تامل اليوم: ماذا تغيير؟

تامل اليوم: ماذا تغيير؟

 

تأمل في قراءات الثلاثاء 31 ديسمبر 2013–   5 طوبة 1729
من الأمس إلى اليوم
ماذا تغيير
اليوم الخامس من شهر طوبة
الأب/ بولس جرس
 

نص التأمل
 
كيف تحبل عذراء وتلد …
وكيف يأخذ رجل شريف من نسل داوود الملوكي إلى بيته إمرأة حامل ليست بزوجته
وكيف ينسب هذا الشريف أسمه لإبن ليس بإبنه ؟
كيف يبدأ ملك سماوي عهده بفقر يدفعه إلى مغارة عوض المنازل والقصور
كيف يستبدل وليد إلهي مهده بمذود بقر
كيف يتسربل كاسي البشرية بخرق مهلهلة
كيف يستعيض رب خالق ما يتدثر به، بأنفاس حيونات
كيف يأتي المجوس عبدة النار من اقاصي الشرق ليسجدوا للملك ابن داوود وبيت دواود لا يعرف ملكه
كيف يحضر حفل ميلاده رعاة الغنم ويهمله رعاة الشعب
كيف تعلن الملائكة الخبر للرعاة وتخفيه عن رئيس الكهنة وعلماء الشريعة
كيف أُغلقت عيون الحكماء عن أن تراه بينما رأته عيون البسطاء
كيف عجزت عقول الكتبة والفريسيين والكهنة واللاويين ان تدركه بينما انفتحت امامه قلوب العشارين والخطأة
كيف يفر رب القوات هاربا من بطش ملك سكير رعديد
كيف يهرب إلى أرض غريبة استعبد فيها شعبه ولا يختار غير تلك
كيف يقبل رب المجد أن يعيش في الجليل وهو ملك اليهود
كيف لا يمنح واهب الخيرات والديه على الأقل حياة كريمة دون الحاجة والتعب
وكيف يقبل نور العالم هذا التواضع والتنازل الذي يكلفه الهرب والإختفاء
قد تكون كل ما سبق من تساؤلات وعلامات استفهام من خياراته وصميم تخطيطه
لكن…
كيف يسمح لملك مرتعش أمام طفولته البريئة وتجرده المذهل وأختيارته البالغة البساطة
أن يقتل مئة واربعة واربعين ألف طفل؟؟؟؟
أن يسفك كل هذا الدم البريء  الطاهر؟
أن يثكل كل تلك الأمهات الباكيات اللواتي يرفضن أن يتعزين
كيف ينحني أمام الظلم؟ كيف يسمح بالطغيان؟ كيف يقبل بإزهاق الأرواح البريئة ؟
كيف وكيف والف كيف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الإجابة تبدو غائبة محتجبة، الأسباب تبدو واهية متهاوية، المبررات قد تبدو مستفزة
هكذا كان الحال إبّان زمن ميلاده وهكذا بقي الحال حتى بشائر الألف الثالث من ميلاده
ماذا تغيير في الإنسان؟ ما الذي استحدث في تاريخ البشر بميلاده؟
أمر واحد …
نحن الآن نعلم كم أحبنا…
نحن نعرف الآن أننا تحررنا
صار بأمكاننا الآن أن نختاره نشاطره مصيره نشاركه حياته،
 فنصير واحدا معه…
هذا ما يصنع الفارق
السنكسار
استشهاد اطفال بيت لحم
في مثل هذا اليوم من السنة الثانية لميلاد المسيح ، قتل أطفال بيت لحم الشهداء وذلك ان هيرودس الملك لما استدعي المجوس سرا وتحقق منهم زمان ظهور النجم أرسلهم إلى بيت لحم ليفتشوا بالتدقيق عن الصبي وطلب منهم قائلا إذا وجدتموه فعودوا واخبروني لكي آتي انا ايضا واسجد له . فذهبوا ووجدوا الصبي مع أمه فخروا وسجدوا ثم قدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومرا وإذ كانوا متأهبين للرجوع إلى هيرودس أمرهم ملاك الرب في حلم بان يعودوا إلى كورتهم في طريق أخر.
و بعد ما انصرفوا إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا قم خذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر . وكن هناك حتى أقول لك . لان هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه . فقام واخذ الصبي وأمه ليلا وانصرف إلى مصر وكان هناك إلى وفاة هيرودس لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني.
حينئذ لما رأي هيرودس ان المجوس قد سخروا به غضب جدا فأرسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس وقد أراد هيرودس بذلك ان يقتل الطفل يسوع في جملتهم . وقيل ان هيرودس احتال لتحقيق غايته الأثيمة بان أرسل إلى تلك البلاد قائلا لهم بحسب أمر قيصر يجب إحصاء كل أطفال بيت لحم وتخومها من ابن سنتين فما دون . فجمعوا مئة وأربعة وأربعين آلف من الأطفالعلي أيدي أمهاتهم وقد ظن ان يسوع معهم وحينئذ أرسل الملك قائدا ومعه آلف من الجنود فذبحوا هؤلاء الأطفال علي أحد الجبال في يوم واحد : وبهذا تم قول النبي ارميا : ” صوت سمع في الرامة نوح وبكاء وعويل كثير . راحيل تبكي علي أولادها ولا تريد ان تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين “وذلك لان بيت لحم منسوبة لراحيل وقد قتلوا بجوار مدفنها الواقع قرب بيت لحم .
و قد قال القديس يوحنا الإنجيلي : انه رأي نفوس هؤلاء الأطفال وهم يصرخون قائلين حتى متي أيها السيد القدوس والحق لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين علي الأرض. فأعطوا كل واحدا ثيابا بيضا وقيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ايضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم واخوتهم ايضا العتيدون ان يقتلوا مثلهم ” وقال ان التسبحة التي يسبح بها الأربعة الحيوانات والشيوخ لا يعرفها إلا المئة والأربعة والأربعون آلفا هؤلاء الأبكار الذين لم يتنجسوا من النساء لأنهم أطهار وهم مع الرب كل حين يمسح كل دمعة من عيونهم فطوبي لهم وطربي للبطون التي حملتهم . شفاعتهم تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين .
استشهاد القديس أوساغينوس الجندى أيام الملك يوليانوس
استشهاد القديس بنيكاروس الفارسى
نياحة البابا ثيؤدوسيوس ال79
نياحة البابا متاؤس الأول ال87
نص الإنجيل
” وبعدما انصرفوا ، إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا : قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر ، وكن هناك حتى أقول لك . لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه  فقام وأخذ الصبي وأمه ليلا وانصرف إلى مصر وكان هناك إلى وفاة هيرودس . لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل : من مصر دعوت ابني حينئذ لما رأى هيرودس أن المجوس سخروا به غضب جدا . فأرسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها ، من ابن سنتين فما دون ، بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس  حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي القائل صوت سمع في الرامة ، نوح وبكاء وعويل كثير . راحيل تبكي على أولادها ولا تريد أن تتعزى ، لأنهم ليسوا بموجودين فلما مات هيرودس ، إذا ملاك الرب قد ظهر في حلم ليوسف في مصر قائلا : قم وخذ الصبي وأمه واذهب إلى أرض إسرائيل ، لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي فقام وأخذ الصبي وأمه وجاء إلى أرض إسرائيل ولكن لما سمع أن أرخيلاوس يملك على اليهودية عوضا عن هيرودس أبيه ، خاف أن يذهب إلى هناك . وإذ أوحي إليه في حلم ، انصرف إلى نواحي الجليل  وأتى وسكن في مدينة يقال لها ناصرة ، لكي يتم ما قيل بالأنبياء : إنه سيدعى ناصريا”. ( متى 2 : 13 – 23).