كلمة الحبر الأعظم في ختام الرياضة الروحية الخاصة بزمن الصوم

"فقط في "الشركة" الكنسية، نستطيع أن نسمع الكلمة"

حاضرة الفاتيكان، الثلاثاء 02 مارس 2010 (Zenit.org)

ننشر في ما يلي الكلمة التي وجهها بندكتس السادس عشر نهار السبت الفائت إلى الحاضرين في كابيلا أم الفادي بالفاتيكان في ختام الرياضة الروحية التي وعظها الأب الساليزي إنريكو دال كافولو للبابا وأعضاء الكوريا الرومانية.

***

أيها الإخوة الأعزاء،

أيها الأب العزيز إنريكو،

باسم جميع الحاضرين هنا، أرغب في توجيه شكر قلبي لكم أيها الأب إنريكو على هذه الرياضة الروحية، وعلى الأسلوب المندفع والشخصي الذي أرشدتم به طريقنا نحو المسيح، على درب تجديد كهنوتنا.

لقد اخترتم كنقطة الانطلاق والوصول، والخلفية الحاضرة – كما رأينا الآن – صلاة سليمان لـ "قلب يصغي". في الحقيقة، يبدو لي أن الرؤية المسيحية الشاملة للإنسان مختصرة هنا. فالإنسان ليس كاملاً بذاته ويحتاج إلى العلاقة – وهو كائن علاقات. إن إدراك ذاته لا يسمح له بالتفكير في الواقع كله. فهو يحتاج إلى الإصغاء إلى الآخر، وبخاصة إلى الآخر السامي – مع التشديد على الآخر – أي الله. هكذا فقط يدرك ذاته ويصبح ذاته.

من هنا، لطالما رأيت أم الفادي، كرسي الحكمة مع الحكمة المتجسدة في أحشائها. وكما رأينا، فإن القديس لوقا يقدم مريم كامرأة مصغية من كل قلبها، ومنغمسة في كلمة الله، تصغي إلى الكلمة وتتأمل بها وتحفظها في قلبها. يقول آباء الكنيسة أن الروح القدس حل في مريم العذراء عبر أذنها خلال تكوّن الكلمة الأبدية في أحشائها. خلال إصغائها، حملت بالكلمة الأبدية ومنحت جسدها لهذه الكلمة. وبالتالي فإنها تعبر عن معنى التحلي بقلب مصغٍ.

مريم محاطة هنا بآباء وأمهات الكنيسة وشركة القديسين. لذا نرى ونفهم خلال هذه الأيام أننا غير قادرين على سماع الكلمة بصورة فردية وإنما فقط ضمن "الشركة" الكنسية، ضمن شركة القديسين.

أيها الأب العزيز إنريكو لقد أظهرتم لنا خمس شخصيات مثالية في الكهنوت ابتداءً من اغناطيوس الأنطاكي ووصولاً إلى البابا الحبيب والجليل يوحنا بولس الثاني. وقد استطعنا مجدداً إدراك معنى أن نكون كهنة ونصبح كهنة أكثر فأكثر.

كذلك شددتم على أن السيامة تتجه نحو الرسالة لتصبح رسالة. خلال هذه الأيام، تعمقنا في سيامتنا أكثر فأكثر بعون الله. وبالتالي فإننا نريد المباشرة برسالتنا بشجاعة جديدة. فليساعدنا الرب. شكراً على مساعدتكم أيها الأب إنريكو.

ترجمة وكالة زينيت العالمية (Zenit.org)

حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية 2010