جورج عجايبى فى عيون المصريين

                         

* كتبت نيفين مسعد فى جريدة الشروق:

 جورج عجايبى هو أحد التلاميذ النجباء فى مدرسة المواطَنة المصرية الصميمة، فتِش عن أى هيئة تناقش هموم الوطن وستجد جورج بين الآباء المؤسسين، شارك فى أى ندوة تدور حول العلاقة بين أبناء الوطن الواحد وسترى جورج يجلس فى الصفوف الخلفية لا يتكلم إلا حين يكون لديه ما يقول، ابحث عن أى شخصية عابرة للانتماءات السياسية وستقودك قدماك حتما إلى جورج. هو شخص لا يدلك على دينه إلا اسمه أما طائفته فلن يدلك عليها شىء، ولعل كثيرين منا عرفوا جورج لكن قلة منهم فقط كانت تعرف أنه كاثوليكى فالشىء الأكثر أهمية هو ذلك الإنسان الجميل الذى كان يسكن داخله.

 كيف استطاع جورج أن يحول لجنة العدالة والسلام المنبثقة عن الفاتيكان إلى لجنة مصرية خالصة تحدد لها قضايا الوطن أجندتها؟ كيف شارك جورج فى تكوين حزب الكرامة وهو ليس ناصريا؟ كيف نشط فى منتدى حوار الثقافات مع الهيئة الإنجيلية وتعاون مع اليسار المصرى فى جمعية «مصريون ضد التمييز الدينى»، وهو كاثوليكى وغير محسوب على اليسار؟ السر يكمن فى شخصيته التى تبنى الجسور وتجسد التنوع وتحافظ على الود مع الاختلاف.

    فى اللحظة التى نعترف فيها بأننا نعانى من فتنة طائفية محتدمة نكون قد أمسكنا بطرف الخيط، وعندما نفعل كما فعل جورج عجايبى وأمثاله من عقلاء الوطن الذين لم يدفنوا رءوسهم فى الرمال بل صارحوا أنفسهم بأن فى الأمر مشكلة وتفانوا فى حلها نكون قد قطعنا خطوة أولى على طريق الألف ميل، لكن للأسف فإن أمثال جورج عجايبى يصنعون فقط المحبة فى علاقتهم بكل من يمر بهم فى مشوار حياتهم لكنهم أبدا لا يصنعون السياسات.

 عندما يرحل عنا جورج عجايبى تسقط ورقة جديدة من أوراق شجرة الكافور العجوز التى يستظل بها المصريون جنبا إلى جنب مسلمين ومسيحيين، ومن حول الشجرة الأم تنبت جهنميات كثيرة، لكل جهنمية ظلها، ولكل ظل دينه، ولكل دين طائفته وقبيلته وعزوته التى لا يُظل غيرها من أبناء الوطن…. الوطن؟؟

 

* كتب نبيل مرقس فى إسلام اون لاين:

امتاز جورج بأنه ” كان صيرفياً يزن المواهب و يميز الصحاح من الزيوف “ فلقد استطاع جورج في فترة زمنية وجيزة أن يجمع حوله نخبة من المثقفين الأقباط الذين تصاعدت أدوارهم العلمية و الثقافية والسياسية والتنموية في ساحة العمل العام في مصر. تتلمذ جورج علي يد ثلاثة من أهم رموزالعمل الثقافي المسيحي في مصر ، وهم الأب جورج قنواتي رئيس معهد الآباء الدومينيكان بالقاهرة د. ميشيل فرح الأستاذ بهيئة الطاقة النووية والاب كريستيان فان نسبن الهولندى المستشرق الذى انتمى الى مصر فكرا ولغة ووجودا ومعايشة لابنائها ورائد كم رواد الحوار الاسلامى المسيحى فى مصر والعالم
أنّ جورج تعلم دروسه الأولي في تقاليد الحوار الثقافي وفقهه من جمعية الإخاء الديني أحد أبرز منابر الحوار الإسلامي المسيحي و صالون السيدة ماري كحيل

جمع جورج عجايبي بين العمل الثقافي في حركة العدالة و السلام المصرية ، و العمل الخيري التنموي في جمعية الصعيد للتربية والتنمية ،العمل الدينى من خلال تدريسه فى كلية اللاهوت بالسكاكينى والعمل السياسى من خلال انضمامه لحزب الكرامة والعمل الاعلامى من خلال كتابته فى مجلة رسالة الكنيسة .

* كتب نصر القوصى : فقدت مصر والوطنية المصرية وفقدت أنا شخصيا شخصية نبيلة، هو المهندس جورج عجايبي، بعد صراع طويل مع المرض الذي صار ينهش أكباد ملايين من المصريين. 

لقد كان جورج عجايبي مثقفًا عميقًا ووطنيًا أصيلا، وقد نظم العديد من النشاطات الثقافية والفكرية يوم أن كان رئيسًا للجنة العدالة والسلام، واشتركت معه وبسببه في كثير منها، وقد شاركت مع جورج في العشرات من الأنشطة والحوارات المعمقة، بعضها معلن، وبعضها غير معلن، حول العلاقات الإسلامية المسيحية في الوطن ،وكيفية علاج مشكلاتها، والتوصل لحلول لها علي أرضية وطنية، وليس على أرضية طائفية. كما كنت أسعد كثيرًا بالسفر مع جورج عجايبي في حوارات مصرية داخليًا ودوليًا، وكان فكره واضحًا لا لبس فيه، فهو وطني حتى النخاع، وعقلاني، ومتواصل مع الأفكار والبشر، وباني للجسور، ومطفئ للحرائق التي تنشأ بسبب الخلافات هنا أو هناك

 

*كتبت د. منار الشوربجى فى المصرى اليوم :

 كثيرة هى النماذج المصرية الأصيلة التى تسهم بشكل جوهرى فى خدمة قضايا هذا الوطن دون أن يعرف عنها الرأى العام المصرى- للأسف- سوى أقل القليل ومن هذه النماذج الوطنية الفذة التى كانت تعمل دون ضجيج وتنجز بعيدا عن الأضواء المهندس جورج عجايبى، الذى رحل عن دنيانا منذ أسابيع قليلة. والحقيقة أننى كلما ذكرت جورج عجايبى يرد إلى ذهنى معنى الأصالة والصدق. فهو كان «حقيقيا»- إذا جاز التعبير- فى زمن كثر فيه الزيف وعلت فيه أسهم بعض النماذج التى ينضح سلوكها بعكس ما تقوله ألسنتها..

كان جورج عجايبى من أولئك الذين يسهل أن تجتمع على محبتهم واحترامهم ألوان الطيف السياسى باختلاف انتماءاتها. صحيح أنه كان أحد مؤسسى حزب الكرامة الناصرى، إلا أن مساحات المشترك مع التيارات الفكرية والسياسية الأخرى كانت مفتوحة على مصراعيها معه، بفضل أصالته الوطنية واتساقه مع نفسه وحرصه على التواصل الإنسانى حتى مع مخالفيه فى الرأى والحقيقة أن جورج عجايبى كان من أوائل من انتبهوا إلى أن الوصول لحد أدنى من الوفاق الوطنى بين القوى والتيارات السياسية المصرية المختلفة هو أحد مفاتيح النهضة فى مصر.

 

*ناجى كامل – مراسل الموقع من القاهرة

 عرفته فى مطلع شبابى من خلال اللجنة المسكونية حيث كان هو من دعانى الى الانضمام اليها فكان نعم الاخ الاكبر والمتكلم اللبق صاحب مذاق خاص فى إختيار الكالمات فتعلمت منه اصول ومبادئ العمل العام كما تعلمت منه محبة الاخر المختلف عنى ثقافة ودينا ومذهبا كان لديه كاريزما القبول " ان يحبه الناس من اول لقاء"  ، متحدثا منظم الفكروتلقائى  وخادمامتواضعا  نزيها وكاتبا صادقا ملما بجميع امور الدنيا والدين والسياسة  واخا يمدك بالنصيحة ،  سهل عليك ان تجد فيه الاب والاخ والصديق فهو يقف الى جوارك  متى اسودت الدنيا فى عينيك وابتعد عنك الاصحاب . كان جورج عميدا لاخوته  وكما احببت جورج احببت اولاده اندرو وستيف فكان جورج شديد الارتباط بالكاردينال اسطفانوس الثانى بطريركناالراحل  فسمى اولاده على اسمه(اندراوس و إسطفانوس) ومرت الايام فكنت خادما لهما فى مرحلة التكوين الاساسى للاعداد للمناولة الاحتفالية فشعرت يومها مدى فرحى وانا ارد لشخصه وما تعلمته منه فى اولاده. اننى لا ارثى جورج انما اتعقب خطاه فهو الذى رسم الطريق لكى ياتى من بعده من يكمل المشوار، رحم الله جورج وعوضنا عنه خيرا.