وأنتُمْ شُهودٌ لذلكَ تأمل في قراءات الأحد السادس من الخماسين الموافق أول يونيو  2014 السابع من بؤونه 1730

وأنتُمْ شُهودٌ لذلكَ تأمل في قراءات الأحد السادس من الخماسين الموافق أول يونيو 2014 السابع من بؤونه 1730

وأنتُمْ شُهودٌ لذلكَ

تأمل في قراءات الأحد السادس من الخماسين

الموافق أول يونيو  2014 السابع من بؤونه 1730

الأب/ بولس جرس

 

نص الإنجيل

“وفيما هُم يتكلَّمونَ بهذا وقَفَ يَسوعُ نَفسُهُ في وسطِهِمْ، وقالَ لهُمْ:”سلامٌ لكُمْ!”. فجَزِعوا وخافوا، وظَنّوا أنهُم نَظَروا روحًا. فقالَ لهُمْ:”ما بالُكُمْ مُضطَرِبينَ، ولماذا تخطُرُ أفكارٌ في قُلوبِكُمْ؟ اُنظُروا يَدَيَّ ورِجلَيَّ: إنِّي أنا هو! جُسّوني وانظُروا، فإنَّ الرّوحَ ليس لهُ لَحمٌ وعِظامٌ كما ترَوْنَ لي”. وحينَ قالَ هذا أراهُمْ يَدَيهِ ورِجلَيهِ. وبَينَما هُم غَيرُ مُصَدِّقينَ مِنَ الفَرَحِ، ومُتَعَجِّبونَ، قالَ لهُمْ:”أعِندَكُمْ ههنا طَعامٌ؟”. فناوَلوهُ جُزءًا مِنْ سمَكٍ مَشويٍّ، وشَيئًا مِنْ شَهدِ عَسَلٍ. فأخَذَ وأكلَ قُدّامَهُمْ.وقالَ لهُمْ:”هذا هو الكلامُ الذي كلَّمتُكُمْ بهِ وأنا بَعدُ معكُمْ: أنَّهُ لا بُدَّ أنْ يتِمَّ جميعُ ما هو مَكتوبٌ عَنِّي في ناموسِ موسَى والأنبياءِ والمَزاميرِ”. حينَئذٍ فتحَ ذِهنَهُمْ ليَفهَموا الكُتُبَ. وقالَ لهُمْ:”هكذا هو مَكتوبٌ، وهكذا كانَ يَنبَغي أنَّ المَسيحَ يتألَّمُ ويَقومُ مِنَ الأمواتِ في اليومِ الثّالِثِ، وأنْ يُكرَزَ باسمِهِ بالتَّوْبَةِ ومَغفِرَةِ الخطايا لجميعِ الأُمَمِ، مُبتَدأً مِنْ أورُشَليمَ. وأنتُمْ شُهودٌ لذلكَ. وها أنا أُرسِلُ إلَيكُمْ مَوْعِدَ أبي. فأقيموا في مدينةِ أورُشَليمَ إلَى أنْ تُلبَسوا قوَّةً مِنَ الأعالي”.وأخرَجَهُمْ خارِجًا إلَى بَيتِ عنيا، ورَفَعَ يَدَيهِ وبارَكَهُمْ. 51وفيما هو يُبارِكُهُمُ، انفَرَدَ عنهُمْ وأُصعِدَ إلَى السماءِ. 52فسَجَدوا لهُ ورَجَعوا إلَى أورُشَليمَ بفَرَحٍ عظيمٍ، 53وكانوا كُلَّ حينٍ في الهيكلِ يُسَبِّحونَ ويُبارِكونَ اللهَ. آمينَ.(لوقا 24: 36- 53)

نص التامل

وأنتُمْ شُهودٌ لذلكَ

أسالت نفسك يوما لماذا انا مسيحي؟

هلم إسال اليوم ذاتك هذا السؤال

وابتعد عن كل الإجابات التقليدية وعد معي إلى الخلف قليلا

ستكتشف انك مسيحي لسبب بسيط جدا:

“الشهادة”  وهي محور تأملنا اليوم

فحتى يصلك ما تعرفه وتؤمن به اليوم عن يسوع

يجب ان تدرك جيدا أن الأمر لم يكن سهلا على الإطلاق

لقد حورب الإيمان المسيحي على مر الدهور

ومازال إلى اليوم يواجه حربا ضروصا

كفيلة بالقضاء على إمبراطوريات وأيدولوجيات وفلسفات ومعتقدات

وبالفعل قد زالت لكن بقي  الإيمان المسيحي صامدا صلدا

صخرة تتعالى على محن الزمان وعواتي الدهور

يجب أن تعي إذن  أن هناك من شهد

للإيمان قبلك وحفظه ودفع ثمن ذلك غاليا:

مات الرسل جميعا شهداء ودفعوا بالدم ثمن شهادتهم

مات ملايين المسيحيين على مر العصور شهداء دفاعا عنك

كي لا تنطفيء شعله لإيمان وليصل إليك حيا

أنظر حولك كان القديس أغسطينوس رئيس أساقفه (150)اسقفا

في شمال افريقيا (تونس الجزائر والمغرب وليبيا)

 فكم كان عدد المؤمنين هناك اليوم؟

اختفى الإيمان المسيحي من تلك البلاد ولم يعد هناك مسيحي واحد

وحتى الرهبان الفرنسيين الذين ذهبوا إلى هناك ليقدموا شهادة صامتة بحياتهم ومحبتهم

وُجدوا مذبوحين وجثثهم ممثل بها أشنع تمثيل…

أنت مسيحي قيطي لأن أباؤك   عذبوا وماتوا وقطعوا وقتلوا

حوربوا في قوتهم ونهبت أملاكهم وخطفت بناتهم واجبر أبناؤهم على الكفر بيسوع

دفعو الجزية واحتملوا التفرقة العنصرية والذل والمهانة  كل يوم في سبيل إيمانهم

ليكونوا لك شهودا…

كم هو ثمين ثمن الإيمان الذي وصلك بدماهم وعذابهم ومعاناتهم

وصية المسيح الصاعد اليوم إلى عرش مجده:

 تكونون لي شهودا ووصية البابا القديس يوحنا بولس الثاني

على كل مسيحي حقيقي ان يكون شاهدا امام العالم مرسلا نحو إخوته

فهل أنت شاهد حقا؟