عظة الاحد الثالث من طوبة

 

 

     فرحى قد اكتمل           

بقلم  الاب / بولس جرس

+ القراءة الاولى : البولس من الرسالة إلى العبرانيين 10/19-34

– فاذن يا اخوتى لنا ثقة بالدخول إلى قدس الاقداس بدم يسوع

– فلندخل بقلب صادق وكمال الايمان

– لنتمسك باعتراف الرجاء المتين لان الذى وعد أمين

– لنتأمل بعضنا فى بعض بغيرة المحبة و الاعمال الصالحة

– مخيف جدا الوقوع بين يدى الله الحى

– تذكروا الايام الاولى التى استنرتم فيها بعدما صبرتم على الآم عظيمة.

    يخاطب كاتب الرسالة المؤمنين من اليهود الذين صاروا مسيحيين بعبارات تنصح بالرجاء محدثا اياهم باسلوب يعرفونه جيدا ، فقدس الاقداس الذ لا يدخله سوى رئيس الكهنة مرة واحدة فى السنة،صار اليوم مفتوحا لان الحمل المقدم فيه هذه المرة بلا عيب قادر ان يشفع فى خطايا البشر وبيديه فتخ قدس الاقداس وهدم الحجاب ودعى الجميع الى الدخول لكن بشرط وهو صدق القلب وكمال الايمان مع التمسك بالرجاء القوى المتين المبنى على الايمان

بان الذى وعد هو امين كماكان امينا وصادقا فى وعوده للاباء ابراهيم و إسحق ويعقوب وداوود… وسيحقق وعد العهد الجديد فى جو من المحبة المقترن بالعمل الصالح.

    يختتم مذكرا المؤمنين بالايام الاولى التى استناروا فيها بنور المسيح القائم من الموت والذى بموته خلصهم لذلك لا يجب ان يعودوا إلى سيرتهم الاولى قبل الايمان لان ذلك سيجلب عليهم الغضب وكم هو مخيف الوقوع فى يدى الله وهو غاضب بسبب الخطية والارتداد عنه .ههنا يقودنا إلى التفكير فى حياتنا اليومية ونتذكر وعود المعمودية والرجوع عن الخطيئة لنظل انقياء فى الطهارة و البر.

 

+ القراءة الثانية  : الكاثوليكون  من رسالة يوحنا الاولى 4/11-21

  – إذ كان الله قد احبنا هكذا فيجب ان نحب بعضنا بعضا.

  – إن احببنا بعضنا يثبت الله فينا و تكون محبته كاملة فينا

  – نحن رأينا ونشهد أن الآب ابنه خلاصا للعالم

  – الله هو محبة فمن يثبت فى المحبة يثبت فى الله

  – نحن نحب الله لانه احبنا اولا

  – من لايحب اخاه الذى يراه فكيف يقدر ان يحب الله الذى لا يراه

     يؤكد يوحنا على تلاميذه على موضوع جوهرى فى الحياة المسيحية هو" المحبة" فاذا كنا بالمسيح قد صرنا ابناء الله والله محبة فيجب ان نحمل سمات ابينا وان نعيش المحبة ولقد كانت اكبر شهادة لمسيحيين الاولين هى محبتهم" انظروا كيف يحبون بعضهم " ولتظل المحبة واعمال المحبة هى اكبر علامة للعالم محبة صادقة بلا رياء وغير مشروطة ويصل يوحنا إلى خاتمة حتمية لمحبة القريب اولا لاننا من خلاله نصل إلى الله وبدونه نظل بعيدين "من لا يحب اخاه لا يحب الله".

 

+ القراءة الثالثة  : الابركسيس من سفر اعنال الرسل 2/38-45

  – توبوا وليعتمد كل منكم باسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتنالوا موهبة الروح القدس الموعد هو لكم ولابنائكم فآمن واعتمد ثلاثة الاف

  – وكانوا مواظبين على تعاليم الرسل والشركة فى كسر الخبز و الصلاة

  – وكان جميع المؤمنين معا وكل شئ بينهم مشترك

     فترة جميلة يقودها بطرس و الرسل، ازهى واجمل واصدق فترات الحياه المسيحية على مدار العصور بدأت بالتوبة و المعمودية وعاشت بالصلاة و الشركة وتغذت بالافخاريستيا فصار الجميع منصهرون فى بوتقة واحدة هو بوتقة الحب " الكنيسة" فبهذا اكتمل الفرح.

 

 + القراءة الرابعة  : المزمور 65/7-11

  – اجزتنا فى الماء والنار

  – واخرجتنا إلى الراحة

  – باركوا الرب ايها الامم واسمعوا صوت تسبيحه

     نبؤة عن المعمودية المسيحية التى هى بالماء ظاهريا لكنها بالروح القدس والنار كما تنبأ يوحنا المعمدان والذين يدفنون مع المسيح فى هذه المعمودية يخرجون إلى الراحة والفرح والسلام ويعيشون حياتهم يباركون الرب و يسبحون ويرى الناس اعمالهم الصالحة وشركتهم فى المحبة فيمجدون الله.

+ القراءة الخامسة : الانجيل من يوحنا 3/22-26

  – رابى الذى كان معك فى عبر الاردن وشهدت له ،ها هو يعمد والجميع يأتون اليه.

  – انتم تشهدون بانى قلت لست المسيح بل مرسل قدامه.

  – لا يقدر انسان ان يأخذ شيئا ما لم يعطى له من السماء.

  – من له العروس فهو العريس اما صديق العريس فيفرح.

  – فرحى هذا قد اكتمل، له ينبغى ان يزيد ولى ان انقص.

  – من لا يطيع الابن لا يعاين الحياة بل غضب الله مستقر عليه.

    يقودنا انجيل اليوم إلى موضوع معاصر ، فمازال يحظى باهتمام الناس ، من الاعظم؟

كان الطريق امام يوحنا ابن زكريا ممهدا ومفروشا بالورود ليصير اعظم الانبياء فهو:

  – ابن زكريا الكاهن ابن اليصابات التى انجبته فى شيخوختها

  – الذى بشر به جبرائيل الملاك ابوه فى الهيكل وهو يخدم البخور

  – الذى قبل الروح القدس وهو فى بطن امه حين دخلت مريم بيته

  – الذى انشدت امه :مباركة انت بين النساء

  – الذى انشد اباه :مبارك الرب إله إسرائيل الذى صنع خلاصا لشعبه

  – الذى قال الناس عنه عندما انفتح فم ابيه" ما اعسى ان يكون هذا الصبى"

  – الذى عاش فى البرية لا يأكل خبزاولا يشرب خمرا

  – الذى كانت لديه الشجاعة ليواجه الكتبة و الفريسين و الجنود والعشارين

     توبوا فان الناس قد وضعت على اصل الشجرة فكل شجرة لا تثمر تقطع وتلقى فى النار

  – الذى واجه الملك هيرودس بما خاف ان يواجهه رؤساء الكهنة وعلماء الناموس والفريسيين "لايحق لك ان تأخذ هيروديا زوجة اخيك زوجة لك"

  – الذى شهد له يسوع بانه اعظم مواليد النساء

     كان اقرب إلى صورة النبى المالوفة فى العهد القديم ،وكانت لديه سمات الانبياء العظام لكنه بتواضع نادر التكرار "لست انا اياه" انا مجرد صوت صارخ فى البرية.

    نحن امام انسان يعرف ذاته ،يعرف رسالته، لا ينتهز الفرص ،ولا يتلاعب بالالفاظ ولايخون الامانة، ولايعرف الكبرياء، انسان صادق فى القول والفعل والحياة ،انسان لايفعل ذلك كله عن تضحية وذبيحة مكفهر الوجه بل انسان يشعر بكامل الرضى وبالغ السعادة ويرى ان فرحه يكتمل فقط عندما يرى من كان قبله قد احتل موقعه الطبيعى حينئذ لا يخجل حتى ان ينحنى بإجلال ليحل سيور حذائه .

ما اعظمك يا يوحنا ، ما احوج العالم اليوم إلى اشخاص من نوعيتك

اللهم علمنا ان يكون إكتمال فرحنا بتحقيق ارادتك فى حياتنا.

 

إعداد ناجى كامل- مراسل الموقع من القاهرة