درجات الحب: الاب يوحنا سعد

درجات الحب: الاب يوحنا سعد

للحب درجات:
أولا: عند أفلاطون.
الحب عنده درجات متصاعدة كالتالي:
1- حب الشخص أو الشيء الجميل.
2- حب ما هو أجمل في الأشخاص أو الأشياء.
3 – حب الجمال في المعاني لا في المحسوسات.
4 – حب الجمال الإلهي.
ثانيا: عند الصوفية.
يبدأ مباشرة من أعلى ، وهو الحب الإلهي ، متجاوزا الذات وسائر الموضوعات الأخرى.
ويستخدم الصوفية أسماء وحالات ومستويات للحب الإلهي نذكر منها:
1 – المحبة: وهى أن تهب كلك لمن أحببت فلا يبقى لك منك شيء.
2 – العشق: هو أقصى درجات المحبة ، ومعناه اتحاد ذات المحبوب بذات المحب اتحادا يوجب غفلة المحب شغلا بشهود محبوبه في ذاته بذاته ، ولذا قيل: إن العشق أقصى مقامات الذهول والغيبة.
3 – الغرام الانتشاء من خمر المحبة.
4 – الافتتان: خلع العذار وعدم المبالاة بالخلق.
5 – الوله: مقام الحيرة.
6 – الدهش (بفتح الهاء وتسكين الشين): الذهول.
7 – الفناء عن رؤية النفس: حيث نرى العاشق لا يسمع إلا لمحبوبه ، ولا يبصر إلا به ، ولا يدرك إلا به وله ومنه ، فناءا به عن نفسه وعن الأشياء.
ويلاحظ أن الصوفية يستخدمون نفس الألفاظ التي يستخدمها سائر المحبون ولكن بمعان أخرى تتصل بالذات الإلهية والفناء في حبها والخروج من دائرة الذات إلى الدوائر الأوسع.
ثالثا: عند علماء النفس.
أ- عند فرويد
ويقسم فرويد الحب إلى نوعين:
1 – الحب النرجسي: وهو أن يحب الإنسان ذاته وكل ما يتعلق بها أو يخدمها ، وهنا يبحث الإنسان عمن يشبه صفاته أو يحقق رغباته.
2 – الحب الموضوعي: وفيه يحب الإنسان شخصا أو شيئا خارج حدود ذاته ، وهنا لا يتشابه المحبوب مع المحب بقدر ما يتكامل معه.
ب- عند إريك فروم
ويقسم إريك فروم الحب (في كتابه فن الحب) إلى 5 أقسام:
1 – حب الذات.
2 – الحب الأخوي ( الإخوة حقيقة أو مجازا )
3 – الحب الأبوي ( الأبوة حقيقة أو مجازا )
4 – الحب الشبقي.
5 – الحب الإلهي.
ج- وهناك تقسيم للحب حسب الخريطة النفسية كما يلي:
1 – الحب الجسدي: وهو تعلق بجمال الجسد وتكوينه وتناسقه أو جاذبيته وقدرته على الإثارة.
2 – الحب العاطفي: وفيه اهتمام بالغ بالمشاعر والحالات الرومانسية التي تتجاوز تفاصيل الجسد وتعلو على الرغبات الحسية.
3 – الحب العقلي: حيث يرى المحب في عقل محبوبة متعة التوافق الفكري وحلاوة التواصل العقلي فيتحدثان ويتحاوران لساعات طويلة ، ويجد كل طرف لدى الآخر قدرا هائلا من الفهم والتفهم ، ويستمتعان معا بالإنصات المتبادل والحديث الشيق. ويكثر هذا النوع لدى المثقفين وأصحاب المذاهب الفكرية والفلسفية.
4 – الحب الروحي: وهو حب متسام عن الرغبات الجسدية والاحتياجات العاطفية والعقلية ، وفيه يحلق الطرفان معا في آفاق عالية من الروحانيات التي قد تأخذ شكلا دينيا عند المتدينين والمتصوفة منهم بشكل خاص ، أو تأخذ شكلا فنيا أو أدبيا عند الفنانين والأدباء.
وقد يتحاب اثنان على مستوى واحد أو على أكثر من مستوى ، وقد يتحابان على كل المستويات ، وقد يحب طرف طرفا آخر على أحد المستويات ويستكمل بقية المستويات من طرف ثالث أو أكثر.
وهذا يفسر لنا صفة التعددية في الحب خاصة عند الرجال.
رابعا: عند العرب.
والعرب يضعون الحب في مستويات وحالات لكل منها اسما دالا عليها مثل:
1- الهوى: التوجه إلى المحبوب.
2 – العلاقة: هي الحب يلزم صاحبه ، وهى تعلق النفس بالمحبوب.
3 – الكلف: هو المرتبة الثالثة في الحب ، وأصل الكلمة من الكلفة ( بضم الكاف وتسكين اللام ) وهى المشقة.
4 – العشق: فرط الحب ، وقيل هو الحب مقترن بالشهوة.
5– الشغف: وهو الحرقة يجد فيها المحب لذته في الحب ، ومثلها اللوعة.
6 – الجوى: الهوى الباطن وشدة الوجد من العشق.
7 – التتيم: وهو أن يستعبده الحب.
8 – التبل ( بفتح التاء والباء ): وهو أن يسقمه الحب ويمرضه.
9 – الوله ( بفتح الواو واللام ): وهو ذهاب العقل في الهوى.
10 – الصبابة: رقة الشوق إلى المحب.
11 – الومق ( بفتح الواو والميم ): شدة المحبة.
12 – الوجد: الحب الذي يتبعه حزن.
13 – الشجن: حب فيه الهم.
14 – الشوق والاشتياق : نزاع النفس إلى الشيء.
15 – الوصب: ألم المحبة.
16 – السهر والأرق والكمد: قد تكون من لوازم الحب والشوق.
17 – الخلّة ( بضم الخاء وتشديد اللام ): توحيد المحبة ، وهى رتبة لا تقبل المشاركة.
18 – الود: خالص المحبة.
19 – الغرام: الحب اللازم للشخص.
20 – الافتتان : يأتي عفويا وفجأة ، وهو حب لحالة الحب أكثر منه حب للشخص ذاته.
وهذه التعددية للأسماء والمستويات والحالات الخاصة بالحب عند العرب تعكس انشغالهم الشديد بالحب ، وتعكس أيضا ثراءً لغويا هائلا قلما نجده في أي لغة أخرى ، فغالب اللغات الأخرى تعبر عن الحب بكلمة أو اثنتين أو أكثر قليلا ، في حين تعبر اللغة العربية عنه بحوالي 20 اسما ووصفا وربما أكثر.
فإنظر في أي درجة أنت … ؟
من كتاب حياة لها معني – الاب يوحنا سعد