قراءات وصلوات الشهر المريمى مايو 2021

قراءات وصلوات الشهر المريمى مايو 2021

كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك

لوس انجلوس- كاليفورنيا

جمعية جنود مريم – فرقة سلطانة الملائكة

قراءات وصلوات الشهر المريمى مايو 2021

اعداد وتجميع

الشماس نبيل حليم يعقوب

تقديم

من اجل بنيان بعضنا البعض وتعميق الوحدة فى المسيح يسوع يرجى المشاركة في الصلوات المرفقة لتقديم الإكرام اللائق لأمنا مريم الكليّة القداسة في هذا الشهر المكرّس لها. فى هذا الشهر سنتأمل بإرشاد الروح القدس في كيفية الإقتداء بأمنا القديسة مريم[1].

نطلب من الرب أن تكون هذه الصلوات سبب بركة روحيـة للجميع وأن تساعد أبناء الكنيسة الكاثوليكيـة على التعمق في فهم معنى تقديم الإكرام للقديسة مريم أم يسوع لننموا جميعا فى الإيـمان ونأتي بالثـمار الـمرجوة ببـركة الرب وشفاعة أمنا مريم العذراء

ملحوظة: في هذا العام يقع شهر مايو في الخماسين المقدسة فيتم تلاوة اسرار المجد من المسبحة الوردية.                         

لوس انجلوس في أبريل 2021        

                                                      راعي الكنيسة  

                                                 القمص مرقس خير عازر

السبت أول مايو- الإقتداء بفضائل القديسة مريم

«فَالآنَ أَيُّهَا الْبَنُونَ اسْمَعُوا لِي. فَطُوبَى لِلَّذِينَ يَحْفَظُونَ طُرُقِي. اسْمَعُوا التَّعْلِيمَ وَكُونُوا حُكَمَاءَ وَلاَ تَرْفُضُوهُ”(امثال32:8-33)، ومن يتبع نماذج الفضيلة التي اقدمها”. اذا ما تم وضع تلك الكلمات على لسان القديسة مريم، فالكنيسة تحثنا ان ندرس حياة سلطانة جميع القديسينن والإقتداء بفضائلها ومثالها الرائع. سعيد هو الإنسان الذي يقتدي بسيدتنا مريم العذراء لأنه بالتمثل بها هو يقتدي بيسوع الملك والمثال الذي لا يمكن مقارنته بأي شيئ آخر فهو الطريق الوحيد للحياة الأبدية.

تحتوي حياة العذراء مريم على دروس لكل شخص وإذا ما درسناها نتعلم كيف نحيا في نجاح وفخر وصلاة وتواضع وإستسلام. سوف لا نحصل ابدا على الكمال الذي حصلت هي عليه في كل عمل ولكن كمالنا يمكن قياسه بمدى قربنا لأمنا مريم. أنت تتدعي انك من خدّام مريم العذراء فهل حقا تريد ان تصبح مثلها في قداستها الممتازة؟ إذاً، حاول ان تقتدي بقدر إستطاعتك بإيمانها الحي وطاعتها الفورية وتواضعها العميق وإنكارها للذات وحبها السخي. هل يوجد من هو لا يستطع ان يخقق هذا الهدف بمساعدة نعمة الله وان تتبع مثال مريم في ممارسة تلك الفضائل؟

بدون مثل ذلك الإقتداء سيكون حبك لها شيئ ضعيف في الحقيقة ولا يمكنك ان تتوقع ان تحصل على دليل يبرهن لك حمايتها الخاصة. ان تلاوتك لصلوات المسبحة اليومية ليس بكاف أو ان تعطي علامات خارجية لمدى تكريمك لها او ان تنتمي لأحدى الجمعيات المخصصة لها فكل ذلك سيكون مرهون بأن تتشفع مريم لك ان يمنحك الله النِعم التي انت في حاجة لها. لكن اذا كان إكرامك لها لا يقودك الي خطوة أكثر بأن تقودك ان تتمثل بفضائلها فإذاً فإكرامك لن يقودك للخلاص. جاء ان الفلسطينيون كان معهم تابوت العهد الرب بعد ان هزموا الأسرائليون ووضعوه في مكان مع آلهتهم ولكن التابوت لم يصبح مصدر للبركات لهم فهم كانوا ما زالوا يعبدون آلهتهم كما سبق من قبل.

يقول بولس الرسول:” فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَنْ تَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي”(1كورنثوس16:4) اذا ما كنتم في الحقيقة أولادي، ويمكن لأمنا مريم ان تقول مثل هذا فإذا كنتم تحبون ابني وتحبونني وانكم في الحقيقة ابنائي إذا فكونوا على مثالي في المحبة وانكار الذات وفي السلام وحب الله الذي بلا

حدود. 

صلاة: يا أمنا الحبيبة من الآن فصاعدا انا سأريك محبتي وتكريمي لكِ بالتمثل بفضائلك فساعديني كي أعبّر عن حبي لكِ بالتشبه بكِ آمين.

اكرام: اقصد على ممارسة الشهر المريمي كله وادع الآخرين للاشتراك معك

نافذة: ياسبب خلاصنا صلّي لأجلنا

يتلى سر من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة

صلاة للقديس يوسف في عيد العمال

يا الله، يا خالق الكائنات، يا من وضعت للجنس البشريّ سنّة عمل به يحقّق غرض الخليقة، ها نحن نقوم بكل سرور بالقيام على مثال القديس يوسف العامل بالعمل الذي اعددته لنا ، بحقّ القدّيس يوسف هب لنا ان نحصل يوماً على ما وعدت العبد الصّالح الأمين من الثّواب. بربنا يسوع المسيح ابنك الإله الحي، المالك معك ومع الروح القدس إلى دهر الدهور. آمين

الأحد 2 مايو- تقدير للنعمة المقدسة

مريم العذراء وُجدت منزهـة عن الخطيئة الأولـى ودخلت العالم وهى ممتلئة نعمة وذلك منذ لحظة الحبل بها من أبويها. وهذه النعمة الخاصة قد أُعطيت لها بصفة فريدة وإستثنائية نظرا لاستحقاقات ابنها المسيح الفادي فلكي يتجسد ويصير إنسانا كاملا كان لا بد له من طبيعة إنسانية كاملة غير ملوثة بالخطيئة ، لذلك وجب أن تكون تلك الأم التى سيأخذ منها طبيعته البشرية طاهرة بريئة من كل دنس الخطيئة ومن هنا نتج ضرورة منح العذراء بالرغم من كونها حُبل بها طبيعيا كأي إنسان بشري ، إمتيازا خاصا يحررها من الخطيئة الأصلية التى يتوارثها الجنس البشري وهكذا تكون العذراء قد تمتعت بالنعمة المبررة وهى بعد فى أحشاء أمها وحالة النعمة تلك هي التى تمتع بها الإنسان الأول فى لحظة خروجه من يد اللـه. 

جميعنا جاء الي هذا العالم كضحايا لغضب الله على الإنسان الأول ولكن مريم وحدها حُفظت

من اول لحظة في محبة الله ولهذا جاءت الى العالم في كمال ملء النعمة. ان الله لم يشأ ان

الهيكل الذي سيحلّ فيه يشوبه أي تلوث او يمسه ولو للحظة واحدة أي دنس.

كيف ان مريم قد قدّرت تلك النعمة الكبرى والتي لا يمكن مقارنتها بأي شيئ آخر فصرخت قائلة

“ها انا آمة للرب” وفي قلبها ما صرّح به سليمان الحكيم من قبل:” عِنْدِي الْغِنَى وَالْكَرَامَةُ”

(امثال18:8) و” «اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ، مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ، مُنْذُ الْقِدَمِ”(امثال22:8).

هذا ما ملأ قلب مريم فهي تمتلك “ملء النعمة” و” القدوس” و “ابن داود” و “المخلّص” فلا شيئ يعادل في الأرض ما حصلت عليه من النِعم “وجدت نعمة عند الله” وتلك اول شيئ ثمين فذلك الذي جعلها أكثر قرباً من الله. ان حياتها كلها فيما بعد كانت عبارة عن اعتراف دائم بالنعمة التي حصلت عليها من الله والتي لم تحصل عليها أي خليقة أخرى.

ان النفس المسيحية في العِماد المقدس تحصل على حالة النِعمة التي حصلت عليها مريم عند اول لحظة من حياتها على الأرض. ان تلك النعمة قد احضرتك ان تنادي الله وان تدعوه “أباً” وان تدعو يسوع اخا لك. لقد أصبحت وريثا لله ووارثا مع المسيح “ فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ”(رومية17:8)، وملكوت السموات اصبح ميراثك الأبدي.

هل تفهم حقا مدى عظمة ومجد ما حصلت انت عليه؟ وهل تفهم ما هي كل واجباتك الموضوعة عليك؟ ان القليل من المسيحيين للأسف يفهمون او يؤمنون بهذا الإمتياز. قد يحاول البعض ان يحيوا حياة قداسة ولكنهم قلة. كيف ان قلة يحرصون على عدم تلوث رداءهم الأبيض الذي حصلوا عليه عند عمادهم ويحييوا كأبناء لله طاهرين بلا لوم. وعلى الجانب الآخر نجد غالبا البعض من يقومون بممارسة مسؤولياتهم المسيحية بكل جدية مما يستحق من الإعجاب والفخر

لأنهم يجسدون المسيح في أعمالهم واقوالهم وحبهم للخير والصلاح ولمجد الله تعالى. كلنا جئنا لهذا العالم والبعض يعرف ويجاهد في سبيل تحقيق مشيئة الله على هذه الأرض ولكن للأسف هناك قلوب ضحايا للخطيئة وتعظم المعيشة وشهوة الجسد وشهوة العيون ولكن عليك الا تغلق باب قلبك لنداء الله لك “ لأَنَّهُ هُوَ إِلهُنَا، وَنَحْنُ شَعْبُ مَرْعَاهُ وَغَنَمُ يَدِهِ. الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ،
فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ”(مزمور7:95-8).

يمكنك ان تسترجع نعمة التبني والتي القيتها بعيدا فهناك معمودية أخرى ثانية وهي معمودية التوبة

فحاول ان تفحص ضميرك وتذهب الي سر المصالحة واعترف الي ابوك السماوي كالإبن الضال

واسرع بالعودة لأحضان ابوك حتى لا تندم فربما لا تجد وقتا آخر تعود فيه الي نفسك.

صلاة: يا مريم عذراء بلا دنس صلي من اجلنا لكي نبطل ما نقترفه من خطايا وان لا نقع مرة أخرى في الخطيئة وان لا نسبب لك الحزن والألم في كل مرة نخطئ الي الله فبشفاعتك سننتصر ونحصل على النعمة ان نعود أبناء لله ولكِ مرة أخرى فنستحق ان نسبحه تعالى ونمجد اسمه القدوس معك وبك الي ان نلقاك في السماء. آمين.

اكرام: احتفظ بنسخة من الكتاب المقدس في بيتك واقرأه وتأمل بمعانيه
نافذة: يا كرسي الحكمة صلي لاجلنا
يتلى سر من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة

الاثنين 3 مايو: الحرص على حفظ النعمة المقدسة

مريم قد حفظت بنعمة من الله من آثر الخطبئة وتبعاتها ولذلك فليست مثلنا فهي لا تخاف الوقوع في الخطيئة. حتى الآن اذا ما حاولت ان تحكم على تصرفاتها فسوف تقول ان لها من الأسباب العديدة التي تجعلها ان تخاف كما نفعل نحن من الوقوع في الخطية وربما اكثر منا. في حبلها بلا دنس الخطيئة أُعطيت لها كل الميزات التي تصحب من بلا خطيئة ولذا فلقد قررت ان تحيا دائما كأسيرة الحب الإلهي. اما نحن على النقيض نحاط بأعداء متغيريون خائنون والذين هدفهم الوحيد ان يتخذوا ضعفنا الطبيعي لإسقاطنا، وحتى الآن ليس لدينا خوف ولا يمكن ملاحظتهم جميعا. نحن نعترف اننا أجساد ضعيفة ونتعرض على الدوام للتجارب والتي تسقط في الغالب حتى أقوياء النفوس.  هذا الضعف يتضاعف في داخلنا وذلك بأن نفترض بأننا لا نستحق الدعم والتعضيد المعطى لنا من فوق فتخور قوانا ونستسلم لأعدائنا!. نحن نحمل كنز النعمة في إناء ضعيف “وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ للهِ لاَ مِنَّا”(2كورنثوس7:4)، والذي يمكنه ان يتحطم ونحن لا نتوقعه. كم من الأعداء حاولوا اختطاف ذلك الكنز منا؟ أعداء من داخلنا ومن حوالينا واعداء في كل ما حولنا. في داخلنا يوجد عواطف لم نستطع السيطرة عليها بدرجة كافية ومن الخارج روح الظلمة من حولنا في عالم مرتبك. مثل نار لم تخمد للنهاية فيمكن لعواطفنا ورغباتنا دائما ان يعاد اشتعالها وتشعل النار. حتى ولو كنا مثل القديس بولس الذي اختطف الي السماء الثالثة “أَعْرِفُ إِنْسَانًا فِي الْمَسِيحِ قَبْلَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً. أَفِي الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ، أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. اللهُ يَعْلَمُ. اخْتُطِفَ هذَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ”(2كورنثوس2:12) فلا نزال علينا ان نخاف من ان نُطرح الي أسفل مع الملائكة المتمردين الي الهاوية السفلى. انه ليس كافيا ان نؤكد لأنفسنا ان مشاعرنا وقراراتنا القلبية كافية ففرصة غير ملائمة واحدة كافية ان تحطمنا، فلحظة واحدة خدعت داود من حب الرب وحتى دليلة استطاعت ان تحطم شمشون بقوته. الأعمدة مقدسة قد سقطت بعد كفاح لسنوات ضد تجارب متنوعة وعنيفة.  عندما نرحل في طريق الفضيلة فيوم واحد ليس ضمانا لليوم التالي وبعد الحصول على العديد من النِعم من الرب يمكن للشخص من خلال عدم امانته ان يُرفض من الله. فالإنسان الذي يعتمد على قراراته السابقة ولا يحفظ مراقبته لنفسه وثباته في الرب يمكن ان يسقط ويصبح غير أمين في وعوده. أي شخص يحاول ان يعبر البحر الهائج وسط شعاب مرجانية مختفية ولا يأخذ كل الإحتياطات الواجبة والضرورية يجب ان يتوقع كارثة غرق سفينته. انه شيئ صعب وعلينا ان نقر بهذا ان نحيا في مراقبة مستمرة نحو ميولنا الأرضية لكي يمكننا الإنتصار عليها ولكن لا يوجد قديس اصبح قديسا بدون معاناة وكفاح وجهاد حتى الموت من اجل الفوز بالحياة مع يسوع.  

صلاة: يا الله املأني بخوفك المقدس فأراقب نفسي حتى لا افقد حبك وقويني يارب حتى انتصر على اللذة بالإماتة وعلى الضعف بالقوة حتى احصل بمعونتك على الفوز بالحياة معك الي الأبد.

اكرام: رتل بانتباه طلبة العذراء وتأمل بمعانيها

نافذة: ياسبب سرورنا صلي لاجلنا

يتلى سر من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة

الثلاثاء 4 مايو: الحرص على النمو في النعمة والكمال

منذ الحبل بالقديسة مريم فلقد نالت ملء النعمة ولم تكتفي هي بذلك فتجلس فرحة بها بدون أي فعل، بل بدلا من ذلك استمرت في حياتها تبذل جهودها لتثمر تلك النِعمة ثمارها المطلوبة. والقديسة مريم كلما كانت تعمل تلك النعمة فيها فكانت تنميها وتقويها أكثر وأكثر في كل يوم فأصبحت بذلك تربة صالحة بعناية حتى انه ولو وضعت فيها بذرة صغيرة للغاية ستثمر مائة ضعف من الثمار.  على الرغم من ذلك فهي قديسة منذ ولادتها وتلك القداسة حتى بالنسبة لها ليست هبة طبيعية بل لقد جعلتها تقريبا جزء من حياتها الطبيعية في كل أفعالها وأقوالها وحرصها الدائم على ثمارها الروحية كقول النبي:” أَنَا كَالْكَرْمَةِ الْمُنْبِتَةِ النِّعْمَةَ، وَأَزْهَارِي ثِمَارُ مَجْدٍ وَغِنًى”(يشوع بن سيراخ 23:24).

اذا ما اردت ان تنمو في النعمة والتي حصلت عليها في سر العماد المقدس اجعل الله أبا لك وتكون هيكلا للروح القدس وأخا للمسيح يسوع ووارثا معه وعندئذ اهرب من العالم واحبب الصلاة واقبل الأسرار المقدسة بإستمرار واخضع نفسك للممارسات التقوية من اعمال روحية وجسدية، وأنصت للروح الساكن فيك واطلب مشورة الرب في كل تصرفاتك. ان الكثيرين وهم في طريق تقدمهم الروحي يتوقفون أحيانا لأي سبب ولكن النعمة ابدا تقول “كفى” ولا تضع حدودا لجهادك وصبرك و كف عن القول بأنك قد وصلت وان لك مكانا في السماء فأحذر الوقوع في خطيئة البِر الذاتي التي أسقطت العديد.

صلاة: يا قديسة مريم انتِ حامية ومحامية قوية فساعديني ان احيا حياة القداسة والتي وهبني إياها الله حتى امجده وأخدمه بكل آمانة وساعديني ان أصل للمجد المعّد لي بنعمة الله. آمين.

اكرام: ردد باحترام “السلام الملائكي” وتعود على تلاوته يوميا” في فترة تحددها بنفسك وتلتزمبها 
نافذة: السلام لك يا ممتلئة نعمة

يتلى سر من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة

 الأربعاء 5 مايو – يجب ان نهب أنفسنا الي الله مادمنا على الأرض

ان الله يدعـونـي إليـه ولقد أحبني واختارني ووهبني العديد من النِعم، فيا ترى ما الذي يدعوني اليه الرب؟

أن أمجّد الله فى كل ما أفعل أو أقول لهذا دعانا الرسول قائلاً: “فإذا أكلتم أو شربتم أو عملتم شيئاً فأعملوا كل شيئ لمجد الله”(1كورنثوس31:10). لهذا أوصانـا السيد الـمسيح ائلاً:”فليضيئ نوركم قدام الناس ليروا أعمالكم الصالحة ويُمجّدوا أباكم الذى فى السماوات”(متى16:5).

أن أعـمل على نشر رسالة الـمسيح، فكـما أرسل الرب يسوع تلاميذه للعالـم أجمع قائلاً لهم: “اذهبوا الآن وتلمذوا كل الأمم.. وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم بـه”(متى19:28). فهل من عـمل أعظم وأشرف وأسمـى وأكثـر مشابهـة لأعـمال السيد الـمسيح نفسه والذى كـما يقول

الكتاب “كان يجول يصنع خيـراً”.

أن أسلّم للرب ذاتـي ليعـمل بـي كـما يقول الرسول بولس:”لأن الله هو العامل فيكم الإرادة والعمل حسب مرضاتـِه. افعلوا كل شيئ بغير تذمّر ولا جدال لتكونوا بغير لوم وبسطاء وأبناء الله بغير عيب بين جيل مُعوج ملتو تُضيئون فيهم كأنوار فـى العالـم”(فيليبي13:2-15). ولهذا يعلن الرسول لتلميذه تيموثاوس”الرب وقف معي وقوّانـي لكي تُتم بـي الكرازة ويسمع جميع الأمم” (2تيموثاوس17:4).

أن أبشر الآخـريـن بكلـمة الله وأعرفهـم بـه، فها هو اندراوس الرسول عندما آمن يقول عنه الكتاب:”وجد اولا أخاه سمعان فقال لـه قد وجدنـا مسيّا الذى تفسيره الـمسيح وجاء بـه الـى يسوع”(يوحنا41:1). وفيلبس والذى تقابل مع نثنائيل ودعـاه قائلاً:”لقد وجدنـا الذى كتب عنه موسى فى الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذى من الناصرة”(يوحنا45:1). والرعـاة عندمـا رأوا مـا أخبرهـم بـه الرب عن طريق ملائكتـه “أخبروا بالكلام الذى قيل لهم عن الصبي” (لوقا17:2). والنبيّة حنـة تلك الأرملة التى كان عمرها 84 عاما والتى كانت لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام يذكر عنها الكتاب بعد أن رأت الطفل يسوع:”ففى تلك الساعة وقثت تسبّح الرب وتلكمت عنـه مع جميع الـمنتظرين فداء فى أورشليم”(لوقا36:2). وذلك الأبرص الذى عندمـا رأى أنـه قد شُفي “رجع يُمجد الله بصوت عظيم”(لوقا15:17).

وقائد الـمئة الذى لـمّا رأى مجد الله صاح قائلاً:”بالحقيقة كان هذا الإنسان باراً”(لوقا47:23).

وتلك السامريـة التى صرخت لأهل بلدتهـا قائلة:”هلّموا وأنظروا إنسانـاً قال لـي كل ما فعلت العلّ هذا هو الـمسيح”(يوحنا5:4).

أنـه يدعوك لأن تدعو الآخريـن ليعرفوا ويذوقوا حلاوة القرب من الله لهذا يرنم داود قائلاً:”ذوقوا وأنظروا ما أطيب الرب”(مزمور8:34)، ويصرخ بولس الرسول قائلاً:”الويل لـي إن لـم أبشّر” (2كورنثوس16:9).

أن نعـمل على خلاص النفوس فتلك النفوس التى إفتداهـا بدمـه على الصليب وكما يقول الرسول:”فكل من يدعو باسم الرب يخلُص. وكيف يَدعون إلـى من لم يؤمنوا بـه وكيف يؤمنون بـمن لم يسمعوا به وكيف يسمعون بلا مُبشّر وكيف يُبشّرون إن لم يُرسلوا”(رومية13:10-15).

أن يـملك الله عليك أولاً مُلكـاً تـامـاً فتقول قول الرسول بولس “أنـا حيّ لا أنـا بلْ إنـمّا الـمسيح حيّ فـيّ”(غلاطية20:2). ومن غير أن يملك الرب علينـا سيكون عملنـا فى خلاص الآخرين هو عمل عقيم وغير سليم. فلنملأ مصابيحنـا أولاً بالزيت وبعدهـا يمكننا أن ننيـر للآخريـن.

أن نكون وكلاء صالحـون على بيعتـه كذلك العبد الصالح والأمين (متى45:25) فتعـمل أعـمال السيد الذى وكلّك وتتكلم عنـه وعن أعـمالـه. والرسول بطرس يدعونا قائلاً: “ليكن كل واحد بحسب ما أخذ موهبـه يخدم بهـا بعضكم بعضاً كوكلاء صالحين على نعـمة الله الـمتنوعـة. إن كان يتكلّم أحد فكأقوال اللـه وإن كان يخدم أحد فكأنـه من قوة يـمنحهـا اللـه لكي يتمجد اللـه فـى كل شيئ بيسوع الـمسيح الذى لـه الـمجد والسلطان الى الأبـد”(1بطرس10:4-12). فيـا أيهـا الوكيل الآميـن إن الرب عطش للنفوس، عطش صرخ بـه وهو سط الآلام قائلاً:”أنـا عطشان”.

أن أحـارب معـه أعـداؤه

الحرب ضد ابليس فالرسول بطرس يحذّرنـا قائلاً:”اصحوا واسهروا لأن ابليس خصمكم كأسد زائـريجول ملـتمساً من يبتلعـه هـو”(1بطرس8:5). ويحذرنـا ايضاً الرسول بولس قائلاً:”إن مصارعتنا ليست ضد اللحم والدم بل ضد الرئاسات والسلاطين وولاة هذا العالم عالم الظلمة والأرواح الشريرة فى السماويات”(افسس12:6).

الحرب ضد محبة العالـم لهذا ينصحنـا يوحنا الرسول قائلاً:”لا تحبوا العالـم ولا الأشياء التى فى

العالـم.إن كان أحد يُحب العالـم فليست فيـه محبة الآب”(1يو15:2).

الحرب ضد الكبـريـاء فكـما يقول الكتاب الـمقدس “الكبريـاء هو أول الخطأ ومن رسخت

فيـه فاض أرجاسـاً”(يشوع بن سيراخ15:10).

الحرب ضد حب الذات فالرب يسوع يقول “من أراد أن يتبعـني فليكفـر بنفسه”(لوقا23:9).

الحرب ضد الحواس فالقديس بولس يوضح أعمال الجسد قائلاً:”اعمال الجسد ظاهرة وهى الزنـى والنجاسة والعُهـر وعبادة الأوثان والسِحر والعداوات والِخصام والغيـرة والـمغاضبات والـمنازعات والـمُشقات والبدع والـمحاسدات والقتل والسُكر والقصوف وما يُشبـه ذلك. وعنها أقول لكم ايضاً كـما قلت إنّ الذّين يصنعون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله”(غلاطية19:5-21).

ان قائـدي هـو الـمسيح، اللـه، الإلـه الواحـد الذى لـه الكرامـة والمجد والسلطان، فـمن منـّا لا يُصبح

بطلاً تحت نظر قيادة هذا القائد العظيم الذى “اعداؤه صاروا موطئاً تحت قدميه”(عب13:1)، وهو متأكـد من قوة هذا القائد وسلطتـه وأسلحتـه ومن أنـه لا يـمكن أن ينهزم أبداً.

صلاة: يا قديسة مريم انتِ قائدتي ومعونتي وسلاحي فيما يطلبه الله مني فساعدني وحامي عني كجندي في صفوف جيشك العظيم لقهر الشر والفوز بالسماء. آمين.

اكرام: لنضع اولادنا تحت حماية العذراء ونعلمهم منذ صغرهم حبها والتعلق بها
نافذة: يا أما” قادرة صلي لأجلنا

يتلى سر من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة.

الخميس 6 مايو: يجب ان نعطي أنفسنا الى الله ونحن على الأرض

أثناء حياة القديسة مريم على الأرض أصغت لصوت الله والذي دعاها الي الإنعزال والتكريس الكليّ لله، فمن سنوات حياتها الأولى عندما تركت منزل والدها وكرّست نفسها الي الله في الهيكل ولا شيئ يمكن ان يعيدها مرة أخرى لحياة العالم فلا فترة الشبيبة ولا ضعف جسدها او حب والديها كقول المرّنم:” اِسْمَعِي يَا بِنْتُ وَانْظُرِي، وَأَمِيلِي أُذُنَكِ، وَانْسَيْ شَعْبَكِ وَبَيْتَ أَبِيكِ، فَيَشْتَهِيَ الْمَلِكُ حُسْنَكِ، لأَنَّهُ هُوَ سَيِّدُكِ فَاسْجُدِي لَهُ.”(مزمور10:46-11).  كل شيئ لا يمكن ان يؤخر تقدمة القلب والذي يبحث دائما عن الله ويحب عنه وحده يمكن ان يؤثر او يؤخر سعادة ذلك القلب. بمجرد ان أصبحت مقيمة في الهيكل امتلأت مريم بالشغف في تنفيذ كل ما يسند اليها في حب عميق من واجبات حسب سنها وقدرتها. لقد اخلصت في صلاتها وتأملاتها في تلك الأوقات التي اتيحت لها بعد انتهاء واجباتها وكيف انها امضت فترة الهيكل تلك في إعداد نفسها بطريقة خاصة لنِعم الله التي أعطيت لها.

فى الهيكل كان يوجد مكان مخصص للفتيات الـمكرّسات (يوسيفوس الـمؤرخ اليهودى كتب ان هيرودس بنى بنايـة واسعة فيها 80 جناحا لبنات اسرائيل الـمخصصات للخدمـة). وكانت الفتيات تتعلم فى الهيكل الصلاة والـمزامير والأناشيد مع التأمل وتدرس التوراة وتاريخ بنى اسرائيل والشرائع والعادات والنبؤات التى تعلن عن مجيئ الـمسيّا. ثم يأتـى بعد ذلك الأعمال اليدويـة العاديتة من تطريز لثياب الكهنة وإعداد العطور والغزل والنسج.  وكانت مريم العذراء تفعل كل ذلك فى صمت ومناجاة مع اللـه فى تواضع وتصنع الخير وتحب الفضيلة وفى طاعـة كاملة، وبالطبع كانت ترى كل يوم الذبائح التى تقدم فى الفجر وعند غروب الشمس. وكان كل اليهود يحضرون هذه التقدمة، وكانت تحضر فى أيام الأعياد مثل أعياد الفصح والـمظال، وفى الـمساء كانت تجتمع الفتيات للصلاة. ويذكر بعض الكتّاب عن معجزات كانت تقوم بهـا مريم العذراء، وأنـه كانت تأتيهـا مأكولات مخصوصة من السماء، أو انهـا كانت تحادث الـملائكة، وكل هذه الروايات لا يمكن قبولهـا أو رفضهـا لأنـه لم  يذكرلنا شيئاً مؤكداً. لكن ما يجب أن نعلـمه أن مريم كانت متعبدة للـه التى نذرت لـه كل نفسها وقلبها وجسدها، وإستمر عـمل النعـمة فيهـا طيلة حياتهـا حتى ان ملاكاً من السماء حياهـا فيما بعد قائلاً:”يا ممتلئـة نعـمة”.

لقد أظهرت القديسة مريم والقديسين كيف انه ذو فائدة للإنسان ان يحمل النيّر منذ صباه:”جَيِّدٌ لِلرَّجُلِ أَنْ يَحْمِلَ النِّيرَ فِي صِبَاهُ”(مراثي ارميا27:3). فهل نحن نعامل الله كالله عندما نعطي له فقط بواقي شيخوختنا وحياتنا والتي قد أعطيت لنا لكي نقدمها كلها لمجد اسمه القدوس؟ ما هو يا ترى نوع التقدمة او التضحية التي نقدمها الي الله عندما ننتظر لكي نلزم انفسنا لخدمته وحتى بحسب القواعد الأرضية لا يكون لدينا القوة ولا الوسائل التي بقيت لدينا؟ فلا تنتظر حتى عمرك الذهبي لكي تعطي نفسك الي الله فعند ذلك الوقت سنكون قد استنفذنا من حمل العالم وثقله ولن يكون لدينا الصحة ولا القوة الباقية لكي نحمل نير الرب.

يمكنك ان تقول انا سوف اعطي نفسي الي الله عندما تكبر ولكن عندما تأتي تلك الأيام فهل سيكون من السهل ان تخدم الرب من كل قوتك وقدرتك؟ ان الخبرة تعلمنا ان سنوات النضوج ستجلب لنا المعرفة ولكن ليس من الضروري الحكمة. في مثل العذاري صرخن الجاهلات “ قَائِلاَتٍ: يَا سَيِّدُ، يَا سَيِّدُ، افْتَحْ لَنَا!(متى11:25)، ولكنهن جئن بعد ان جاء العريس وأغلق الباب وطرقهن على الباب كان بلا جدوى. ان الخبرة أيضا تعلمنا ان سنوات النضوج تجعلنا على استعداد ان ندخل في حضرة القاضي العظيم والذي سيسأل عن ما فعلناه في كل حياتنا. ان الإنسان الذي لن يكرّس حياته الي الله منذ حداثته قد يخاف من ان الرب قد يعاقبه عندما يكبر فتصبح حياته عقيمة. ان الكثيرين منا يدعي حبه الي الله ولكن بلا عمل او اعمال محبة وكما قال القديس يوحنا اللاهوتي في رسالته:” مَنْ قَالَ: «قَدْ عَرَفْتُهُ» وَهُوَ لاَ يَحْفَظُ وَصَايَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ وَلَيْسَ الْحَقُّ فِيهِ. وَأَمَّا مَنْ حَفِظَ كَلِمَتَهُ، فَحَقًّا فِي هذَا قَدْ تَكَمَّلَتْ مَحَبَّةُ اللهِ. بِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا فِيهِ: مَنْ قَالَ: إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضًا.” (1يوحنا4:2-6)، وأيضا “إِنْ قَالَ أَحَدٌ: «إِنِّي أُحِبُّ اللهَ» وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟ وَلَنَا هذِهِ الْوَصِيَّةُ مِنْهُ: أَنَّ مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أَخَاهُ أَيْضًا”(1يوحنا20:4-21).

صلاة: يا الله اشكرك على رحمتك العظيمة في حضورك ووجودك في حياتي بينما ان احيا تلك

الحياة اهينك بأفعالي وأقوالي فأرجوك يارب بشفاعة أمي القديسة مريم ان تجعلني إناء صالحاً يقدم لك المجد والإكرام والسجود دائما والي الأبد. آمين.

اكرام :اقرأ وتأمل من وقت الى آخر في الكتب التقوية التي تتحدث عن امجاد مريم
نافذة: يا أم المسيحيين صلّي لأجلنا

يتلى سر من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة

الجمعة 7 مايو – يجب ان نقدم أنفسنا الي الله كاملة وللأبد

لقد قدمت مريم العذراء نفسها الي الله أثناء حياتها بدون تحفظ او قيود، فعليك ان تسلّم حريتك اليه كاملة حتى انك لا يوجد لك مشيئة خاصة بك ولكن مشيئته هو وحده. ان أي رضا انت تريده في هذا العالم هو ان تجلب السعادة لله وان السعادة الحقيقية الوحيدة بالنسبة له هو ان تحبه من كل القلب والفكر والإرادة. لا يمكنك ان تحنث بوعدك مطلقا فأنت تسير في طريق الله في كل يوم محققا تقدما نحوه. ان امنا مريم اعطتنا مثالا حيا في خدمة الله بدون أي تردد او شروط او مقياس. بالتأمل في حياتنا ربما نخجل اننا لم نحفظ العهد ولا الوعد الذي قطعناه مرارا في كل مرة نتقدم فيها لسر المصالحة، فلماذا تعثرت خطواتنا ولماذا توقفنا عن الثبات في المسيح يسوع؟ فهل ياترى اصبح الله الآن غير محبوب ولا يعنينا كما كنا من قبل؟ وهل العلاقة بيننا وبينه قد تغيرت واصابها الفتور ولم يعد اعتمادنا عليه مطلوب؟ او اننا لا نقترب اليه الا لطلب ما او في ازمنة الصوم او الأعياد فقط؟ وهل وهل وهل؟؟؟

كلما تقدمت في العمر كلما ازدادت قائمة البركات والنِعم التي تنالها من الله وتزداد بالتالي ديونك

نحوه فالله قد خلق قلبك وخلقه ليصبح له فقط والله هو الذي يجب ان يكون هو السيد والرب لذلك القلب وهو لم يقل لك يا ابني سلفني قلبك بل “يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ”(امثال23:26).  يجب ان تطيع الله وتكرّس قلبك له، فهل يكون من حقك ان تعيده لك بعد ذلك؟. ان الله لا يفكر انه كثير عليه ان يهب نفسه كلية لك فلقد تجسد وصلب ومات من اجلك فهو الذي احبنا أولا فأعطيه كل شيئ وفيه ستجد كل شيئ. ان العالم وكل مافيه لاشيئ اذا ما كان الله في قلب الإنسان فاطلب من الله ان يخلق فيك ذلك القلب النقي الذي يحب الله “قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا

جَدِّدْ فِي دَاخِلِي”(مزمور10:51).

صلاة: يا أم الرحمة ساعديني ان اصنع سلامي مع الله حتى ان الله مخلصي بصلاتك يملأ قلبي بنعمته فيخدمه بكل أمانة ولا أضع حدودا او لا اتردد بل خدمة وحب من كل القلب والفكر والإرادة. آمين.

اكرام:لنعلم اطفالنا الصلوات القصيرة والابتهالات البسيطة

نافذة: يايسوع ومريم ومار يوسف اهب لكم قلبي ونفسي وحياتي

يتلى سر من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة-

السبت 8 مايو: الميزات والبركات للخلوات الروحية

ان العذراء مريم عندما كانت في الهيكل وهي صغيرة قضت ايامها متمتعة بزيارة الله في هيكله وتعد داخل نفسها مكان لحلوله فيها فالفكر بوجود الله الدائم كان معها وفيها دائما وبذلك كانت مشغولة في التأمل في عظمته وكمالاته “حَبِيبِي لِي وَأَنَا لَهُ”(نشيد الأنشاد 16:2)، فلا شيئ يعادله فلا ثروة العالم ولا شيئ آخر.

ان النفس التي تنفصل عن العالم وكلها تكون مشغولة بالله فتكون وهي معتزلة في سعادة لا يمكن وصفها فكل ما يشغلها هو الله وحده ولا شيئ آخر. في تلك الخلوة تتذكر النفس محبة الله وعطاياه وبركاته ويمكنها ان تسمع صوته ولا شيئ يمكن ان يقاطع او يشغل القلب الا صوت الحبيب. انه من السعادة ترديد تلك الكلمات البسيطة “مَنْ لِي فِي السَّمَاءِ؟ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئًا فِي الأَرْضِ”(مزمور25:73)، وان تجد في الإقتراب الي الله كل الثروة والفرح والملء.

ان الله عندما يريد ان يتكلم مع النفس وان يعلمها دروس الهية فيتكلم في القلب ويقودها الى البرية “لكِنْ هأَنَذَا أَتَمَلَّقُهَا وَأَذْهَبُ بِهَا إِلَى الْبَرِّيَّةِ وَأُلاَطِفُهَا،”(هوشع14:2). تذكر ما هو طعم تلك الخلوة الروجية التي قد تكون اشتركت فيها مع اسرتك او كنيستك وحاول ان تسترجع القيمة الروحية التي حصلت عليها يومها وسماعك لصوت الله وأيضا تخيّل القديسين الذين مارسوا تلك الخلوات للقاء الله فالبعد عن العالم والضوضاء يتيح للنفس البشرية فرصة عظيمة للإلتقاء بخالقها.

الإبتعاد عن العالم وعدم الإنغماس في شهواته ومغرياته هو مطلب الرب فلقد قال السيد المسيح

لليهود “فَقَالَ لَهُمْ: أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ، أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ، أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هذَا الْعَالَمِ.” (يوحنا 23:8). وفـى صـلاة يسوع الأخـيـرة قـبـل الرحيـل قال هذه العبارة عـن الرسل: ” انـهـم ليـسوا مـن العـالـم كـمـا إنـي أنـا لستُ مـن العـالـم” (يوحنا16:17) ، وهناك أيضا العديد من الآيات التي كان فيها يسوع “ينفرد” و”في الخلاء” ليصلي وحتى عندما دعانا لأن نصلي قال:” وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً”(متى8:6). يجب عليك ان تحب ان تختلي بالرب وأيضا ان تتجنب العالم ففي العزلة والإختلاء ستتعلم كيف تتحكم في مشاعرك وكيف تنصت الي خالقك فلكي تنسحب من العالم ستكون واحدة من الوسائل المؤثرة التي ستحمي النفس “لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ. وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ.”(2يوحنا16:2-17). لا شيئ يضعف فضيلة الإنسان اكثر من مصاحبة اقرناء السوء او المعاشرات الرديئة والتي قد تقود الإنسان الي الإبتعاد عن الله ووصاياه ومحبته. ان الأباء القديسين يقولوا لنا انهم استطاعوا وهم في عزلتهم ان ينتصروا على الشر ومغرياته. ان الله يحب ان يلتقي بك كما التقى بموسى وايليا وهم في الجبل وعندما تغلق باب العالم وتجلس معه ستستطيع ان تميز صوته وكلماته ويمكنه ان يتكلم معك في قلبك وستنطبع كلماته فيك وتنمو في محبته. يدعونا سفر الحكمة إلى العزلة المقدسة التي فيها ينسحب الإنسان تحت قيادة روح الله القدوس إلى أعماقه، ليعيد تقييم نفسه، وتقييم عمل الله فيه، وإعادة النظر إلى كل شيء بعينيّ رب المجد يسوع، الحكمة الإلهي، وفي نفس الوقت يحذرنا من العزلة الشريرة التي فيها ينسحب الإنسان من الجماعة المقدسة، حاسبًا نفسه أفضل من الجميع، معتمدًا على فكره الذاتي، رافضًا المشورة المقدسة والحوار المقدس. فمن رام أن يبلغ إلى الحياة الدَّاخليَّة الرُّحيَّة، فعليه أن ” يعتزل الجمع” (يوحنا 5: 13) برفقة يسوع.

صلاة: يا الله أعطني ان أحب الإختلاء بك بعيدا عن العالم ومغرياته وافتح قلبي وعقلي لكي استمع الي كلماتك المحيية. آمين.

اكرام: علم اولادك منذ الصغر قانون الايمان ومبادئ الديانة المسيحية

نافذة :يا أم المشورة الصالحة صلي لاجلنا

يتلى سر من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة.

الأحد 9 مايو: اختيار طريق الحياة

لقد أحبت القديسة مريم الله وحده منذ سنوات حياتها الأولى ولهذا السبب خضعت لمشيئته

واستحقت بركاته والله وهبها كل ما يليق بمكانتها كأم لإبنه الوحيد وأعطاها ملء النعمة لتحقق خطة الله الخلاصية. إن اختيار الله لإنسان ليقوم بدور ما يعتمد على ما يراه الله من صلاحية هذا الإنسان للقيام بدوره وهكذا قال السيد الـمسيح عن شاول الطرسوسي:”إن هذا لى إناءُ مختار ليحمل إسمي أمام الأمم والملوك وبني إسرائيل” (أع 15:9). وأيضاً عندما إختار الله أول ملك على شعبه وكان شاول بن قيس فيذكر عنه الكتاب الـمقدس انـه “مُنـتقى حسنُ لم يكن فى بني اسرائيل رجل أحسن منه”(1ملوك 2:9). والقديس توما الأكويني يقول:” عندما الله يختار بنفسه خليقة من خلائقه لـمهمّة خاصة، إنـه يهيئها مُسبقاً للقيام على أكـمل وجـه بالخدمة التى يقّدرها له”،وعلى هذا النحو كانت العذراء مريم قد مُنحت ما تقتضيه رسالة التجسد السري من نِعم ملائمة ليسند الله اليها دوراً كبيراً ومهما فى التجسد والفداء والخلاص.

لكي تختار اختيار جيد لدعوة من الله فنحن نحتاج الي توافق في الأحداث والظروف فمثلا اذ شخص يتقدم للحصول على الدرجة الكهنوتية والتي تعطى لنفوس مؤمنة قد استشارت الله في ذلك الإختيار وخضعت لتلك الدعوة فهي تيحث في كل حياتها عن إرضاء الله ولهذا تقبل مثل تلك الدعوة وتقبل بتنفيذها إرضاء لدعوته المقدسة، ولا يمكن لذلك الشخص ان يرجو ان الله سوف يخضعه لهذا الإختيار من غير رغبة كامنه لتلك الحياة الجديدة. انه توافق ما بين مشيئة

الله ورغبات الإنسان في حياة أفضل.

ان القديسة مريم عندما وافقت على ارتباطها بالقديس يوسف رغم نذرها للبتولية كانت على إيمان بعظمة الله وكان مبني على أساس تلك الفضائل التي تحلت بها والتي مارستها بكل أمانة. اذا ما كانت القديسة مريم تركت الي العالم وقواعده فكان عليها اذا ان تختار زوجا لها بلا شك ذا ثراء او مهارات مهنية وليس نجارا فقيرا، ولكنها ربما عرفت ان يوسف رجل تقي و”بار” وعاش بأمانة أمام الله وربما علمت بذلك الإختيار الإلهي من تلك العلامة من ازدهار عصاه.    انه لا يمكن يكون نفس التفكير عند اختيار زوجا بالبحث عن فضائله من الطفولة وكيفية عيش حياته ان كانت في مخافة الله ام لا في عصرنا هذا ولكن التركيز ينحصر في اهتمامتنا الشخصية واعتبارات بشرية محضة تلك التي تحرك طريقة اختياراتنا عند الإرتباط والزواج. المال والممتلكات والمكانة الاجتماعية هي التي تحكم اختيارات الزواج في عالمنا الآن وليست روحانية الشخص ومدى علاقته بالله وسلوكه ولذا فالكثير من الزيجات تفشل ويصيبها الإنحلال والتفكك او العيش في ألم ومعاناة. ان عدم استشارة الله وطلب معونته عند اختيار الشريك وحتى بعد الإرتباط في عدم ان يكون الله هو الركيزة الأساسية لذلك البيت ولعلاقة الحب.

ان هناك العديد من الناس الذين هم غير راضين عن حياتهم وعلاقاتهم وحالاتهم فهم يعانون منها

غالبا ويجعل الآخرون ومن يتعامل معهم أيضا في تعاسة وكل هذا لكونهم اختاروا حياة بعيدة عن الله ويمكن ان يقال انهم من يعنيهم قول اشعيا النبي:” «وَيْلٌ لِلْبَنِينَ الْمُتَمَرِّدِينَ، يَقُولُ الرَّبُّ، حَتَّى أَنَّهُمْ يُجْرُونَ رَأْيًا وَلَيْسَ مِنِّي، وَيَسْكُبُونَ سَكِيبًا وَلَيْسَ بِرُوحِي، لِيَزِيدُوا خَطِيئَةً عَلَى خَطِيئَةٍ”(اشعيا1:30). ان الدعوة هي نعمة من الله وتشمل ليس فقط الشخص المدعو بل أيضا من هم من حوله فإذ كان الشخص عير أمين لتلك الدعوة والنعمة فسوف لا تتوقع ان الآخرين سيختلفون. اذا ما رفضت هذه النعمة الإلهية الخاصة والتي توفر وتعطي نعم غير عادية للشخص والذي يتقبل إرادة الله ومشيئته الإلهية في حياته فسوف تسقط في فخاخ التجارب والضيقات. صل الي الله اذن واطلب مشورته اذا ما كنت ستقرر شيئ ما هام في حياتك وقل كقول النبي:” عَرِّفْنِي الطَّرِيقَ الَّتِي أَسْلُكُ فِيهَا، لأَنِّي إِلَيْكَ رَفَعْتُ نَفْسِي”(مزمور8:143)، حاول ان تحيا كي يرى الرب فيك صدق نواياك ولا ترتكن على فهمك حينئذ يهبك كل نعمة ويحيطك بعنايته. واذا لم تستطع ان تسمع من الرب مباشرة فاذهب الي من اختارهم ليكونوا مرشدين روحانيون لك. لقد ضرب الرب يسوع شاول الطرسوسي وأوقعه على الأرض في طريقه الي دمشق ولم يكشف وقتها عن خطته نحوه بل ارسله يسوع الي حنانيا والذي سيكشف له ما أراده الله من شاول:” فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «اذْهَبْ! لأَنَّ هذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ. لأَنِّي سَأُرِيهِ كَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي”(اعمال15:9-16).   

صلاة: يا قديسة مريم يا ام كل رحمة اطلب منكِ ان ترفعي طلبتي هذه لإبنك يسوع لكي يكشف

لي ماذا ينبغي لي ان افعل وما هي مشيئته حتى لا افشل ولا تفرغ اجاجين حياتي ولكي استحق ان أحيا معكما في السماء. آمين.

اكرام: ضع في بيتك صورة العذراء وصل امامها مع افراد اسرتك
نافذة : يا ام الله صلي لاجلنا
يتلى سر من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة

الأثنين 10 مايو: الطهارة والتقدير المفروض وجودهما

عندما جاء الملاك جبرائيل للعذراء مريم ليبشرها بأنها ستكون أما لله لم يشرح لها مباشرة كيف

سيكون هذا وكيف سيتعارض ذلك مع نذر البتولية الذي اختارته. لقد أخرت مريم موافقتها وقبولها في ان تكون أعظم مخلوقة في بتوليتها بدلا من في كرامتها أومكانتها. لكن قال لها الملاك:”لا تخافي يا مريم”(لوقا30:1)، كأنه يؤكد ويقول لها: أنه يلزم الطهارة التي انتِ تحرصين عليها بعناية حتى يأتي في أحشاؤك ويولد الله القدوس فلابد ان يكون من عذراء، وهكذا أعطته موافقتها بعد ان علمت كيف يكون هذا وان بتوليتها محفوظة فلا يجب ان تخاف ان تكون والدة لله الكلمة. ان البتولية هي التي جعلت ذلك التلميذ المحبوب (يوحنا26:19) مستحقا لحب يسوع الخاص فهنيئا لتلك النفوس التي احتفظت ببتوليتها أثناء حياتها على الأرض فسيستحقون ان يتبعوا الحمل في الحياة الأبدية “هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ لَمْ يَتَنَجَّسُوا مَعَ النِّسَاءِ لأَنَّهُمْ أَطْهَارٌ. هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ يَتْبَعُونَ الْخَرُوفَ حَيْثُمَا ذَهَبَ. هؤُلاَءِ اشْتُرُوا مِنْ بَيْنِ النَّاسِ بَاكُورَةً للهِ وَلِلْخَرُوفِ”(رؤيا4:14).ان الرب يسوع قد أعطى لذلك التلميذ ان يضع رأسه على صدره عند العشاء الأخير(يوحنا23:13)، ومع

انه أعطى بطرس ان يرعى كنيسة المسيح لكنه أعطى يوحنا ان يرعى أمه.

الطهارة أو النقاوة هـى صِفـة لكل مادة مفردة وغيـر مـمتزجـة بشئ آخـر، والنقاوة فـى الحياة الروحيـة هـى فضيلة تجعل عقل الإنسان وقلبـه وتصوراتـه وذاكرتـه خاليـة من كل شئ يـمكن أن يعكـرهـا، وللنقاوة مـيزات لا تحصـى لهذا صرخ داود قائلا: “قلبـاً نقيـّا أخلق فـيّ يـا الله”(مز12:50)، وجاءت إحدى التطويبات التى أعلنها السيد الـمسيح فى موعظتـه على الجبل “طوبـى لأنقيـاء القلوب فإنـهم

يعاينون الله”(متى8:5). الطهارة هـى الفضيلة الساميـة أو الفضيلة الـملائكيـة لأنهـا من صِفات

الـملائكة. والطهارة هـى من صميم جوهـر قداسـة الله. ويعلن لنا الـمرنم ” من يصعد الى جبل الرب ومن يقوم فى موضع قدسه النقي الكفين والطاهر القلب الذى لا يحمل نفسه الى الباطل ولم يحلف بالغش” (مزمور 3:23-4) و”النفس العفيفـة لا قيـمة توازنهـا”(يشوع بن سيراخ20:26).

والقديس بولس فى رسالته الأولى الى تسالونيكي يعلن: “فإن مشيئة الله انـما هي تقديس أنفسكم

وان يعرف كل واحد منكم كيف يصون أناءة فى القداسة والكرامة لا فى فجور الشهوة كالأمم الذين لا يعرفون الله” (1تس 3:4-5)، ويوصي تلميذه تيموثاوس: “احفظ نفسك عفيفا” (1تيمو 22:5). وفى رسالته الى كولوسي ” اهتموا لـما هو فوق لا لـما هو على الأرض” (كولوسي 2:3).

وأيضا يدعونا:” أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ

اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟”(1كورنثوس19:6). لذلك ففي المسيحية ان الدنس وعدم الطهارة مكروهة. ان الطهـارة بنحصل عليها فى سر الـمصالحة بالإعتراف والصلاة وأعمال الرحـمة، واللـه يطلب طهارة القلب لكي يستطيع أن يسكن فينـا ونتحد بـه.

صلاة: يا يسوع، أطفيئ فيّ أي طعم للذة حسية وهبني مذاق الفرح والسرور لمن هم في السماء و حررني يارب من تلك التجارب المذّلة والتي تبعدني عنك وعن رحمتك. ان فضيلة العِفة والطهارة هي ثمر روحك القدوس فضع ثمرك في قلبي. آمين.

وأيتها الأم الرؤوف القديسة مريم أم يسوع وأمنا، كوني دومًا معنا ليكون السلام في بيوتنا

ومجتمعاتنا، سلام المسيح الذي أحبّ العالم محبّة لا متناهية، فدفع ثمن خلاصه دمه وحياته. آمين.                                                                                                                     اكرام: حافظ على النظام والسكوت في الكنيسة وتذكر انك في بيت الله , فصلي
نافذة : يا أم الكنيسة باركينا

يتلى سر من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة

الثلاثاء11 مايو: الحرص على حفظ العِفة

عندما ظهر الملاك جبرائيل الي مريم يذكر الكتاب انها “:” فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ” (لوقا29:1). انه ليس من المستغرب ان الأنجيل قال لنا ان مريم قد اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، ولاحظ هنا ان انجيل لوقا يقول لنا ان مريم لم تكن مضطربة من ظهور الملاك بل من “كلامه”. هذا مختلف تماما من قلق زكريا الكاهن في المنظر او الحادثة السابقة لهذ الظهور كما جاء في انجيل لوقا فكانت رد فعل زكريا هو الخوف من ظهور الملاك له في الهيكل:” فَلَمَّا رَآهُ زَكَرِيَّا اضْطَرَبَ وَوَقَعَ عَلَيْهِ خَوْفٌ(لوقا12:1). أما مريم فعلى العكس اضطربت من كلمات الملاك وفكّرت مدى تأثير ذلك الكلام على حياتها فلقد ايقنت ان شيئا ما هاما سيطلب منها مثل موسى وجدعون وآخرين الذين دعاهم الله فبنفس الطريقة جاءت الدعوة ولذا من المحتمل ان تساءلت ما عسى ان تكون تلك المهمة وهل في قدرتها إتمامها. كانت وحيدة مع الملاك ولم يوجد أي شهود وربما كان هذا وحده مدعاة لذلك الخوف المقدس.

ردا على ما قد يشغل بال مريم اجابها الملاك جبرائيل قائلا:” «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ(لوقا30:1). هل شعرت يوما ما ان الله قد يريد منك ان تقوم بعمل شاق او تغير شيئ ما في حياتك؟ عندما يدق الله باب قلوبنا البعض منا قد يشعر بقليل من الخوف وتشعر انه من المفترض ان تقول لشخص انك آسف ولكن جزء منك لا يريد ان يعترف انك مخطئ، فأنت تشعر بانك تساق لأن تعطي أكثر من نفسك لأطفالك ولكنك متردد ان تتخلى عن كل الوقت والجهد تمضيهم معهم والوقت الذي تريده للتقدم في مجال عملك، او من انك تشعر بأنك لا يجب ان تشاهد برنامج معين في التلفاز او تنظر الي موقع الكتروني معين ولكنك لا تبغي التخلي عن

ذلك. او قد تفكر ان الله يريدك ان تشارك بقليل من إيمانك وتدافع عن القيم المسيحية ولكنك

تخاف ما الذي قد يفكر فيه الآخرون وما الذي سيقولونه عنك.

لقد كشف الأنجيل المقدس عن مثل ذلك الخوف ومن انه شعور بشري طبيعي ورد فعل متوقع من دعوة الله لنا. عندما نشعر ان الرب قد يدعونا لأن نقوم بشيئ ما جديد ونواجه تحديا ما او نعمل تغيير كبير فقد نشعر ببعض الصعوبة وعدم الإرتياح ويتبادر في أذهاننا أسئلة كثيرة مثل: ما الذي يعنيه هذا بالنسبة لي؟ هل يمكنني ان أقوم بهذا؟، كيف سيتم ذلك؟، هل حقيقة اريد ان اتخلى عن ما انا فيه؟ وهل يمكنني ان أعطي او ان أحاول؟ ومثال مريم قد نشعر “نضطرب من كلامه” عندما نشعر ان الرب قد يسألنا شيئا ما صعب او غير معتاد.

تلك المشاعر البشرية المبدأية للخوف والتساؤل لا يجب ان تحكمنا او تبعدنا عن تنفيذ مشيئة

الله، فليس فقط لأننا نشعر ببعض الإضطراب ووضع غير متوقع اواحتمال جديد او تغيير فيه تحدي او ان نشعر ان الرب يطالب بشيئ صعب منا ان كل هذا يعني ان نغلق الباب امام شيئ غير مكشوف بعد لنا. نحن نريد ان نكون مثل مريم التي تحكمت في مشاعرها وفكّرت ما عسى ان تكون تلك التحية وما الذي يريده الرب ان يظهره لها، وكما قال لنا القديس لوقا:” وفكّرت ما عسى ان تكون هذه التحيـة“(لوقا29:1). ان القديسة مريم لم يكن لديها أي شك في مدى احتمالية ما قاله الملاك لها:” وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ”(لوقا31:1)، لأنها تؤمن “ لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ»(لوقا37:1)، فهي قد تساءلت فقط كيف يكون هذا؟. ان تساؤلها منطقي ولم يزد عن هذا وهنا يمكنك ان تكشف كيف ان تلك النفس كانت حريصة على

كنز بتوليتها وطهارتها وعفتها.

ان معظمنا عندما يطرق الرب باب قلوبنا يدعونا ان نعمل شيئا ما صعب سواء كان ان نتخلى عن شيئ محبب لنا او تغيير أخلاقي في حياتنا او نأخذ خطوة صعبة او ان ننتقل الي مكان جديد او عمل جديد فيه خدمة أكثر نجد أنفسنا ان طلب الرب هذا صعب للغاية فنغلق الباب امام بشارتنا الخاصة ونهرب من ذلك الطريق الذي يشاء الرب ان يقودنا فيه لفائدتنا الروحية. اذا ما نظرنا لحياتنا من الخارج قد تستمر حياتنا كما هي بدون أي تغيير ولكن من الداخل شيئا ما عميق قد تغير رغبتنا ان نفتح أبواب قلوبنا للرب على مصراعيها وان نتبعه مهما كانت رغباتنا

ونسلّم له قيادة حياتنا حسب مشيئته فنحصل على السعادة الغائبة والتي طالما نبحث عنها.  

صلاة: اجعلينا يا مريم أن نسلك طرق الربّ القويمة وكوني شفيعتنا رغم تناسينا لك، لأنّنا ضعفاء، قوّينا بقوّة الروح القدس الذي حلّ عليك، فنكون رسلاً وشهودًا لكلمة الله القدّوس نحملها في قلوبنا وتكون الوحيدة على ألسنتنا لأنّ لا شيء أرفع وأسمى وأقدس منها. آمين.

اكرام: اهتف باسم مريم في بدء اعمالك وسائر ساعات حياتك

نافذة : السلام عليك يا حياتنا ولذتنا ورجائنا

يتلى سر من اسرار الوردية -طلبة العذراء المجيدة 

الأربعاء 12 مايو: العظمة الحقيقية

يوجد فرق شاسع ما بين العلامات المميزة لتعريف العظمة في العالم وبين تلك التي تأتي من ينبوع النعمة. ثروة طائلة وقصور فخمة وعدد لا يحصى من الخدم تحمل في طياتها شهادة لعظمة الملك. بالنسبة للعالم فإن نتيجة الخوف من الخطيئة ومحبة الله هما في الحقيقة ما يظهر العظمة لقداسة الفرد وكذلك روعة وأصولية ذلك الفرد وثباته تكون المؤهلة لوصوله الي الله وطاعة وصاياه. عندما ظهر الملاك الذى أرسله الله لمريم وقال لها:” «سَلاَمٌ لَكِ أيا ممتلئة نعمة اَلرَّبُّ مَعَك”(لوقا28:1)، فهل هناك أكثر مجداً يمكن ان يقال لتلك العذراء؟ من المؤكد كل التسبيح من البشر والملائكة واجب لتلك التي قيل لها:” لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ.“(لوقا30:1). ولكن ماذا يعني ذلك لمريم بأن تجد انها “وجدت نعمة عند الله”؟. في الكتب المقدسة “وجدت نعمة” مع شخص ما يمكن ان تصف شخص ذو مكانة مرموقة ومملوء رأفة ومفضّل عند شخص اقل واضعا نفسه في دور مهم للقيادة، فمثلا عندما خدم يوسف الصديق كعبد في بيت فوطيفار في مصر يقول لنا سفر التكوين عنه “فَوَجَدَ يُوسُفُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ، وَخَدَمَهُ، فَوَكَّلَهُ عَلَى بَيْتِهِ وَدَفَعَ إِلَى يَدِهِ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ”(تكوين4:39-6).

ان التعبير “وجدت نعمة عند الله” يذكرنا بالعديد من الشخصيات في العهد القديم الذين بصفة خاصة قد أختيروا من الله لرسالة هامة او دور مهم يجلب البركة للآخرين مثل ما حدث ليوسف والذي وُضع في مكانة بواسطو فوطيفار وقام بدور قيادي:” وَكَانَ مِنْ حِينِ وَكَّلَهُ عَلَى بَيْتِهِ، وَعَلَى كُلِّ مَا كَانَ لَهُ، أَنَّ الرَّبَّ بَارَكَ بَيْتَ الْمِصْرِيِّ بِسَبَبِ يُوسُفَ. وَكَانَتْ بَرَكَةُ الرَّبِّ عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لَهُ فِي الْبَيْتِ وَفِي الْحَقْلِ، فَتَرَكَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ. وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ يَعْرِفُ شَيْئًا إِلاَّ الْخُبْزَ الَّذِي يَأْكُلُ.”  ومثال نوح اول شخص في الأنجيل يمكن وصفه بنفس الطريقة ففي وسط عالم مضطرب عُرق بأنه “وجد نعمة عند الله ونتيجة لذلك فلقد تمت حمايته من الفيضان وأختير ليكون على رأس العائلة البشرية المجددة:” وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.”(تكوين8:6). كذلك ابراهيم كان وسيلة في يد الله قد استخدم ليجلب البركة للعالم أجمع وصوّر من انه وجد نعمة عند الرب:” وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا وَهُوَ جَالِسٌ فِي بَابِ الْخَيْمَةِ وَقْتَ حَرِّ النَّهَارِ، فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا ثَلاَثَةُ رِجَال وَاقِفُونَ لَدَيْهِ. فَلَمَّا نَظَرَ رَكَضَ لاسْتِقْبَالِهِمْ مِنْ بَابِ الْخَيْمَةِ وَسَجَدَ إِلَى الأَرْضِ، وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَلاَ تَتَجَاوَزْ عَبْدَكَ. لِيُؤْخَذْ قَلِيلُ مَاءٍ وَاغْسِلُوا أَرْجُلَكُمْ وَاتَّكِئُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فَآخُذَ كِسْرَةَ خُبْزٍ، فَتُسْنِدُونَ قُلُوبَكُمْ ثُمَّ تَجْتَازُونَ، لأَنَّكُمْ

قَدْ مَرَرْتُمْ عَلَى عَبْدِكُمْ». فَقَالُوا: «هكَذَا تَفْعَلُ كَمَا تَكَلَّمْتَ» (تكوين1:18-5).ِ

 وأيضا موسى قد “وجد نعمة” عند الله وأصبح وسيط العهد الذي يساعد لمصالحة الشعب الخاطي مع الرب على جبل سيناء: وَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: «انْظُرْ. أَنْتَ قَائِلٌ لِي: أَصْعِدْ هذَا الشَّعْبَ، وَأَنْتَ لَمْ تُعَرِّفْنِي مَنْ تُرْسِلُ مَعِي. وَأَنْتَ قَدْ قُلْتَ: عَرَفْتُكَ بِاسْمِكَ، وَوَجَدْتَ أَيْضًا نِعْمَةً فِي عَيْنَيَّ. فَالآنَ إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَعَلِّمْنِي طَرِيقَكَ حَتَّى أَعْرِفَكَ لِكَيْ أَجِدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ. وَانْظُرْ أَنَّ هذِهِ الأُمَّةَ شَعْبُكَ». فَقَالَ: «وَجْهِي يَسِيرُ فَأُرِيحُكَ». فَقَالَ لَهُ: «إِنْ لَمْ يَسِرْ وَجْهُكَ فَلاَ تُصْعِدْنَا مِنْ ههُنَا، فَإِنَّهُ بِمَاذَا يُعْلَمُ أَنِّي وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ أَنَا وَشَعْبُكَ؟ أَلَيْسَ بِمَسِيرِكَ مَعَنَا؟ فَنَمْتَازَ أَنَا وَشَعْبُكَ عَنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ». فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «هذَا الأَمْرُ أَيْضًا الَّذِي تَكَلَّمْتَ عَنْهُ أَفْعَلُهُ، لأَنَّكَ وَجَدْتَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيَّ، وَعَرَفْتُكَ بِاسْمِكَ»(خروج12:33-17).

في كل من تلك الحالات فإن الشخص الذى وُجد انه مفضّل عند الله واختير خصيصا من قِبل الرب لمهمة خاصة في خطة الله الخلاصية، لهذا فعندما قال الملاك لمريم انها قد “وجدت نعمة عند الله” قهو بهذا يطمئنها من انها قد أختيرت من قِبل الرب. كما كانت مريم مضطربة متفكرة في نفسها ما عسى ان يكون كل هذا وما الذي سيسألها الملاك ان تقوم به ومن انها قد اختيرت لتحمل وتنفذ عمل خلاصي عظيم لشعب الله مثال نوح وإبراهيم وموسى وجدعون وغيرهم، فها هي أيضا “قد وجدت نعمة عند الله”. ان الملاك لم يكشف لها بعد عن دورها ومهمتها الخاصة وفي هذه النقطة فكل ما تعرفه مريم حتى الآن انها يجب ان تفرح لأن الله سيأتي لينقذ شعبه من اعدائه وانها ستقوم بدور خاص في خطة الله الخلاصية، فالرب سيكون معها وانها وُجدت مفضلة من قِبل الله، ولكن ما هي مهمتها؟ هذا ما سيُكشف عنه في الآيات الثلاث التالية من رسالة السماء.

لقد كان وقت ظهور الملاك لمريم ان أغسطس قيصر وهيرودس يحتلان عروش ملكية دعت كل فرد يدعوهما بالعظمة وبالقوة وبالتحرر، ولكن ماذا يعني هؤلاء الملوك في نظر الله والذي هو وحده القاضي للعظمة الحقيقية؟ عذراء صغيرة مختفية في بلدة منعزلة في الناصرة بالتأكيد كانت

أكثر استحقاقا لمثل ذلك التسبيح ومستحقة بحق لكل تلك الألقاب الأسماء التي عرفت بها مريم.

ان العظمة الحقيقية لا تقاس طبقا لقواعد البشر الفارغة ولكن طبقا لقواعد الله، فهو وحده العظيم بذاته وفي رؤيته لا شيئ عظيم الا العلاقة معه. ياترى ما قيمة كل الأبطال المملوء بهم العالم ويحوزون إعجاب البشر اذا ما قورنوا مع أناس روحانيون يتمتعون بفضائل إلهية ويمارسونها؟

ان المسيحي الحقيقي ليس هو من نوع البطل الذي يمتلك البطولة تبعا للظروف وليس هو عن صدفة ولموقف ما اصبح بطلا بل هو بطل خلال حياته كلها على الأرض فبطولته ومجده هو في تخطي الموانع التي قد تقف في طريقه للوصول الي هدفه والذي هو ان يمتلك الله ويسكن معه للأبد. هل هناك أي شيئ آخر أعظم من ان نكون في الله وهو فينا ولنحيا معه الأبدية كلها؟ عندما تتحدث الكتب المقدسة عن إبراهيم وموسى وداود أعظم البشر على أرضنا ولقد عرفوا بأنهم خدام الله وهذا اللقب يشمل كل من يبذل ويقدم حياته الي الله “ لِذلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتًا لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى.“(عبرانيين28:12).

صلاة: عرّفينا يا أمّنا حقارة الأرض وبهاء السماء، لندرك مدى السعادة التي تنتظرنا. فيكون هذا العالم فقط مسرح جهاد يوصلنا للملكوت حيث السعادة الحقيقيّة بقرب خالقنا. فنستحقّ أن نشاهد مجده وعظمته، ويكون لنا شرف تسبيحه وتمجيده برفقة الملائكة والقدّيسين إلى دهر الدهور. آمين.

اكرام: فكر مليا” في ضميرك عند قيامك بأي عمل : هل ترضى به أمنا العذراء ؟

نافذة: اجعليني أهلا” لان اقتدي بك يا سيدتي

يتلى سر من اسرار الوردية -طلبة العذراء المجيدة.

الخميس 13 مايو: نعمة الله للمتواضعين

ان سر الحصول على هبات عظيمة من الله لك هو ان تكون دائما معترفا بأنك غير مستحق لنعمته تعالى ولهذا ينصحنا بطرس الرسول قائلا:” وَتَسَرْبَلُوا بِالتَّوَاضُعِ، لأَنَّ: «اللهَ يُقَاوِمُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً».“(1بطرس5:5)، فالله لن يجد مساحة لنعمته في قلب مملوء بجب الذات.

عندما ظهر ملاك الله لمريم وحياها بتحية عجيبة وبعدها حيتها نسيبتها اليصابات وهنأتها واطلقت عليها “أم ربي”، فانه من الصعب تخيل كيف استقبلت القديسة مريم لأي من تلك الكلمات العظيمة والتي تسبح كونها “مباركة بين النساء” بسبب الطفل الذي تحمله، ومباركة ثمرة احشائها وأيضا مباركة لأنها “أم ربيّ” وفوق كل ذلك فهي مباركة ومطوبة بسبب إيمانها. ترى كيف ستجاوب مريم على كل تلك الإعلانات والتطويبات والتهنئات؟ لقد اعادت بتواضع كل الإنتباه نحو الله معترفة بأنه هو المصدر الحقيقي لكل تلك البركات في حياتها. فقالت مريم:” فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي(لوقا46:1-47).

ان رد مريم لأليصابات كشبه نشيد، والذي يعكس في الحقيقةجزء خاص وهام من حياة مريم الداخلية. ان الآيات التي ذكرها القديس لوقا في انجيله (لوقا46:1-55) والتي تعرف عامة ب “أنشودة التعظيم” والمترجمة من اللاتينية Magnificat anima mea Dominum (تعظم نفسي الرب)، واستخدمت الكلمة الأولى “تعظم” ولذا عرفت بانشودة التعظيم The Magnificat، وهذا فالكلمة “تعظم” في اليونانية megalunein تعني “تصنع شيئا عظيم او تسبح” وعندما تقول مريم ان نفسها تعظم الرب فهي بهذا تعبّر من كل اعماقها كيف انها ترغب في تسبحة الله وان تفعل ما في وسعها ليتتمجد ويتعظم.

ا“فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ.

فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي، لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ، وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ، وَرَحْمَتُهُ

إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَه”(لوقا46:1-50)ُ.

يكشف هذا النشيد مدى الفرح الذي كان في قلب والدة الله، فهي في تواضع تعترف ان كل الأشياء العظيمة التي نالتها هي من الله وعبّرت عن هذا بفرح عميق لا يوصف. انه من العجيب ان نلاحظ ان “نفسها” و”روحها” تم ذكرهما في نشيد التسبيح هذا، فنفسها تعلن وروحها يكشف عن ابتهاجها بذلك النشيد. في جزء يكشف عن ان كلا من فعل خاص بها وفعل من الله، فنفس والدة الله تشير الي كل قدراتها البشرية في عقلها وارادتها ومشاعرها ورغباتها وهذا ما يجعلها بشر مثلنا وبتلك القدرات البشرية أعلنت عن عظمة الله. لقد قبلت في عقلها عظمة القدير وبإرادتها لعترفت واختارت ان تعلن عن عظمة الله القدير وفعلت هذا بكل مشاعرها وأحاسيسها ورغباتها فيمكن القول بأن بكل بشريتها قد استخدمتها للتعبير عن عظمة الله. وتعلن أيضا ان في روحها انها قد امتلئت بفرح ومجد عظيم وكما أعلنت عن عظمة الله قد غمرها الروح القدس وأثمر فيها ذلك ثمر الروح”الفرح”، فالفرح يأتي من الله ويعمل في حياتنا فهو ثمر الروح القدس وامنا مريم المباركة لديها الملء كله من ثمر الروح:” وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ”(غلاطية22:5-23)ٌ.

هل ترغب حقا في تسبيح الله او ان تجعله عظيما في نفسك؟

التواضع يتضمن رؤية الحقيقة عن النفس ومريم أظهرت هذه الفضيلة بطرق كثيرة وملحوظة في

أنشودتها. أولا فهي اعترفت بحقيقة مهمتها الفريدة والموكولة اليها والبركات الغير عادية التي

نالتها ولم تنكر او بخست ما الذي صنعه الرب في حياتها، ففي الحقيقة الله صنع أشياء عظيمة

لها ولذا فتعزي كل شيئ الي الله وتقول “كل الأجيال ستطوبني” بسبب ما صنعه الرب وبسبب

تواضعها.

ولكن مريم في نفس الوقت تعرف في اعمافها ان كل تلك البركات في حياتها ليست بعمل منها فهي لم تصبح “ممتلئة نعمة” وأم المسيّا و”مباركة في النساء” من خلال جهد خاص منها او بسبب بعض مواهب فطرية روحية فمريم تعترف بضعفها وانشودتها تبين ان كل ذلك جاء بنعمة من الله. لاحظ كيف ان كل شيئ تقوله عن نفسها في تلك الآيات مرتبطة بالله فهي لا تطلب ان تظهر نفسها ولكن لتعظم الرب (لوقا 46:1). لقد رأت نفسها ليس إلا آمة صنيعة الرب

وخادمة للرب (doules) (لوقا48:1)، ولكن الله جاء كمخلص لها ونظر الي تواضعها

(48:1)، فهو الله الذي صنع العظائم لها (49:1).

انه يوجد فرق كبير بين التواضع اللفظي بكلمات والتواضع التجريبي فمن السهل لأي فرد ان يقول “انا ضعيف، انا خاطئ، انا اريد الله في حياتي”، ولكن مختلف تماما ان يختبر في حياة الشخص حقيقة انه ضعيف او كيف ان شخص يعتمد على الله كلية. لقد قال يسوع:” لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا”(يوحنا5:15)، فالشخص المتواضع يعرف في الحقيقة كيف ان هذه المقولة ماذا تعني ويعرف انها ليست فقط قاعدة روحية أساسية ولكنها خبرة شخصية يعيشها ويتحقق منها الفرد فهو لا يقدر بدون الله ان يفعل شيئا. ان مريم تعرفت على هذه الحقيقة للحالة البشرية وفهمت كيف انها صغيرة في الحقيقة امام عظمة الرب وعرفت انها لا شيئ من نفسها وانها تعتمد بالكامل على الرب. وهكذا أظهرت مريم تعليم المسيح ان التواضع هو ما اظهره يسوع منذ تجسده وطوال خدمته وحتى موته على الصليب وقيامته ولذا قال”وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ.“(متى29:11). فقط عندما نكون مقتنعين مثال مريم كيف اننا لا يمكننا ان نفعل أي شيئ صغير بأنفسنا وكيف اننا نعتمد تماما على الله وكيف ان الرب يعمل بطرق عجيبة وعظيمة فينا ويقوينا ويرشدنا لما هو خير لخلاصنا.

صلاة: يا الله لقد منحت القديسة مريم تلك النعمة التي بها استجابت لدعوتك وسلّمت نفسها

“آمة” لك، فساعديني يارب ان أسلّم لك ذاتي بكليتها لتفعل بها ما تشاء. آمين.

اكرام: مارس الرحمة والمسامحة مع من اساء اليك حبا” بمريم

نافذة: انت الشفيع الاكرم عند ابنك يا مريم

يتلى سر من اسرار الوردية -طلبة العذراء المجيدة

الحمعة 14 مايو: التواضع المسيحي هو مجد حقيقي

ان كلمات الملاك لمريم لا تعكس ما دار في فِكرها فلقد اختبرت نفسها ارتباك مقدس

مشمول ببعض الخوف من الذي يحدث أمامها فقد يكون وهم او زئير من روح مجربة

للإنسان. لكن الملاك قال لها:” مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ»“(لوقا28:1) ولكنها تعتبر نفسها اقل من الكل ولم تفهم مثل ذلك التسبيح الذى وُهب لها.  وقال لها الملاك أيضا:” لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ.“(لوقا30:1)، واذا ما قبلت ستصبح أماً لإبن”يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ»“(لوقا 32:1-33). ان التفكير في ذلك المجد المتوقع جعل مريم لا تفكر الا في كونها خادمة للرب وهذا وحده يكفيها فخرا ومجدا عن كونها ام العليّ. اذا ما كنت تلهث وراء المجد فالعذراء مريم تعلمك اين تجد ذلك المجد فالمجد الأصلي والحقيقي موجود في تواضعك وذلك ما علّمه الله لنا وكما هو مكتوب “أَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ هكَذَا، بَلِ الْكَبِيرُ فِيكُمْ لِيَكُنْ كَالأَصْغَرِ، وَالْمُتَقَدِّمُ كَالْخَادِمِ.“(لوقا26:22). هذا النوع من العظمة قوي وثابت وأكيد فلا يمكن لأحد ان يجادلك او يأخذه منك. فإذا ما أصبحت الأقل ستصبح الأعظم. ان التفكير في انك لا شيئ سيجعلك تتضع وفي ذلك الفعل سيرفعك الله الذي تعترف انت ان كل العظمة والمجد هو منه وحده.

ان التواضع سوف يحررك من الإحترام الزائف من الناس ومن الأفكار التي بلا قيمة ما بين البشر ويمكنك ان تقول مثل بولس الرسول:” وَأَمَّا أَنَا فَأَقَلُّ شَيْءٍ عِنْدِي أَنْ يُحْكَمَ فِيَّ مِنْكُمْ، أَوْ مِنْ يَوْمِ بَشَرٍ. بَلْ لَسْتُ أَحْكُمُ فِي نَفْسِي أَيْضًا.  فَإِنِّي لَسْتُ أَشْعُرُ بِشَيْءٍ فِي ذَاتِي. لكِنَّنِي لَسْتُ بِذلِكَ مُبَرَّرًا. وَلكِنَّ الَّذِي يَحْكُمُ فِيَّ هُوَ الرَّبُّ إِذًا لاَ تَحْكُمُوا فِي شَيْءٍ قَبْلَ الْوَقْتِ، حَتَّى يَأْتِيَ الرَّبُّ الَّذِي سَيُنِيرُ خَفَايَا الظَّلاَمِ وَيُظْهِرُ آرَاءَ الْقُلُوبِ. وَحِينَئِذٍ يَكُونُ الْمَدْحُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ اللهِ.“(1كورنثوس3:4-5).

ان التواضع سيجعلك تنظر بعدم اهتمام لمجد العالم فخلفه يتربص وهم وفراغ، كذلك التواضع سيعلمك ان لا تشعر بالغيرة من قريبك او جيرانك ولكن تكرمه كلما رأيته يرتقي ويتقدم سواء في الدرجة او التقدير. ان الانسان الطبيعي ينظر الى التواضع كأساس لأنه يحكم كاملا طبقا للمشاعر والأحاسيس ولكل شيئ ملموس. حتى الآن فالتواضع هو أحد الفضائل الملائمة لتجعل الإنسان عظيما وذو قلب نبيل وفوق كل الفضائل فالتواضع هو واحدة الأكثر ثباتا والأكثر قوة لثبات النفس.

ان يسوع كان متضعا ومحبا للتواضع لأنه عرف مقدار ذلك في عين أبوه السماوي وهذا نجده

عندما اتضع فأعلن الأب اسماوي مسرّته بذلك:” « هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ” (متى17:3)، وأيضا عندما سبحت الملائكة قائلة عند مولده:” «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ»“(لوقا14:2) فإذا ما أصبحت متضعا مثل يسوع فا، فهل يوجد أي شيئ أروع من ذلك؟.

صلاة: يا سلطانة السماء، فيكِ تحققت النبوءة بشكل واضح “فَمَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يَتَّضِعْ، وَمَنْ يَضَعْ نَفْسَهُ يَرْتَفِعْ.“(متى12:23)، وفي الحقيقة انكِ قد ارتفعت بسبب اتضاعك العظيم، فأحصلي لي يا مريم على النِعم التي أحتاجها لكي أحطم الكبرياء المسيطر عليّ وان ألبي دعوة الله كي اتضع

على مثاله ومثالك. آمين.

اكرام: ضع اعمالك ونشاطاتك تحت حماية مريم

نافذة: يا حافظة الزروع احفظينا وباركي اعمالنا

يتلى سر من اسرار الوردية -طلبة العذراء المجيدة

السبت 15 مايو: النفس المتواضعة تحاول ان تخفي عن عيون الناس قيمتها الحقيقية في عيون الله

ان الملاك الذي أُرسله الرب الي مريم لم يهز فيها أعظم تسبحة من المحتمل قبولها عندما قال لها انها ستصبح أم ابن الله، وفي ذاك الوقت لم تقل بعد لأي أحد ما الذي قاله الملاك لها. لم تتدعي ان تكون أماً للمسيّا او تبادر بالقيام بالإعلان انها أصبحت الشخص المختار الذي اختاره الله لتحقيق مواعيده، ولكن بالعكس تصرفت بشكل خارجي عادي لأي امرأة أخرى. على الرغم انها كانت تحترم خطيبها القديس يوسف وتتحادث معه كالمعتاد ولكنها لم تخبره عما حدث.

عندما ذهبت القديسة مريم لزيارة اليصابات وجدت ان السر قد أُعلن وها هو الروح القدس يكشف عنه على لسان نسيبتها “وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟(لوقا42:1-43). كل هذا خرج من فم

اليصابات قبل ان تكون لدى مريم اية فرصة لتقل كلمة عن زيارة الملاك لها

في الناصرة وحبلها الإعجازي، ولهذا كيف عرفت اليصابات ان مريم تحمل بطفل في احشائها؟

وكيف عرفت ان مريم ليست بأم لطفل عادي ولكن اما للرب؟ بالطبع ومن المؤكد ان مريم لم ترسل لأليصابات خطابا او رسالة اليكترونية او غيرت حالتها في الFacebook؟ فكيف يا ترى عرفت اليصابات؟

لقد تركت مريم الأمر الي الله ليقرر متى يعلن ويكشف عن السر العجيب لمجده العظيم، وأما هي فظلت متضعة فالإنسان يجب ان يخبئ في أعين البشر قيمته الحقيقية في أعين الله وعن العطايا والنِعم التي قد يحصل عليها حتى لا تنتابه الكبرياء، فالفضيلة التي تختبئ ستكون آمنة

دائما ويجب ان تترك كلية لمشيئة الله ليكشف عنها إذا ما أراد.  

لقد قالت مرثا لأختها:” وَلَمَّا قَالَتْ هذَا مَضَتْ وَدَعَتْ مَرْيَمَ أُخْتَهَا سِرًّا، قَائِلَةً: «الْمُعَلِّمُ قَدْ حَضَرَ، وَهُوَ يَدْعُوكِ».“(يوحنا 28:11) وهنا همست لها بالرسالة. ان الإنسان عندما يتكلم عن المقدسات يجب ان يعيي تماما كيف ولمن يكشفها وكما يقول القديس بولس:” وَلكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ”(1كورنثوس14:2). ان الروح القدس يتواصل مع الإنسان محدثاً إياه في قلبه وكاشفا اسراره والتي يجب ان تختزن داخل الإنسان الي حين ان الروح هو الذي يكشف ذلك. لقد أشار انجيل لوقا انه عندما سمعت اليصابات سلام مريم “فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا، وَامْتَلأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ”(لوقا41:1). ان تلك الجملة التي ذكرها لوقا كما جاءت “امتلأت من الروح القدس” وردت في مواضع كثيرة من الكتاب المقدس واستخدمت لتصف كيف ان شخص يُعطى له ان يكشف عن نبؤة ما وهكذا فإن الروح القدس هو الذي كشف لأليصابات وجعلها تسبح مريم وحبلها الفريد وتحييها “وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ» (لوقا42:1-45).

لو تأملنا أكثر في نغمة التحية، فهي من أعظم وأجمل التحيّات ومن السهل إدراك فرحة قلب اليصابات عند لقاءها بأم الرب وهي تحمل الرب القدير في رحم الوالدة البتول مريم. “من اين لي هذا”، تلك الجملة تكشف كيف ان اليصابات قد داخلها الفرح حقيقة واعتبرت هذا اللقاء بركة لا حدود لها، ومن العجيب ان اليصابات كانت اكبر سنا بكثير من القديسة مريم وكان من المتوقع حضور مريم لمساعدتها فكأن تلك الزيارة كانت أمر مفروض وليس بغريب ولكن اليصابات لم تتقبل الأمر بذلك الشكل المفروض بل اعتبرته عملا يستوجب الشكر العميق. أيضا من الواضح ان اليصابات لم تكن وحدها التي بُوركت من زيارة القديسة مريم أم الله مع طفلها الإلهي وهي حبلى بل طفل اليصابات، يوحنا المعمدان، والذي كان في احشائها امتلأ هو أيضا بالفرح و”ركض” كتعبير عن الفرح والسعادة بذلك اللقاء. هنا قد يتبادر سؤال في قلبك هل تشعر بحضور المسيح عندما يأتي اليك؟ إذا ما كان طفل اليصابات الذي لم يُولد بعد قد تصور قدوس الله فهل نحن أيضا يمكن ان نتصوره ونشعر بحضوره الإلهي عندما ندخل الي الكنيسة مثلا؟ هذا مع العِلم اننا نؤمن بذلك الحضور الإلهي لإلهنا والموجود في سر القربان الأقدس! وماذا عن حضوره الفعلي وقربه منا خاصة عندما نقبله في سر التناول المقدس فهل قلبك يكون مبتهجا بإستقبال قدوس القديسين فيك؟ ان هذا الأمر يتطلب إيمان مع عيون شاخصة ومتشوقة لمجيئ الرب.

ان الروح القدس الساكن في قلب الإنسان الذي يُخضع مشيئته ذلك الإنسان للمشيئة الإلهية فلا يتفاخر او يتباهى بفعل أي شيئ كأنه صادر منه” كَيْ لاَ يَنْتَفِخَ أَحَدٌ لأَجْلِ الْوَاحِدِ عَلَى الآخَرِ.
7 لأَنَّهُ مَنْ يُمَيِّزُكَ؟ وَأَيُّ شَيْءٍ لَكَ لَمْ تَأْخُذْهُ؟ وَإِنْ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَ، فَلِمَاذَا تَفْتَخِرُ كَأَنَّكَ لَمْ تَأْخُذْ؟”(1كورنثوس 18:4).

صلاة: أيّها الإله الأزليّ القدير، الذي أوحيت إلى القدّيسة مريم البتول، وهي حامل بابنك المتجسّد، أن تخرج إلى زيارة أليصابات وهي حامل بيوحنا وتخدمها، إجعلنا ننقاد إلى صوت الرّوح القدس، فتعظمك نفوسنا وتبتهج بك أرواحنا مع البتول أمّنا للأبد.   بربنا يسوع المسيح ابنك الإله الحي، المالك معك ومع الروح القدس إلى دهر الدهور. آمين.

اكرام: استعد استعدادا حسنا للاعتراف والتناول

نافذة : ياشفاء المرضى اشفي امراضنا

تلاوة سر من المسبحة الوردية -طلبة العذراء المجيدة

الأحد 16 مايو: حكمة الإيمان

جاء ان القديسة مريم “ فَكَّرَتْ: «مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ(لوقا29:1) عندما تكلم الملاك ونقل لها رسالة من الله لأنها كانت متضعة وايمانه عميق. انه ليس من المستغرب ان الأنجيل قال لنا ان مريم قد اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، ولاحظ هنا ان انجيل لوقا يقول لنا ان مريم لم تكن مضطربة من ظهور الملاك بل من “كلامه”:” فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، وَفَكَّرَتْ: «مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ!»(لوقا29:1). هذا مختلف تماما من قلق زكريا الكاهن في المنظر او الحادثة السابقة لهذ الظهور كما جاء في انجيل لوقا فكانت رد فعل زكريا هو الخوف من ظهور الملاك له في الهيكل:” فَلَمَّا رَآهُ زَكَرِيَّا اضْطَرَبَ وَوَقَعَ عَلَيْهِ خَوْفٌ(لوقا12:1). مريم على العكس اضطربت من كلمات الملاك وفكّرت مدى تأثير ذلك الكلام على حياتها فلقد ايقنت ان شيئا ما هاما سيطلب منها مثل موسى وجدعون وآخرين الذين دعاهم الله فبنفس الطريقة جاءت الدعوة ولذا من المحتمل ان تساءلت ما عسى ان تكون تلك المهمة وهل في قدرتها إتمامها. كذلك ان ملاك الظلمة أحيانا يكشف نفسه كملاك نور وان روح الكذب قد يحمل رسالة غاشة، ولذا فلقد سألت الملاك “كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلًا؟» وانتظرت اجابته وعندها تحكم اذا ما اتفقت الإجابة بما كتب عنه الأنبياء عن المسيّا المنتظر وعن اسايبات إيمانها ونذرها للبتولية. وهكذا عندما تكلم الملاك قائلا: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضًا حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا، وَهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِرًا، لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ»، لم تحتاج لدليل آخر يرشدها الي ما يجب عمله ففي كلمات الملاك تعرفت على كلمة الله. هنا تكون لدينا الحكمة والتي تتحكم في طاعة الإيمان ولا تتعارض مع اساسيات الإيمان، فالحكمة تفتح أعين الشخص ليكون متأكدا ان الرؤية فد أعطيت وان الخضوع للإيمان يقرّبه أكثر لكي يؤمن بطريقة عمياء.

يقول يوحنا الرسول:” لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟” (1يوحنا1:4)، ولذا فكل ما يتعلق بالدين يجب عليّ ان اؤمن فقط بما قاله الله لي إما مباشرة او من خلال ما تعلشّمه الكنيسة لأنها كَنِيسَةُ اللهِ الْحَيِّ، عَمُودُ الْحَقِّ وَقَاعِدَتُه” (1تيموثاوس15:3). ان الله قد أعطانا الوسائل لنعرف ما الذي كشفه وأعلنه لنا فإذا ما تأكد الإعلان والذي لا يجب ان يتعارض البتة عما تعلمه وعلمته لنا الكتب المقدسة والكنيسة ولهذا حذرنا بولس الرسول قائلا:” وَلكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا»!(غلاطية8:1). ولذا فلنقف قليلًا عند قول القديس بولس الرسول:” جربوا أنفسكم: هل أنتم في الإيمان؟ امتحنوا أنفسكم” (2 كورنثوس 13 : 5).

لقد ورد في الكتاب أن من ثمر الروح: الإيمان (غلاطية 5: 23). كما ذكر الإيمان أيضًا ضمن مواهب الروح القدس (1كورنثوس 12: 9)، فالإيمان بمعناه الروحي يشمل الحياة كلها،  أما الإيمان النظري، فيشبه إيمان الشياطين، كما قيل “أنت تؤمن أن الله واحد. حسنًا تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون” (يعقوب 2: 19). يؤمنون بوجود الله، ويقاومونه. لهذا فإنهم يقشعرون منه. إنما الإيمان الحقيقي، هو الذي يظهر واضحًا في حياتنا العملية، في ممارستنا، في علاقاتنا بالله والناس، هذا هو الإيمان العملي فالإنسان يظهر إيمانه في أعماله. كما يقول الكتاب “وأنا أريك بأعمالي إيماني” (يعقوب 2: 18). ولذلك قيل في الكتاب أكثر مرة “الإيمان بدون أعمال ميت” (يع 2: 17، 20). فعلينا اذن اما ان نطوّع آلامنا او معاناتنا لتعكس مدي تمسكنا بالله وبتعاليمه ووصاياه او نقع في براثن الشك. لقد عرف الرسول الإيمان بأنه الثقة بما يرجى، والإيقان بأمور لا ترى” (عب 11: 1) فنحن نؤمن بوجود الله، والله لا يرى وكذلك نحن نؤمن بالنعم غير المنظورة التي ننالها من خلال أسرار الكنيسة المقدسة، وكلها أمور لا ترى. ومع ذلك نحن نوقن بذلك كل الإيقان. على أن للإيمان علامات تظهره وتدل عليه. إن كان إيمانك حيًا، فلابد أن تظهر ثماره في حياتك. “لأن كل شجرة لا تصنع ثمرًا جيدًا، تقطع وتلقى في النار” (لو 3: 9). هكذا يقول الرسول “لا الختان ينفع شيئًا ولا الغرلة، بل الإيمان العامل بالمحبة” (غل 5: 6). والمحبة عبارة عن برنامج روحي طويل، يضم فضائل عديدة ذكرها في (ذكرها في (1كو 13).

صلاة: يا قديسة مريم أمي المحبوبة انه بمثال تواضعك علمتيني كيف أسلك أمام عظائم الرب التي يمنحها لي بلا عدد ولا وزن ولا مقياس. آمين.

اكرام: ردد بثقة وايمان صلاة “تحت ذيل حمايتك”

نافذة: نجينا على الدوام من جميع المخاطر يامريم

يتلى سر من اسرار الوردية -طلبة العذراء المجيدة.

الاثنين 17 مايو الخضوع للإيمان

عندما تأكدت القديسة مريم ان الله هو في الحقيقة الذي يتكلم معها من خلال فم ملاكه آمنت بشدة بأنه يريد ان يحقق كل ما قد أعلنه الملاك لها ولم تعد في حاجة الي اثباتات أخرى او شرح او تفسير. لم تسأل عن علامة او آية كما فعل آحاز في القديم (اشعيا7) ولم تشك كما فعل زكريا الكاهن (لوقا1) وكل ما قالته “كيف يكون هذا”(لوقا34:1).

في نهاية منظر البشارة اعطى الملاك جبرائيل لمريم علامة حتى ولو ان مريم لم تطلب اية

علامة، لقد أعلمها ان نسيبتها العجوز والعاقر هي حبلى بطريقة اعجازية. لم تكن تعلم مريم عن ذلك الحدث لأن اليصابات كانت تخفي نفسها لمدة تصل لخمسة أشهر”وَأَخْفَتْ نَفْسَهَا خَمْسَةَ أَشْهُرٍ” و “وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ” (لوقا24:1و26).ان تلك العلامة تعني التأكيد لمريم بأن الله الذي حقق لتلك المدعوة عاقرا من ان تكون أما وان ما يمكن ان يكون مستحيلا في عين البشر هو مستطاع عند الله فهو يستطيع ان يصنع عملاً عظيما في حياة مريم جاعلا لها ان تحبل حتى ولو لم تكن تعرف رجلا. لقد شرح لها الملاك جبرائيل قائلا:” لأَنَّهُ لَيْسَ

شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ»(لوقا37:1).

كيف سيكون الطفل والذي ستصبح مريم أماً له يؤثر في عملية الخلاص؟ وما هي أساس مملكته؟ فلم يسمع الملاك من القديسة مريم مثل تلك التساؤلات ولم يرى فيها نوع من الفضول والتي قد تعكس نفس ضعيفة ولكنها خضعت تماما لذلك النير المطلوب منها.

إن إجابة القديسة مريم لرسالة الملاك جبرائيل فريدة في كل التاريخ الأنجيلي، ففي مشاهد البشارة بالميلاد ومشاهد للدعوة كما جاءت في العهد القديم كان الله او رسوله السماوي يتكلم في نهاية البشرى او الدعوة قبل ان يغادر المكان. إبراهيم وسارة وزكريا ووالداي شمشون مثلا لم يعطوا مقولة عظيمة بموافقتهم بعد استقبالهم للبشارة عن أبنائهم، وكذلك أيضا موسى او جدعون عندما دعاهم الله للمهمة التي اختارها لهما. وقفت القديسة مريم لتعطي اخر كلمة في الحوار الذي دار مع الملاك وكلمات الموافقة والرضا يكشف كثيرا عن رغبة مريم ان تخدم الله.

هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ»(لوقا38:1).  هنا أولا وصفت مريم نفسها على انها شخص ما قد سلّم نفسه بالكامل وسلّم أيضا حريته فسلّمت بكل تواضع حريتها. ان الكلمة اليونانية هنا والتي استخدمتها مريم ترجمت “آمة” (handmaid) او doule والتي في الحقيقة تعني خادم او عبد – شخص ما هو بالكامل ملك شخص آخر يمكنه ان يفعل به ما يشاء. هذا التعبير استخدم في العهد الجديد ليصف من هم قبلوا سلطة الله في حياتهم ليخدموا مشيئته “ وَعَلَى عَبِيدِي أَيْضًا وَإِمَائِي”(اعمال18:2) و” وَامْنَحْ عَبِيدَكَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِكَلاَمِكَ”(اعمال29:4) و ” «هؤُلاَءِ النَّاسُ هُمْ عَبِيدُ اللهِ الْعَلِيِّ”(اعمال17:16). كذلك القديس بولس تكلم عن نفسه بأنه عبد للمسيح: “بُولُسُ، عَبْدٌ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ“(رومية 1:1) و(فيليبي1:1) و(غلاطية 10:1) وأيضا عبد لله:”

بُولُسُ، عَبْدُ اللهِ، وَرَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ”(تيطس1:1).

هذا هو التعبير الذي استخدمته القديسة مريم لتصف نفسها من انها عبدة doule – خادمة للرب

واهبة نفسها بكليتها لتميم رغبات الله. لقد سمعت من الملاك كل ما يخططه الله لها واستجابت بوضع حياتها كلها في يد الله. انها لم تفكر ان تلك المهمة لنفسها هي ولكن وجدت نفسها مختارة وموكل اليها شيئا عظيما لمجد الله الأعظم. كخادمة للرب اختارت ان لا تستخدم حياتها لأغراضها الشخصية ولكن حسب مشيئة الله.  لقد وجدت مريم نفسها الآن أسيرة الي خطة الله الذي يريد خلاص البشرية ولقد سئلت ان تعطي نفسها ومستقبلها كله ” للروح القدس .. وقوة العليّ”. كان يمكنها ان تبقى هي المتحكمة وصاحبة الأمر ولكن بدلا من ذلك وضعت نفسها ملكا للرب وطرقه كتعبير حقيقي وعملي عن إيمانها «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». ان قبولهالتلك الدعوة جعلها  حسب رواية انجيل لوقا اول شخص يخاطر بكل شيئ من أجل يسوع المسيح وتكون اول المؤمنين به. ان هذا هو المفتاح داخل فكر وقلب مريم “الإيمان العملي” والذي سيُمدح فيما بعد من الروح القدس على لسان القديسة اليصابات”فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ

الرَّبِّ»(لوقا45:1).

بإتباع مثال أمنا مريم في تواضعها وخضوعها التام لمشيئة الله ولا نتردد في قبول الرسالة التي يدعونا اليها بلا تردد او شك طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا»(يوحنا29:20).

ان هناك الكثيرين منا من يريدون ان يخدموا الله في حياتهم، ولكن فقط بطريقتنا نحن وبشروطنا

نحن ونبني كل أنواع الحدود والقياسات والإشتراطات التي يمكن ان نسمح لله ان يقودنا. نحن نقول اننا نرغب ان نفعل مشيئة الله ولكن في الحقيقة جزء كبير منا يريد ان يتأكد اننا مازلنا يمكننا ان نبتغي بعض الأحلام والأشواق بينما نبتعد عن كل ما هو مخيف او مفروض علينا. نحن نريد ان نبقى في حالة تحكم ولو بشيئ ما في حياتنا ورغباتنا.

ان مريم قد استسلمت وسلّمت ذلك التحكم ووضعت حياتها في يد الله بكاملها. انها ترغب ان

تفعل مهما يريد الله منها ان تفعله وأن تذهب في أي مكان حيث يقودها هو. لقد رأت ان الحرية البشرية ليست شيئا يمكن ان تأخذ منه كيفما تريد او شيئا يمكن استخدامه فقط لأغراضها ورغباتها هي الشخصية ولكن كعطيّة تردها الي الله وتستخدم لخطته هو. بهذا اختارت بحرية ان تسلّم التحكم في حياتها وتحيا كعبدة – Doule- للرب واثقة كل الثقة في خطته من أجلها. في تعبير آخر لقد اختارت بحرية ان تحد حريتها وتحيا كاملة لخدمة مشيئة الله. انها تحيا

حياتها كعطية من الله والى الله بكليتها.

صلاة: يا أمنا المحبوبة يا من علّمتينا كيف ننظر لأعمال الله “متفكرين” و”محتفظين” بها في قلوبنا دون أن نتشكك او نيأس او نهتز بل نمجد ونسبح الله ونشكره على كل حال وفي كل حال ومن أجل كل حال. آمين.

أكرام: لا تسرع في تلاوة الوردية بل صل باناة وتأمل بمعانيها السامية

نافذة:يا سلطانة الوردية المقدسة صلي لاجلنا

يتلى سر من اسرار الوردية -طلبة العذراء المجيدة

الثلاثاء18 مايو:   الشوق لفبول يسوع في سر التناول

قبل ان تستقبل القديسة مريم رسالة الملاك كانت غالبا ما تصلي كأي إنسان في حالة القداسة

في إسرائيل ولكنها لم تفكر انها ستكون يوما ما تلك العذراء التي ستلد مخلص العالم” وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».” (اشعيا14:7). ولكن عندما جاءتها بشرى السماء وتأكدت من انها من اختارها الله ان تكون أم “ابن العليّ وضعت نفسها وخضعت لمشيئة الرب وخطته الخلاصية من أجل البشر ولكم كانت فرحتها غامرة من انها ستحمل الله في احشائها. لقد أعطاها الملاك جبرائيل الصورة الكاملة كيف سيتم ذلك الأمر الغير عادي فقال لها:«اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ”(لوقا35:1).   ان الملاك جبرائيل بدأ خطوة خطوة في كشف تلك الدعوة الغير عادية والتي يطلبها الله من مريم. في البداية قال الملاك لمريم:” وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا”(لوقا31:1)، وهذا وحده مثيراً للغاية. إذا ما علمت أي امرأة انها سيكون لها طفلا فهي مناسبة لا يمكن نسيانها ولكن القديسة مريم قريبة من ان تجد انها لن تصبح كأي أم عادية فلقد استمر الملاك ليكشف انها ستكون أعظم أم وأهم أم في تاريخ العالم لأنها ستحبل بإبن سيعيد تاريخ إسرائيل وتاريخ الجنس البشري كله الي مكانته، فإبنها سيملك على عرش داود الملك هذا الذي تنبأ عنه الأنبياء وبأنه سيعيد الشعوب الي مملكة إسرائيل ويجمع الأمم ويعيدها الي عهدهم مع الله. دعونا نقترب وننظر فيما قاله بالفعل الملاك لمريم عن ابنها:” هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ»(لوقا32:1-33). 

ان مثل تلك الكلمات ستكون مألوفة جدا لكثيرين من اليهود في القرن الأول الميلادي لأنها صدى لنص في العهد القديم هام جداً عن مملكة داود كما جاء في سفر صموئيل الثاني الإصحاح السابع عندما وعد الله داود بمملكة ابدية “وَكُنْتُ مَعَكَ حَيْثُمَا تَوَجَّهْتَ، وَقَرَضْتُ جَمِيعَ أَعْدَائِكَ مِنْ أَمَامِكَ، وَعَمِلْتُ لَكَ اسْمًا عَظِيمًا كَاسْمِ الْعُظَمَاءِ الَّذِينَ فِي الأَرْضِ.” (2صموئيا9:7) و”مَتَى كَمُلَتْ أَيَّامُكَ وَاضْطَجَعْتَ مَعَ آبَائِكَ، أُقِيمُ بَعْدَكَ نَسْلَكَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ وَأُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ. هُوَ يَبْنِي بَيْتًا لاسْمِي، وَأَنَا أُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مَمْلَكَتِهِ إِلَى الأَبَدِ. أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا. إِنْ تَعَوَّجَ أُؤَدِّبْهُ بِقَضِيبِ النَّاسِ وَبِضَرَبَاتِ بَنِي آدَمَ.”(2صموئيل12:7-14).

تأمل في التشابه العجيب ما بين نص سفر صموئيل النبي( 2صموئيل 7) وما قاله الملاك

جبرائيل عن إبن مريم كما جاء في انجيل لوقا (32:1). كما قيل لداود ان اسمه سيكون “عظيما” (2صموئيل9:7) هكذا قال الملاك لمريم ان طفلها سيكون “عظيما”(لوقا31:1). وكما ان التسلسل النسبي لداود وُصف بعلاقة فريدة بين أب وإبن مع الله (2صموئيل14:7) هكذا يسوع سيدعى ابن العليّ (لوقا32:1)، وكوعد الله من انه سيؤسس ويثبت عرش مملكة داود للأبد (2صموئيل13:6)، هكذا سيعطي الرب عرش داود ابيه ليسوع (لوقا32:1)، وكما قال الله لداود ان مملكته ستثبت الى الأبد (2صموئيل 16:7) وهكذا قال جبرائيل في بشارته لمريم ان ابنها سيملك على بيت يعقوب للأبد ولن يكون لملكه نهاية (لوقا33:1).

هكذا فإن وصف الملاك جبرائيل لطفل مريم يصرخ بوعد الله الذي صنعه مع مملكة داود وإعادة

التذكرة بموضوعات داودية عن العظمة والبنوة والعرش والبيت ومملكة آبدية فهنا يشير جبرائيل

ان مريم ستحمل ابن ملكي لداود والذي سوف يتمم وعود الله لداود عن مملكة لا تزول. يقول

اليهود ان ذلك الطفل قد طال إنتظاره وهو الممسوح ولذا فيطلقون عليه “المسيّا المنتظر”.

تلك الكلمات كشفت الأصل الإلهي لذلك الطفل، وعلمت مريم انها لن تحبل من خلال علاقة

جنسية طبيعية ولكن بالروح القدس. انه لم يكن على الإطلاق حبل مثل ذلك من قبل ويفوق كل تصور وقال لها الملاك جبرائيل ان طفلها سيُدعى “إبن الله” -ليس تماما بالإشارة الي وظيفته كمسيّا أومجازيا لسلالة الملك داود كإبن لله كما جاء “أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا”(2 صموئيل 14:7). ان طفل مريم هنا سيدعى إبن الله فيما يتعلق بالحبل به من الروح القدس.

ان الله هذا عندما تجسد على الأرض ووحد نفسه ليكون قريبا من الإنسان وجاء في أحشاء العذراء أراد أيضا ان يتحد بنا من خلال سر التناول المقدس لان به الثبات فيه “من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه”(يوحنا56:6) وبه ننال الحياة الأبدية “أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء إن أكل احد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم” (يوحنا51:6)  وبه ننال الخلاص والاستنارة “الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا” (كولوسي 14:1). ولكن هل لنا ذلك الشوق ان نستقبله وهو الذي يرغب في بذل جسده ودمه دائما من أجلنا؟. ان تراخينا وتواضعنا المزيف يضع أعذار وأعذار لنبقى بعيدا عن خبز الحياة وعن المائدة المقدسة وعن كأس البركة وكذلك العذر من الخوف ان نقترب منه والتحجج بعدم الإستحقاق يجب ان يتلاشى في الحب ويخضع لمن احبنا هو أولا ودعانا لحبه فهو القائل لنا: وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ.“(امثال31:8).

ربما قد يقول قائل انه بسبب خطاياي العديدة لا يمكنني الإقتراب من قدس الأقداس بصورة متكررة ولكن مهما كانت الروح ضعيفة فيسوع دائما يفعل المستحيل للإقتراب منها ليجذبها نحوه. وقد يقال أيضا انني لا يمكنني التناول من الجسد والدم الأقدسين لأنني غير مستحق ولكن عليك ان تقول انا أرغب في أن أكون مستحقاً بقدر استطاعتي لكي أستقبل التناول حتى استطيع ان أحصل على نِعم يسوع للأنفس الضعيفة لكي تتحد به وتثبت فيه فتحيا. ان عدم إنتظامك للتناول المقدس قد يكون بسبب خوفك من عدم ملائمتك لهذا السر المقدس وأيضا لضرورة الإلتزام بما يتضمنه. أنت تخاف من حياة الإلتزام المطلوبة اذا ما حصلت على التناول المقدس بصورة دورية وتخاف وتتحجج بضعف نفسك فلماذا لا تستفيد من العلاج المؤثر والفعّال المقدم لك من “خبز الحياة”(يوحنا35:6)؟  ان الرب يسوع يدعو الي وليمة سماوية “الْمَسَاكِينَ وَالْجُدْعَ وَالْعُرْجَ وَالْعُمْي”(لوقا21:14، فهو يعلم حالة الضعف والطبيعة الساقطة ولذلك فأسراره الإلهية تقدم لك الغذاء الذي يقويك ويشجعك على الثبات والتمسك به فتقدم بكل إنسحاق لسر المصالحة طالبا المغفرة وعندئذ تقدم لتناول جسد ودم الحياة فتنال قلبا جديدا وقوة للثبات فيه “مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ.“(يوحنا56:6).  ان النفس التي لا تستطيع الإنتظار للحصول على الفرح بوجودها مع يسوع في السماء ستجد الفرح بالتمتع بوجوده وهي على الأرض من خلال التناول المتواتر من حسد ودم الرب.

صلاة: أشكرك يا أماه على قبولك التسليم المطلق لمشيئة الله في حياتك فعلميني وقوديني لأن أقبل في استسلام لمشيئته المقدسة في حياتي. آمين.

اكرام : اجمع افراد الاسرة واقرأ عليهم فصلا” من الانجيل المقدس
نافذة : يا أم الله كوني أمنا
يتلى سر من اسرار الوردية -طلبة العذراء المجيدة

الأربعاء  19 مايو: فوائد سر التناول المقدس

عندما تستقبل يسوع عند تقدمك من المائدة المقدسة ويصبح الآن هو مقيما في قلبك وتصبح بهذا على مثال القديسة مريم التي استقبلت يسوع في أحشائها. لا يمكن لأي عقل أو لسان بشري ان يتخيل تلك المشاعر التي كانت تحملها تلك الأم وهي حبلى بإبن العليّ وقدوس الله. إذا ما عرفت قيمة عطية يسوع الذي أعطى ذاته في التناول المقدس والمشاعر التي يحملها لنا لأدركنا عظمة هذا السر. هنا المخلوق يُزار من الخالق والفقير يأتي اليه ملك المجد والنفس المضطربة تأتيها تعزية سماوية والإنسان الخاطئ يتحرر ويشفى من قدوس القديسين.

في هذا السر العجيب نحصل من يسوع على بركات لا تحصى ولا تُعد:

1- الثبات في المسيح حسب وعده الصادق “من يأكل جسدي ويشرب دمى يثبت في وأنا فيه” (يوحنا 6: 56) فبتناولنا من هذا السر نصير أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه (أفسس 5: 30). كذلك نصير “شركاء الطبيعة الإلهية” (2 بطرس 1: 4).

2- يمنحنا عربون الحياة الأبدية كما قال له المجد “من يأكل جسدي ويشرب دمى، فله حياة أبدية

وأنا أقيمة في اليوم الأخير”. كما قال “من يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلى الأبد” (يوحنا 6: 54، 58).

3- النمو في النعمة والكمال الروحي والحياة في المسيح يسوع كما قال له المجد “جسدي مأكل

حق ودمى مشرب حق. كما أرسلني الآب الحي وأنا حي بالآب فمن يأكلني يحيا بي” (يوحنا 6: 55، 57). فكما أن الطعام الجسدي يجعل الجسد ينمو ويكون صحيحا كذلك الغذاء الروحي وهو التناول من جسد المسيح ودمه الأقدسين يجعل الروح قوية وصحيحة وتنمو في النعمة باستمرار.

4- منح الشفاء للنفس والجسد والروح، كما نقول في سر التقدمة “وليكونا (الجسد المقدس والدم الكريم) لنا جميعا ارتقاء (نموا) وشفاء وخلاصا لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا”.

فكما أن التناول بدون استحقاق بسبب الضعف والمرض والموت حسب قول معلمنا بولس “من أجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون” (1 كورنثوس 11: 30) كذلك التناول باستحقاق واستعداد يسبب الصحة والشفاء والنمو للنفس والجسد والروح. لذلك يسميه الآباء: دواء

عدم الموت.

5- الخلاص وغفران الخطايا: كما نقول في الاعتراف الأخير بالقداس الإلهي “يعطى عنا خلاصًا وغفرانًا للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه”. فبالتوبة والاعتراف على الآب الكاهن ننال غفران الخطايا التي اعترفنا بها والتناول عموما هو غسيل وتبيض القلب التائب من كل خطاياه كما نقرأ في سفر الرؤيا عن المفديين والمخلصين الذين قيل عنهم “هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة

(العالم بكل تجاربه) وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الحمل” (رؤيا 7: 14).

6- التناول يعطى الإنسان حصانة ضد الخطية.

غذاء الجسد يعطيه صحة ومناعة وحصانة ضد الجراثيم والميكروبات التي تهاجمه، كذلك التناول من جسد المسيح ودمه الأقدسين يعطى الروح مناعة وحصانه ضد جراثيم الخطية وحروب الشيطان ولذات الجسد فيحيا الإنسان غالبًا منتصرًا في جهاده الروحي. والمرنم يقول “ترتب قدامى مائدة تجاه مضايقيّ” (مزمور 23: 5) وهى نبوة عن مائدة التناول وفائدتها في النصرة على الأعداء المضايقين.

7- نقول في مقدمة الأواشي بعد التقديس “اجعلنا مستحقين كلنا يا سيدنا أن نتناول من قدساتك طهارة لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا، لكي نكون جسدا واحدا وروحا واحدا ونجد نصيبا وميراثا مع جميع القديسين الذين أرضوك منذ البدء”.

8‌- يعطينا الميراث الأبدي مع كافة القديسين الذين أرضوا الرب بأعمالهم الصالحة، وهذا هو منتهى شوقنا وهدف كل جهادنا، والتناول يسهل لنا الوصول إلى هذا الهدف السامي.

اكرام: فكر وتأمل كم من المرات تقدمت لسر التناول وأنت لم تعترف للكاهن قبلها

نافذة: احضري عندنا في ساعة موتنا ايتها القديسة مريم.

يتلى سر من اسرار الوردية -طلبة العذراء المجيدة.

الخميس 20 مايو: محبة القريب

بعد ان سمعت مريم بشارة الملاك وأخبرها ان نسيبتها اليصابات تلك العاقر هي حبلىفيذكر انجيل لوقا: “فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا(لوقا39:1). ان تلك الرحلة ليست نزهة نهاية الأسبوع فوعورة اكثر من 80 ميل من الناصرة الي جبال يهوذا والتي يمكن ان تأخذ حوالي 3-4 أيام بالأقدام وعادة مثل تلك الرحلة تكون مصحوبة بمسافرين آخرين.

ان مريم رحلت الي جبال يهوذا وهي ليست فقط رحلة على الأقدام ولكنها تعني في الحقيقة رحلة روحية. أولا -فالقديس لوقا اعلمنا ان مريم “قامت” وذهبت لزيارة اليصابات والكلمة اليونانية لكلمة “قامت” arose  هي anesteimi والتي تعني اكثر من “نهضت او قامت”، فهي استعملت مجازيا هنا لتصف بداية الي فعل او عمل جديد. في مكان آخر في انجيل لوقا الكلمة تصف أفعال تتضمن جهد روحي عظيم. ففي مثال الإبن الضال “قام” وعاد الي ابيه الذي رحب به بفرح وابتهاج عظيم (لوقا18:15و20)، وبالمثل لاوي جابي الضرائب عند دعوة يسوع له ترك كل شيئ و “قام-rose-anastasa” وتبع يسوع (لوقا27:5-28). وهكذا مريم أيضا بعد ان سمعت من الملاك دعوة الله لها ومن حياتها “قامت” وبدأت رحلتها لزيارة اليصابات. كما في مثل الإبن الضال ودعوة لاوي العشّار تحركت مريم نحو رحلة جديدة مع الرب حيث استلمت مهمتها الجديدة كأم للمسيّا.

ثانيا- قامت مريم وذهبت الي ارض جبال يهوذا وهنا استخدم لوقا كلمة رئيسية غنية في معناها اللاهوتي في سرده للحدث، فالكلمة اليونانية ل “ذهبت”-poreuomai” في ذاتها تعني “تذهب او تمشي” ولقد استخدمها لوقا في أماكن أخرى لتصف رحلة لغرض إلهي والأكثر ملاحظة هي رحلة

المسيح من الجليل الي اليهودية حيث رسالته المسيانية قد اكتملت (لوقا51:9و 22:13).

مريم وهي حبلى بالطفل يسوع في احشائها كأنها تبشر برحلة ابنها فيما بعد من الجليل الي اليهودية وها هي تبدأها من ناصرة الجليل الي جبال يهوذا (لوقا39:1) حيث ستعلن الأعمال العظيمة للرب. 

بعد هذا اعلمنا القديس لوقا ان مريم قامت بتلك الرحلة “مسرعة” meta spoudes وهذه الجملة قد فهمت بطرق مختلفة، فالبعض فسّرها بأن أشار بانها طاعة مباشرة لرسالة الملاك عن امومة اليصابات الإعجازية، والبعض الآخر رآها بأنها تشير ان رغبة مريم هي ان تسرع لمساعدة نسيبتها المسّنة في مراحل حملها الأخيرة، أو بأن مريم تطلعت بشوق ان تشارك اليصابات برسالة الملاك لها. كل تلك التفسيرات قد تكون كخلفية ولكن الملاحظة التي ذات أهمية هي خاصة تلك الجملة المستخدمة “مسرعة” والتي يمكن ترجمتها ب “مع التفكير” او “مع الرغبة” والتي قد تجلب لنا فهما اعمق للمسألة او الفعل. من هذا المنظور الخاص ذهاب مريم بسرعة يشير الي فرحها تساءلها عما يحققه الله في إسرائيل وفي حياتها هي شخصيا بإرسال المسيّا- الملك.  وهذة الخطة الإلهية والتي فيها ان مريم واليصابات الآن مرتطبتان بصورة قوية من خلال خبراتهم بحبلهما وامومتهما الإعجازية وباولادهما ورسالتهما. وهكذا بشكل عنيد وإصرار عجيب قامت مريم وانطلقت

لترى العلامة التي أعطاها لها الملاك جبرائيل عن حبل اليصابات العجيب.

هذا في الحقيقة مشابه لإستجابة الرعاة للعلامة التي أعطاها لهم الملاك عن المسيح “تَجِدُونَ طِفْلًا مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ»(لوقا12:2)، وبعدما سمعوا عن العلامة “فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ” ليروا تلك الأخبار المفرحة عن الخلاص والتي أعلنت لهم من الملاك. ان الرعاة لم يذهبوا ليتحققوا من ان قول الملاك كان صحيحا ولا انهم قد اخذوا امراً من الملاك بضرورة الذهاب لذلك الغرض، ولكن من مبادرة شخصية منهم كانت رغبة الرعاة الشديدة ليروا الذي كشفه الملاك واعلنه لهم:” قَالَ الرجال الرُّعَاةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ»(لوقا15:2). هكذا مريم آمنت مثلهم برسالة الملاك وذهبت مسرعة لتشهد كأول شخص للأعمال العظيمة التي يقوم بها الله في حياة اليصابات وحياة البشرية كلها. وكما شرح احد اللاهوتيين ان سرعة مريم في الذهاب نبع من الفرح بدعوتها ومن الرجاء الذي بدأ في احشائها ففرح مريم ورجاؤها واستعدادها ذهب في البحث عن العلامات التي يرسلها الله الي شعبه وأيضا لتقدم الخدمة وإلا لما مكثت هناك” فَمَكَثَتْ مَرْيَمُ عِنْدَهَا نَحْوَ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا.“(لوقا56:1).

ترى ما تأثير تلك الزيارة المفرحة والمقدسة وما نتائجها؟ فلقد امتلأت اليصابات من الروح القدس ويوحنا المعمدان قد تقدّس وهو في رحم أمه وفيما بعد نطق زكريا بعد ان أصابه الخرس لعدم تصديقه لبشارة الملاك.

اذا ما أحببت الله ستحب أيضا قريبك وعدوك وجارك فلا تكتفي بمشاعرك فقط للتعبير عن حبك لله ولقريبك بل بالفعل والعمل الصادق (مثل السامري الصالح). وان لم تستطع تقديم العون فأبحث عن من يمكنه تقديم المحبة والخدمة. ان الله نفسه قد علّمنا بمثاله ان نفعل كل شيئ حسنا لكل الناس عْطُوا تُعْطَوْا، كَيْلًا جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ».(لوقا38:6) و “ وَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ فَضْل لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضًا يُحِبُّونَ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُمْ.َوإذا أَحْسَنْتُمْ إِلَى الَّذِينَ يُحْسِنُونَ إِلَيْكُمْ، فَأَيُّ فَضْل لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هكَذَا.(لوقا32:6-33). وأيضا علينا ان الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ.“(2كورنثوس4:1).

صلاة: يا قديسة مريم مثال لكل فضيلة انا أسجد أمام قدميك وانا كلي خجل من فتوري وعدم شكري فصلي من أجلي ليسوع ابنك حتى يأتي الي قلبي ليسكن فيه ويمحو كل ضعف وخوف من قلبي ويعطيني قلبا محبا مثل قلبه وسخاء لأقدم الخير نحو كل شخص فيمجد الله في كل وقت ومكان.

اكرام: لا تهمل اعترافك بالخطايا و حاول التناول في هذا الشهر

نافذة: يا ملجأ الخطاة صلّي من اجلنا

يتلى سر من اسرار الوردية -طلبة العذراء المجيدة.

الجمعة 21 مايو : عظمة الله

انه من الصعب تخيل كيف استقبلت القديسة مريم لأي من تلك الكلمات العظيمة والتي قالتها القديسة اليصابات وهي ممتلئة من الروح القدس فتُسبح مريم لكونها “مباركة بين النساء” بسبب الطفل الذي تحمله، ومباركة ثمرة احشائها وأيضا مباركة لأنها “أم ربيّ” وفوق كل ذلك فهي مباركة ومطوبة بسبب إيمانها. ترى كيف ستجاوب مريم على كل تلك الإعلانات والتطويبات والتهنئات؟ لقد اعادت بتواضع كل الإنتباه نحو الله معترفة بأنه هو المصدر الحقيقي لكل تلك البركات في حياتها. فقالت مريم:” فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي(لوقا46:1-47).

كان رد مريم لأليصابات كشبه نشيد، والذي يعكس في الحقيقةجزء خاص وهام من حياة مريم الداخلية. ان الآيات التي ذكرها القديس لوقا في انجيله (لوقا46:1-55) والتي تعرف عامة ب “أنشودة التعظيم” والمترجمة من اللاتينية Magnificat anima mea Dominum (تعظم نفسي الرب)، واستخدمت الكلمة الأولى “تعظم” ولذا عرفت بانشودة التعظيم The Magnificat، وهذا فالكلمة “تعظم” في اليونانية megalunein تعني “تصنع شيئا عظيم او تسبح” وعندما تقول مريم ان نفسها تعظم الرب فهي بهذا تعبّر من كل اعماقها كيف انها ترغب في تسبحة الله وان تفعل

ما في وسعها ليتتمجد ويتعظم.

يكشف هذا النشيد مدى الفرح الذي كان في قلب والدة الله، فهي في تواضع تعترف ان كل الأشياء العظيمة التي نالتها هي من الله وعبّرت عن هذا بفرح عميق لا يوصف. انه من العجيب ان نلاحظ ان “نفسها” و”روحها” تم ذكرهما في نشيد التسبيح هذا، فنفسها تعلن وروحها يكشف عن ابتهاجها بذلك النشيد. في جزء يكشف عن ان كلا من فعل خاص بها وفعل من الله، فنفس والدة الله تشير الي كل قدراتها البشرية في عقلها وارادتها ومشاعرها ورغباتها وهذا ما يجعلها بشر مثلنا وبتلك القدرات البشرية أعلنت عن عظمة الله. لقد قبلت في عقلها عظمة القدير وبإرادتها لعترفت واختارت ان تعلن عن عظمة الله القدير وفعلت هذا بكل مشاعرها وأحاسيسها ورغباتها فيمكن القول بأن بكل بشريتها قد استخدمتها للتعبير عن عظمة الله. وتعلن أيضا ان في روحها انها قد امتلئت بفرح ومجد عظيم وكما أعلنت عن عظمة الله قد غمرها الروح القدس وأثمر فيها ذلك ثمر الروح”الفرح”، فالفرح يأتي من الله ويعمل في حياتنا فهو ثمر الروح القدس وامنا مريم المباركة لديها الملء كله من ثمر الروح:” وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ”(غلاطية22:5-23)ٌ.

هل ترغب حقا في تسبيح الله او ان تجعله عظيما في نفسك؟

اذا كان ذلك فمريم اعطتنا المثال في كيفية ان نعمل هذا في أنشودة التعظيم، ففي الجزء الأول من ذلك النشيد فنفس مريم تعظم الله بسبب تواضعها:

“فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي، لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ، وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ، وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَه”(لوقا46:1-50)ُ.

التواضع يتضمن رؤية الحقيقة عن النفس ومريم أظهرت هذه الفضيلة بطرق كثيرة وملحوظة في

أنشودتها. أولا فهي اعترفت بحقيقة مهمتها الفريدة والموكولة اليها والبركات الغير عادية التي نالتها ولم تنكر او بخست ما الذي صنعه الرب في حياتها، ففي الحقيقة الله صنع أشياء عظيمة لها ولذا فتعزي كل شيئ الي الله وتقول “كل الأجيال ستطوبني” بسبب ما صنعه الرب وبسبب

تواضعها.

ولكن مريم في نفس الوقت تعرف في اعمافها ان كل تلك البركات في حياتها ليست بعمل منها فهي لم تصبح “ممتلئة نعمة” وأم المسيّا و”مباركة في النساء” من خلال جهد خاص منها او بسبب بعض مواهب فطرية روحية فمريم تعترف بضعفها وانشودتها تبين ان كل ذلك جاء بنعمة من الله. لاحظ كيف ان كل شيئ تقوله عن نفسها في تلك الآيات مرتبطة بالله فهي لا تطلب ان تظهر نفسها ولكن لتعظم الرب (لوقا 46:1). لقد رأت نفسها ليس إلا آمة صنيعة الرب وخادمة للرب (doules) (لوقا48:1)، ولكن الله جاء كمخلص لها ونظر الي تواضعها (48:1)، فهو الله الذي صنع العظائم لها (49:1).

انه يوجد فرق كبير بين التواضع اللفظي بكلمات والتواضع التجريبي فمن السهل لأي فرد ان يقول

“انا ضعيف، انا خاطئ، انا اريد الله في حياتي”، ولكن مختلف تماما ان يختبر في حياة الشخص حقيقة انه ضعيف او كيف ان شخص يعتمد على الله كلية. لقد قال يسوع:” لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا”(يوحنا5:15)، فالشخص المتواضع يعرف في الحقيقة كيف ان هذه المقولة ماذا تعني ويعرف انها ليست فقط قاعدة روحية أساسية ولكنها خبرة شخصية يعيشها ويتحقق منها الفرد فهو لا يقدر بدون الله ان يفعل شيئا. ان مريم تعرفت على هذه الحقيقة للحالة البشرية وفهمت كيف انها صغيرة في الحقيقة امام عظمة الرب وعرفت انها لا شيئ من نفسها وانها تعتمد بالكامل على الرب. وهكذا أظهرت مريم تعليم المسيح ان التواضع هو ما اظهره يسوع منذ تجسده وطوال خدمته وحتى موته على الصليب وقيامته ولذا قال”وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ.“(متى29:11). فقط عندما نكون مقتنعين مثال مريم كيف اننا لا يمكننا ان نفعل أي شيئ صغير بأنفسنا وكيف اننا نعتمد تماما على الله وكيف ان الرب يعمل بطرق عجيبة وعظيمة فينا ويقوينا ويرشدنا لما هو خير لخلاصنا.

نقطة أخرى ملفتة للنظر في انشودة التعظيم هو موضوع المضادات في النصف الأول والثاني

من ذلك النشيد:” صَنَعَ قُوَّةً بِذِرَاعِهِ. شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ. أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ. أَشْبَعَ الْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ الأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ. عَضَدَ إِسْرَائِيلَ فَتَاهُ لِيَذْكُرَ رَحْمَةً، كَمَا كَلَّمَ آبَاءَنَا. لإِبْراهِيمَ وَنَسْلِهِ إِلَى الأَبَدِ»(لوقا51:1-55). 

في الجزء الأول من أنشودة التعظيم نرى مريم قد ركزّت على بركات الله التي منحها لها شخصيا

وكيف ان الرب نظر الي تواضعها وصنع أشياء عظيمة لها (لوقا46:1-50). في الجزء الثاني سبّحت مريم الله فيما هو يعمله لأسرائيل شعبه يظهر رحمته لشعبه ومنقذا لهم من ضيقاتهم (لوقا51:1-55). تلك الحركة من الضعف الي الظهور – كلاهما كفرد (الجزء الأول) وفي الشعب ككل (الجزء الثاني)- هو مفتاح هام لكي نفهم انشودة التعظيم. لم ترى مريم ان البركات التي حصلت هي عليها هي شيئ لنفسها فقط ورأت ان عمل الله في حياتها هو مساهمة ومشاركة فيما يريده الله ان يعمله من اجل شعبه. فكما نظر الله الي تواضع مريم (48:1) وصنع أشياء عظيمة لها هكذا سينظر الي كل المتواضعين (52:1) ويخلصهم.

في عملية الخلاص سيكون هناك هزة درامية في أرض إسرائيل الجائعون سوف يشبعون

والمتواضعين سيرتفعون بينما المتكبرين سيتشتتون والأعزاء سينزلون والأغنياء سيذهبون فارغين. هكذا فأنشودة مريم تتنبأ عن رسالة إبنها العامة والتي ستعكس تلك المضادات الدرامية، فيسوع سيرفع المتواضعين بتغذية الجوعى وشفاء المرضى ومغفرة الخطايا للخاطئين ومد التبعية له لمن هم مضطهدين في المجتمع وكثير من القادة السياسيين والدينيين سيقاوموا المسيح وسيطردوا خارجا من مملكته. تنبأت مريم ان الله قد نظر برحمة الي ضيقات شعبه إسرائيل وسوف سيجمع كل المتعبين ويدخلهم الي ملكوت ابنه بينما المتكبرين والعظماء والأغنياء الذين يعاضون ويقاومون شعب الله سينزلون ويرذلون.

ان العلاقة ما بين الجزءان من نشيد مريم واضح، فطريق الله في العمل في حياة مريم يتوقع عمل الخلاص الذي سيفعله لكل إسرائيل تماما كما نظر الله لتواضع مريم واختارها وميّزها هكذا سوف ينظر الرب برحمة الي جميع المتواضعين في إسرائيل ويرفعهم ليصبحوا ورثة للملكوت. في انشودة التعظيم أعلنت مريم ليس فقط الأشياء الصالحة الذي سيقوم بها الله في حياتها ولكن الأخبار السارة لكل شعب الله.    

لقد أنشدت مريم العذراء نشيدها هذا كنبيّة ولذا فتعتبر أخر نبيـة فى العهد القديم وأول أنبياء العهد الجديد. وهي تسبحة تبين ان مريم كان ذهنها مملوء من الأسفار المقدسة فهى تشابه تسبحة حنة ام صموئيل النبي (1 صموئيل 1:2-10) “فَرِحَ قَلْبِي بِالرَّبِّ. ارْتَفَعَ قَرْنِي بِالرَّبِّ. اتَّسَعَ فَمِي عَلَى أَعْدَائِي، لأَنِّي قَدِ ابْتَهَجْتُ بِخَلاَصِكَ. لَيْسَ قُدُّوسٌ مِثْلَ الرَّبِّ، لأَنَّهُ لَيْسَ غَيْرَكَ، وَلَيْسَ صَخْرَةٌ مِثْلَ إِلهِنَا. لاَ تُكَثِّرُوا الْكَلاَمَ الْعَالِيَ الْمُسْتَعْلِيَ، وَلْتَبْرَحْ وَقَاحَةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ. لأَنَّ الرَّبَّ إِلهٌ عَلِيمٌ، وَبِهِ تُوزَنُ الأَعْمَالُ. قِسِيُّ الْجَبَابِرَةِ انْحَطَمَتْ، وَالضُّعَفَاءُ تَمَنْطَقُوا بِالْبَأْسِ. الشَّبَاعَى آجَرُوا أَنْفُسَهُمْ بِالْخُبْزِ، وَالْجِيَاعُ كَفُّوا. حَتَّى أَنَّ الْعَاقِرَ وَلَدَتْ سَبْعَةً، وَكَثِيرَةَ الْبَنِينَ ذَبُلَتْ. الرَّبُّ يُمِيتُ وَيُحْيِي. يُهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ وَيُصْعِدُ. الرَّبُّ يُفْقِرُ وَيُغْنِي. يَضَعُ وَيَرْفَعُ. يُقِيمُ الْمِسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ. يَرْفَعُ الْفَقِيرَ مِنَ الْمَزْبَلَةِ لِلْجُلُوسِ مَعَ الشُّرَفَاءِ وَيُمَلِّكُهُمْ كُرْسِيَّ الْمَجْدِ. لأَنَّ لِلرَّبِّ أَعْمِدَةَ الأَرْضِ، وَقَدْ وَضَعَ عَلَيْهَا الْمَسْكُونَةَ. أَرْجُلَ أَتْقِيَائِهِ يَحْرُسُ، وَالأَشْرَارُ فِي الظَّلاَمِ يَصْمُتُونَ. لأَنَّهُ لَيْسَ بِالْقُوَّةِ يَغْلِبُ إِنْسَانٌ. مُخَاصِمُو الرَّبِّ يَنْكَسِرُونَ. مِنَ السَّمَاءِ يُرْعِدُ عَلَيْهِمْ. الرَّبُّ يَدِينُ أَقَاصِيَ الأَرْضِ، وَيُعْطِي عِزًّا لِمَلِكِهِ، وَيَرْفَعُ قَرْنَ مَسِيحِهِ». لكن تسبحة حنة انتظار للمسيا واما تسبحة العذراء مريم فهى فرح بتحقيق هذا الأمل. أيضا تسبحة القديسة مريم تشبه ترنيمة التعظيم لاشعيا النبي “فرحا افرح بالرب تبتهج نفسي بالرب..”(اشعيا10:16-11). ها هى ابنة الناصرة القرية الفقيرة والحقيرة يحبها الله “نظر الى تواضع أمتـِه”. لقد ترك الله كل الخراف وبحث عن خروف واحد وعن درهم واحد وعن مريض واحد فى بركة. ولم تتكلم مريم عن الله باسمه ولكن بصفاته فها هى تدعوه القدير والقدوس وإله الرحمة.

صلاة: يا الله ما الذي يمكن ان يقارن عظمتك وقوتك وسلطانك فلك المجد والتسبيح والسلطان وكل القدرة وها أنا أنطرح أمامك معترفا بعدم قدرتي وضعفي واحتياجي لك فأعن يا سيدي قلة إيماني واللهم ارحمني انا ابنك الذي قد ملّ طعم الخرنوب فأدخلني الي بيتي السماوي حتى احيا في نعيمك ومجدك. آمين.               

اكرام: اعط مثالا” صالحا” باحترامك يوم الرب وكمل كل ما تفعله بروح الله، فهذا طريق القداسة.                                                                                                            نافذة: جذبيني وراءك ايتها العذراء القديسة

يتلى سر من اسرار الوردية -طلبة العذراء المجيدة

 السبت 22 مايو: رحـمـة الرب

الحنان والرحـمة هـى من صفات اللـه تعالـى. وإن الرحـمة الإلهيـة هـى قلب الكتاب الـمقدس فمن خلال أعمال الله وتعاليـمه التى اختبرهـا شعب الله فـى العهد القديـم سواء فرديـاً أو كجماعـة، وأيضاً فـى العهد الجديـد وكيف أن الله أظهـر عِظم مـحبـتـه ورحـمته لنـا فـى تجسده وموتـه على الصليب وقيامتـه ليعـطى الحيـاة الأبديـة لكل من يؤمن بـه فيـمكننا بتلك الثقـة أن نسأل رحـمتـه تعالـى وفـى نفس الوقت يلزم أن نثبت هذا عـمليـاً بأن نرحـم نحن الآخريـن، لهذا قال يوحنـا الرسول: “بهذا قد عرفنـا الـمحبّة أنّ ذاك قد بذل نفسه من أجلنـا فيجب علينـا أن نبـذل نفوسنـا من أجل الإخوة”(1يوحنا16:3).

لقد أعلن الله لـموسى فـى العهد القديـم عن ذاتـه قائلاً لـه: أن “الرب إلـه رحيـم ورؤوف طويل الآنـاة كثيـر الـمراحم والوفاء”(خروج6:34). و”لأن الرب إلهك إلـه رحوم لا يخذلك ولا يُـبيدك ولا ينسى عهد آبائك الذى أقسم به لهم”(تثنية31:4). ورحـمة الرب “جديدة فى كل صباح”(مراثى ارميا22:3). وفـى قصة شعب الله الـمختار وتعامل الله معـهم وفى تعاليم الأنبيـاء نجد أنهـا تحمل معنـى واحد كيف أن الله مملوء رحـمة، فالشعب حتى وإن خان العهد مع اللـه كان يعود يرحمهـم:

–”وفعل بنو اسرائيل الشر فى عيني الرب ونسوا الرب إلههم وعبدوا البعليم والعشتاروت. فإشتد غضب الرب على اسرائيل وباعهم الى يد كوشان ….فصرخ بنو اسرائيل الى الرب فأقام الرب لبني اسرائيل مخلصـاً فخلصهـم..”(قضاة7:3-9). البعليم والعشتاروت هما أوثان كانت تُعبد

– صلاة سليمان عند تدشين الهيكل (3ملوك22:8-53).

– صلوات ميخـا النبي:”من هو إلـه مثلك غافر للإثم وصافح عن الـمعصيـّة لبقية ميراثـه لا يُمسك الى الأبد غضبـه لأنـه يُحب الرحـمة. سيرجع ويرأف بنـا ويدوس آثامنـا ويطرح فى أعماق البحر جميع خطايانـا”(ميخا18:7-20).

– “إذ قال إنهـم شعبي حقاً بنون لا يغدرون فصار لهم مخلصاً. فى كل مضايقهم تضايق وملاك وجهه خلصّهم. بـمحبتـه وشفقتـه إفتداهم ورفعهم وحملهم كل الأيام القديـمة”(اشعيا8:63).

– “وقد دعاكِ الرب كامرأة مهجورة مكروبـة الروح وكزوجـة الصبـآء إذا استرذلت قال الرب. هنيهـة هجرتكِ وبـمراحم عظيـمة أضُـمكِ. فى سورة غضب حجبتُ وجهـي عنكِ لحظـة وبرأفـة أبديـة أرحمكِ قال فاديكِ الرب”(اشعيا6:54-8).

وفـى العهد الجديد إزداد هذا الإعلان عن رحـمة الله ومحبـتـه فجاءت كلـمات القديس يوحنا:”لأنـه

هكذا أحبّ الله العالـم حتى إنـه بذل ابنـه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن بـه بل تكون له الحيـاة الأبديـة”(يوحنا16:3). ولهذا جاءت أيضاً كلمات القديس بطرس:”مبارك الله أبو ربنا يسوع الـمسيح الذى على حسب رحمته الكثيرة ولدنـا ثانيـة لرجاء حي بقيامـة يسوع الـمسيح من بين الأموات لـميراث لا يبلى ولا يفسد ولا يضمحل محفوظ فـى السموات لكم”(1بطرس3:1-4). وجاءت أيضاً كلمات القديس بولس:”لكن الله لكونـه غنيّاً بالرحمة ومن أجل كثرة محبته التى أحبنا بهـا. حين كنّا أمواتـاً بالزلاّت أحيانا مع الـمسيح”(افسس4:2-5).

رحمة الله التى أظهرهـا لنـا الـمسيح “الله لم يره أحد قطّ. الإبن الوحيد الذى فى حضن الآب هو أخبـر”(يوحنا18:1).

الرحـمة الإلهيـة كانت تعنى قوة خاصة للحب تفوق الخطيـّة وخيانـة الشعب، فعندما يرى الرب

ندامة وتوبـة كان يعيد الخاطئ للنعـمة أليس هو القائل:”أليس افرائيم ابنـاً لـي عزيزاً ولداً يلذّ لـي فإنـي منذ كلّـمته لـم أزل أتذكره فلذلك حنـّت أحشائـي إليـه. إنـّي سأرحـمه رحـمة يقول الرب” (ارميا20:31).

وكان كلا من الشر الطبيعـي أو الأدبـي إذا ما أصاب الإنسان أحيانـا سبباً لأن يعود الخاطـئ الى اللـه، كما فعل داود وصرخ قائلاً:”قد خطئتُ إلـى الرب” عندما أخبره ناثان النبي بالشر الآتى عليـه نتيجة خطيئـته مع إمرأة أوريـا الحثي (2ملوك 1:12-15). وكقول نحميا عن الشعب  “فصبرت عليهم سنين كثيرة وأشهدتَ عليهم بروحك على ألسنة أنبيائك فلم يصغوا فدفعتهم إلـى أيدي أمم الأرض….وأنت عادل فـى كل ما جُلب علينـا لأنك بالحق عـملتَ ونحن أثـمـنا”(نحميا30:9-32). وكما صرخ طوبيـا للرب قائلاً:”فالآن أذكرنـي يارب ولا تنتقم عن خطاياي ولا تذكر ذنوبـي ولا ذنوب آبائـي لأنـا لـم نطع أوامرك فلأجل ذلك أسلـمنا إلـى النهب والجلاء والـموت وأصبحنـا أحدوثـة وعاراً فى جميع الأمم التى بددتنـا بينهـا”(طوبيا2:3-4). وكما قال الرب على لسان هوشع النبي:””إنهـم فى ضيقهـم سيبتكرون إلـيّ هلّموا نرجع الى الرب لأنـه يفترس ويشفـي يجرح ويعصِب”(هوشع1:6-2).

رحـمة الرب عظيـمة فهو القائل على لسان هوشع النبي:”إنـيّ أشفى إرتدادهـم وأحبهـم تبرعـاً لأن غضبي فارقنـي”(هوشع5:14) وأيضاً ” أنظروا الى الأجيال القديـمة وتأملوا. هل توّكل أحد على الرب فخزي أو ثبت على مخافتـه فخُذل أو دعـاه فأُهـمل. فإن الرب رؤوف رحيم يغفر الخطايـا ويُخلّص فى يوم الضيـق”(يشوع بن سيراخ11:2-13).

فلنسأل الرحـمة من اللـه بثقـة فهو القائل: “إسألوا فتعطوا..لأن كل من يسأل يُعطى ومن يطلب يجد ومن يقرع يُفتح لـه”(متى7:7-8). وهو أيضاً القائل:” طوبـى للرحـماء فإنهـم يُرحـمون”(متى 7:5). وهـو أيضاً “أبو الـمراحم وإلـه كل تعزيـة”(2كورنثوس3:1).

ويمتلئ الكتاب الـمقدس بالعديـد من الأمثلـة على رحـمة اللـه على الخطـاة، ففى سفر التكوين وعلى الرغم من أن الله قد أخرج على الفور آدم وحواء من جنّة عَدْن بعد السقوط والعري، إلا إنـه يُذكر أنـه قد “صنع الرب الإلـه لآدم وامرأتـه أقـمصة من جلد وكساهـما”(تكوين21:3). وبدلاً من  أن يعاقب الله البشريـة على الفور بعد أن رأى “الرب أن شرّ الناس قد كثُـر على الأرض”(تكوين5:6)، إنتظر 120 عامـاً قبل أن يجلب الطوفان على الأرض. وبعد الطوفان يذكر الكتاب “فتنّسم الرب رائحة الرِضـى وقال الرب فـى نفسه لا أعيد لعن الأرض أيضا بسبب الإنسان بـما أن تصّور قلب الإنسان شريـر منذ حداثتـه ولا أعود أهلك كل حـي كـما صنعت”(تك21:8) مع أنـه يُذكـر ان الرب قال من قبـل “أمحو الإنسان الذى خلقت عن وجـه الأرض” (تك 7:6).

الله رحيـم فهو الذى أعلن ذلك لشعبـه: ” الربّ الربّ إلـه رحيم ورؤوف طويل الأنـاة كثيـر الـمراحم والوفـاء يحفظ الرحـمة لألوف ويغفـر الذنب والـمعصيـّة والخطيئـة”(خروج 6:34-7).

وفـى حوار الله مع إبراهيـم من أجل سدوم وعـمورة وكيف انـه كان من أجل عشرة باراً أن يصفح عن المكان كله (تك 26:18-33).

وشفقة الرب فـى إنقاذ لوط وأسرتـه وأخرجهـم خارج الـمدينـة (تك16:19).

وفـى خطيئـة داود الـملك الذى قتل أوريـّا الحثـيّ بالسيف وأخذ زوجتـه بتشبّع زوجـة لـه، نجد أن

رحـمة الله قد شملت داود بعد أن عرف خطيئـته وقال “قد خطئتُ إلـى الرب”، فنقل الرب عنـه

خطيئته ومات الـمولود ولـم يـمت داود (2ملوك 12).

وبنو اسرائيل وعلى الرغم من تذمّرهـم على الرب وعلى موسى وهارون حتى أن الجماعـة قالت “ليرجـما بالحجـارة” وغضب الرب وقال:”هآنذا أضربهم بالوبـاء وأقرضهم”، إلاّ ان صلاة موسى لله التى يعترف فيهـا قائلاً:” إنك أنت الرب الطويل الأنـاة الكثير الرحـمة الغافر الذنب والإثـم”، جعلت

الرب يقول:”قد صفحتُ بحسب قولك”(عدد13-14).      

ويونان النبـي الذى ذهب ليحذّر شعب نينوى من غضب الرب، ثار وساء الأمر لديـه من رحـمة الله فقال:”أيهـا الرب ألـم يكن هذا كلامـي وأنـا فـى أرضي ..فإنـي علمت أنك إلـه رؤوف رحيم طويل الأنـاة كثيـر الرحـمة ونادم على الشر”(يونان2:4).

ولهذا أعلن الوحـي على لسان صاحب الـمزامير:” هو الذى يغفـر جميع آثـامك ويشفـي جميع أمراضك. يفتدي من الفساد حياتك ويكللّك بالرحـمة والرأفـة. الرب رؤوف رحيم طويل الأنـاة وكثيـر الرحـمة. ليس على الدوام يسخط ولا إلـى الأبـد يحقـد. لا على حسب خطايـانـا عاملنـا ولا على حسب آثامـنا كافأنـا بل بـمقدار إرتفاع السماء عن الأرض عظـمت رحـمته على الذيـن يتّقـونـه. بـمقدار بُعد الـمشرق عن الـمغرب أبعد عنـّا معاصينـا. كرأفـة أب ببنـيه رئف الرب بالذيـن يتّقونـه. لأنـه عالـم بجبلتنـا وذاكرُ أنـّا تُراب”(مزمور 102). وفـى مزمور آخـر يرنـّم قائلاً:”الرب رحيم رؤوف طويل الأنـاة وعظيم الرحـمة. الرب صالح للجميع ومراحـمه على كل صنائعـه”(مزمور8:144-9). ويقول أيضاً:”من رحـمتك يارب قد إمتلأت الأرض”(مزمور64:118)، وأيضاً: “الرب حـنّان وصدّيـق وإلهـنا رحيم”(مزمور5:114)، وأيضاً “الرب بـار فـى كل طرقـه ورحيـم فـى كل أعـمالـه”(مزمور17:144).

يكفـى أن نتذكـر كلمات الرب يسوع لنيقوديـموس “لأنه هكذا أحب اللـه العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية”(يو16:3) ، “أنتم من الله أيها الأبناء وقد غلبتم أولئك لأن الذى فيكم أعظم من  الذى فـى العالم”(1يو4:4).

صلاة: يا يسوع الحبيب، إمنحني، إذا كان ذلك موافقاً لإرادتك الـمقدسة، وبشفاعة أمي الحبيبة القديسة مريم النعمة التى أطلبهـا بحرارة وهى……….أنـا لستُ أهلاً لرحمتك بسبب خطاياي الكثيرة ولكن أنظر بعين الرضى إلى تضحيات القديسة مريم التى وهبتْ حياتهـا لخدمتِكَ، واستجب

لصلواتي التى أرفعهـا إليك بثقة الأطفال وتواضعهم.

اكرام: قدم خدمة للقريب حبا”بالله واقتداء بمريم

نافذة: اضرمي المحبة في قلوبنا يا ام المحبة الالهية – يتلى سر من اسرار الوردية-طلبة العذراء المجيدة                –

الأحد23 مايو: “هذه هي أمك”- مهمة جديدة لمريم

” وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفًا، قَالَ لأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ».ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: «هُوَذَا أُمُّكَ». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ”(يوحنا25:19-27).

ان حدث وجود مريم عند الصليب يكشف أيضا مهمة جديدة قد أستدت لها، لقد رأي يسوع أمه والتلميذ الي كان يحبه، ثم قال لمريم:” ، هُوَذَا ابْنُكِ” وقال للتلميذ:” «هُوَذَا أُمُّكَ».  

ما اجمل من فعل المحبة والمقدّم من الإبن نحو امه القديسة مريم وهو يستعد ليلفظ أنفاسه الأخيرة فلقد كان همّه ليس فقط في نفسه وأيضا لم يكن في حاجة لكي يطلب رحمة من احد اوينتابه اليأس فلا يفكر إلا في حالته، لكنه كان مهتما بمن يحبهم. لقد تواصل أولا مع اللص اليمين واعدا إياه بالفردوس ثم ها هي أمه  فسلّمها الي التلميذ الذي كان يحبه وهو يوحنا. على أساس مبدأي وفي تلك اللحظة الثمينة فكلمات يسوع الأخيرة تلك وهو على الصليب وتسليم أمه لعناية تلميذه تعكس حب يسوع وعنايته بأمه. ويسوع قبل موته يفكر كيف ستعيش أمه ومن يستطيع العناية بها بعد موته ومن يا ترى يمكن الوثوق به لتلك المهمة. هناك شيئ آخرمن حيث ان انجيل يوحنا ككل وخاصة سرده لقصة الآلام مملوء بالعديد من الرموز اللاهوتية والإهتمام بإتمام النبؤات فلا يمكن ان تكون تلك الكلمات كانت تعني فقط نقل رغبة يسوع وقلقه بخصوص طلبات مادية واحتياجات بشرية لأمه، لكن كل تفصيل في ذلك الحدث خاصة عند الصليب تشير لخطة الله واكتمالها بطريقة عجيبة فلنأخذ بعين الإعتبار ما يلي:

أولا، قبل ان يوجه يسوع لمريم ويوحنا كلماته ذكر الأنجيل كيف ان الجنود نفذوا ليسوع نبؤات قد قيلت عنه واستمر لشرح ذلك كما جاء في نص النجيل بالقول” حتى يتم المكتوب”، لدرجة ان النص قد اقتبس مزمور 18:22 لكي يجعل الترابط واضح:” يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي يَقْتَرِعُونَ” كما جاء في يوحنا24:19:” فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لاَ نَشُقُّهُ، بَلْ نَقْتَرِعُ عَلَيْهِ لِمَنْ يَكُونُ». لِيَتِمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «اقْتَسَمُوا ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي أَلْقَوْا قُرْعَةً». هذَا فَعَلَهُ الْعَسْكَرُ”. ومثل آخر كما أشار يوحنا29:19:” وَكَانَ إِنَاءٌ مَوْضُوعًا مَمْلُوًّا خَلًا، فَمَلأُوا إِسْفِنْجَةً مِنَ الْخَلِّ، وَوَضَعُوهَا عَلَى زُوفَا وَقَدَّمُوهَا إِلَى فَمِهِ” وهو مأخوذ مباشرة من مزمور21:69″وَيَجْعَلُونَ فِي طَعَامِي عَلْقَمًا، وَفِي عَطَشِي يَسْقُونَنِي خَلاُ.”وثالث مثال بعد موت يسوع استمر يوحنا بطريقته ان يشيرالى ان الجنود لم يكسروا قدمي يسوع – وهكذا مات يسوع مثل ذبيحة حمل الفصح حيث لا يكسر عظامه:” وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ، لأَنَّهُمْ رَأَوْهُ قَدْ مَاتَ”(يوحنا33:19) وبما جاء في سفر الخروج:”فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ يُؤْكَلُ. لاَ تُخْرِجْ مِنَ اللَّحْمِ مِنَ الْبَيْتِ إِلَى خَارِجٍ، وَعَظْمًا لاَ تَكْسِرُوا مِنْهُ”(الخروج46:12).ثم اقتبس يوحنا الإنجيلي نبؤة من سفر زكريا النبي:”«وَأُفِيضُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ رُوحَ النِّعْمَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، الَّذِي طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ، وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ كَمَنْ هُوَ فِي مَرَارَةٍ عَلَى بِكْرِهِ.”(زكريا10:12) فكتب قائلا:” وَأَيْضًا يَقُولُ كِتَابٌ آخَرُ: «سَيَنْظُرُونَ إِلَى

الَّذِي طَعَنُوهُ»(يوحنا37:19).

اقتباس الكثير من النبؤات من خل يشربه وعظام تركت بلا كسر ومطعون بحربة كما جاء في

انجيل يوحنا فلم تكن فقط تحمل حقائق تاريخية فكل نقطة مملوءة بمستوى عميق من الرمز زمعنى لاهوتي، وفي وسط كل تلك الأحداث يعلن عن خطة الله وتحقيقها فيقول لمريم:” «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ» مما يعطي دلالة على ان هناك شيئا آخر وليس مجرد تسليم أمه لتلميذ يحبه ولكن يسوع هنا يقدم لنا اعلان لخطة الله الخلاصية.

مفتاح جديد لكي نفهم المعنى العميق لإعطاء يسوع أمه لتلميذه وتلميذه لأمه لكي نفحص دور الشخصية الثالثة التي ذكرت في هذا النص. حسب التقليد فالتلميذ المحبوب عُرف بأنه يوحنا الرسول او ما يطلق عليه يوحنا اللاهوتي. وهو ابن زبدي من بيت صيدا في الجليل ولقد دعاه يسوع مع أخيه يعقوب ليكونا من تلاميذه ويبدو أنه كان على جانب من الغنى لان أباه كان يملك عددًا من الخدم المأجورين (مر 1: 20). أما سالومة أمه فقد كانت سيدة فاضلة نقية وكانت شريكة النساء اللواتي اشترين الحنوط الكثير الثمن لتكفين جسد يسوع، وقد اتخذ مهنة الصيد حرفة، لأن عادات اليهود كانت تقضي على أولاد الأشراف أن يتعلموا حرفة ما. وكان يوحنا من تلاميذ المعمدان ومن تلاميذ يسوع الأولين. وكان وأخوه شريكي سمعان في الصيد وكان معروفًا لدى قيافا رئيس الكهنة. وكان وأخوه حادّي الطبع سريعيّ الانفعال والغضب فلقبهما يسوع “بوانرجس” أي “ابني الرعد” أو الغضب. وفي قائمة الرسل يذكر يوحنا دائمًا بين الأربعة الأولين وكان أحد الرسل الثلاثة، الذين اصطفاهم يسوع ليكونوا رفقاءه الخصوصيين، وهم بطرس ويعقوب ويوحنا. فهؤلاء وحدهم سمح لهم أن يعاينوا إقامة ابنة يايرس، والتجلي، وجهاده في جثسيماني. وظل يوحنا أمينًا لسيده، ملازمًا له حتى النهاية وعند الصليب ظل أمينًا، فأخذ من يسوع اجل وديعة، إذ أوصاه بالعناية بأمه وعندما قصد القبر الفارغ في بكور يوم القيامة، كان أول من آمن بقيامة المسيح ولهذا دعي دون غيره بـ”التلميذ الحبيب“.

والآن دعونا نأخذ بعين الإعتبار ذلك الدور الرمزي الذي قام به يوحنا في الأنجيل الرابع، فانجيل

يوحنا غالبا يستعمل شخصيات مفردة ليمثلوا ويرمزوا لمجموعات كبيرة، فمثلا في الأصحاح الثالث نجد نيقوديموس ككاتب “رجل فريسي” و” معلّم لليهود” والذي جاء ليسوع ليلاً ولم يفهم تعليم يسوع (يوحنا1:3)، فبعض شرّاح الكتاب المقدس رأوا ان نيقوديموس يمثل كثير من الفريسيين وقادة يهود آخرين الذين لم يتفهموا المسيح وتركوه مثل نيقوديموس وظلوا في الظلمة. بالمثل المرأة السامرية في يوحنا 4 والتي وجدت صعوبة في فهم كلمات يسوع وبعدها وببعض من الإيمان مثّلت العديد من السامريين الذين سقطوا من اليهودية ولكنهم سيؤمنوا بالمسيح.

بنظرة أكثر قرباً للتلميذ الحبيب إشارة بأن هذا يمثل أكثر من فرد يتبع المسيح، فهو يقف كتلميذ مثالي، فالتلميذ المحبوب هو الشخص القريب من يسوع والذي اتكأ على صدر المعلّم في العشاء الأخير “فَاتَّكَأَ ذَاكَ عَلَى صَدْرِ يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، مَنْ هُوَ؟»(يوحنا23:13)، وهو الرسول الذي ظلّ مع يسوع حتى والمحاكمة والمعاناة وأما الأخرون هربوا أما التلميذ الحبيب هو فقط الذي تبع يسوع في كل الطريق حتى الصليب “فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفًا”(يوحنا26:19)، والتلميذ الحبيب هو أول من آمن بقيامة المسيح “فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضًا التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي جَاءَ أَوَّلًا إِلَى الْقَبْرِ، وَرَأَى فَآمَنَ”(يوحنا8:20)، وهو أول من حمل شهادة قيامة

المسيح الرب”فَقَالَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُسَ: «هُوَ الرَّبُّ!»(يوحنا7:21).

لذلك بينما التلميذ الحبيب قد عرف من التقليد بيوحنا الرسول، هو أيضا خدم كرمز يمثل كل التلاميذ المؤمنون، فالتلميذ الحبيب يقف عن كل من يتبعون المسيح حتى في وسط المصاعب وعن كل من يؤمن بيسوع ويشهد بأنه الرب، وبمعنى آخر هذا الشخص الحبيب في انجيل يوحنا يمثل كل نلاميذ يسوع المحبوبين.

أم كل المسيحيين

في آخر عمل قام به يسوع قبل موته هو انه قد سلّم للتلميذ الذي يحبه أمه ولكي يحول علاقته بمريم الي مستوى آخر. بنظرة روحية أعمق ومن حيث ان التلميذ الحبيب يمثل كل التلاميذ المؤمنين.

ما اجمل من فعل المحبة والمقدّم من الإبن نحو امه القديسة مريم وهو يستعد ليلفظ أنفاسه الأخيرة فلقد كان همّه ليس فقط في نفسه وأيضا لم يكن في حاجة لكي يطلب رحمة من احد اوينتابه اليأس فلا يفكر إلا في حالته، لكنه كان مهتما بمن يحبهم. لقد تواصل أولا مع اللص اليمين واعدا إياه بالفردوس ثم سلّم امه الحبيبة الي التلميذ الذي كان يحبه يوحنا. ” قَالَ لأُمِّهِ: «يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ».ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: «هُوَذَا أُمُّكَ».وفي تلك اللحظة الثمينة حولت ام الله عيونها عن يسوع ونظرت بحب نحو يوحنا ابنها الجديد في النعمة، ذلك التلميذ الوحيد الذي ظل مع يسوع طوال فترة معاناته وحتى الموت وأيضا من ظل مع القديسة مريم وهي واقفة عند الصليب واخذ هو أيضا ينظر بحب نحو امه الجديدة في النعمة. ان هذا الفعل للعطاء ليس يعني فقط لمريم ويوحنا ولكنه يعني لنا نحن أيضا جميعا كوصية فنحن مدعوون ان نكون حاضرين ومتواجدين عند الصليب بشخصنا كذلك التلميذ الحبيب الذي يمثل كل المؤمنين وها هو يسوع ينظر الينا جميعا من على الصليب قائلا لنا:” هوذا امك” ووجه امه القديسة لكي تنظر الينا في عطف وحنان وحب لترى فينا ابنها الغالي في شخص كلا منا. ان القديسة مريم هي خواء الجديدة، ام كل الأحياء في حياة النعمة الإلهية. لقد شُبهت مريـم العذراء من العديد من أبـاء الكنيسة وعلماؤهـا بأنهـا “حواء الجديدة”، أو “حواء الثانيـة”، كما أن الـمسيح هو آدم الثاني:”فكما فى آدم يموت الجميع كذلك فى المسيح سيحيا الجميع”(1كورنثوس22:15). وحواء العهد القديم هى أم كل حي كما دعاها آدم (تكوين20:3)، والعذراء هى أم كل مؤمن بإبنهـا يسوع فلقد ولدت المسيح الإله الـمتجسد فصارت به أمـاً لكل الأعضاء المتحدة بجسده:”نحن الكثيرين جسد واحد فى المسيح”5:12). اذا ما رغبنا ان نكون بحق أبناء تلك الملكة العظيمة يجب ان نقبل بحب ان تكون مريم هي امنا الجديدة السماوية.

صلاة: “أيها السيد الإله العظيم الرهيب حافظ العهد والرحمة للذين يحبونك ويحفظون وصاياك

إنّا خطئنا وأثمنا ونافقنا وتمردنا وزِغنا عن وصاياك وأحكامك. لك أيها السيد العَدل ولنا خزى الوجوه..فإنّا لسنا لأجل برِنا نُلقي تضرعانا أمامك بل لأجل مراحمك الكثيرة.أيها السيد اسمع. ايها السيد أغفر. أيها السيد أصغ واصنع. لاتبطئ. وذلك لأجلك يا إلهي”(دانيال4:9-19).

اكرام: امتنع عن التلفظ بالكلام الجارح او البذيء ولا تحلف باسم الله بالباطل

نافذة: يا سلطانة الرسل علمينا طريق الخير

يتلى سر من اسرار الوردية -طلبة العذراء المجيدة.

الاثنين 24 مايو: مريم كللت بالمجد

وَانْفَتَحَ هَيْكَلُ اللهِ فِي السَّمَاءِ، وَظَهَرَ تَابُوتُ عَهْدِهِ فِي هَيْكَلِهِ، وَحَدَثَتْ بُرُوقٌ وَأَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَزَلْزَلَةٌ وَبَرَدٌ عَظِيمٌ. وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ: امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبًا، وَهِيَ حُبْلَى تَصْرُخُ مُتَمَخِّضَةً وَمُتَوَجِّعَةً لِتَلِدَ. وَظَهَرَتْ آيَةٌ أُخْرَى فِي السَّمَاءِ: هُوَذَا تِنِّينٌ عَظِيمٌ أَحْمَرُ، لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِ سَبْعَةُ تِيجَانٍ. وَذَنَبُهُ يَجُرُّ ثُلْثَ نُجُومِ السَّمَاءِ فَطَرَحَهَا إِلَى الأَرْضِ. وَالتِّنِّينُ وَقَفَ أَمَامَ الْمَرْأَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَلِدَ، حَتَّى يَبْتَلِعَ وَلَدَهَا مَتَى وَلَدَتْ. فَوَلَدَتِ ابْنًا ذَكَرًا عَتِيدًا أَنْ يَرْعَى جَمِيعَ الأُمَمِ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ. وَاخْتُطِفَ وَلَدُهَا إِلَى اللهِ وَإِلَى عَرْشِهِ، وَالْمَرْأَةُ هَرَبَتْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، حَيْثُ لَهَا مَوْضِعٌ مُعَدٌّ مِنَ اللهِ لِكَيْ يَعُولُوهَا هُنَاكَ أَلْفًا وَمِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَوْمًا. وَحَدَثَتْ حَرْبٌ فِي السَّمَاءِ: مِيخَائِيلُ وَمَلاَئِكَتُهُ حَارَبُوا التِّنِّينَ، وَحَارَبَ التِّنِّينُ وَمَلاَئِكَتُهُ وَلَمْ يَقْوَوْا، فَلَمْ يُوجَدْ مَكَانُهُمْ بَعْدَ ذلِكَ فِي السَّمَاءِ. فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ، الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ، طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ. وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا قَائِلًا فِي السَّمَاءِ: «الآنَ صَارَ خَلاَصُ إِلهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ، لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا، الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلهِنَا نَهَارًا وَلَيْلًا. وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ. مِنْ أَجْلِ هذَا، افْرَحِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَالسَّاكِنُونَ فِيهَا. وَيْلٌ لِسَاكِنِي الأَرْضِ وَالْبَحْرِ، لأَنَّ إِبْلِيسَ نَزَلَ إِلَيْكُمْ وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ! عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَلِيلًا». وَلَمَّا رَأَى التِّنِّينُ أَنَّهُ طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، اضْطَهَدَ الْمَرْأَةَ الَّتِي وَلَدَتْ الابْنَ الذَّكَرَ، فَأُعْطِيَتِ الْمَرْأَةُ جَنَاحَيِ النَّسْرِ الْعَظِيمِ لِكَيْ تَطِيرَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ إِلَى مَوْضِعِهَا، حَيْثُ تُعَالُ زَمَانًا وَزَمَانَيْنِ وَنِصْفَ زَمَانٍ، مِنْ وَجْهِ الْحَيَّةِ. فَأَلْقَتِ الْحَيَّةُ مِنْ فَمِهَا وَرَاءَ الْمَرْأَةِ مَاءً كَنَهْرٍ لِتَجْعَلَهَا تُحْمَلُ بِالنَّهْرِ. فَأَعَانَتِ الأَرْضُ الْمَرْأَةَ، وَفَتَحَتِ الأَرْضُ فَمَهَا وَابْتَلَعَتِ النَّهْرَ الَّذِي أَلْقَاهُ التِّنِّينُ مِنْ فَمِهِ. فَغَضِبَ التِّنِّينُ عَلَى الْمَرْأَةِ، وَذَهَبَ لِيَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ بَاقِي نَسْلِهَا الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ، وَعِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ”(رؤيا19:11و1:12-17).

لقد رأت الكنيسة الكاثوليكية عبر الأجيال في نص سفر الرؤيا هذا لحظة تكليل مريم العذراء،

فمن البشارة حتى الصليب رحلة إيمانها قد أخذتها من خلال العديد من التجارب و الضيقات ولكن في كل وقفة في الطريق قد أثبتت انها خادمة مؤمنة للرب. لقد حفظت كل هذا متفكرة به في قلبها حتى ولو لم تفهم. لقد تعلمت ان توافق حياتها أكثر وأكثر لمهمة إبنها والتي هي من مشيئة الأب السماوي، ولقد فعلت هذا حتى وان خطة الأب قد يسبب لها الألم. كنتيجة لذلك فليست هي فقط ام ليسوع ولكن أيضا تلميذة أمينة بارزة لكل تابعيه حتى الصليب.

في سفر الرؤيا تظهر مريم في السماء بمظهر ملكي رائع “ملتحفة بالشمس” وعلى رأسها اكليل من 12 كوكبا او نجماً. ان رحلتها مع الرب قد قاد مريم لنهايتها السعيدة فلقد عبرت عتبة المجد وشاركت ملك ابنها السماوي “كملكة فوق كل الأشياء” كما تعلّم الكنيسة الكاثوليكية. فمثل القديس بولس، مريم يمكنها أن تقول:” قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضًا”(2تيموثاوس7:4-8).

يؤمن الكاثوليك في مريم الملكة – امتياز فريد لتملك مع المسيح على السموات والأرض- لا يجب ان يُرى منفصل من حياتنا، فإن عظمة مريم ليس شيئا يعجب به تماما من بعيد كما لو انه ابتعد عن خبراتنا الشخصية، ولكن بدلا من ذلك مركزها الملوكي يخدم كتذكرة مهمة ان أتباع المسيح قد دعيوا لكي يشاركوا في ملكه فوق الخطيئة والشر. هكذا مريم تقف كما تدعوها الكنيسة “علامة اسكاتولوجية”- علامة تشير للمسيحين للطريق الذي يكشف ما الذي يريده الله لتحقيقه في كل حياتنا. مرة أخرى فمريم تشارك في ملك المسيح ويمكنها ان تقول مع بوليس الرسول ان “اكليل البِر” ينتظر ليس فقط مريم ولكن لكل من يحب المسيح (2تيموثاوس4:8).

ولكي نتفهم هذه الوقفة الهامة في رحلة مريم للإيمان يجب ان نراها كثمرة لكل ما عمله الله في حياة مريم. في هذهخ الوقفة سنتطلع للخلف ونأخذ في الإعتبار كيف ان الكتاب المقدس كشف عن مريم كمثال للتلميذ المؤمن من البداية حتى النهاية، وبعدها سنعتبر كيف لتلك المرأة الملكة الغامضة المذكورة في اصحاح 12 من سفر الرؤيا تعكس نورا على مريم وجائزتها:”اكليل البِر”.

صلاة: أيها الآب الأزلي، يا من رحمته غير محدودة وكنوز شفقتـه لا تنضب، أنظر إلينـا نظرة

عطف،وضاعف فينـا أعمال رحمتِك حتى لا نيأس ولا نضعف أبداً، أمام التجارب الصعبـة،بل

إجعلنـا نخضع بثقة متزايدة لإرادتك الـمقدسة. آميـن

اكرام :سلم ارادتك دائما ً لله في السراء والضراء فهو أب رحوم

نافذة: لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض

يتلى سر من اسرار الوردية -طلبة العذراء المجيدة.

الثلاثاء 25 مايو: سماع كلمة الله والعمل بها

نصريحان مما أعلنه يسوع هما يسببان الحيرة بخصوص مريم نجدهما في أثناء خدمته العامة، ففي انجيل لوقا افاد بأنه في احدى المران جاءت مريم لزيارو ابنها وفور سماعه بأن أمه حضرت لتراه أجاب يسوع بطريقة قد يفهمها بعض القراء انه غير مهتم بأن يراها.

وَجَاءَ إِلَيْهِ أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ، وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَصِلُوا إِلَيْهِ لِسَبَبِ الْجَمْعِ. فَأَخْبَرُوهُ قَائِلِينَ: «أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجًا، يُرِيدُونَ أَنْ يَرَوْكَ». فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «أُمِّي وَإِخْوَتِي هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا»(لوقا19:8-21).

من الوهلة الأولى لا تظهر تلك على انها طريقة حارة ليستقبل بها أمه وقد يراها البعض انها تنكر

يسوع لأمه وأسرته.  وفي وقت آخر في مهمة المسيح العلنية جاءت أمرأة لم يفصح عن اسمها معلنة اعترافها بعظمة ومعترفة ومطوبة لأمه:” وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهذَا، رَفَعَتِ امْرَأَةٌ صَوْتَهَا مِنَ الْجَمْعِ وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذِي حَمَلَكَ وَالثَّدْيَيْنِ اللَّذَيْنِ رَضِعْتَهُمَا»(لوقا27:11)، فكلمات المرأة تسبح مريم في كونها أم ليسوع بالجسد، ودور أمومة مريم هو في الحقيقة جدير بالتسبيح. فمن خلال أمومتها لأبن الله أصبح انسانا متخذا الجسد البشري – جسد ودم مريم. ولكن يبدو يسوع انه غير مرتاح من ان يكون هذا المديح يمكن ان يُفهم على انه مبني فقط على علاقة اسرية طبيعية، ولكن بدلا من ذلك لفت نظر الجميع الي التلميذ الأمين والذي يطيع كلمة الله:” أَمَّا هُوَ فَقَالَ: «بَلْ طُوبَى لِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ وَيَحْفَظُونَهُ»(لوقا28:11).

من نحن حتى يمكن ان نضع تلك العلامات او الملاحظات عن مريم؟ في كلا النصان عندما

توجد فرصة لا ندخل أم يسوع في دورها المستحق الإشادة به كأمه ولكن بدلا من هذا يسوع يركّز

على من هم يسمعون كلمة الله ويحفظونها -انهم هم الذين يطوبون «بَلْ طُوبَى لِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ

كَلاَمَ اللهِ وَيَحْفَظُونَهُ»، وهم من سيكونون جزء من اسرة روحية جديدة من التلاميذ “«أُمِّي وَإِخْوَتِي

هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا»(لوقا21:8). 

في نفس الوقت ان بيان يسوع يجب ان لا يُرى على انه اقصاء مريم من الذين يجب يحسبوا “مباركين” في ملكوت المسيح، ولا أيضا يجب ان ينظر اليه على ان يسوع يبغد نفسه عن أمه، لكن بدلا من ذلك فكلا الحالتان تشير الي نوع جديد من العلاقة بينه ومريم خاصة مع بزوغ خدمة يسوع العلنية. كما شرح البابا يوحنا بولس الثاني ان يسوع يرغب في تحويل الاهتمام من مفهوم الأمومة فقط كرابطة جسدية لكي يوجه الي الروابط السريّة للروح من سماع وحفظ كلمة الله.

ويمكننا ان نرى ذلك عندما وُجد يسوع ذو ال 12 عاما في الهيكل وولائه الأعلى ان يعمل إرادة ابيه السماوي والتي اخذت الأولوية فوق العلاقات البشرية والإعتبارات العالمية:” أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟»(لوقا49:2). والآن في خدمته العلنية من إعلان ملكوت الله فإنجاز يسوع لمشيئة أبوه السماوي تضيف بعداً جديدا للعلاقات البشرية، فالكل يجب ان يتمركز في عمل عمل الأب السماوي. ممكن ان تكون مريم قد قالت “نعم” لتكون أماً للمسيّا عند البشارة ولكن الآن في إعلان يسوع عن ملكوت الله – لبقية إسرائيل وشعب الله فهي مدعوة ان تكون جزء من العائلة الروحية من التلاميذ الذين يكونهم يسوع. ان المعياران اللذان وضعهما يسوع لأن يكون الشخص “مباركا” في ملكوته ويكون ضمن عائلته الروحية هو سماع كلمة الله وطاعتها.

صلاة: يأمي المحبوبة علميني ان أقول دائما “نعم” لمشيئة الأب السماوي وأن أكرّس كل حياتي من أجل مجد أسمه القدوس كما قدمت أنتِ نفسك بكليتها. آمين.

اكرام: تأمل بمريم الحزينة تحت الصليب خاصة في وقت المحن
نافذة: يا أم الاحزان عزّي الحزانى

يتلى سر من اسرار الوردية -طلبة العذراء المجيدة.

الأربعاء 26 مايو – اول تلميذ

قال يسوع: «بَلْ طُوبَى لِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ وَيَحْفَظُونَهُ»، و«أُمِّي وَإِخْوَتِي هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ

كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا»(لوقا21:8).  لقد طابقت مريم هاتان المعياران أكثر من أي شخص آخر كما نجده في انجيل لوقا، فهي اول من سمعت كلمة الله وحفظتها ويمكن ان نتصور كما كتب القديس البابا يوحنا بولس الثاني ان مريم هي اول من دعاها الله وأول تلميذه ليسوع حتى قبل ان يبدأ يسوع في دعوة تلاميذه الإثنا عشر قائلا لكل منهم “اتبعني”(يوحنا43:1). عند البشارة تسمع كلمة الله عن طريق الملاك وتجيبه بـ”نعم” ووصفت نفسها بأنها خادمة للرب وبفرح سلّمت نفسها لخطة الله من أجلها:” فليكن لي بحسب قولك”(لوقا38:1).

أكثر من هذا استمرت مريم “تسمع” و “تحفظ” كلمة الله من خلال كل حياتها فنحن نرى طاعة مريم لكلمة الله في الزيارة بطريقتان: أولهما تسمع رسالة الملاك عن حبل اليصابات الإعجازي وتؤمن بذلك وتذهب مسرعة لزيارتها (لوقا36:1 و39)، وثانيا سبحت اليصابات مريم خاصة كواحدة “مباركة” لأنها آمنت “فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ»(لوقا45:1). هكذا في انجيل لوقا فلقد عُدت مريم ضمن “المباركين” لأنها سمعت وحفظت كلمة الله.

ونحن نرى أيضا طاعة مريم لكلمة الله في تسمية الطفل حسب كلام الملاك (لوقا21:2)، واكثر من هذا فعند ظهور الملائكة للرعاة وحضورهم للمغارة وسردهم لكل ما قيل او أعلن ذُكر “وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا”(لوقا19:2) وعند فقد يسوع في الهيكل ووجوده بين العلماء فلقد جاء:” وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذِهِ الأُمُورِ فِي قَلْبِهَا”(لوقا51:2).

لقد استمرت مريم في إيمانها حتى بدء خدمة يسوع العلنية وفي قانا الجليل أمرت الخدام ان يصغوا لكلمة ابنها ويطيعوها “مهما قال لكم فافعلوه”(يوحنا5:2) واحتفظت طوال مسيرة حياتها في طاعة كلمة الله والعمل بها حتى النهاية ووقفت عند صليب ابنها في لحظات موته وفي النهاية ذهبت مع يوحنا الحبيب الى بيته حسب أمر إبنها وأيضا بعد القيامة ذهبت الى الجليل مع باقي الرسل حسب طلب يسوع (متى 16:28) وبقيت مع الرسل فى أورشليم عند حلول الروح القدس فى الخماسين (أعمال 14:1).

ان كان من يحفظ الشريعة ووصايا الله قد طُوّب كما جاء فى سفر الأمثال:”الذى يحفظ الشريعة طوبى له”(امثال18:29)،”طوبى لمن يحفظ اقوال الكتاب”(رؤيا7:22)، فكم تكون مريم التى حافظت على تطبيق الشريعة (لوقا22:2و41) وكانت “تحفظ ذلك الكلام كله فى

قلبها” (لوقا51:2)؟

صلاة: يا الله ساعديني ان أقدم مشيئتك على رغباتي وميولي وأشواقي ولتك مشيئتك لا مشيئتي.

اكرام: شجع الكتب الدينية واقتنيها واقرأها وضعها في متناول ذويك

نافذة: من كان للعذراء مكرّماً، لن يدركه الهلاك ابدا

يتلى سر من اسرار الوردية -طلبة العذراء المجيدة.

 ً .                       

الخميس 27 مايو المرأة الملتحفة بالشمس

وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ: امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبًا، وَهِيَ حُبْلَى تَصْرُخُ مُتَمَخِّضَةً وَمُتَوَجِّعَةً لِتَلِدَ. وَظَهَرَتْ آيَةٌ أُخْرَى فِي السَّمَاءِ: هُوَذَا تِنِّينٌ عَظِيمٌ أَحْمَرُ، لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِ سَبْعَةُ تِيجَانٍ. وَذَنَبُهُ يَجُرُّ ثُلْثَ نُجُومِ السَّمَاءِ فَطَرَحَهَا إِلَى الأَرْضِ. وَالتِّنِّينُ وَقَفَ أَمَامَ الْمَرْأَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَلِدَ، حَتَّى يَبْتَلِعَ وَلَدَهَا مَتَى وَلَدَتْ. فَوَلَدَتِ ابْنًا ذَكَرًا عَتِيدًا أَنْ يَرْعَى جَمِيعَ الأُمَمِ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ. وَاخْتُطِفَ وَلَدُهَا إِلَى اللهِ وَإِلَى عَرْشِهِ”(رؤيا1:12-5).

في تقليد الكنيسة الكاثوليكية المرأة في هذا النص غالبا ما ترتبط بالقديسة مريم ولكن فسّر الكثيرين بأن المرأة ليست الا رمز لأسرائيل او الكنيسة، ولكي يمكن تعريف بدقة هذه المرأة الغامضة يجب ان نأخذ في الإعتبار ثلاث شخصيات رئيسية في ذلك المشهد: المرأة وطفلها الذكر والتنين. المرأة تضع مولودا ذكرا حيث سيهاجم من التنين والإبن الذكر قد رُفع الي الله وجلس على العرش بينما التنين يُهزم ويُطرح الي أسفل(رؤيا1:12-9).

اثنان من الثلاث شخصيات من السهل التعرف عليهما، التنين قد عُرف بصراحة في الآية 9 حيث جاء عنه “ فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ”(رؤيا9:12)، والمولود الذكر قد وُصف بأنه” عَتِيدًا أَنْ يَرْعَى جَمِيعَ الأُمَمِ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ”(رؤيا5:12) – إشارة الي الملك المسياني كما جاء في المزمور” «أَمَّا أَنَا فَقَدْ مَسَحْتُ مَلِكِي عَلَى صِهْيَوْنَ جَبَلِ قُدْسِي». إِنِّي أُخْبِرُ مِنْ جِهَةِ قَضَاءِ الرَّبِّ: قَالَ لِي: «أَنْتَ ابْنِي، أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ. اسْأَلْنِي فَأُعْطِيَكَ الأُمَمَ مِيرَاثًا لَكَ، وَأَقَاصِيَ الأَرْضِ مُلْكًا لَكَ. تُحَطِّمُهُمْ بِقَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ. مِثْلَ إِنَاءِ خَزَّافٍ

تُكَسِّرُهُمْ» (مزمو6:2-9).وعلاوة على ذلك من حيث ان المولود الذكر قد رُفع الي الله ويجلس

على عرشه فمعظم مفسروا الكتاب المقدس عرفوا هذا الطفل بأنه المسيح.

صلاة: يا رب مجدني بالمجد الذي عندك للذين يعظمون أسمك وحسب وعدك الإلهي. آمين.

اكرام: اشترك بالأعمال الخيرية في كنيستك حبا ً بمريم

نافذة: يا أم النعمة الألهية أفيضي علينا نعم السماء

يتلى سر من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة.

الجمعة 28 مايو – امرأة سفر الرؤيـا

 تعريف “المرأة” ليس واضح ولكي نتعرف على تلك المرأة يجب ان نأخذ في الإعتبار خمس حقائق تعلمناها عنها في سفر الرؤيا اصحاح 12:

أولا – المرأة لها اكليل من 12 نجم والذي يذكرنا بال 12 رسول وال 12 سبط في إسرائيل.

ثانيا – ان المرأة ولدت طفلها بألم الولادة وهذا يذكرنا بنبؤات إبنة صهيون كما جاءت في العهد القديم، فصهيون هي جبل اورشليم وقد شخّصت كصورة أم تتألم قبل ان تلد طفلا. صورة امرأة صهيون تلد أصبحت رمز قوي كيف ان الشعب اليهودي المؤمن سيعاني من معاناة كثيرة في فترة تقود الى عهد المسيّا:” كَمَا أَنَّ الْحُبْلَى الَّتِي تُقَارِبُ الْوِلاَدَةَ تَتَلَوَّى وَتَصْرُخُ فِي مَخَاضِهَا، هكَذَا كُنَّا قُدَّامَكَ يَا رَبُّ. حَبِلْنَا تَلَوَّيْنَا كَأَنَّنَا وَلَدْنَا رِيحًا. لَمْ نَصْنَعْ خَلاَصًا فِي الأَرْضِ، وَلَمْ يَسْقُطْ سُكَّانُ الْمَسْكُونَةِ. تَحْيَا أَمْوَاتُكَ، تَقُومُ الْجُثَثُ. اسْتَيْقِظُوا، تَرَنَّمُوا يَا سُكَّانَ التُّرَابِ. لأَنَّ طَلَّكَ طَلُّ أَعْشَابٍ، وَالأَرْضُ تُسْقِطُ الأَخْيِلَةَ”(اشعيا17:26-19) و ” أَنْ يَأْخُذَهَا الطَّلْقُ وَلَدَتْ. قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ عَلَيْهَا الْمَخَاضُ وَلَدَتْ ذَكَرًا. مَنْ سَمِعَ مِثْلَ هذَا؟ مَنْ رَأَى مِثْلَ هذِهِ؟ هَلْ تَمْخَضُ بِلاَدٌ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، أَوْ تُولَدُ أُمَّةٌ دَفْعَةً وَاحِدَةً؟ فَقَدْ مَخَضَتْ صِهْيَوْنُ، بَلْ وَلَدَتْ بَنِيهَا!(اشعيا7:66-8).

وعامة في العهد القديم تسستخدم عبارة ” ابنة صهيون ” مرادفة ” لابنة أورشليم ” ( 2 ملوك 19

: 21 ) ويستخدم إشعياء عبارة ” بنت صهيون ” ست مرات بهذا المعنى ، كما يستخدمها إرميا إحدى عشرة مرة أيضاً ، كما يستخدمها ميخا وصفنيا وزكريا بهذا المعنى أيضاً: “ابتهجي يا بنت صهيون واهتفي يا بنت اورشليم هوذا ملكك يأتيك صديقاً مخلّصـاً وديعاً راكبا على آتان وجحش ابن آتان”(زكريا9:9)، و”ترنـمي وافرحي يا بنت صهيون لأني هآنذا آتـي وأسكن فى وسطك يقول الرب. فأسكن فى وسطك فتعلـمين ان رب الجنود قد ارسلني اليكِ”(زك10:2-11)، و”ترنّمي يا ابنة صهيون، اهتف يا اسرائيل. افرحي وابتهجي بكل قلبك يا ابنة اورشليم قد نزع الرب الأقضية عليكِ..أزل عدوكِ.مَلَك اسرائيل الرب فى وسطكِ”(صفنيا14:3).

ثالثا- المرأة تلد المسيّا ذاك الذي “ يَرْعَى جَمِيعَ الأُمَمِ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ”(رؤيا5:12) ومزمور9:2).

رابعا- ابن المرأة يحقق ما قاله الرب في سفر التكوين 15:3 متنبئ ان المرأة سيكون لها نسل وهو الذي سيسحق الشرير. اصحاح 12 من سفر الرؤيا يشبه بطريقة درامية إتمام تلك النبؤة من ان التنين (الشيطان) يطرح الي اسفل الي الأرض مهزوما بينما ابن المرأة الذكر “ وَاخْتُطِفَ وَلَدُهَا إِلَى اللهِ وَإِلَى عَرْشِهِ”(رؤيا5:12).

خامسا- تختبر المرأة الخروج الجديد فبعد إنتصار ابنها على الشرير طارت المرأة الي البريّة حيث

عالها الله وأنقذت على أجنحة الملائكة:” وَالْمَرْأَةُ هَرَبَتْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، حَيْثُ لَهَا مَوْضِعٌ مُعَدٌّ مِنَ اللهِ لِكَيْ يَعُولُوهَا هُنَاكَ أَلْفًا وَمِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَوْمًا” و ” وَلَمَّا رَأَى التِّنِّينُ أَنَّهُ طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، اضْطَهَدَ الْمَرْأَةَ الَّتِي وَلَدَتْ الابْنَ الذَّكَرَ، فَأُعْطِيَتِ الْمَرْأَةُ جَنَاحَيِ النَّسْرِ الْعَظِيمِ لِكَيْ تَطِيرَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ إِلَى مَوْضِعِهَا، حَيْثُ تُعَالُ زَمَانًا وَزَمَانَيْنِ وَنِصْفَ زَمَانٍ، مِنْ وَجْهِ الْحَيَّةِ. فَأَلْقَتِ الْحَيَّةُ مِنْ فَمِهَا وَرَاءَ الْمَرْأَةِ مَاءً كَنَهْرٍ لِتَجْعَلَهَا تُحْمَلُ بِالنَّهْرِ. فَأَعَانَتِ الأَرْضُ الْمَرْأَةَ، وَفَتَحَتِ الأَرْضُ فَمَهَا وَابْتَلَعَتِ النَّهْرَ الَّذِي أَلْقَاهُ التِّنِّينُ مِنْ فَمِهِ. فَغَضِبَ التِّنِّينُ عَلَى الْمَرْأَةِ، وَذَهَبَ لِيَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ بَاقِي نَسْلِهَا الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا”<(رؤيا6:12و 13-16) – صور للتذكرة بقصة الخروج والتي فيها قد أحضر إسرائيل الي البريّة حيث اعال الله الشعب بالمن السماوي (الخروج4:16-5) وحفظت بأجحنحة الملائكة حيث قال الله لهم:” أَنْتُمْ رَأَيْتُمْ مَا صَنَعْتُ بِالْمِصْرِيِّينَ. وَأَنَا حَمَلْتُكُمْ عَلَى أَجْنِحَةِ النُّسُورِ وَجِئْتُ بِكُمْ إِلَيَّ”(خروج4:19).

مع كل تلك الخلفية يمكننا ان نفهم لماذا “المرأة” تُرى كرمز للكنيسة فمثل الكنيسة المرأة في

اصحاح 12 من سفر الرؤيا قد تم حمايتها وتم اعالتها من الله والصورة كما جاءت في رؤيا13:12-16 تصف ان الله يحمي شعبه في العهد الجديد. ويمكننا أيضا ان نفدّر التفسير بأن “المرأة” هي رمز لشعب إسرائيل في العهد القديم، وتلك النظرة منطقية عن أمرأة متوجة بأثني

عشر نجما والتي تذكرنا بأسباط إسرائيل ال 12، وأيضا تشرح صورة الولادة بألم والتي تذكرنا

بنبؤات إبنة صهيون وعن الضيقات التي واجهت شعب الله. 

هل هناك مكان لنرى مريم العذراء في ذلك المشهد؟ بينما ان “المرأة” قد تظل لها بعض المعنى الرمزي تشير الى إسرائيل او الكنيسة، يجب ان نحتفظ في فكرنا على انها صورة لأم المسيّا وحيث انها ترجع كونها أماً للمسيّا أفلا سيقودنا هذا الي مريم؟. انه يبدو من المستحيل ان المسيحيون الأوائل لم يروا مريم في كل هذا المشهد للمرأة. لقد كتب احد علماء الكتاب المقدس ” انه من غير الممكن ان آباء الكنيسة في نهاية القرن الأول الميلادي قد تكلموا وكتبوا عن أم المسيح وتغافلوا عن مريم العذراء؟” أكثر من هذا حيث ان الشخصيتان الأخريتان الرئيسية في نص سفر الرؤيا قد تم معرفتهما كشخصيتان مفردتان (مولود ذكر= يسوع، والتنين=الشيطان)، فيبدو انه من غير المحتمل ان الشخصية الرئيسية الثالثة “المرأة”، ليست فرد على الإطلاق ولكن فقط رمز لمجموعة جماعية، بل بالأحرى اذا كان الشيطان والمولود يمثلان شخصيتان فالمرأة من المحتمل ان تمثل هي الأخرى فرد أيضا. غلاوة على ذلك، إعطاء فكرة كتابية عن افراد يمثلون مجموعات من الناس (كما بينا في الجزء الخاص “بالتلميذ الحبيب”) فالمرأة في سفر الرؤيا الاصحاح ال 12 يمكن ان تفهم على انها كل من فرد (مريم) وممثلة لشعب الله ككل (إسرائيل و/او الكنيسة). ومريم تصبح بهذا الشخص المناسب يحمل كلا من القديم والجديد لشعب العهد من حيث انها تقف كمعبر ما بين القديم والجديد. اذا ما كانت هناك امرأة واحدة في تاريخ الخلاص من تستطيع ان تمثل احسن تمثيل كلا من وعد وعهد إسرائيل القديم وبداية وعد وعهد جديد لشعب الله فمن المؤكد ان تكون “مريم العذراء أم يسوع”.

صلاة: يا الله أعن ضعف إيماني وساعدني أن أقف أمام الوحش والتنين وكل قوات العدو في محاولاتهم لإضعاف ثقتي وإيماني بك وحدك. لقد صلي يسوع من أجل بطرس ليثبت إيمانه فلذا أدعوك ياإلهي أن تقويني وتثبت إيماني. آمين.

اكرام: اقصد ان تصلي يوميا ً صلاة خاصة بمريم والتزم بقصدك

نافذة: يا باب السماء صلّي لأجلنا

يتلى سر من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة.

السبت 29 مايو  أمرأة سفر الرؤيا ومريم الواقفة تحت الصليب

في انجيل يوحنا الاصحاح ال 19 نرى من منظور بشري ما يحدث عند جبل الجلجلثة: يسوع بيصلب من الرومان بينما أمه والتلميذ المحبوب واقفان عند قدم الصليب. في سفر الرؤيا يعطينا نفس المشهد ولكن من منظور سماوي لكي يمكننا ان نرى بعيون الملائكة ما الذي يحدث في الحقيقة في يوم الجمعة العظيمة: الجلجلثة عرض كوني ما بين الله والشرير والقوة الحقيقية خلف صلب المسيح ليس هي الرومان او قادة اليهود في أورشليم ولكن الشيطان، بينما يوحنا 19 يظهر جنود يصلبون يسوع على الصليب. رؤيا 12 يظهر لنا ان التنين يهاجم بقوة ابن المرأة (رؤيا4:12-5) والأبن ينتصر ويجلس على العرش في السماء بينما الشرير يسحق ويهزم ويلقى لأسفل (رؤيا7:12-9).

في وسط تلك المعركة النهائية تقف “المرأة” في كلا المشهدان. يوجد أربع مفاتيح متوازية ما بين طريق تصوير المرأة في رؤيا 12 وطريقة تصوير مريم عند الصليب في يوحنا 19 تم وصفهم ومعا تلك العناصرتلقي الضوء على الرابط ما بين المرأة في سفر الرؤيا ومريم العذراء:

+”المرأة” تماما كما جاء في سفر الرؤيا 1:12 فهي تمثل صورة يطلق عليها “المرأة” والتي

توصف بطريقة على انها اماً للمسيّا 5:12، وهكذا دُعيت مريم في يوحنا25:19-27

بأنها “امرأة” وتقف عن الصليب كأم للملك.

+”آلام الولادة”: كلا النسوة قد تم تصويرهن في المشهد تتضمن “ابنة صهيون” وموضوع آلم الولادة، وهذا واضح مع امرأة سفر الرؤيا1:12-2، ولكن المشهد عن مريم عند الصليب كما جاء في يوحنا 19 يعطينا صورة تخيليةلآلم الولادة وهو مرتبط بصورة ذاك التشبيه عندما قاله يسوع عند العشاء الأخير في يوحنا20:16-21:” اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ سَتَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ وَالْعَالَمُ يَفْرَحُ. أَنْتُمْ سَتَحْزَنُونَ، وَلكِنَّ حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ. اَلْمَرْأَةُ وَهِيَ تَلِدُ تَحْزَنُ لأَنَّ سَاعَتَهَا قَدْ جَاءَتْ، وَلكِنْ مَتَى وَلَدَتِ الطِّفْلَ لاَ تَعُودُ تَذْكُرُ الشِّدَّةَ لِسَبَبِ الْفَرَحِ، لأَنَّهُ قَدْ وُلِدَ إِنْسَانٌ فِي الْعَالَمِ.”ْ في ذلك التشبيه “المرأة” عند “ساعتها” تلقي بظلها لمشهد ألم المسيح وموته. هذه الرمزية تقف على خلفية لمنظر مريم عند الصليب-

مشهد مشابه يتضمن مريم مدعوة ب “امرأة”(يوحنا26:19) في ساعة آلام المسيح.

-“هزيمة الشيطان”: كما ان المرأة في سفر الرؤيا 12 تلد مولودا ذكرا والذي ارتفع بإنتصار الي العرش في السماء بينما الشرير قد هزم وألقي “فَوَلَدَتِ ابْنًا ذَكَرًا عَتِيدًا أَنْ يَرْعَى جَمِيعَ الأُمَمِ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ. وَاخْتُطِفَ وَلَدُهَا إِلَى اللهِ وَإِلَى عَرْشِهِ، وَالْمَرْأَةُ هَرَبَتْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، حَيْثُ لَهَا مَوْضِعٌ مُعَدٌّ مِنَ اللهِ لِكَيْ يَعُولُوهَا هُنَاكَ أَلْفًا وَمِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَوْمًا. وَحَدَثَتْ حَرْبٌ فِي السَّمَاءِ: مِيخَائِيلُ وَمَلاَئِكَتُهُ حَارَبُوا التِّنِّينَ، وَحَارَبَ التِّنِّينُ وَمَلاَئِكَتُهُ وَلَمْ يَقْوَوْا، فَلَمْ يُوجَدْ مَكَانُهُمْ بَعْدَ ذلِكَ فِي السَّمَاءِ. فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ، الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ، طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ.”(رؤيا5:12-9)، هكذا مريم في يوحنا 19 تقف عند الصليب مع ابنها المسيّاني المرأة في سفر الرؤيا 12 هي أم ليس فقط المسيفي “ساعته”- والذى صور انجيل يوحنا كساعة إنتصار عندما يُرفع على الصليب والشرير يطرح لأسفل:” اَلآنَ نَفْسِي قَدِ اضْطَرَبَتْ. وَمَاذَا أَقُولُ؟ أَيُّهَا الآبُ نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَةِ؟. وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا أَتَيْتُ إِلَى هذِهِ السَّاعَةِ أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ!». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ: «مَجَّدْتُ، وَأُمَجِّدُ أَيْضًا!». فَالْجَمْعُ الَّذِي كَانَ وَاقِفًا وَسَمِعَ، قَالَ: «قَدْ حَدَثَ رَعْدٌ!». وَآخَرُونَ قَالُوا: «قَدْ كَلَّمَهُ مَلاَكٌ!». أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ: «لَيْسَ مِنْ أَجْلِي صَارَ هذَا الصَّوْتُ، بَلْ مِنْ أَجْلِكُمْ.اَلآنَ دَيْنُونَةُ هذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هذَا الْعَالَمِ خَارِجًا”(يوحنا27:12-31). 

-“أمومة ثنائية” رابعا كلا المرأتان تم وصفهما كأم ليسوع وكمن لها علاقة بأمومة خاصة

مع كل اتباع ومؤمنوا المسيح. المرأة في سفر الرؤيا 12 هي أماً ليست فقط المسيّا بمفرده (رؤيا5:12)، ولكن أيضا المسيحيين :” فَغَضِبَ التِّنِّينُ عَلَى الْمَرْأَةِ، وَذَهَبَ لِيَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ بَاقِي نَسْلِهَا الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ، وَعِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ”(رؤيا17:12)، بينما مريم عند الصليب تم تقديمها ليست فقط كأم يسوع ولكن أيضا كأم للتلميذ الحبيب (يوحنا25:19-27)- صورة من يمثل كل التلاميذ المؤمنون (كما ذكرنا في الفصل السابق). 

كل تلك المتوازيات ما بين المرأة في سفر الرؤيا 12 ومريم في يوحنا 19- “المرأة” آلام الولادة،

هزيمة الشيطان، أم المسيح وأم أتباع المسيح- تظهر وحدة في الفكر نحو صورة المرأة في كتابات

يوحنا. لذلك اذا ما كانت المرأة في يوحنا 19 تفهم بوضوح ان تكون مريم العذراء فأيضا المرأة

في سفر الرؤيا يجب ان ينظر اليها بانها مريم العذراء أيضا.

صلاة: يا عذراء العذاري مريم أمي ويا أم الرحمة اننا نريد ان نعترف أمامك بطبيغتنا الشريرة ونريدك ان تقديمها لإبنك يسوع ليطهرنا ويعيد لنا تلك النعمة التي تمتع بها آدم وحواء فيا ممتلئة نعمة املأينا بنعمتك وقودينا نحو السماء حيث نباركك ونمجد اسمك الي الأبد. آمين.

اكرام : تعلم صلاة (( السلام عليك يا ملكة يا أم الرحمة )) وعلمها لأهل بيتك , ورددها دائما ً

نافذة: يا مريم القديسة، يا شفوقة يا حنونة يا حلوة تضرعي لأجلنا

يتلى سر من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة.

الاحد 30 مايو – مريم المكللة بالمجد

بمجرد ان المرأة في سفر الرؤيا 12 تم التعرف عليها على انها مريم العذراء يمكننا ان نرى كيف

ان النص يكشف اين رحلة مريم مع الله  في النهاية قادتها: ان تكلل بالمجد في السماء وان

تشارك في ملك المسيح طبقا للوعد الذي اعلنه لكل التلاميذ المؤمنون.

سفر الرؤيا الاصحاح ال 12 قدّم لنا مريم صورة مريم كملكة عظيمة عاكسا حالتها الملكية الممتازة:” وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ: امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبًا”(رؤيا1:12).

هذه الآية تكشف ملك مريم الرائع بثلاثة طرق: أولا، انها ترتدي اكليل يرمز الي مكانتها الملوكية في السماء. ثانيا، المرأة تحت رجليها القمر وهذا أيضا يشير الي ملوكيتها فالكتاب المقدس اذا ما كان شيئا تحت قدمي يعكس قيادة ملوكية ونصر على أعداء الشخص مثال ما جاء:” قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ»(مزمور1:110). ثالثا، ان الصورة الثلاثية السماوية للمرأة ملتحفة بالشمس والقمر تحت رجليها ومتوجة بإكليل من اثنا عشر كوكبا توضح أيضا سلطانها الملكي. صورة مشابهة يمكن ان نجدها في حلم يوسف الصديّق في العهد القديم والذي فيه الشمس والقمر و11 كوكبا سجدوا أمامه رامزا الى السلطة الملوكية والذي ستكون ليوسف الصديق على ابوه وامه (مرموز بالشمس والقمر) وفوق اخوته (يرمز بال 11 نم او كوكب)” ثُمَّ حَلُمَ أَيْضًا حُلْمًا آخَرَ وَقَصَّهُ عَلَى إِخْوَتِهِ، فَقَالَ: «إِنِّي قَدْ حَلُمْتُ؟ حُلْمًا أَيْضًا، وَإِذَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَأَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا سَاجِدَةٌ لِي». وَقَصَّهُ عَلَى أَبِيهِ وَعَلَى إِخْوَتِهِ، فَانْتَهَرَهُ أَبُوهُ وَقَالَ لَهُ: «مَا هذَا الْحُلْمُ الَّذِي حَلُمْتَ؟ هَلْ نَأْتِي أَنَا وَأُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ لِنَسْجُدَ لَكَ إِلَى الأَرْضِ؟»(تكوين9:37-10). وفي سفر الرؤيا اصحاح 12 شبهت مريم العذراء بمثل تلك الصور الثلاثية السمائية وهكذا تظهر سلطتها الملكية متذكر ما جاء عن يوسف الصديق.

لذلك ففي هذا الكتاب الأخير من الأنجيل المقدس تظهر مريم في السماء بمنظر ملكي رائع مشتركة في مملكة ابنها المنتصر. هذا ناتج من ايمانها الثابت خلال حياتها -من البشارة الي اجتماعها مع الكنيسة في الصلاة قبل الخماسين وحلول الروح القدس على الرسل. لقد كوفئت بأكليل البِر وشاركت في ملك ابنها، ولكن كما نلاحظ في نهاية هذا الاصحاح حالتها الملوكية لا يجب ان ترى على انها منفصلة عن كل مسيحي مؤمن تبع المسيح في حياته بأمانة. ان ملك مريم لا يعني أن يُعجب به فقط من بعيد، فإيمانها وخدمتها للرب يجب ان يُحتذى به من كل مؤمن فهي أم لنا ومثال لنا.

ان العهد الجديد يعلمنا ان كل مسيحي مؤمن بالمسيح سيشترك في ملكه، فلقد قال يسوع لرسله

هذا الوعد:” فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي، فِي التَّجْدِيدِ، مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ. وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولًا مِنْ أَجْلِ اسْمِي، يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ. وَلكِنْ كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ، وَآخِرُونَ أَوَّلِينَ”(متى28:19-30)، وبالمثل وعد تلاميذه الذين سيبقوا معه في تجاربه سيحكمون إسرائيل الجديدة:” أَنْتُمُ الَّذِينَ ثَبَتُوا مَعِي فِي تَجَارِبِي، وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتًا، لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي، وَتَجْلِسُوا عَلَى كَرَاسِيَّ تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ»(لوقا28:22-30).والقديس بولس عكس ذلك التعليم مشيرا لتلميذه تيموثاوس قائلا:” صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ: أَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَهُ فَسَنَحْيَا أَيْضًا مَعَهُ. إِنْ كُنَّا نَصْبِرُ فَسَنَمْلِكُ

أَيْضًا مَعَهُ. إِنْ كُنَّا نُنْكِرُهُ فَهُوَ أَيْضًا سَيُنْكِرُنَا”(2تيموثاوس11:2-12). في سفر الرؤيا لن تكون

مريم الشخص الوحيد الذي يُعطى له الأكليل، فصور الأكليل ترجع للمشاركة في ملكوت المسيح

والذي أعطي لكل القديسين كثواب او جائزة لثباتهم في الإيمان للنهاية من خلال التجارب والضيقات والإضطهادات:” كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ”(رؤيا10:2)، “هَا أَنَا آتِي سَرِيعًا. تَمَسَّكْ بِمَا عِنْدَكَ لِئَلاَّ يَأْخُذَ أَحَدٌ إِكْلِيلَكَ”(رؤيا11:3)، “وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ عَرْشًا. وَرَأَيْتُ عَلَى الْعُرُوشِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ شَيْخًا جَالِسِينَ مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِمْ أَكَالِيلُ مِنْ ذَهَبٍ”(رؤيا4:4)، “فَنَظَرْتُ، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ، وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ مَعَهُ قَوْسٌ، وَقَدْ أُعْطِيَ إِكْلِيلًا، وَخَرَجَ غَالِبًا وَلِكَيْ يَغْلِبَ”(رؤيا2:6) و “ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا سَحَابَةٌ بَيْضَاءُ، وَعَلَى السَّحَابَةِ جَالِسٌ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ، لَهُ عَلَى رَأْسِهِ إِكْلِيلٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَفِي يَدِهِ مِنْجَلٌ حَادٌّ”(رؤيا14:14).وحيث ان العهد الجديد قد بيّن لنا ان مريم العذراء هي مثال وأنموذج لتلميذ ليسوع ومن يسمع لكلمة الله ويحفظها ويعمل بها:” فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ»(لوقا38:1)، “فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ»(لوقا45:1)، “فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «أُمِّي وَإِخْوَتِي هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا»(لوقا21:8) و”أَمَّا هُوَ فَقَالَ: «بَلْ طُوبَى لِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ وَيَحْفَظُونَهُ»(لوقا28:11)، وأيضا لشخص ظلّ امينا طوال حياتها:” هؤُلاَءِ كُلُّهُمْ كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى الصَّلاَةِ وَالطِّلْبَةِ، مَعَ النِّسَاءِ، وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ، وَمَعَ إِخْوَتِهِ(اعمال14:1) وحتى ثابتة معه حتى موته على الصليب (يوحنا25:19-27). ان سفر الرؤيا يعكس تماما ان مجدها الملكي ومشاركتها في ملك المسيح ومتوجة بأكليل على رأسها من اثنا عشر كوكبا هو تحقيق لكل الوعود التي اعلنها السيد المسيح.

ومريم العذراء هى أيضاً مثال لشعب العهد الجديد ومُلكه كما جاء عنه:”اما انتم فجيل مختار وكهنوت ملوكي وامة مقدسة وشعب مُقتنى لتخبروا بفضائل الذى دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب. وانتم لم تكونوا حيناً شعباً اما الآن فشعب الله” (1بطرس9:2-10)، “وجعلنا ملوكا وكهنة لله ابيه“(رؤيا6:1)، “وجعلتنا لإلهنا ملكوتاً وكهنة ونحن سنملك على الأرض“(رؤيا10:5)، وايضاً حسب وعد الله فى القديم للشعب”وانتم تكونون لي مملكة احبار وشعباً مقدساً”(خروج6:19). وشعب العهد الجديد هذا هم الذين سيملكون مع السيد المسيح كما

جاء “وان صبرنا فسنملك معه“(2تيموثاوس12:2) وهم “يملكون الى دهر الدهور“(رؤيا5:22).

مريم العذراء لأنهـا كانت رسولـة وتلميذة كاملة تبعت تعاليـم السيد الـمسيح وعـملت إرادة الآب

السماوي فإستحقت أن تدخل ملكوت السماوات (متى21:7) وأن تنال إكليل الحياة (رؤ10:2)، وإكليلاً لا يفنى (1كورنثوس25:9)، وأن تجلس معه على عرشه حسب وعد السيد المسيح للمؤمنيـن”أؤتيـه أن يجلس معي على عرشي” (رؤيا21:3) وتحقيقا لما جاء في مزمور داود يُعظّم الـملك والـملكة القائـمة عن يـمينه “قامت الـملكة عن يـمينك بذهب أوفيـر“(مزمور10:44).

ومريم العذراء بعد ان انهت مجرى حياتها على الأرض قد انتقلت الى ملكوت ابنها الحبيب.    

ومُلك العذراء مريـم يجب أن يُفهم على انـه فـى الحب والخدمـة وليس للدينونـة والحُكم، ومريم  أمضت كل حياتهـا فى الأرض فـى تواضع وخدمـة مستـمرة “هـا أنـا آمـة الرب”(لوقا28:1)، ومع يسوع إبنـها وخضوعهـا التام لـه ولرسالتـه حتى الصليب والقيامـة،وحتـى بعد موتهـا واصلت خدمتهـا نحو أبناءهـا لتساعدهـم للوصول للحياة مع الله وذلك عن طريق ظهوراتها وتجلياتها فى الكثير من بلدان العالم وما ترسله من رسائل روحية لحث المؤمنين للرجوع الى الله.

مع كل تلك الخلفية يمكننا ان نرى ان مريم قد توجت بالمجد تقف كمذّكر ثابت لنا وعلامة ان الله يريدنا ان نحقق مشيئته في كل حياتنا كما فعلت امنا مريم. إذا ما كنا تلاميذ مؤمنين وأمناء مثل مريم وان كنا ثابتين في طريق حياتنا الإيمانية ونستعمل حياتنا لنخدم خطة الله، نحن أيضا سنشترك في ملك المسيح الإنتصاري. ويجب ان نثق ونؤمن ان ملكتنا السماوية ترشدنا دائما في رحلتنا على الأرض وتتشفع لنا دائما في السماء حتى يمكننا ان نتحد بها وبإبنها وحتى كما قال القديس بولس جاهدنا الجهاد الحسن وأنهينا السباق نتحد بها في سماء ابنها وملكوته وننال اكليل البر والمجد. وكما كانت مريم كإمرأة في رحلة غربتها على الأرض وفي مسيرة إيمانها واجهت الإضطهادات وعدم التأكيد والتجارب والصعوبات لكنها ظلّت قريبة جدا من أبنائها الروحيين وهم مازالوا على الأرض فهي أكثر إلماما بما نعانيه وكأم هي قادرة على توجيهنا وإرشادنا نحو ابنها

يسوع فهي ليست ببعيدة عنا فلنلتجئ دائما اليها ملتمسين شفاعتها وصلواتها من أجلنا.

صلاة: يا سلطانتي وأميّ، إنّي أقدّم لكِ ذاتي بكلَّيتِها، وإظهاراً لصدق خدمتي لك، أكرّس لك اليوم، نظري وسمعي وفمي وذاتي بكلَّيتِها. وبما أنّي خاصّتك، أيتها الأمّ الحنون، احفظيني وحامي عني كعبد لك وخاصّتك. آمين. يا يسوع ويا مريم ويا مار يوسف أشكركم على كل النِعم التى وهبتموهـا

لـي اليوم وأطلب الـمغفرة عن كل جحودي. آمين.

اكرام: ضع نفسك في حماية العذراء ولتكن كل ايامك مريمية
نافذة: يا سلطانة السماء والأرض تضرعي لاجلنا

يتلى سر من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة.

الاثنين   31 مايو –كلماتها الأخيرة – السير مع مريم في حياتنا اليومية

ان أوامر مريم للخدام في غُرس قانا الجليل:”مهما قال لكم فافعاوه”(يو5:2)- هي اخر كلماتها المسجلة في الأنجيل المقدس، وهي كأنها آخر رغبة ومقولة لجميعنا لمن يرغب ان يتبع المسيح. من خلال تلك الكلمات تطلب منا مريم ان نثق في يسوع بالكامل كما سلّمت هي نفسها لخطة الله خطوة بخطوة خلال حياتها كخادمة متواضعة للرب.

أولا، كلمات مريم للخدام في حفلة العُرس في قانا هي طاعة نموذجية مقدمة من شعب الله يحيون تحت العهد في العهد القديم، فمثلا موضوع عمل “كل ما يقول لك” يظهر ثلاث مرات عندما اسسوا العهد مع “يهوة” على جبل سيناء، فعندما اعلن موسى أولا للشعب مهامهم وواجباتهم كما اعلنها لهم الرب كشعب مختار كانت مجاوبتهم لها هي:” فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ مَعًا وَقَالُوا: «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ نَفْعَلُ»(خروج8:19)، وعندما أسس الله هذا العهد مع إسرائيل في احتفال شفهي في سيناء اعلن موسى بشكل رسمي كلمات الرب للشعب و جمهور الشعب مرة أخرى أجاب مرتان:” فَجَاءَ مُوسَى وَحَدَّثَ الشَّعْبَ بِجَمِيعِ أَقْوَالِ الرَّبِّ وَجَمِيعِ الأَحْكَامِ، فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ وَقَالُوا: «كُلُّ الأَقْوَالِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا الرَّبُّ نَفْعَلُ»(خروج3:24) و “وَأَخَذَ كِتَابَ الْعَهْدِ وَقَرَأَ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ، فَقَالُوا: «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ نَفْعَلُ وَنَسْمَعُ لَهُ»(خروج7:24).

نفس الكلمات قد تم تكرارها في تاريخ شعب إسرائيل عندما جدد الشعب غهدهم في ارض الموعد:”

فَقَالَ الشَّعْبُ لِيَشُوعَ: «الرَّبَّ إِلهَنَا نَعْبُدُ وَلِصَوْتِهِ نَسْمَعُ»(يشوع24:24)، وبعد ذلك عندما بدء في إعادة بناء أورشليم بعد السبي في بابل “فَقَالُوا: «نَرُدُّ وَلاَ نَطْلُبُ مِنْهُمْ. هكَذَا نَفْعَلُ كَمَا تَقُولُ»(نحميا 12:5)، وهكذا ففي اللحظات المحورية في تاريخ إسرائيل- العهد في سيناء والدخول الى ارض الميغاد وفي إعادة بناء اورشليم- يُفعل مهما قال الله  هو أساس ومرتبط عن فرب بعد

الطاعة.

هذا يلقي بظل نوره على كلمات مريم قي عُرس قانا، ففي فجر عهد المسيّا وهو نقطة تجول في تاريخ إسرائيل قد بدأ. كما ان المسيّا قريب ان يقوم بأولى عجائبه وبهذا يبدأ رسالته الجهورية العامة نحن هكذا مرة أخرى نواجه بموضوع القول بفعل مهما قال الله. تقول مريم للخدام ” اعملوا كل ما يقوله لكم” وبتلك الكلمات تردد صدى الإعتراف بالإيمان من شعب إسرائيل في جبل سيناء.

ان مريم تجسد بطريقة ما شعب إسرائيل في سياق العهد وتقف كممثلة لشعب إسرائيل.

يوسف ويسوع

ثانيا، كلمات مريم تجدها متوازية وقريبة مع ما فاله يوسف الصديق في سفر التكوين، ففي المجاعة القاسية في مصر وضع فرعون يوسف مسؤولا لتخزين القمح اثناء الحصاد في سنوات الرائعة قبل المجاعة وتوزيعه في حالة نقص الغذاء أيام القحط. عندما لجأ شعب الأرض وصرخوا الى فرعون لتوفير القمح لهم قال لهم فرعون:” «اذْهَبُوا إِلَى يُوسُفَ، وَالَّذِي يَقُولُ لَكُمُ افْعَلُوا»(تكوين55:41)- تعبير تقريبا مشابه لما قالته مريم فيما بعد في قانا.

هذا الترابط الأنجيلي ما بين القول افعلوا مهما قال لكم يوسف و والقول افعلوا مهما قال لكم يسوع لهو مهم جداً لأنه هناك عدة متوازيات ما بين يوسف ويسوع في هاتان المشهدان. فكما تغلب يوسف على نقص الغذاء اثناء المجاعة بمخازنخ للحبوب هكذا يسوع تغلب على نقص الخمر في حفل العُرس بتغييره لحجم كبير من الماء الي خمر، وكما قدم يوسف بأنه به روح الله في بدء عمله “فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِعَبِيدِهِ: «هَلْ نَجِدُ مِثْلَ هذَا رَجُلًا فِيهِ رُوحُ اللهِ؟(تكوين38:41)، هكذا يسوع قد قُدم بأن الروح قد حل ّ عليه قبل بدء خدمته” «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلًا مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ(يوحنا32:1).وكما كان يوسف عمره ثلاثون عاما عندما بدأ في تخزين الحبوب للشعب “وَكَانَ يُوسُفُ ابْنَ ثَلاَثِينَ سَنَةً لَمَّا وَقَفَ قُدَّامَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ”(تكوين46:41) هكذا كان يسوع عمره ثلاثين سنة عندما بدأ يوفر الخمر للمدعوين في عُرس قانا”وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً”(لوقا23:3) وكما كانت كلمات فرعون عن يوسف –”افعلوا كل ما يقول لكم”- عندما جاء يوسف ليقف لبدء قيادته في مصر، هكذا كلمات مريم- افعلوا كل ما يأمركم به”- جاء عندما بدأ يسوع خدمته العامة بصنع اول معجزة في مهمته الملوكية.

ثقة بلا تردد

أخيرا، دعونا نأخذ في الإعتبار كيف ان وصيّة مريم «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ» لها تأثيرات لاحقة  على الخدام الهمتهم للثقة في يسوع بطريقة عجيبة. ضع نفسك فقط في مكان الخدام ويسوع يقول لهم ان يأحذوا الستة أجران المستخدمة للتطعير عند اليهود ويملأوها بالماء ويغترفوا ويقدموا للمدعوين في الحفل فتلك الأجزان الحجرية قد تم استخدامهم لتطهير وغسيل اليدان، ولكن من المستغرب ان يسوع يقول للخدام ان يملأوا تلك الأجران بالماء وبعدها يقدموا ذلك الماء الي رئيس المتكأ أي رئيسهم ثم بعدها يقدموه للمدعوين. ان ذلك يحتاج في الحقيقة الى شيئ من الإيمان، فتخيل ماذا كان يفكر الخدام:” املأ تلك الأجران؟ بالماء؟ ثم قم بالتقديم للضيوف؟ كيف سيحل ذلك المشكلة؟. فمن الوجهة البشرية المحضة خطة يسوع ليس لها معنى ولا تُفهم فأولا وفي المقام الأول يسوع يسأل الخدام ان لا يفهموا خطته ولكن فقط يثقوا به.

ولقد وثق الخدام في يسوع فأنجيل يوحنا أشار ان الخدام اسنجابوا بإيمان كتلاميذ مؤمنين يتبعون وصايا المسيح مهما كان عجيبة تلك الوصايا كما تظهر لهم. يسوع قد أعطى أمران للخدام، أولا ان قال لهم:” «امْلأُوا الأَجْرَانَ مَاءً» وجاء في انجيل يوحنا انهم أطاعوا أمر المسيح وأدوه بالتمام “فَمَلأُوهَا إِلَى فَوْقُ”(يوحنا7:2). ثانيا،قال لهم يسوع:” «اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ»، وانجيل يوحنا ذكر انهم “فَقَدَّمُوا”(يوحنا8:2). لاحظ كيف انجيل يوحنا استمر بطريقته ليقول لنا ان الخدام فعلوا بالتمام كما قيل لهم.

في وضوح هؤلاء الخدام اتبعوا  نداء مريم «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ» فكانوا تلاميذ مؤمنين اطاعوا لكلمات المسيح. بشكل كبير يقدهم انجيل يوحنا ليس فقط عبيد زلكن كخدام بمعنى تلاميذ. بدلا من استعمال الكلمة اليونانية للعبيد doilois انجيل يوحنا وصق هؤلاء الرجال كخدام diakonois الكلمة اليونانية في انجيل يوحنا ترجع الى التلاميذ الخقيقيين ليسوع. في يوحنا 26:12 مثلا “”إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي (diakonei) فَلْيَتْبَعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي diakonos. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ.  وهكذا يمكننا ان وصية مريم «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ» لها تأثير قوي؟، فمريم راقبت الخدام لكي يلبوا مثل نموذج لتلاميذ مؤمنون يعطون طاعة فورية ليسوع.

ان كلاماتها الأخيرة في قانا تعني تشجيعنا في هذه الأيام فنحن مدعوون ان نكون مشابهين للخدام

في ذلك الحفل نثق تماما في الله في حياتنا ونقدم طاعة تامة للمسيح كما فعلوا عؤلاء في الماضي. نحن أيضا يمكن ان لا نفهم دائما عمل يسوع في حياتنا وقد لا نرى بوضوح اين يقودنا الرب لكن

علينا فقط بالثقة والإيمان.

مع كل تلك الخلفية يمكننا ان نرى كيف ان كلمات مريم «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ» يجب ان تحثنا وتلهمنا لإيمان عجيب ، وفي الحقيقة هذه ليست أمر قانوني يجب ان يطاع او مقولة روحية جذابة ولكنها كلمات واثقة ولدت عن خبرة. طوال حياتها من الناصرة حتى الصليب فمريم عاشت بمثل ذلك الأساس من الثقة والطاعة وهي قد تعلمت ان تسلّم نفسها مهما يكن ما يسأله الله منها وتعلمت أيضا ماذا يعني ان تسير مع الله.

بتذكر كيف انها وثقت بدون تردد دعوة الرب عندما ظهر لها الملاك في الناصرة. ان الإيمان البسيط والبدائي قد وُضع تحت الإختبار عدة مرات وكما احتفظت وفكرّت فيما عسى ان يكون فقر ابنها وتواضعه ورفضه عند مولده وكيف انعكست كلمات سمعان الشيخ القاسية عليها من سيف يخترق قلبها، وكيف اختبرت قلة فهمها عن لماذا يسوع قد فقد منها لمدة ثلاثة أيام في الهيكل. بهذا المعنى مريم لم يكن لها بشارة واحدة فقط او مهمة محددة، ففي كل لحظة من حياتها سواء اختبرت فرح، مرافقة، ووضوح او معاناة وظلمة زصليب فمريم قد أعطيت العديد من الفرص لتؤكد أول “نعم” قالتها الى الله في الناصرة.

والآن بعد سفرها حتى الآن في رحلة ايمانها، بثقة مقدسة تحثنا القديسة مريم ان نحيا ما قد خُدم كأساس ثابت وقوي في حياتها وما قد اختبرته هي شخصيا الا وهو «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ» فإذا ما اتبعنا خطوات مريم وخبرتها كتلميذة مؤمنة وآمينة للرب سنجد كما وجدت هي نتيجة وجزاء وثمرة التصاقها بالرب من سعادة ومجد وحياة آبدية فالمسيح هذا وعده وهو صادق وآمين وهذا ما

ينتظر كل المؤمنين من مجد في السماء.  

صلاة: نعظّمك يا أم النور الحقيقي ونـمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله لأنك ولدت لنا مـخلّص العالم، أتـى وخلّص نفوسنا،الـمجد لـك يا سيدنـا وملكنا الـمسيح، فخر الرسل إكليل الشهداء، تهليل الصديقين ثبات الكنائس، غفران الخطايا، نبشر بالثالوث الـمقدس، لاهوت واحد

نسجد لـه ونـمجده.

السلام لك أيتها العذراء الـملكة الحقيقية، السلام لفخر جنسنا، إشفعي فينا أمام المسيح الذى ولدتيه لكى ينعم لنا بغفران خطايانـا.

السموات تطوبك أيتها الـممتلئة نعمة، العروس التى بلا زواج، ونحن أيضا نـمجد ميلادك الغيـر مُدرك ياوالدة الإلـه، يا أم الرحمة والخلاص تشفعى من أجل خلاص نفوسنا يا باب الحياة العقلي،يا والدة الإله الـمكرمة خلّصي الذين التجأوا إليك بإيـمان من الشدائد لكى نـمجد ميلادك الطاهر فى كل شيئ من أجل خلاص نفوسنا.

انتِ هى سور خلاصنا يا والدة الإله العذراء الحصن الـمـنيع غيـر الـملثم، ابطلي مشورة الـمعاندين، وحزن عبيدك ردّيه إلـى فرح وتشفعى عن سلامة العالم.

يا والدة الإلـه إذ قد حوينا الثقة بكِ فلا نخزى-بل نخلص وإذ قد إقتنينا معونتك ووساطتك أيتها الطاهرة الكاملة، فلا نخاف بل نطرد أعداءنا فنبددهم ونتخذ لنا ستر معونتك القويـة فى كل شيئ نظير الترس، ونسأل ونتضرع إليك هاتفين يا والدة الإله لكي تخلصينا بوسائلك وتنهضينا من النوم الـمظلم إلى التمجيد بقوة الإله الـمتجسد منك.

أيتها العذراء الطاهرة اسبلي ظلك السريع المعونة على عبدك وأبعدي أمواج الأفكار الرديئة عنى

وأنهضي نفسي الـمريضة للصلاة والسهر لأنها استغرقت فى سبات عميق فإنك أم قادرة رحيمة معينة والدة ينبوع الحياة ملكي وإلهي يسوع المسيح رجائـي.

هيئـي لى أسباب التوبة أيتها السيدة العذراء فإليك أتضرع وبك أستشفع وإياكِ أدعو أن تساعديني لئلا أخزى، وعند مفارقة نفسي من جسدي إحضري عندى، ولأبواب الجحيم أغلقي لئلا يـبتلعوا نفسي يا عروسة بلا عيب للختن الحقيقي.

أنت هى الـممتلئة نعمة يا والدة الإله العذراء نسبحك لأن من قِبل صليب إبنك إنهبط الجحيم،

بطُل الـموت، أمواتا كنا فأنهضنا واستحققنا الحياة الأبدية، ونلنا نعيم الفردوس الأول من أجل هذا نـمجد بشكر الغير مائت المسيح إلهنـا.

يا والدة الإله أنت الكرمـة الحقيقية الحاملة عنقود الحياة، نسألك أيتها الـمملوءة نعمة مع الرسل

من أجل خلاص نفوسنا، مبارك الرب إلهنا، مبارك الرب يوما بيوم يهيئ طريقنا لأنه إله

خلاصنـا. ياوالدة الإله أنت هـي باب السماء إفتحي لنـا باب الرحـمة. آميـن.

اكرام: ضع نفسك في حماية العذراء ولتكن كل ايامك مريمية
نافذة: يا سلطانة السماء والأرض تضرعي لاجلنا

يتلى سر من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة.

تلاوة المسبحة الوردية

باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.

 التقدمة: أيتها البتول الكلية الرأفة، سيدتي، إني أقدم لك هذه المسبحة الوردية, بحسب نية جميع أبناؤكِ المتقين الذين أرضوك بهذا الإكرام المقدس فأسألك، أيتها السيدة العطوف, أن تقبليني في شركتهم, وتقبلي مني هذا الإكرام بإستحقاقات فضائلهم. آمين.

صلاة للروح القدس: هلّم أيها الروح القدس، وأرسل من السماء شعاع نورك. هلم يا أبا المساكين. هلم يا معطي المواهب. هلم يا ضياء القلوب. أيها المعزي الجليل، يا ساكن القلوب العذب، أيتها الإستراحة اللذيذة. أنت في التعب راحة، وفي الحر إعتدالٌ، وفي البكاء تعزية. أيها النور الطوباوي، إملأ باطن قلوب مؤمنيك، لأنه بدون قدرتك لا شيء في الإنسان ولا شيء طاهر: طهَّر ما كان دنساً، أسق ما كان يابساً، أشف ما كان مريضاً، ليّن ما كان صلباً,،أضرم ما كان بارداً، دّبر ما كان حائداً. أعط مؤمنيك المتكلين عليك المواهب السبع، وإمنحهم ثواب الفضيلة، هب لهم غاية الخلاص، وأعطهم السرور الأبدي.

او تتلى الصلاة التالية: يـا روح الله القدوس، يا من جعلتني أرى كل شيئ، وعرّفتني الطريق للوصول الى الـكمال، أنت الذى منحتنـي النعمة الإلهيـة لأسامح ولأتغاضى عن الأساءة التى لحقتنـى، أنت الذى معي فى كل الأحداث الطارئـة فى حياتي، أشكرك على كل شيئ مؤكداً لك مرّة أخرى بأني لا ولن أريد أبداً أن أنفصل عنك مهما كانت مشتهياتي الدنياويـة. أنى أريد أن أكون معك ومع محبّيك فى الأمجاد السماويـة الأبديـة، فأشكرك على حبّك لي وللذين أُحبّهم بالمسيح يسوع ربنا لأن لك الـمُلك والقوة والـمجد إلى الأبد. آمين.

فعل الندامة: يا ربي وإلهي, أنا نادم من كل قلبي, على جميع خطاياي, لأنه بالخطيئة خسرت نفسي والخيرات الأبدية, وإستحققت العذابات الجهنمية.وبالأكثر أنا نادم, لأني أغظتك وأهنتك, أنت يا ربي وإلهي المستحق كل كرامة ومحبة. ولهذا السبب أبغض الخطيئة فوق كل شرّ. وأريد بنعمتك أن أموت قبل أن أغيظك فيما بعد. وأقصد أن أهرب من كل سبب خطيئة, وأن أفي,بقدر إستطاعتي, عن الخطايا التي فعلتها. آمين.

قانون الإيمان: نؤمن بإله واحد، آبٍ ضابط الكل, خالق السماء والأرض, كلما يرى وما لا يرى, وبرب واحد يسوع المسيح, إبن الله الوحيد, المولود من الآب قبل كل الدهور, نور من نور, إله حق من إله حق, مولود غير مخلوق, مساوٍ للآب في الجوهر, الذي به كان كل شيء. الذي من أجلنا نحن البشر, ومن أجل خلاصنا نزل من السماء,وتجسد من الروح القدس, ومن مريم العذراء وتأنس. وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي, تألم وقبر, وقام في اليوم الثالث, كما في الكتب. وصعد إلى السماء, وجلس عن يمين الآب, وأيضاً سيأتي بمجد عظيم ليدين الأحياء والأموات, الذي لا فناء لملكه. وبالروح القدس. الرب المحيي, المنبثق من الآب والإبن, الذي هو مع الآب والإبن يسجد له ويمجد, الناطق بالأنبياء. وبكنيسة واحدة, جامعة, مقدسة, رسولية. ونعترف بمعمودية واحدة, لمغفرة الخطايا, ونترجى قيامة الموتى والحياة في الدهر الآتي. آمين.

الصلاة الربيّة: أبانا الذي في السماوات, ليتقدَّس إسمُكَ, ليأت ملكوتك, لتكن مشيئتك, كما في السماء كذلك على الأرض, أعطنا خبزنا كفافَ يومنا, واغفر لنا خطايانا, كما نحنُ نغفر لمن أخطأ إلينا. ولا تُدخلنا في التجارب, لكن نجِّنا من الشرير. آمين

السلام الملائكي: السلام عليك يا مريم, يا ممتلئةً نعمةً, الربُّ مَعَك, مباركةٌ أنتِ في النساء, ومباركةٌ ثمرةُ بطنكِ سيدُنا يسوعُ المسيح – ياقديسة مريم ياوالدة الله, صلّي لأجلِنا نحنُ الخطأة, الآن وفي ساعة موتِنا. آمين.

المجد: المجد للآبِ والابن والروحِ القدُس – كما كان في البدء والآن وعلى الدوام وإلى دهر الداهرين.  آمين

يا يسوع الحبيب: يا يسوع الحبيب, أغفر لنا خطايانا, نجّنا من نار جهنم، وخُذ إلى السماء جميع النفوس, خصوصًا تلك هي التي بأكثر حاجة إلى رحمتك. آمين.

صــلاة

أيّتها العذراء مريم، يا سلطانة الورديّة المقدّسة، يا من تحقّقت فيك جميع النبوءات وتحقّق وعد الله للبشر. فتشرّفت بحمل الإله مخلّص العالم وقدس الأقداس، وكنت له أمًّا حنونة رافقته طوال حياته على الأرض: فرحت بفرحه وحزنت بحزنه وتمجّدت بمجده. استحققت أن ندعوك شريكة في فداء العالم وخلاصه. فكنت أمًّا لجميع البشر منتَخَبة من الله لتكوني رسولة محبّة وسلام لأبنائه، تحقّقين رغبته وهي إنهاض البشر من الخطيئة وإزالة روح الشرّ من النفوس. أدركت سرّ الفداء فكان خلاص البشر عنوان رسالتك الطويلة وأسرعت بكلّ غيرة لإنقاذ أولادك من براثن الخطيئة. كيف لا! ولأجل ذلك تألّم ابنك ومات وتألّت معه. كانت جراحاته تطعن قلبك الطاهر الذي ما برح ينـزف دمًا بسبب خطايا العالم ومعاصيه، هذا العالم الذي يميل نحو الشرور ويسير بعكس إرادة الله ومشيئته.

ولكنّكِ الأم الشفوق الغيورة على خلاص أبنائك لا تريدين أن يهلك أحد منهم، فكانت ورديّتك التي

تجسّد محبّتك لنا، سلاحًا لمحاربة الشرّ، عندما أصبح العالم ينهار رازحًا تحت نير الخطيئة.

نسألك أيتها الأم العطوف أن لا تدعينا نهلك وكوني لنا العون الدائم، واطلبي لنا من الله الرحمة والصفح عمّا فعلت أيدينا من مآثم. وكما استمعت لتضرّعات القدّيس عبد الأحد نسألك أيضًا أن تقبلي تضرّعاتنا، وتساعدينا أن نسير على خطاه، فنجعل من ورديّتك المقدّسة سلاحنا الدائم ضدّ كلّ الأخطار وتجارب الشرير. فنصلّيها بكلّ خشوع وحبّ لكي نستحقّ أن ننال بها شفاعتك وحبّك وحنانك وعطفك.

أيتها الأم الرؤوف كوني دومًا معنا ليكون السلام في بيوتنا ومجتمعاتنا، سلام المسيح الذي أحبّ العالم محبّة لا متناهية، فدفع ثمن خلاصه دمه وحياته.

اجعلينا يا مريم أن نسلك طرق الربّ القويمة وكوني شفيعتنا رغم تناسينا لك، لأنّنا ضعفاء، قوّينا بقوّة الروح القدس الذي حلّ عليك، فنكون رسلاً وشهودًا لكلمة الله القدّوس نحملها في قلوبنا وتكون الوحيدة على ألسنتنا لأنّ لا شيء أرفع وأسمى وأقدس منها.

عرّفينا يا أمّنا حقارة الأرض وبهاء السماء، لندرك مدى السعادة التي تنتظرنا. فيكون هذا العالم فقط مسرح جهاد يوصلنا للملكوت حيث السعادة الحقيقيّة بقرب خالقنا. فنستحقّ أن نشاهد مجده وعظمته، ويكون لنا شرف تسبيحه وتمجيده برفقة الملائكة والقدّيسين إلى دهر الدهور. آمين.

كيفية تلاوة المسبحة الورديـة

رسم إشارة الصليب

صلاة للروح القدس

فعل الندامة

تلاوة قانون الإيمان

التقدمة فى بدء تلاوة المسبحة

على الحبّة الكبيرة تحت الصليب، صلاة “الأبانا”

على الحبة الأولى من الحبات الثلاث: السلام للأب الذى خلقنا ثم السلام عليك يا مريم..

على الحبة الثانية: السلام للإبن الذى فدانا ثم السلام عليك يا مريم……….

على الحبة الثالثة:السلام للروح القدس الذى يحيينا ثم السلام عليكِ يا مريم…

المجد للآب والإبن والروح القدس – كما كان في البدء والآن وعلى الدوام وإلى دهر الداهرين. آمين

(ثم تتلى أسرار الوردية: الفرح، النور، الحزن، المجد. وعلى كل سر من الاسرار العشرين، نصلي “الأبانا” مرة، و”السلام” عشر مرات، و”المجد” مرة واحدة. هذا ويمكننا في نهاية كل سر أن نضيف بعد “المجد للآب” الصلاة التي علّمتها العذراء للأولاد الثلاث في فاطمة:”يا يسوع الحبيب، اغفر لنا خطايانا، نجّنا من نار جهنّم والمطهر، وخذ الى السماء جميع النفوس، خصوصاً تلك التي هي بأكثر حاجة الى رحمتك”).

طوال هذا الشهر يتم تلاوة اسرار المجد لوقوعه في الخماسين المقدسة

أسرار الـمجد

أيَّتُها البَتول الطوباويَّة، إنّي أُقَدِّم لَكِ هذه خَمسَة أسرار المَجد، المُخْتَصَّة بِمَجدِكِ ومَجد ابنك، عَن نُفوس إخوَتي المُعتَقَلين في المَطْهَر، لِكَيما يُخَلِّصَهُم الرَبّ الإلَه بِشَفاعَتِكِ مِن النيران المَطهَريَّة، ويُصعِدهُم إلى مَلَكوته السَّماوي. آمين.

1. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل المجد الذى تمجّدته لمّا قام ابنك يسوع من بين الأموات. الثمرة : النهوض منالخطيئة (يوحنا1:20-29)

2. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل المجد الذى تمجّدته لمّا صعد ابنك يسوع الى السماء.

الثمرة: الشوق ألى السماء (لوقا36:24-53)

3. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل المجد الذى تمجّدته لمّا حلّ الروح القدس عليكِ وعلى

الرسل الأطهار. الثمرة: الاصغاء لإلهامات الروح القدس (اعمال 1:2-41)

4. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل المجد الذى تمجّدته لمّا إنتقلتِ بالنفس والجسد للسماء.

الثمرة: الميتة الصالحة (من إعلان عقيدة انتقال السيدة العذراء –البابا بيوس الثاني عشر فى 8ديسمبر 1950).

 5. نقدّم لكِ أيتها البتول جزيل المجد الذى تمجّدته لمّا كُللتِ سلطانة على السموات والأرض. الثمرة : تكريم العذراء (رؤيا1:12).

صلاة: يا سُلطانة السماء والأرض، ألجالِسَة في حَضرَة المَلِك السَّماويّ، إقبَلي مِنّا هذا التَكريم، بِمَقام القُربان المَقبول لَدَيكِ ولدى يسوع ابْنِك. وأرسِليإلَينا نِعمَة الغُفران الكامِل على جَميعِ خَطايانا، ووَفِّقينا أن نَخدُمَكِ ونَعبُد إبنِك بِتمام المَحَبّة والغَيرة، مِن صَميم القَلب، بِواسِطَة هذه المَسبَحة الوَرديَّة، إلى النَفَس الأخير. وفي ساعَة مَوتِنا أحضَري عِندَنا، أيَّتُها الرَحومَة الشَفوقة، واطْرُدي عَنّا مَحافِل الجِن الخُبَثاء. ونَجّينا من العُقوبات الجُهَنَّميّة والمَطهَريَّة بِما أنَّكِ حِمايتنا. ونَوِّري عُقول المَسيحيِّين، وردّي الضالّين مِنّا إلى حَظيرَة الخِراف الناطِقَة، أعني بيعَة السَيِّد المَسيحيّة الحَقيقيّة، الجامِعَة، الرسوليّة. لِكَي بِرأيٍ واحِد وَفَمٍ واحِد، نُعَظِّمكِ ونُمَجِّد الثالوث الأقدس: الآب والإبن والروح القُدُس، الآن وإلى أبَد الآبدين. آمين.

– يا رَبّ إستَمِع صَلاتي.

– وَصُراخي إلَيكَ يأتي.

– فَلْتَستَرِح نُفوس المَوتى المؤمِنين.

– بِرَحمَة الله والسَّلام. آمين.

س: تضرعي لأجلنا يا والدة الله القديسة

ج: لكي نستحق مواعيد المسيح

                          طلبـة العذراء مريـم الـمجيدة

كيـريـاليسون كريستياليسون (2)

يـا ربنـا يسوع الـمسيح                                    أنصت إلينـا

يـا ربنـا يسوع الـمسيح                                    إستجب لنـا يا رب

أيهـا الأب السـماوي                               ارحـمنـا يارب

يـا إبـن اللـه مخلص العالم                        ارحـمنـا يارب

أيهـا الروح القدس اللـه                            ارحـمنـا يا رب

أيهـا الثالوث القدوس الإلـه الواحد                  إرحـمـنـا يارب

يـا قديسـة مريـم                                   صلـى لأجلنــا

يـا والدة الله                                       صلـى لأجلنــا

يـا عذراء العذارى                                 صلـى لأجلنــا

يـا أم سيدنـا يسوع الـمسيح                         صلـى لأجلنــا

يـا أم النِعمـة الإلهيـة                              صلـى لأجلنــا

يـا أمـا طـاهـرة                                    صلـى لأجلنــا

يـا أمـا عفيفـة                                     صلـى لأجلنــا

يـا أمـا غيـر مدّنـسة                                      صلـى لأجلنــا

يـا أمـا بغيـر عيب                                صلـى لأجلنــا

يـا أمـا حبيـبة                                     صلـى لأجلنــا

يـا أمـا عجيـبـة                                    صلـى لأجلنــا

يـا أم الـمشورة الصالـحـة                           صلـى لأجلنــا

يـا أم الخـالـق                                     صلـى لأجلنــا

يـا أم الـمخلّص                            صلـى لأجلنــا

يـا أم الكنيسة                              صلـي لأجلنــا

يا أم الرحمـة                                      صلي لأجلنا

يـا بتولا حـكـيـمة                           صلـى لأجلنــا

يـا بتولا مـكّرمـة                                   صلـى لأجلنــا

يـا بتولا مـمدوحـة                                  صلـى لأجلنــا

يـا بتولا قـادرة                                     صلـى لأجلنــا

يـا يتولا حنـونـة                                   صلـى لأجلنــا

يـا بتولا أمـينـة                                    صلـى لأجلنــا

يـا مرآة العـدل                                    صلـى لأجلنــا

يـا كرسي الحـكمة                                 صلـى لأجلنــا

يـا سبب سرورنـا                                  صلـى لأجلنــا

يـا إنـاء روحيـا                                    صلـى لأجلنــا

يـا إنـاء العِبـادة الجليلـة                            صلـى لأجلنــا

يـا وردة سـرّيـة                                    صلـى لأجلنــا

يـا أرزة لبنـان                                     صلـى لأجلنــا

يـا برج داود                               صلـى لأجلنــا

يـا برج العــاج                                    صلـى لأجلنــا

يـا بيت الذهـب                                   صلـى لأجلنــا

يـا تابوت العـهـد                                  صلـى لأجلنــا

يـا باب السـماء                            صلـى لأجلنــا

يـا نجـمة الصـبح                                  صلـى لأجلنــا

يـا شفـاء الـمرضى                                صلـى لأجلنــا

يـا ملـجـأ الخطـأة                           صلـى لأجلنــا

يـا معـزيـة الحزانـى                         صلـى لأجلنــا

يـا معونـة المسيحيين                             صلـى لأجلنــا

يا معونة المهاجرين                               صلي لأجلنا

يـا سلطانـة الـملائكـة                                     صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة الأبـاء                                        صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة الأنبيـاء                               صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة الرسـل                                صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة الشهـداء                               صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة الـمعتـرفيـن                             صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة العذارى                               صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة جمـيع القديسيـن                               صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة السـموات والأرض                     صلـى لأجلنــا

يا سلطانة حُبل بهـا بلا دنس الخطيئة الأصلية   صلى لأجلنـــا

يـا سلطانة الإنتقال                                صلى لأجلنـــا

يـا سلطانـة الورديـة الـمقدسة                       صلـى لأجلنــا

يـا سلطانـة العـائلات                              صلـى لأجلنــا

يا سلطانة الأخوة الأصاغر                              صلي لأجلنـا 

يـا سلطانـة السـلام                                صلـى لأجلنــا

يـا حـمل اللـه الحامـل خطايـا العالـم                انصت الينـا

يـا حـامـل اللـه الغافـر خطايـا العالـم                استجب لنا يارب

يـا حمل اللـه الرافـع خطايـا العالـم                  ارحمنـا يارب

كيـريـاليسون     كريستياليسون   كيـريـاليسـون.


[1] “The Imitation of Mary”, 2017