الصعود عربون رجاء
بقلم الأب / بولس جرس
راعى كاتدرائية العذراء سيدة مصر – بمدينة نصر
إعداد ناجي كامل – مراسل الموقع بالقاهرة
تمتع الرسل على مدار أربعين يوم من فجر القيامة إلى خميس الصعود بحضور الرب بينهم وكم كان هذا الحضور شافيا بالرغم من انه لم يكن مستمرا إلا أن ظهوراته بعد القيامة لمختلف التلاميذ في مختلف ألاماكن والمواقف أثبتت بما لا يدع عندهم مجال لاى شك أن "الرب حي" و أنهم قد رأوه ولمسوه و أكلوا وشربوا معه بعد قيامته لهذا لن يستطيع احد بعد اليوم أن يزلزل أو يزعزع إيمانهم.
وإذا كانوا قد رأوه رؤى العين ولمسته أيديهم فان الرب لا يريد أن يتوقف إيمانهم على الحواس بل أن يتخطى ذلك إلى ما هو ابعد "طوبى لمن لم ير" وها هو اليوم يقتادهم إلى الجبل "رمز العلو والارتفاع والشموخ ومكان لقيا الله في الكتاب المقدس" حيث يرتفع عنهم وهو يباركهم لتظل بركته مرسلة ومستمرة وحاضرة على مدى الأجيال.
+ البولس : من الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 15/57 إلى 16/8
يطلب بولس من أبناء كورنثوس الثبات والرسوخ والتمسك بالإيمان بلا تزعزع لان هذا الإيمان هو الصرح الذي تبنى عليه كل حياتهم وتنطلق كل سلوكياتهم وتتبارك فيه كل أعمالهم ، كونوا راسخين …
+ الكاثوليكيون : من الرسالة الأولى للقديس بطرس 1/ 3-9
ولدنا الله ثانية برحمته لرجاء حي بقيامة المسيح :اى أن الله بعد ما ولد آدم في الفردوس وخلقه على صورته ومثاله ونفخ في انفه نسمة الحياة من روحه القدوس وهكذا أحبه كابن وكان يحب رفقته وصداقته ،إلا أن آدم بالخطيئة لم يعد قادرا أن يقابل الله و يلتقي معه، ففي ملء الزمان أرسل الله ابنه الوحيد ليخلص آدم ويعيده إلى مرتبته الأولى بحيث يصير قادرا على لقاء الله. وهكذا بموت وقيامة المسيح ابن الله ولدنا ثنية للحياة .
يسوع المسيح الذي تحبونه وان لم تعرفوه وتؤمنون به وان لم تروه ليكون فرحكم ممجدا لا يوصف هذا هو إيمان المسيحيين المبنى على شهادة الرسل الذي يجعلهم يحبون فاديهم ويجعلهم دون أن يعرفوه شخصيا بل من خلال شهادة الرسل يؤمنون به كمخلص فيفرحوا بالخلاص.
+ الابركسيس من سفر أعمال الرسل: 20/7- 16
بولس يقيم الشاب من الموت علامة على قيامة الرب الذي فيه نقوم وان متنا .
+ المزمور : 23/ 9-10
ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم و ارتفعي أيتها الأبواب الدهرية ليدخل ملك المجد،هذه الأبواب الدهرية التي تنفتح اليوم أمام المسيح ليصعد ويجلس عن يمين أبيه لن تغلق ثانية في وجه كل من يؤمن به لأنه آمن برب القوات القائم منتصر على الخطية والموت
+ الإنجيل من لوقا 24/ 36- 53
· السلام لكم أنا هو لا تخافوا: السلام عطية القيامة وهو عكس الخوف و الاضطراب.
· انظروا يدي ورجلي فأنى أنا هو: باليدين والرجلين أثار المسامير التي تؤكد انه هو الرب الذي مات مسمرا على الصليب وهى علامة ينفرد بها دون سواه .
· جسوني وانظروا فان الروح لا لحم له: إذ لم يكن الرسل قادرين على استيعاب موضوع القيامة بالإيمان ولا بالعقل يعود بهم يسوع إلى المرحلة الأولى من الإيمان ،الإيمان المحسوس ليقودهم إلى ما هو ابعد من اللمس والنظر والطعام.
· الروح لا لحم له: مرتان ظن فيهما التلاميذ إنهم ينظرون روحا:
– عندما آتاهم ماشيا على المياه بعد معجزة تكسير الخبز
– عندما ظهر وسطهم والأبواب مغلقة بعد القيامة
في كلا المرتان كان جواب يسوع "لا تخافوا أنا هو" .
· أعندكم ما يؤكل؟ برغم أن الجسد النوراني الممجد ليس في حاجة إلى طعام و شراب إلا أن ذلك لا يمنع انه قادر وقد فعل هذا حتى يزيل اى شك من نفوسهم وقد قال احدهم في كرازته" الذي أكلنا معه بعد قيامته لنعرف كم كان هذا العمل مؤثرا "
· انتم تشهدون: ها قد ظهرت ورايتمونى وسمعتموني و لمستموني و أكلتم معي إذن قدموا هذه الشهادة للجميع
· رفع يديه يباركهم : هذه علامة البركة برفع اليد أو وضعها كما في الآباء إبراهيم واسحق ويعقوب وموسى…
· وبينما هو يباركهم: لم ينهى المسيح من بركته ولم يختمها لتظل بركته حاضرة وموجودة على جميع الرسل الذين يشهدون في العالم بأسره.