أمّا أنتم: تأمل في قراءات أحد النسيء الموافق 24 أغسطس الموافق اليوم الأول من النسيء 1730

أمّا أنتم: تأمل في قراءات أحد النسيء الموافق 24 أغسطس الموافق اليوم الأول من النسيء 1730

أمّا أنتم

تأمل في قراءات أحد النسيء الموافق 24 أغسطس الموافق اليوم الأول من النسيء 1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

علامات نهاية الزمان

1ثُمَّ خرجَ يَسوعُ ومَضَى مِنَ الهيكلِ، فتقَدَّمَ تلاميذُهُ لكَيْ يُروهُ أبنيَةَ الهيكلِ. 2فقالَ لهُمْ يَسوعُ:”أما تنظُرونَ جميعَ هذِهِ؟ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّهُ لا يُترَكُ ههنا حَجَرٌ علَى حَجَرٍ لا يُنقَضُ!”.3وفيما هو جالِسٌ علَى جَبَلِ الزَّيتونِ، تقَدَّمَ إليهِ التلاميذُ علَى انفِرادٍ قائلينَ:”قُلْ لَنا مَتَى يكونُ هذا؟ وما هي عَلامَةُ مَجيئكَ وانقِضاءِ الدَّهرِ؟”. 4فأجابَ يَسوعُ وقالَ لهُمْ: “انظُروا! لا يُضِلَّكُمْ أحَدٌ. 5فإنَّ كثيرينَ سيأتونَ باسمي قائلينَ: أنا هو المَسيحُ! ويُضِلّونَ كثيرينَ. 6وسَوْفَ تسمَعونَ بحُروبٍ وأخبارِ حُروبٍ. اُنظُروا، لا ترتاعوا. لأنَّهُ لا بُدَّ أنْ تكونَ هذِهِ كُلُّها، ولكن ليس المُنتَهَى بَعدُ. 7لأنَّهُ تقومُ أُمَّةٌ علَى أُمَّةٍ ومَملكَةٌ علَى مَملكَةٍ، وتكونُ مَجاعاتٌ وأوبِئَةٌ وزَلازِلُ في أماكِنَ. 8ولكن هذِهِ كُلَّها مُبتَدأُ الأوجاعِ. 9حينَئذٍ يُسَلِّمونَكُمْ إلَى ضيقٍ ويَقتُلونَكُمْ، وتكونونَ مُبغَضينَ مِنْ جميعِ الأُمَمِ لأجلِ اسمي. 10وحينَئذٍ يَعثُرُ كثيرونَ ويُسَلِّمونَ بَعضُهُمْ بَعضًا ويُبغِضونَ بَعضُهُمْ بَعضًا. 11ويَقومُ أنبياءُ كذَبَةٌ كثيرونَ ويُضِلّونَ كثيرينَ. 12ولكَثرَةِ الإثمِ تبرُدُ مَحَبَّةُ الكَثيرينَ. 13ولكن الذي يَصبِرُ إلَى المُنتَهَى فهذا يَخلُصُ. 14ويُكرَزُ ببِشارَةِ الملكوتِ هذِهِ في كُلِّ المَسكونَةِ شَهادَةً لجميعِ الأُمَمِ. ثُمَّ يأتي المُنتَهَى.15“فمَتَى نَظَرتُمْ “رِجسَةَ الخَرابِ” التي قالَ عنها دانيآلُ النَّبيُّ قائمَةً في المَكانِ المُقَدَّسِ -ليَفهَمِ القارِئُ- 16فحينَئذٍ ليَهرُبِ الذينَ في اليَهوديَّةِ إلَى الجِبالِ، 17والذي علَى السَّطحِ فلا يَنزِلْ ليأخُذَ مِنْ بَيتِهِ شَيئًا، 18والذي في الحَقلِ فلا يَرجِعْ إلَى ورائهِ ليأخُذَ ثيابَهُ. 19ووَيلٌ للحَبالَى والمُرضِعاتِ في تِلكَ الأيّامِ! 20وصَلّوا لكَيْ لا يكونَ هَرَبُكُمْ في شِتاءٍ ولا في سبتٍ، 21لأنَّهُ يكونُ حينَئذٍ ضيقٌ عظيمٌ لم يَكُنْ مِثلُهُ منذُ ابتِداءِ العالَمِ إلَى الآنَ ولن يكونَ. 22ولو لم تُقَصَّرْ تِلكَ الأيّامُ لم يَخلُصْ جَسَدٌ. ولكن لأجلِ المُختارينَ تُقَصَّرُ تِلكَ الأيّامُ. 23حينَئذٍ إنْ قالَ لكُمْ أحَدٌ: هوذا المَسيحُ هنا! أو: هناكَ! فلا تُصَدِّقوا. 24لأنَّهُ سيَقومُ مُسَحاءُ كذَبَةٌ وأنبياءُ كذَبَةٌ ويُعطونَ آياتٍ عظيمَةً وعَجائبَ، حتَّى يُضِلّوا لو أمكَنَ المُختارينَ أيضًا. 25ها أنا قد سبَقتُ وأخبَرتُكُمْ. 26فإنْ قالوا لكُمْ: ها هو في البَرِّيَّةِ! فلا تخرُجوا. ها هو في المَخادِعِ! فلا تُصَدِّقوا. 27لأنَّهُ كما أنَّ البَرقَ يَخرُجُ مِنَ المَشارِقِ ويَظهَرُ إلَى المَغارِبِ، هكذا يكونُ أيضًا مَجيءُ ابنِ الإنسانِ. 28لأنَّهُ حَيثُما تكُنِ الجُثَّةُ، فهناكَ تجتَمِعُ النُّسورُ.29“وللوقتِ بَعدَ ضيقِ تِلكَ الأيّامِ تُظلِمُ الشَّمسُ، والقَمَرُ لا يُعطي ضَوْءَهُ، والنُّجومُ تسقُطُ مِنَ السماءِ، وقوّاتُ السماواتِ تتَزَعزَعُ. 30وحينَئذٍ تظهَرُ عَلامَةُ ابنِ الإنسانِ في السماءِ. وحينَئذٍ تنوحُ جميعُ قَبائلِ الأرضِ، ويُبصِرونَ ابنَ الإنسانِ آتيًا علَى سحابِ السماءِ بقوَّةٍ ومَجدٍ كثيرٍ. 31فيُرسِلُ مَلائكَتَهُ ببوقٍ عظيمِ الصَّوْتِ، فيَجمَعونَ مُختاريهِ مِنَ الأربَعِ الرِّياحِ، مِنْ أقصاءِ السماواتِ إلَى أقصائها. 32فمِنْ شَجَرَةِ التِّينِ تعَلَّموا المَثَلَ: مَتَى صارَ غُصنُها رَخصًا وأخرَجَتْ أوراقَها، تعلَمونَ أنَّ الصَّيفَ قريبٌ. 33هكذا أنتُمْ أيضًا، مَتَى رأيتُمْ هذا كُلَّهُ فاعلَموا أنَّهُ قريبٌ علَى الأبوابِ. 34الحَقَّ أقولُ لكُمْ: لا يَمضي هذا الجيلُ حتَّى يكونَ هذا كُلُّهُ. 35السماءُ والأرضُ تزولانِ ولكن كلامي لا يَزولُ.

الاستعداد الدائم

36“وأمّا ذلكَ اليومُ وتِلكَ السّاعَةُ فلا يَعلَمُ بهِما أحَدٌ، ولا مَلائكَةُ السماواتِ، إلا أبي وحدَهُ. 37وكما كانَتْ أيّامُ نوحٍ كذلكَ يكونُ أيضًا مَجيءُ ابنِ الإنسانِ. 38لأنَّهُ كما كانوا في الأيّامِ التي قَبلَ الطّوفانِ يأكُلونَ ويَشرَبونَ ويتزَوَّجونَ ويُزَوِّجونَ، إلَى اليومِ الذي دَخَلَ فيهِ نوحٌ الفُلكَ، 39ولم يَعلَموا حتَّى جاءَ الطّوفانُ وأخَذَ الجميعَ، كذلكَ يكونُ أيضًا مَجيءُ ابنِ الإنسانِ. 40حينَئذٍ يكونُ اثنانِ في الحَقلِ، يؤخَذُ الواحِدُ ويُترَكُ الآخَرُ. 41اِثنَتانِ تطحَنانِ علَى الرَّحَى، تؤخَذُ الواحِدَةُ وتُترَكُ الأُخرَى.42“اِسهَروا إذًا لأنَّكُمْ لا تعلَمونَ في أيَّةِ ساعَةٍ يأتي رَبُّكُمْ. 43واعلَموا هذا: أنَّهُ لو عَرَفَ رَبُّ البَيتِ في أيِّ هَزيعٍ يأتي السّارِقُ، لَسَهِرَ ولم يَدَعْ بَيتَهُ يُنقَبُ. 44لذلكَ كونوا أنتُمْ أيضًا مُستَعِدِّينَ، لأنَّهُ في ساعَةٍ لا تظُنّونَ يأتي ابنُ الإنسانِ.

نص التأمل

ها قد وصلنا إلى الأحد الأخير من السنة الطقسية

وعندما يقع في شهر النسيء الذي هو خمسة أيام يوم أحد

تُقرأ أيضا قراءات نهاية العالم مثل الأحد الأخير من مسرى

ولو تذكرون كان تساؤلنا الأحد الماضي عن قرب هذه النهاية

اما اليوم فيلفت نظري كلمة تتكرر كثيرا في نص جميع القراءات وهي ” أمّا أنتم”

وقد وردت في العهد الجديد سبع وعشرين مرة أي بعدد أسفاره

  1. وأما أنتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة (متى10 :30)
  2. وأما أنتم فتقولون من قال لأبيه أو أمه قربان هو الذي تنتفع به مني فلا يكرم أباه أو أمه (متى5: 15)
  3. وأما أنتم فلا تدعوا سيدي لأن معلمكم واحد المسيح وأنتم جميعا إخوة        (متى8: 23)
  4. وأما أنتم فتقولون إن قال إنسان لأبيه أو أمه قربان أي هدية هو الذي تنتفع به مني (مرقس 7: 11)
  5. فإن هذه كلها تطلبها أمم العالم وأما أنتم فأبوكم يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه (لوقا 12: 30)
  6. وأما أنتم فليس هكذا بل الكبير فيكم ليكن كالأصغر والمتقدم كالخادم (لوقا 22: 26)
  7. أجاب يسوع وقال لهم وإن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق لأني أعلم من أين أتيت وإلى أين أذهب وأما أنتم فلا تعلمون من أين آتي ولا إلى أين أذهب (يوحنا 14: 8)
  8. روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم (يوحنا 14: 17)
  9. بعد قليل لا يراني العالم أيضا وأما أنتم فترونني إني أنا حي فأنتم ستحيون (يوحنا 14: 19)

10. لأن يوحنا عمد بالماء وأما أنتم فستتعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه الأيام بكثير (أعمال 5:1)

11. فتذكرت كلام الرب كيف قال إن يوحنا عمد بماء وأما أنتم فستعمدون بالروح القدس (أعمال 11 :16)

12. فأجاب الروح الشرير وقال أما يسوع فأنا أعرفه وبولس أنا أعلمه وأما أنتم فمن أنتم؟ (أعمال 19 :15)

13. وأما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح إن كان روح الله ساكنا فيكم ولكن إن كان أحد ليس له روح المسيح فذلك ليس له (روميه 8:9)

14. وأما أنتم فللمسيح والمسيح لله (1كورنثوس 3: 23)

15. نحن جهال من أجل المسيح وأما أنتم فحكماء في المسيح! نحن ضعفاء وأما أنتم فأقوياء! أنتم مكرمون وأما نحن فبلا كرامة!    (1كورنثوس 4: 10)

  1. 16.  وأما أنتم فجسد المسيح وأعضاؤه أفرادا (1كورنثوس 12: 27)

17. وأما أنتم فلم تتعلموا المسيح هكذا (أفسس 4: 20)

18. وأما أنتم الأفراد فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه وأما المرأة فلتهب رجلها (أفسس 5: 33)

19. وأما أنتم أيها الإخوة فلستم في ظلمة حتى يدرككم ذلك اليوم كلص (1 تسالونيكي 5: 4)

20. أما أنتم أيها الإخوة فلا تفشلوا في عمل الخير (2 تسالونيكي3: 13)

21. وأما أنتم فأهنتم الفقير أليس الأغنياء يتسلطون عليكم وهم يجرونكم إلى المحاكم؟ (يعقوب 2: 6)

22.وأما أنتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي أمة مقدسة شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب (   1بطرس 2: 9)

23. وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء (1يوحنا 2: 20)

24. أما أنتم فما سمعتموه من البدء فليثبت إذا فيكم إن ثبت فيكم ما سمعتموه من البدء فأنتم أيضا تثبتون في الابن وفي الآب (1يوحنا 2: 24)

25. وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة بكم إلى أن يعلمكم أحد بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء وهي حق وليست كذبا كما علمتكم تثبتون فيه (1يوحنا 2: 27)

26. وأما أنتم أيها الأحباء فاذكروا الأقوال التي قالها سابقا رسل ربنا يسوع المسيح (يهوذا 1 :17)

27. وأما أنتم أيها الأحباء فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس مصلين في الروح القدس (يهوذا 1 :20).

هكذا يضعنا الإنجيل كل مرة في مواجهة مع العالم ومقارنة بما يعمل

  • فمقبول ومعلوم ان يرتعب العالم ويهلع امام ظواهر الموت والدمار الحادث حولنا اليوم

أما نحن فلنا ثقة ان كل الأشياء تعمل معا لخيرنا حيث اننا نحب يسوع المسيح

  • ومن المنطقي أن يحزن الناس ويكتئبون إذا شردوا وطردوا من ديارهم واوطانهم

اما نحن فيجب ان نوجد فرحين حيث إعتُبرنا أهلا لأن نتألم لأجل اسم الرب

  • ومن المشروع ان يسعى الجميع للفرار أمام الويلات والأهوال

أما نحن فيجب ان نظل ثابتين راسخين وان نواجهها فرحين مهللين

  • ومن البديهي ان يظل العالم يلهث نحو كل سراب او طيف او مسيح كاذب

يأتي مرة من المشرق ومرة من المغرب وفي كل عصر وكل حين وبصور واشكال كثيرة

أما نحن فنعرف مسيحنا ومسيحنا يعرفنا ولا نهرع إطلاقا وراء الدجالين مهما عظموا

  • ومن الطبيعي ان يحزن العالم ويرتجف امام الموت والنهاية

أما نحن فنلقاه فرحين منطلقين ونحل خيمتنا الأرضية متفائلين

  • ومن المعتاد أن يرتجف العالم ويجزع من تلك اللحظة المهيبة لحظة نهاية العالم

اما نحن فننتظرها على الرجاء آملين ” وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي. آمين”

  • ومن ثابت المعطيات ان يقلق العالم حين يسمع عن اقتراب تلك النهاية

أما نحن فننطلق نحوها فرحي القلوب منشرحي الصدور منفرجي السرائر

  • ومن الطبيعي ان يهرب العالم من الخوف باللهو والعربدة والانشغال بملذات الدنيا

اما نحن فنبقى ساهرين ومصابيحنا مشتعلة ننتظر مجيء السيد

  • واخيرا من الطبيعي أن يتلفت الناس شرقا وغربا وشمالا وجنوبا بحثا عن الخلاص والمخلص

أما نحن فعيوننا وقلوبنا إلى فوق إلى السماء حيث سيأتي على السحاب ليصعدنا معه.