أنا أذهَبُ ثُمَّ آتي إلَيكُمْ:  تأمل في قراءات الجمعة 30 مايو 2014 الموافق 5 من بؤونه 1730

أنا أذهَبُ ثُمَّ آتي إلَيكُمْ: تأمل في قراءات الجمعة 30 مايو 2014 الموافق 5 من بؤونه 1730

أنا أذهَبُ ثُمَّ آتي إلَيكُمْ

تأمل في قراءات الجمعة 30 مايو 2014 الموافق 5 من بؤونه 1730

الأب/ بولس جرس

 

نص الإنجيل

“وأمّا المُعَزِّي، الرّوحُ القُدُسُ، الذي سيُرسِلُهُ الآبُ باسمي، فهو يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيءٍ، ويُذَكِّرُكُمْ بكُلِّ ما قُلتُهُ لكُمْ.”سلامًا أترُكُ لكُمْ. سلامي أُعطيكُمْ. ليس كما يُعطي العالَمُ أُعطيكُمْ أنا. لا تضطَرِبْ قُلوبُكُمْ ولا ترهَبْ. سمِعتُمْ أنِّي قُلتُ لكُمْ: أنا أذهَبُ ثُمَّ آتي إلَيكُمْ. لو كنتُم تُحِبّونَني لكُنتُمْ تفرَحونَ لأنِّي قُلتُ أمضي إلَى الآبِ، لأنَّ أبي أعظَمُ مِنِّي. وقُلتُ لكُمُ الآنَ قَبلَ أنْ يكونَ، حتَّى مَتَى كانَ تؤمِنونَ. لا أتكلَّمُ أيضًا معكُمْ كثيرًا، لأنَّ رَئيسَ هذا العالَمِ يأتي وليس لهُ فيَّ شَيءٌ. ولكن ليَفهَمَ العالَمُ أنِّي أُحِبُّ الآبَ، وكما أوصاني الآبُ هكذا أفعَلُ. قوموا نَنطَلِقْ مِنْ ههنا.(يوحنا 14 : 26- 31)

نص التأمل

أنا أذهَبُ ثُمَّ آتي إلَيكُمْ

بتًّ هذه الليلة بإحاسيس طفل تركه أبواه إلى سفر بعيد، على وعد صادق بعودة أكيدة…

هو واثق بما وعدوه به،  لكنه لا يستطيع أن يمنع نفسه عن ألم الفراق

نعم في الرحيل فوائد جمة ومكاسب تغيير وجه الحياة تماما،

لكن الرحيل هو الرحيل والفراق هو دوما على النفس مرّ وثقيل!

هكذا وقف التلاميذ مشدوهي النفوس يتطلعون بعيون مضطربة الى السماء

حيث رأوه صاعدا مرفوع الذراعين مباركا ومودعا… لا يريدون أن ينصرفوا

تتعلق أنظارهم بتلك النقطة من السماء حيث رأووه صاعداً على أمل أن بروا المزيد

كما تتعلق عيون المحبين بالقطار او الطائرة وقد انطلقت إلى عنان السماء تحمل عزيزا يرحل

عبثا يا صغاري تحدقون إلى السماء فيسوع هذا الذي شاهدتموه صاعدا توا الى السماء

سوف يعود ثانية على السحاب بمجد عظيم وكما سبق وقال لكم “أنا أذهَبُ ثُمَّ آتي إلَيكُمْ

 ليس من طبعه أن يتأخر وإن تأنى طويلا…سيعود حتما ً فهو لا يخلف الميعاد…

هكذا صرف  الملاكان التلاميذ”وفيما كانوا يَشخَصونَ إلَى السماءِ وهو مُنطَلِقٌ،

إذا رَجُلانِ قد وقَفا بهِمْ بلِباسٍ أبيَضَ، وقالا:”أيُّها الرِّجالُ الجليليّونَ،

ما بالُكُمْ واقِفينَ تنظُرونَ إلَى السماءِ؟

إنَّ يَسوعَ هذا الذي ارتَفَعَ عنكُمْ إلَى السماءِ سيأتي هكذا كما رأيتُموهُ مُنطَلِقًا إلَى السماءِ”.

                                   اتصور طريق العودة بلا يسوع بدون المعلم،

                                  أتصور الغصّة في الحلوق والدمعة تكاد تفر من العيون

                                  اتصور الصمت الرهيب والفراغ الذي به يشعرون

                                  فراغ لا يستطيع احد ان يملأه او حتى يداوي جراحه…

“حينَئذٍ رَجَعوا إلَى أورُشَليمَ مِنَ الجَبَلِ الذي يُدعَى جَبَلَ الزَّيتونِ،

ولَمّا دَخَلوا صَعِدوا إلَى العِلِّيَّةِ التي كانوا يُقيمونَ فيها:

 بُطرُسُ ويعقوبُ ويوحَنا وأندَراوُسُ وفيلُبُّسُ وتوما وبَرثولَماوُسُ

ومَتَّى ويعقوبُ بنُ حَلفَى وسِمعانُ الغَيورُ ويَهوذا أخو يعقوبَ.

هؤُلاءِ كُلُّهُمْ كانوا يواظِبونَ بنَفسٍ واحِدَةٍ علَى الصَّلاةِ والطِّلبَةِ،

مع النِّساءِ، ومَريَمَ أُمِّ يَسوعَ، ومع إخوَتِهِ” (أعمال 1: 12-14).

                                  في انتظار يسوع وعودته لا تملك الكنيسة كلها سوى:

– المواظبة: الإستمرار المنظم والمتواصل

– الصلاة والطلبة: تلك هي وسيلة الإتصال المتاحه للدخول في علاقة مع يسوع

                   والتحدث معه والإستماع إليه بل التمتع بوجوده

– بنفس واحدة: الوحدة والتوحد الاتحاد والترابط الصلاة مجتمعين

                        بقلب واحد ونفس واحدة وروح واحد…

وإن توافرت المواظبة على الصلاة والاستمرار في الدعاء

فأين نحن من تلك الوحدة ؟

وحدانية القلب الواحد التي هي المحبة والشركة اللهم أعطنا …