شعرات رأسكم جميعها محصاة

شعرات رأسكم جميعها محصاة

تأمل اليوم الأربعاء 2 اكتوبر

الأب/بولس جرس

 لوقا 12 : 4 – 12

“ولكن أقول لكم يا أحبائي : لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ، وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر بل أريكم ممن تخافون : خافوا من الذي بعدما يقتل ، له سلطان أن يلقي في جهنم . نعم ، أقول لكم : من هذا خافوا أليست خمسة عصافير تباع بفلسين ، وواحد منها ليس منسيا أمام الله بل شعور رؤوسكم أيضا جميعها محصاة . فلا تخافوا أنتم أفضل من عصافير كثيرة وأقول لكم : كل من اعترف بي قدام الناس، يعترف به ابن الإنسان قدام ملائكة الله ومن أنكرني قدام الناس ، ينكر قدام ملائكة الله وكل من قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له، وأما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له ومتى قدموكم إلى المجامع والرؤساء والسلاطين فلا تهتموا كيف أو بما تحتجون أو بما تقولون لأن الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب أن تقولوه” 

نعرف في العالم حب الوالدين

نعرف العناية الأبوية وحنان الأمومة

نقرأ الكثير من تضحيات الوالدين في سبيل بنيهم

تاريخ البشرية مليئ بكل ما هو رائع وجميل ومؤثر

لكن ابدا لم يصل حب أب أو ام لدرجة أن يحصي كم شعرة في راس ابنه

فقط هو الرب في العهد الجديد حين أراد أن يؤكد على مدى حبه ورعايته

قال: ” إن شعور رؤسكم جميعها محصاة” من قبل ابيكم السماوي

بل وتجاوز في العناية أن شعرة منها لا تسقط إلا بأمر منه

كم أنت عظيم يا رب

عظيم في محبتك

عظيم في رعايتك وعنايتك

عظيم في اهتمامك حتى بأصغر واقل الأمور شأناً في حياة هذا الكائن

الذي احببته إلى المنتهى احببته لدرجة أن ترسل ابنك الوحيد الحبيب

حتى يجد مخرجاً من آلامه ويجد ملجأً في مخاوفه ومتاعبه  وأحزانه

هل بعد اليوم يجب أن نهتم او نبالي أو نعول الهم

هل بعد اليوم يحق لنا أن نقلق أو نخاف

الرد إذا كان أبوكم يعتني بطيور السماء التي لا تزرع ولا تحصد ولا تخزن في الأهراء

فكم بالحري يهتم بنا نحن أبناءه الذين فدانا بدم ابنه

لا تخافوا إذن فانتم أفضل من عصافير كثيرة