شمشون والطفل 2

شمشون والطفل 2

(قض ١٦ /26)

للأب هاني باخوم

          في المرة السابقة رأينا أن شعر شمشون بدء ينمو من جديد. الرب رحم شمشون، وجعله رويدا رويدا يسترجع قوته. يسترجع نعمته. لكن هذا لا يكفي. القوة لا تكفي، لان شمشون أصبح أعمى، لا يرى.

          فيأتي به الأعداء كي يلعب لهم ألعاب السيرك ويسليهم. اه من هذا المنظر. مرسل الرب، عندما يتخلى عن رسالته، يصبح أضحوكة وتسلية للعالم. في أوقات نترك رسالتنا وعمقها كي نتفق مع العالم، كي نسايره، وماذا يحدث بعد ذلك. نصبح أضحوكة للعالم. نفس العالم يحتقرنا. وها هو شمشون: أضحوكة. لكن هذا مهم له. كي يعي ماذا فعل. ويعي. انه يحتاج لشيء، او لشخص أخر بجانب قوته. وبالفعل يطلب شمشون من الطفل الذي كان يقوده، أن يوصله حتى الأعمدة الرئيسية للبيت.

          طفل يقود شمشون، طفل صغير يقود اقوي الجبابرة على الأرض. أليس هذا الطفل الذي تنبأ عنه اشعياء وقال “وطفل صغير يقوده” (11: 6) وكان يرى فيه المسيح؟ اليس هو نفس الطفل الذي مسكه المسيح وسط الجمع وقال من لا يقبل ملكوت السموات كطفل كهذا لا يدخله؟ (مر 10: 15) اليس هذا الطفل الذي قال المسيح عنه الويل لمن يعثر هولاء الصغار وكان يقصد الرسل؟ أنا لا اعلم. لكني اعلم ان شمشون يقاد من طفل. هل هذا الطفل صورة للكنيسة. لا اعلم. لكن اعلم انه رمز لتواضع شمشون. طفل يقود شمشون. وشمشون يطلب منه المساعدة.

          وهذا الطفل يقوده إلى مكان الأعمدة فيحطمها شمشون، ويموت تحتها ويقضي على أعداء شعبه. ويقول الكتاب بموته قتل أكثر ما قتل أثناء حياته. أليس شمشون هو صورة للمسيح والذي بموته سيميت العدو: الموت، وسيقضي عليه. هذا هو شمشون الشمس الصغيرة، كما يقول اسمه، صورة وايقونه لتلك الشمس الكبيرة، والتي لا تعرف غروب، لان الغروب انقضى. شمس أبدية تنير لك ولي طريق الحياة. يسوع المسيح الذي ينير لنا الطريق والذي هو أيضا الطريق.

          فكم أتمنى لي ولكم ان يشير الرب إلينا إلى هذا الطفل كي يقودنا في طريق الحياة.