عظة الأحد الرابع من الصوم الاربعينى المقدس

يتوقعون تحريك المياه

بقلم  الأب / بولس جرس

راعى كاتدرائية العذراء سيدة مصر – بمدينة نصر

+ البولس : من الرسالة إلثانية الى تسالونيكى 2/ 1 الخ

     – بخصوص مجئ ربنا يسوع المسيح واجتماعنا اليه

          – لا تتزعزعوا لا ترتعبوا من نبؤه او قول او رسالة تقول ان يوم الرب جاء

          – لا يخدعكم احد ، فلنعيش حسب وصية يسوع

          – علامات يوم الرب : انتشار الكفر، ظهور رجل المعصية ( المسيح الدجال)

          – قوة رجل المعصية : له قدرة الشيطان على المعجزات والآيات والعجائب الكاذبة

                                      له قوة إغراء على جميع أنواع الشر والهلاك

                                      له قوة الضلال ليجعل الناس تصدق الكذب .

* هذه النبؤة تشغل تفكير أناس كثيرين فى مختلف أنحاء العالم الآن عن 2012 او 2013

واصطدام نيزك بالأرض وتنبؤات عذراء فاطيما .

هل مر جيل او عصر او قرن دون انتشار مثل هذه التنبؤات؟

الناس دائما ما تجد العلامات المناسبة :

حروب: هل مرت على البشرية سنة واحدة فى تاريخها بدون حرب؟!

مجاعات: لم يخلو العالم منها يوم واحدا

أوبئة : تزداد انتشارا وتعقيدا وآخرها أنفلونزا الخنازير – الطيور – جنون البقر

مدعى نبوة: لايخلو منهم مجتمع او بلد

زلازل: هل مرت على الأرض سنة بدون زلازل

براكين: ستظل إلى ان يبرد جوف الأرض

تفشى الشر : هل الشر اليوم أفظع من أهل نينوى – سدوم وعمورة؟

* المحصلة :  المسيحي هو الوحيد الذي "يترجى " اى ينتظر فى رجاء سعيد هذا اليوم ويصلى ان يراه ويعمل على تحقيق الملكوت كي يصل العالم إليه وهو الوحيد الواثق من النصر الأكيد فالمسيح سيهلك الشرير بنفس من فهمه ويبدده.

 

+ الكاثوليكون: من رسالة القديس يعقوب 4/ 7 – 17

ٍ   –   أخضعوا لله وقاوموا إبليس فيهرب منكم

   –   اقتربوا من الله فيقترب منكم

   –   اغسلوا أيديكم أيها الخاطئون وطهر قلبك يا كل منقسم رأى

   –   احزنوا على بؤسكم ونوحوا وابكوا

   –  هناك مشرع واحد وديان واحد يقدر ان يخلص ويهلك

   –  إن شاء الله نعيش ونعمل…

يناقش يعقوب مشاكل المسيحيين ويرسم لهم الطريق " الخضوع لله ومقاومة الشيطان "، انه طريق فريد يقود إلى التقرب إلى الله ، يطلب من الخطاة التطهر والاغتسال بالمعمودية والتوبة والحزن والدموع والندم ويعلمهم ألا يدينوا الآخرين ويحكموا عليهم مذكرا إياهم ان الديان واحد وهو الله وهو صاحب الشريعة وصاحب السلطة على الحكم والدينونة واليه بسلم حياتنا ليفعل بنا  + الابركسيس: من سفر اعمال الرسل  26 / 19 إلى 27/8

 * رحلة بولس إلى قصر القيصر

بولس يدافع عن نفسه إمام الولاة ويقنعهم بالمنطق ليصل إلى حكم ابتدائي " لم يعمل هذا الرجل شيئا يستوجب الموت أو السجن " هذا هو رأى الملك اغريباس والحاكم فستوس والاميرة برنيكا اخت الامير دروسلا ابنة الملك هيرودس اغريبا ،كان اغريبا الثانى هو ملك شمال فلسطين والاراضى المجاورة لها ، اما فستوس فكان والى اليهودية .

 

+ المزمور: 76 /12 – 13

·        اضائت بروقك المسكونة: البرق يظهر ويلازم ظهور الله فى العهد القديم

·        ارتعدت الأرض وتزلزلت: كذلك الزلزلة والارتجاج مصاحب للظهور الإلهي.

·   يأرب في البحر طريقك وسبلك فى المياه الغزيرة: قدرة الله وسيطرته على البحار العظيمة والمياه الغزيرة تظهر مجده وسيطرته على خلائقه جميعا بما فيها الأرض والشمس والقمر فهو ليس إله الإنسان وحده بل كل إله الكون أيضا برا وبحرا وجوا.

 

الإنجيل : من يوحنا 5/ 1 – 18 " مخلع بركة بيت حسدا "

    تقديم :

  معجزات الرب يسوع لا تعد ولا تحصى ولا تستطيع الكرة الأرضية نفسها ان تتسع للكتب لو سجلت باجمعها "أشياء أخرى كثيرة صنعها يسوع  لو كتبت بالتفصيل لضاق العالم كله على ما أظن بالكتب التي تحتويها " (يو 21/25)

أقام يسوع الموتى وشفى مختلف الأمراض وكان شفاؤه يشمل أمراض الجسد والنفس والروح . لعل ابرز معجزات الشفاء تلك التى وردت عند الانجليين الثلاثة متى ،مرقص ولوقا . المخلع الذى أدلاه رفاقه من السقف فى بيت ناحوم حيث برهن يسوع على قدرته على شفاء النفس والجسد وغفران الخطايا.

فى إنجيل اليوم نراه فى مهمة خاصة جدا (كمهمة الأسبوع الماضي مع السامرية)

لذا ينطلق منفردا أو منعزلا عن الجموع ومنفصلا عن التلاميذ سعيا للقاء شخص بعينه، شخص جريح النفس وكسيح الجسد وعليل الروح ، ويصعد الى أورشليم فى موعد خاص يذهب الى بيت حسدا(التي تعنى فى العبرية رحمة) وهو يقع شمالي أورشليم عند باب الغنم وقد دلت الحفريات الحديثة على مكان وجود هذه البركة المباركة التى يحرك ملاك الرب مياهها فتهب الشفاء لمن يدخل إليها أولا… لذا كان التواجد كثيرا والتزاحم شديد والرجاء امر يعيش عليه الجميع وهؤلاء البشر هم رمز للبشرية المريضة بالخطيئة وتئن وتتمخض راجية الخلاص بحلول المخلص… فحتى السامريون كانوا ينتظرون "متى جاء المسيا سيخبرنا بكل شئ" يو 4/25ٍ

·        كان هناك رجل مريض منذ ثمان وثلاثون سنة:

هذا المريض بصفة خاصة يمثل شعب الله أبان الغربة فى البرية لمدة 38 سنة قبل دخوله الى  ارض الميعاد . ينتظر فى لهفة ويترقب فى شوق ان يدخل موضع راحته وان تستقر حياته مع تحقيق وعود الرب وعطاياه … فمتى وأين وكيف سيقع هذا اليوم على هذه النفس؟

·        أتريد ان تبرأ؟:

قد يبدو السؤال غريبا لان الإجابة بديهية لكن مهما كانت بديهية الرد فان الله يريد ان يسمع إجابتك الحرة وتجاوبك مع نعمته.

·        ليس لى إنسان :

 

إجابة تحمل ما تغص به نفسه من الم ومرارة حيث يشعر انه وحيد مريض هجرته قواه وهجره أهله وهجره الأصدقاء …لكن الله جاء خصيصا إليه ليقيمه من هذا الألم الرهيب وليشفه من بلايا النفس (هجر الأحباء) والجسد (عجز المرض) والروح(الخطيئة) …وشفاء الله شامل ولقيأه شفاء وهو الذى وعد "ان نسيت الأم رضيعها فانا لن أنساك" لقد جئت خصيصا لأخلصك مما انت فيه

 

 

·        قم واحمل سريرك واذهب الى بيتك

اشعر بألمك وجراحك وآتى إليك لأشفى كل أسقامك أيها العاجز ،قم أيها الإنسان الوحيد المهجور من الأهل عد الى بيتك بيت ألآب ، ايها الإنسان المريض بالخطايا مغفورة لك خطاياك ، ما الأيسر ان يقال قم واحمل فراشك كى تعلموا ان لابن الإنسان سلطان ان يغفر الخطايا على الأرض.

·        ثلاث مشاهد ذات مغزى:

– المشهد الأول : المريض مع اليهود : حيث كان اليوم سبت "لا تحملوا حملا فى يوم السبت" (ارميا 17/2، خر20،اشعيا 56و58،نحميا 13) فلا يحل له ان يحمل سريره وبخوه فقال لست اعلم …انا أنفذ أمر ..شفاني .

– المشهد الثاني : المريض مع يسوع : يسوع يلقاه للمرة الثانية فى الهيكل ، حيث كان هناك يصلى ويشكر الرب على شفاؤه وافتقده فى بلواه ، ويعلن له يسوع عن نفسه ويحذره من عواقب العودة إلى الخطيئة ويطالبه بتوبة حقيقية وإلا فالعاقبة وخيمة، هكذا الإنسان الذي ينال رحمة الرب وغفرانه والشفاء لا يجب ان يعود إلى الخطيئة التي هي سبب كل أسقامه .

– المشهد الثالث : اليهود مع يسوع : فى المشهد الثالث نلاحظ تلك العداوة المتأصلة والتي تزداد التهابا بين اليهود اى الكتبة والفريسيين والشيوخ والكهنة ..وبين يسوع ، نراها تحتدم كلما اقترب يسوع من الجموع وكلما أتم معجزاته فى السبت …ازداد سعى اليهود إلى قتله وهو يجيب "أنا اعمل وأبى أيضا يعمل " ساوى نفسه بالله فإذا كان الله قد خلق العالم فى ستة أيام واستراح فى السابع فان الابن مستعد أيضا ان يضحى بتلك الراحة في سبيل الإنسان … انه لن يوقف عمل الخلاص وتحقيق الشفاء لان الإنسان عنده أفضل من السبت ..فبرغم الغيظ والغدر والتربص سيظل الله يعمل .

 

* إذا كنت ممن ينتظرون تحريك المياه وقلبك شاخص إلى فوق ، فهوذا الآن وقت مقبول ،هوذا يوم الخلاص . جاء يسوع يقيمك من أسقامك ويشفى كل جراحك يحرك مياه نفسك للتوبة والشفاء هلم، قم فشفاؤك حاضر أمامك .

إعداد ناجي كامل – مراسل الموقع بالقاهرة