اِفعَلْ هذا فتحيا:  تأمل في قراءات الإثنين 14 يوليو 2014 الموافق 20 أبيب 1730

اِفعَلْ هذا فتحيا: تأمل في قراءات الإثنين 14 يوليو 2014 الموافق 20 أبيب 1730

اِفعَلْ هذا فتحيا

تأمل في قراءات الإثنين 14 يوليو 2014 الموافق 20 أبيب 1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

“وفي تِلكَ السّاعَةِ تهَلَّلَ يَسوعُ بالرّوحِ وقالَ:”أحمَدُكَ أيُّها الآبُ، رَبُّ السماءِ والأرضِ، لأنَّكَ أخفَيتَ هذِهِ عن الحُكَماءِ والفُهَماءِ وأعلَنتَها للأطفالِ. نَعَمْ أيُّها الآبُ، لأنْ هكذا صارَتِ المَسَرَّةُ أمامَكَ”. والتفَتَ إلَى تلاميذِهِ وقالَ:”كُلُّ شَيءٍ قد دُفِعَ إلَيَّ مِنْ أبي. وليس أحَدٌ يَعرِفُ مَنْ هو الِابنُ إلا الآبُ، ولا مَنْ هو الآبُ إلا الِابنُ، ومَنْ أرادَ الِابنُ أنْ يُعلِنَ لهُ”. والتفَتَ إلَى تلاميذِهِ علَى انفِرادٍ وقالَ: “طوبَى للعُيونِ التي تنظُرُ ما تنظُرونَهُ! 24لأنِّي أقولُ لكُمْ: إنَّ أنبياءَ كثيرينَ ومُلوكًا أرادوا أنْ يَنظُروا ما أنتُمْ تنظُرونَ ولم يَنظُروا، وأنْ يَسمَعوا ما أنتُمْ تسمَعونَ ولم يَسمَعوا”.

وإذا ناموسيٌّ قامَ يُجَرِّبُهُ قائلاً:”يا مُعَلِّمُ، ماذا أعمَلُ لأرِثَ الحياةَ الأبديَّةَ؟”. 26فقالَ لهُ:”ما هو مَكتوبٌ في النّاموسِ. كيفَ تقرأُ؟”. فأجابَ وقالَ:”تُحِبُّ الرَّبَّ إلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلبِكَ، ومِنْ كُلِّ نَفسِكَ، ومِنْ كُلِّ قُدرَتِكَ، ومِنْ كُلِّ فِكرِكَ، وقريبَكَ مِثلَ نَفسِكَ”. فقالَ لهُ:”بالصَّوابِ أجَبتَ. اِفعَلْ هذا فتحيا” وأمّا هو فإذ أرادَ أنْ يُبَرِّرَ نَفسَهُ، قالَ ليَسوعَ:”ومَنْ هو قريبي؟”. 30فأجابَ يَسوعُ وقالَ:”إنسانٌ كانَ نازِلاً مِنْ أورُشَليمَ إلَى أريحا، فوَقَعَ بَينَ لُصوصٍ، فعَرَّوْهُ وجَرَّحوهُ، ومَضَوْا وترَكوهُ بَينَ حَيٍّ ومَيتٍ. 31فعَرَضَ أنَّ كاهِنًا نَزَلَ في تِلكَ الطريقِ، فرَآهُ وجازَ مُقابِلهُ. 32وكذلكَ لاويٌّ أيضًا، إذ صارَ عِندَ المَكانِ جاءَ ونَظَرَ وجازَ مُقابِلهُ. 33ولكن سامِريًّا مُسافِرًا جاءَ إليهِ، ولَمّا رَآهُ تحَنَّنَ، 34فتَقَدَّمَ وضَمَدَ جِراحاتِهِ، وصَبَّ علَيها زَيتًا وخمرًا، وأركَبَهُ علَى دابَّتِهِ، وأتَى بهِ إلَى فُندُقٍ واعتَنَى بهِ. 35وفي الغَدِ لَمّا مَضَى أخرَجَ دينارَينِ وأعطاهُما لصاحِبِ الفُندُقِ، وقالَ لهُ: اعتَنِ بهِ، ومَهما أنفَقتَ أكثَرَ فعِندَ رُجوعي أوفيكَ. 36فأيَّ هؤُلاءِ الثَّلاثَةِ تَرَى صارَ قريبًا للذي وقَعَ بَينَ اللُّصوصِ؟”. 37فقالَ: “الذي صَنَعَ معهُ الرَّحمَةَ”. فقالَ لهُ يَسوعُ:”اذهَبْ أنتَ أيضًا واصنَعْ هكذا”.(لوقا 10 :21-28)

نص التأمل

تأملنا مرارا هذا النص لذا أردت ان أستكمله بما يليه وهو مثل السامري الصالح

الذي لا تقرأه كنيستنا كثيرا فهي تتوقف عادة عند الآية الثامنة والعشرين

لذا قررت ان استكمل اليوم القراءة لأتأمل فيما هو جديد أو على الأقل لم يتكرر كثيرا

شخصية السامري شخصية جديدة على الأدب اليهودي فالسامري لليهودي هو الخصم والعدو

هو سبب انقسام مملكة داود وسليمان وهو تاريخ لصراعات وحروب بين دولتبن جارتين وأختين لدودتين

وحتى حين اراد يسوع الذهاب الى هناك باسم الرب أرسلوا إليه أن يعبر عنهم ولا يدخل مدينتهم

وحين خاطب على الحدود السمرية تعجبت:” كيف تطلب مني أن تشرب وأنت رجل يهودي وانا إمرأة سامرية واليهود لا يخالطون السامريين” عبارة تحوي كل علامات التعجب وتعبر عن كم العداء المتراكم في النفوس

وحين يتناول المعلم يسوع شخصية ” سامري” ويضعها في مقارنة مع :

كاهن: الرجل المكرس للكهنوت أي خدمة الله في الهيكل وأساس حياته العبادة والدخول إلى الأقداس

لاوي: واحد من السبط المقدس والمكرس وحده لخدمة الهيكل وحياته تدور حول العبادة والطقوس

فإنه يقترب من ملامسة منطقة شديدة الحساسية ورهيبة الوقع على السامعين

فهؤلاء المذكورين هم خارج المقارنة هم قدس اقداس المجتمع اليهودي ” طوبي للساكنين في بيتك إلى الأبد”

فكيف يصبحون في مجال مقارنة مع ” سامري” هذا في حد ذاته مرفوض…

لكن المعلم يصل بالسامع والباحث إلى نتيجة بديهية ومنطقية فريدة

–       فأيَّ هؤُلاءِ الثَّلاثَةِ تَرَى صارَ قريبًا للذي وقَعَ بَينَ اللُّصوصِ؟”.

فقالَ: “الذي صَنَعَ معهُ الرَّحمَةَ”.

والناتج رهيب والحكم فريد حتى وإن لم يشأ أن يذكر اسم السامري

فعمل ذلك الإنسان يؤهله أن يتفوق على الكاهن وعلى خادم الأقداس

فالمحبة والخدمة ليست مقصورة على هؤلاء فحسب

بل مفتوحة امام كل ذي قلب رحيم كقلب الآب السماوي

وبالتالي فنصيحة الرب يسوع:

“اذهَبْ أنتَ أيضًا واصنَعْ هكذا”

توجهنا إلى الإقتداء بمن يعمل الخير في الحق

لا بمن يرتدي ملابس معينة او يتزيا بزي مخصوص

فلم تعد اللحى والملابس والمظاهر الخارجية تخدع أحدا

فلله يريد اعمالا لا مجرد طقوس وأزياء وكلمات جوفاء