الصوم زمن اللقاء في فعل توبةٍ ومصالحة

الصوم زمن اللقاء في فعل توبةٍ ومصالحة

الاب انطونيوس مقار ابراهيم

راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان

 الصوم هو زمن لقاء الانسان مع الله في فعل توبة لنوال مغفرة الخطايا من جهة ومن جهة أخرى لقاء الانسان مع أخيه الانسان في فعل مصالحة لعيش الحب الحقيقي،والمودة والتقارب وتقاسم الخيرات والمشاركة بالعطاء والسخاء “فمن يعطي فليعطي بسخاءلأنه مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ والمعطي المسرور يحبه الرب.

يتبادر الى أذهاننا في أيامنا هذه التي نعاني فيها من الكثير من المشاكل ولا سيما من الناحية المعيشية سؤالٌ هام: لماذا الصوم وما معناه وما فائدته؟ وهل من الضرورة أن نلتزم بالصوم التي تقرّه الكنيسة؟ هذا من جهة ومن جهة أخرى نتسأل عن فائدة الاصوام والتقشّفات والزهد في المأكل والمشرب رُغم الحياة المتقدّمة في مجالات عديدة وصل من خلالها الانسان الى القمر والمرّيخ وقام بالدرسات والابحاث والتطورات التكنولوجيّة. فهل يُعقل في ظل هذه الأمور أن نقف صومنا عند حدود الامتناع عن أكل اللحم والظفر .

أخوتي، استعرضنا في مقدمتنا وجهين: وجه البؤس المتأصل في حالات الفقر والجوع والحروب والصراعات ووجه التقدم والانفتاح و الفرج والبحبوحة المادية والعلمية وانطلاقاً من ذلك يمكننا أن نشدّد على اهميّة الصوم المقدّس كما أوصانا به الرب يسوع بأن يكون صوماً مقدساً يقوم على عدم التظاهر  انما في الخفاء حيث لا يعلم أحد إلا الآب السماوي  الذي هو يجازي مت6: 16-18 ((وإِذا صُمتُم فلا تُعبِّسوا كالمُرائين، فإِنَّهم يُكلِّحونَ وُجوهَهُم، لِيَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّهم صائمون. الحَقَّ أَقولُ لكم إِنَّهم أَخذوا أَجَرهم. أَمَّا أَنتَ، فإِذا صُمتَ، فادهُنْ رأسَكَ واغسِلْ وَجهَكَ، لِكَيْلا يَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّكَ صائم، بل لأَبيكَ الَّذي في الخُفْيَة، وأَبوكَ الَّذي يَرى في الخُفْيَةِ يُجازيك.

يعني الصوم الحقيقيّ عبور الإنسان من حالة الخطيئة إلى حالة النعمة، ويشكّل هذا العبورُ الانتصارَ على الحواجز والفواصل وتخطّي الصعّاب للوصول إلى الهدف. لذلك، يدخل الصوم في إطار العطاء وإستعداد الإنسان المؤمن وغير المؤمن أيضاً ليحيا زمنًا روحياً يستطيع من خلاله العودة الى ذاته بفحص ضميره فحصاً دقيقاً، على ما يعيشه من أوضاع وتصرّفات.ليكون على مقربةٍ ممّا يصدر عنه من  تقوى وخير وصلاح، أو تعنّتٍ وشرٍّ وكبرياء. ينطلق الإنسان بالوقفة مع الذات نحو الكمال وأخذ القرارات السليمة التي تبني حياته وينتبه إلى الاخطاء والإهمال وفترات الفتور والكسل ويبتعد عنها ببمارسته الصوم والصلاة والصدقه  فالصوم هو حالة روحيّة ناضجة يحياها الانسان في ظروف حياته كلّها سواء كان في حالة يُسر أو حالة عُسر. هذا هو عبور الإنسان إلى الله وإلى القريب في فعل توبةٍ ومصالحة لفهم أعمق لقيّم الإنجيل وتعليمه: “لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض حيث يفسد..” فالمسيحي المؤمن والصائم خصوصاً يتهيأ لعيش حالة التجرّد عن الخيرات بفعل الصوم والإحسان والعطف على المساكين فلا يتوقّف فقط عند حدود الامتناع عن المأكل والمشرب وإلا!ّ أخطأنا كثيراً في فهم معاني الصوم الحقيقية. اش6:58-12″في يَومِ صَومِكم تَجِدونَ مَرامَكم وتُعامِلون بِقَسوَةٍ جَميعَ عُمَّالِكُم. إِنَّكم لِلخُصومةِ والمُشاجَرَةِ تَصومون ولِتَضرِبوا بِلَكمَةِ الشَّرّ. لا تَصوموا كاليَوم لِتُسمِعوا أَصْواتَكم في العَلاء. أَهكذا يَكونُ الصَّومُ الَّذي فَضَّلتُه اليَومُ الَّذي فيه يُعَذِّبُ الإِنْسانُ نَفْسَه. أَإِذا حَنى رأسَه كالقَصَب وآفتَرَشَ المِسحَ والرَّماد تُسَمِّي ذلك صَوماً ويَوماً مَرضِيّاً لِلرَّبّ؟ أَلَيسَ الصَّومُ الَّذي فَضَّلتُه هو هذا: حَلُّ قُيودِ الشَّرِّ وفَكُّ رُبُطِ النِّير وإِطْلاقُ المَسْحوقينَ أَحْراراً وتَحْطيمُ كُلِّ نير؟ أَلَيسَ هو أَن تَكسِرَ للجائِعِ خُبزَكَ وأَن تُدخِلَ البائسينَ المَطْرودينَ بَيتَكَ وإذا رَأَيتَ العُرْيانَ أن تَكسُوَه وأَن لا تَتَوارى عن لَحمِكَ؟ حينَئِذٍ يَبزُغُ كالفَجرِ نورُكَ ويَندَبُ جُرحُكَ سَريعاً ويَسيرُ بِرُّكَ أَمامَكَ ومَجدُ الرَّبِّ يَجمعُ شَملَكَ. حينَئِذٍ تَدْعو فيَستَجيبُ الرَّبّ.” هذا هو نهج الصوم الحقيقي والمقبول لدى الله حيث يخصص فيه الانسان وقتاً للرب، ووقتاً يعود فيه الى أصالته الحقيقة التى تتمحور حول سرّ اللقاء الالهي (سر الحياة والموت) وهذا هو اسمى ما في لقاء الانسان بالله حيث يعى الانسان لحظات العودة والرجوع والتوبة والمصالحة مع رب الغفران في زمن نسميه زمن تغيير في الافكار والعواطف وأسلوب الحياة زمن نمو في المغفرة تجاه بعضنا البعض، زمن تجديد وتنظيف للغبار والفساد العالق بنا، زمن تطهير للنفس من أدناس الخطيئة، زمن ضبط للجسد وشهواته الرديئة، زمن انعتاق من أسر إبليس، زمن بحثٍ عن سرّ الوجود وتعمُّقٍ في سرّ الله، حيث يستطيع الانسان أن يتحرّر من إنسانه العتيق ليلبس الانسان الجديد والكفّ عن اعمال ابليس المظلمة كما ناشد بولس الرسول اهل أفسس “اف22:4-27 أَي أَن تُقلِعوا عن سيرَتِكمُ الأُولى فتَخلَعوا الإِنسانَ القَديمَ الَّذي تُفسِدُه الشَّهَواتُ الخادِعة، وأَن تَتَجدَّدوا بِتَجَدُّدِ أَذهانِكمُ الرُّوحِيّ  فَتَلبَسوا الإِنسانَ الجَديدَ الَّذي خُلِقَ على صُورةِ اللهِ في البِرِّ وقَداسةِ الحَقّ. ولِذلِك كُفُّوا عنِ الكَذِب (( ولْيَصدُقْ كُلٌّ مِنكُم قَريبَه ))، فإِنَّنا أَعضاءٌ بَعضُنا لِبَعْض. (( اِغضَبوا، ولَكن لا تَخطَأُوا ))، لا تَغرُبَنَّ الشَّمْسُ على غَيظِكم. لا تَجعَلوا لإِبليسَ سَبيلاً. هكذا يبدأ الصوم بالصفح عن الزلاّت ونسيان الاساءة والتغاضي عن أزمنة الجهل وجرح الكرامات والسَيْر في الفضيلة نحو نقاء القلب وطهارة النفس والجسد والتسامي والارتفاع عن الانانية واجتياز المصاعب والتدرج نحو المسامحة واكتساب الغفران فيتحوّل صومنا من صوم للجسد الى صوم الروح والحياة الداخليّة  وممارسة المحبّة الكاملة وهي قبل  كل شيء في المسيح. الصوم هو إيجاد الله فمن أحبّ بصدق وجدَ الله في صفاته، فهَّو الرحوم الغفور والروؤف المتحنّن  الذي أوصى بضرورة المغفرة والمصالحة لبعضنا البعض” فإِن تَغفِروا لِلنَّاسِ زلاتِهِم يَغْفِرْ لكُم أَبوكُمُ السَّماوِيّ وإِن لَم تَغفِروا لِلنَّاس لا يَغْفِرْ لكُم أَبوكُم زلاَّتِكُم. ” (متى 14:6)، ويتابع الرسول بولس القول ” وأَنتُمُ الَّذينَ اختارَهمُ اللهُ فقَدَّسَهم وأَحبَّهم، اِلبَسوا عَواطِفَ الحَنانِ واللُّطْفِ والتَّواضُع والوَداعةِ والصَّبْر.  اِحتَمِلوا بَعضُكم بَعضًا، واصفَحوا بَعضُكم عن بَعضٍ إِذا كانَت لأَحَدٍ شَكْوى مِنَ الآخَر. فكما صَفَحَ عَنكُمُ الرَّبّ، اِصفَحوا أَنتُم أَيضًا. والبَسوا فَوقَ ذلِك كُلِّه ثَوبَ المَحبَّة فإنَّها رِباطُ الكَمال”.(قولسي 12:3-15). ومن هنا تتبيّن لنا دعوة الانسان المسيحيّ في أن يكون شريكاً حيّاً وفعّالاً في خدمة المصالحة والعمل على إتمامها بالانفتاح على المعرفة والحقّ وتخطّي الحواجز والصعوبات وبتفضيل العيش في النور دائماً “فسيروا في النور ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام. “وإِنَّما الدَّينونَةُ هي أَنَّ النُّورَ جاءَ إِلى العالَم ففضَّلَ النَّاسُ الظَّلامَ على النُّور لأَنَّ أَعمالَهم كانت سَيِّئَة. فكُلُّ مَن يَعمَلُ السَّيِّئات يُبغِضُ النُّور فلا يُقبِلُ إِلى النُّور لِئَلاَّ تُفضَحَ أَعمالُه. وأَمَّا الَّذي يَعمَلُ لِلحَقّ فيُقبِلُ إِلى النُّور لِتُظهَرَ أَعمالُه وقَد صُنِعَت في الله” . (يوحنا 20:3-21). لا بدّ لنا إخوتي من أن نتذكّر دائماً أنّ كلّ عمل نعمله يجب أن ينبع من نفس طيبة” ومَهْما تَفعَلوا فافعَلوه بِنَفْسٍ طَيِّبَةٍ كأَنَّه لِلرَّبِّ لا لِلنَّاس” (قولسي 23:3-24).

أهميّة التوبة لصومٍ مقدسٍ:

يدعونا الربّ بالقول: “قدّسوا صوماً” وهذا ما يجعل الانسان في حال استعداد دائم لأن يكون ذا فكر مقدّس وقلب مقدّس وجسد مقدّس لأن بالقلب والعقل واللسان نتمكّن من تسبيح الربّ المتواصل والاقتراب منه ورفض الخطيئة التي تفصلنا عن الله، وبفعل التوبة نقترب ونلتصق بالله قابلِ الصلوات والأصوام، لا سيّما صوم الجسد عن الطعام وصوم الروح عن كلّ شهوة أرضية وكلّ رغبة عالميّة. لقد ارتبط الصوم عند اليهود بفعل التوبة لذا أُطلق عليه اسم يوم الغفران أي يوم التكفير عن خطايانا ويوم الاعتراف الحقيقيّ امام الربّ الأمين في وعوده ” إِنَّنا بِلا خطيئة ” ضَلَّلْنا أَنفُسَنا ولَم يَكُنِ الحقُّ فينا.  وإِذا اعتَرَفْنا بِخَطايانا فإِنَّه أَمينٌ بارّ يَغفِرُ لَنا خَطايانا وُيطَهِّرُنا مِن كُلِّ إِثْم.  إِنَّنا لم نَخْطَأْ. جَعَلْناه كاذِبًا ولَم تَكُنْ كَلِمَتُه فينا .

الانسان الذي يعيش بالروح هو انسانٌ مدعوٌّ الى التحرّر من الأنانية الى روح العطاء والمقاسمة لأنّنا جميعاً اخوة في الإنسانيّة وابناءُ لله وبحاجة دائمة الى أن نمدّ يد العون الى بعضنا البعض لسدّ عوز من همّ في امسّ الحاجة للمساعدة واحتياجاتهم وعند القيام بهذا يتحرّر القلب تماماً من الطمع والحقد وحبّ الامتلاك ليتهيّأ لحياة التوبة والنقاوة والمزيد من الصلاة والصوم الناحج المثمر والدخول بعمق الى جوّ المسامحة والصفح والاتّحاد مع المسيح في موته وقيامته فهو قد غلب الموت وفجّر ينابيع الحياة وأعطى معنىً حقيقيًّا للحياة على الأرض حتّى وإن كانت حياةً مليئةً بالمشقّات والأتعاب وحياة جهاد مستمرّ وصراعٍ دائم بين متطلّبات الجسد ومتطلّبات الروح “مصارعتنا ليست ضدّ لحم ودمّ بل ضدّ أجناد شرّ روحيّة فالروح يشتهي ضدّ الجسد والجسد يشتهي ضدّ الروح ” وحرب وساحة قتال مفتوحة بين الله والشيطان بين الغني (المال) وبين الفقير(البؤس-الشقاء) بين المجد والهوان في حين أنّ كل شيء هو باطل””باطل الأباطيل وكل شيء باطل”. (جا 1/1). هذا يعني أنّ كنوز العالم تبقى في الأرض؛ وهي ليست الكنز الحقيقيّ والثابت للإنسان.أنّما الكنز الحقيقيّ هو حيث يتّجه القلب ويرتفع نحو السماء “حيث يكون كنزكم هناك يكون أيضاً قلبكم “.

الصوم هو طريق لتقديس الحياة

تميّز كثيرون من الآباء القدّيسين بحياة مليئة بالفرح والبهجة وحياة الانتصار الدائم على حالة الوحدة والحزن والمرض أيضاً وإن كان يعتريهم الكثير من المحاربات الشرّيرة بطرقها المتنوّعة ‘لا أنهم لم يقعوا يوماً فريسة الاكتئاب أو التجارب القاسية فعاشوا حياتهم في الملء بقضاء الساعات الطوال في الصلاة والتأمّل والسجود وضبط حواسهم مفتدين الوقت بالكثير من الصلاة والخدمة وعمل الحقّ بالمحبّة ومطالعة الكتب المقدّسة والنظر الى الأمام وعدم الالتفات الى الوراء والتفكير في الماضي وأدركو أنّ الحياة أوفر جمالاً وروعةً من أن نفقدها فى الاضطراب والقلق يقول أحد القدّيسين “لماذا نجاهد ووجوهنا عابِسة؟! ألسنا ورثة الحياة الأبديّة؟ فالوجه العابس هو وجه من هم بعيداً عم حالة النعمة كالوثنين والخطأة أي من هم في خارج الحظيرة، أمّا نحن المدعوّين في صحبة الأبرار والقدّيسين فحريُّ بنا أن نفرح ونبتسم ونستمتع بدعوة الربّ الذي وهبنا الحياة وجاء لتكون لنا أفضل وأوفر وأن نحقّق مشيئته في حياتنا بأن نكون قدّيسين فيه بلا عيب ولا لوم ونسير بجانب الربّ ونثق أنّنا بين يديه يحملنا على كتفيه ويحمل عنّا أثقالنا وأوجاعنا ونجعل يومنا أفضل من الأمس وغدَنا أفضل من اليوم لأجل حياة مباركة ملؤها القداسة والنعمة.

أختم بما قاله القديس يوحنا الذهبي الفم:

“هَل أنت صائم؟؟؟ أعطني البرهان على صومك بأعمالك!!!

لا تصوِّم فمك فقط، ولكن صوِّم عينيك وأُذنَيك ورجليك ويديك وكلّ أعضاء جسدك أيضاً. صوِّم يديك عن الأخذ والجشع وعن أعمال الشرّ …

صوِّم رجليك عن الجري وراء الذنوب والمعاصي …

صوِّم عينيك عن السرور برؤية كل ما هو شرير …

صوِّم أذنيك عن سماع كلام الشرّ والنميمة … صوِّم فمك عن كلمات الكراهية والنقد والظلم … جميل جداً أن تحرم نفسك عن أكل لحوم الطيور والحيوانات…

لكن الويل لمن يستمرّ بأكل لحم إخوته

ما اجمل أن نصوم ونصلّي ونتصدّق من أجل حفظ النفس للحياة الأبديّة وأن نميت فينا الرغبات والشهوات الجسديّة على غرار ما أوصانا به بولس الرسول كو1:3-6 “أَميتوا إِذًا أَعضاءَكمُ الَّتي في الأَرض بما فيها مِن زِنًى وفَحْشاءَ وهَوىً وشَهوةٍ فاسِدَةٍ وطَمَعٍ وهو عِبادَةُ الأَوْثان، فإِنَّ تِلكَ الأَشياءَ أَسْبابٌ لِغَضَبِ الله. ذاك ما كُنتُم علَيه بِالأَمْسِ حينَ كُنتُم تَحيَونَ في هذه المُنكَرات ولا يَكذِبْ بَعضُكم بَعضًا، فَقَد خَلَعتُمُ الإِنسانَ القَديم وخَلَعتُم معَه أَعمالَه، ولَبِستُمُ الإِنسانَ الجَديد، ذاك الَّذي يُجَدَّدُ على صُورةِ خالِقِه لِيَصِلَ إِلى المَعرِفَة ولْيَسُدْ قُلوبَكم سَلامُ المسيح، ذاكَ السَّلامُ الَّذي إِلَيه دُعيتُم لِتَصيروا جَسَدًا واحِدًا. وكُونوا شاكِرين.ومَهْما يَكُنْ لَكم مِن قَولٍ أَو فِعْل، فلْيَكُنْ بِاسمِ الرَّبِّ يسوع تَشكُرونَ بِه اللهَ الآب.

صلاة من الليتورجية القبطية لزمن الصوم

أنت هو الله الرحوم مخلص كل أحد المتجسد لأجل خلاصنا. يامن أضاء علينا  نحن الخطاة بنور الروح القدس و عنا أربعين يوماً وأربعين ليلة بسرٍ لا يُنطق به. وأنقذنا من الموت وأعطانا جسده المقدس ودمه الكريم لغفران الخطايا. وكلم الجمع وتلاميذه القديسين ورسله الأطهار قائلاً: “هذا هو خبز الحياة الذي نزل من السماء. ليس كما أكل أباؤكم المَنَّ في البرية وماتوا. مَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي يحيا إلى الأبد، وأنا أقيمه في اليوم الأخير.” فلهذا نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر طهِّر نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا. كي بقلب طاهر نجرأ بدالة بغير خوف أن نصرخ نحو أبيك القدوس الذي في السموات، ونقول: “يا أبانا …”