كُلُّ ما للآبِ هوَ لي:  تأمل في قراءات السبت 31 مايو 2014 الموافق 6 من بؤونه 1730

كُلُّ ما للآبِ هوَ لي: تأمل في قراءات السبت 31 مايو 2014 الموافق 6 من بؤونه 1730

كُلُّ ما للآبِ هوَ لي

تأمل في قراءات السبت 31 مايو 2014 الموافق 6 من بؤونه 1730

الأب/ بولس جرس

 

نص الإنجيل

“كُلُّ ما للآبِ هو لي. لهذا قُلتُ: إنَّهُ يأخُذُ مِمّا لي ويُخبِرُكُمْ. بَعدَ قَليلٍ لا تُبصِرونَني، ثُمَّ بَعدَ قَليلٍ أيضًا ترَوْنَني، لأنِّي ذاهِبٌ إلَى الآبِ”.فقالَ قَوْمٌ مِنْ تلاميذِهِ، بَعضُهُمْ لبَعضٍ:”ما هو هذا الذي يقولُهُ لنا: بَعدَ قَليلٍ لا تُبصِرونَني، ثُمَّ بَعدَ قَليلٍ أيضًا ترَوْنَني، ولأنِّي ذاهِبٌ إلَى الآبِ؟”. فقالوا:”ما هو هذا القَليلُ الذي يقولُ عنهُ؟ لسنا نَعلَمُ بماذا يتكلَّمُ!”. فعَلِمَ يَسوعُ أنهُم كانوا يُريدونَ أنْ يَسألوهُ، فقالَ لهُمْ: “أعَنْ هذا تتساءَلونَ فيما بَينَكُمْ، لأنِّي قُلتُ: بَعدَ قَليلٍ لا تُبصِرونَني، ثُمَّ بَعدَ قَليلٍ أيضًا ترَوْنَني الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّكُمْ ستَبكونَ وتنوحونَ والعالَمُ يَفرَحُ. أنتُمْ ستَحزَنونَ، ولكن حُزنَكُمْ يتحَوَّلُ إلَى فرَحٍ. المَرأةُ وهي تلِدُ تحزَنُ لأنَّ ساعَتَها قد جاءَتْ، ولكن مَتَى ولَدَتِ الطِّفلَ لا تعودُ تذكُرُ الشِّدَّةَ لسَبَبِ الفَرَحِ، لأنَّهُ قد وُلِدَ إنسانٌ في العالَمِ. فأنتُمْ كذلكَ، عِندَكُمُ الآنَ حُزنٌ. ولكني سأراكُمْ أيضًا فتفرَحُ قُلوبُكُمْ، ولا يَنزِعُ أحَدٌ فرَحَكُمْ مِنكُمْ  وفي ذلكَ اليومِ لا تسألونَني شَيئًا. الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّ كُلَّ ما طَلَبتُمْ مِنَ الآبِ باسمي يُعطيكُمْ. (يوحنا 16: 15-23).

نص التأمل

كُلُّ ما للآبِ هوَ لي

يتكلم يسوع عن الآب  فيضطرب قلب التلاميذ وتحتار عقولهم

يتحدث إليهم عنه فترتعش النفوس والقلوب في صدورهم

ترتفع نبضات القلوب وجدا وشوقا وتتغير ملامح الوجوه بشرا وحبورا

هم بلا شك في شوق شديد إلى التعرف عليه

التقرب منه والدخول إلى قدس اقداسه ورؤيته ” أرنا الآب فحسب”

كان هذا طلب فيلبس ، طلب التلاميذ، طلب الإنسان

على مر التاريخ وعبر الزمان ” خلقتنا يا الله وقلوبنا مضطربة الى أن تستريح فيك.

وهكذا تماما كانت قلوب التلاميذ المضطربة تشعر الارتياح لمجرد ذكر اسمه القدوس

وهكذا عندما كان يسوع يتحدث عن الآب كان  كأننه يجعلنا نقارب ملامسته

ففكرتنا عن الله لاسيما في العهد القديم جد مختلفة

نراه الخالق الجبار السيد المسيطر القادر القاهر رب الجيوش

المخوف الرهيب المستحيل الدنو او الإقتراب منه

لكن يسوع يتحدث عنه  بطريقة جد مختلفه

حيث يجعلنا:

 نراه في وجهه الصبوح

ونلمسه في لمساته الشافية

ونسمععه عبر شفتيه الناطقتين مجدا

ونشعر بوجوده وسطنا عبر الكلمة المتجسد

وهو  فوق هذا يشركنا في وحدته مع الآب ويهبنا كل ما له

وهو بلا نهاية ولا حصر او عدد كثير كثير

هلموا نغترف مما أعطى الآب ليسوع ومنحنا يسوع إياه.