والتضامن و التماسك

تصير كنائسنا مزدهرة بالعبادة والروح والحق والخدمة و التواضع.

نصير جميعا أبناء العهد الجديد .

أبناء النعمة والحق أبناء النور المعافين من كل ناموس سوى المحبة.

 – الطوبى الحقيقية : لا تكمن في المجاملة الشرقية الرائعة "طوبى للبطن " بل تتعدى المستوى الحسي واللذة المادية التي في حد ذاتها جيدة لكنها قاصرة عن أحياء تغيير جذري .

يسوع يعلم ويدرك ويقدر هذه المشاعر الجياشة الرائعة لكنه لا يطوبها فهي غير كافية للخلاص ،لتطوب امرأة أخرى لم تفتح فاها بل غسلت قدميه بدموعها حينما يكرز بالإنجيل يذكر ما فعلته فتطوبها الأجيال لأنها تغيرت بحياتها جذريا ، أما المرأة المعجبة فلم يمدحها ولم يدافع عنها بل تقريبا ناقض مجاملتها.

لا يريد أناسا تهتف باسمه                        بل أناسا تتقدس باسمه

لا يريد تهليل الصوت واللسان              يريد تطويب القلب و تطويب الروح

لا يريد أتباعا مكبرين مهللين                     يريد من يحمل صليبه ويتبعه

لا يريد مؤمنين يضعونه بين الأولويات    يريد أن يكون الأولوية الوحيدة في  حياتهم

 لا يريد عواطف متأججة سرعان ما تنطفئ  بل يطلب كيانا عطشانا لا يرويه إلا قربه .

الأب / بولس جرس