لا يحسن… اما نحن فنواظب على الصلاة وخدمة الكلمة لا يحسن… اما نحن فنواظب على الصلاة وخدمة الكلمة الاب بولس جرس

لا يحسن… اما نحن فنواظب على الصلاة وخدمة الكلمة لا يحسن… اما نحن فنواظب على الصلاة وخدمة الكلمة الاب بولس جرس

 

“وفي تلك الأيام إذ تكاثر التلاميذ ، حدث تذمر من اليونانيين علىالعبرانيين أن أراملهم كن يغفل عنهن في الخدمة اليومية فدعا الاثناعشر جمهور التلاميذ وقالوا: لا يرضي أن نترك نحن كلمة اللهونخدم موائد فانتخبوا أيها الإخوة سبعة رجال منكم ، مشهودا لهمومملوين من الروح القدس وحكمة ، فنقيمهم على هذه الحاجة  وأمانحن فنواظب على الصلاة وخدمة الكلمة فحسن هذا القول أمام كلالجمهور ، فاختاروا استفانوس ، رجلا مملوا من الإيمان والروحالقدس ، وفيلبس ، وبروخورس ، ونيكانور ، وتيمون ، وبرميناس ،ونيقولاوس دخيلا أنطاكي الذين أقاموهم أمام الرسل ، فصلواووضعوا عليهم الأيادي وكانت كلمة الله تنمو ، وعدد التلاميذ يتكاثرجدا في أورشليم ، وجمهور كثير من الكهنة يطيعون الإيمان  وأمااستفانوس فإذ كان مملوا إيمانا وقوة ، كان يصنع عجائب وآياتعظيمة في الشعب فنهض قوم من المجمع الذي يقال له مجمعالليبرتينيين والقيروانيين والإسكندريين ، ومن الذين من كيليكياوأسيا ، يحاورون استفانوس ولم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروحالذي كان يتكلم به حينئذ دسوا لرجال يقولون : إننا سمعناه يتكلمبكلام تجديف على موسى وعلى الله وهيجوا الشعب والشيوخوالكتبة ، فقاموا وخطفوه وأتوا به إلى المجمع وأقاموا شهودا كذبةيقولون : هذا الرجل لا يفتر عن أن يتكلم كلاما تجديفا ضد هذاالموضع المقدس والناموس لأننا سمعناه يقول : إن يسوع الناصريهذا سينقض هذا الموضع ، ويغير العوائد التي سلمنا إياها موسىفشخص إليه جميع الجالسين في المجمع ، ورأوا وجهه كأنه وجهملاك فقال رئيس الكهنة : أترى هذه الأمور هكذا هي فقال : أيهاالرجال الإخوة والآباء ، اسمعوا ظهر إله المجد لأبينا إبراهيم وهوفي ما بين النهرين ، قبلما سكن في حاران” (أعمال 6 : 1 – 7 : 2)

في البدء عند الخلق كان الله يختم كل يوم من ايام عمله في الخليقه الرائعة بعبارة ورأى الله ذلكحسناً، إلى ان وصل في اليوم السادس لخلق الإنسان فقال “ونظر الله على كل ما صنعه فرأى أنه حسن جداً”…(تكوين 1:31 )”

الحسن والجمال من طبعه والبهاء والجلال من سماته، لذا خلق الإنسان على صورته ومثاله” وقال الله لنصنع الإنسان  على صورتنا كمثالنا…فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلق البشر”(تكوين 1: 26-27).. وهكذا وجد الإنسان نفسه سيدا ومفضلا عن جميع الخلائق بالعقل والإرادة الحرة والقدرة على التمييز والاختيار… أي أن لديه خواص يعرف من خلالها أن يميز بين الخير والشر بين الحق والباطل بين الصالح والطالح بين الجميل والقبيح …بين الصح والغلط…

استخدم الإنسان هذه الخواص لحسابه ولم يضع الله في اعتباراته الشخصية فصنع كل شيء رديء في عينيهن مما جعله ينفصل ويبتعد وينأى عن الرب خالقه وتتضاءل العلاقة حتى لتحولت الصداقة واللهفة إلى اللقاء إلى عداوة وخوف واختباء. وحين صالحنا الله بدم ابنه الثمين ووهبنا الروح القدس المرشد والمعزي استرد الإنسان كثيراً من نقاوته وسلامة عقله واستعاد إمكانية التمييز والحكم . وخير مثال لذلك كان آباؤنا الرسل في نص قراءة اليوم:

لقد بدأوا بعد العنصرة بحلول الروح القدس في البشارة بالإنجيل للخليقة كلها….أخيراً

وكان الرب معهم فانتشرت البشارة بقدرة عجيبة وقوة كاسحة …. رائع

تكاثر عدد المؤمنين من اليهود وغير اليهود…. جميل

كان الجميع  الجميع قلبا واحداً وروحا ً واحدة….إعجاز

صار كل من لديه أموال أو املاك يضعها تحت اقدام الرسل… مهيب

كانوا يأكلون ويشربون معا يحيون كأسرة واحدة …طوباوي

كان هذا كله يدور تحت سمع وبصر وإدارة وإشراف الرسل…جيد

لكن…

حين يبلغ الحد بالرسل إلى أن يهتموا بقائمة الطعام ومحتويات المائدة عن ملكوت الله فهذا لا يجوز

وحين ينشغلون بتدبير الأمور المادية عن مهامهم الروحية فهذا لا يصح

وعندما تلهيهم مشاكل الحياة اليومية عن المستقبل والمصير فهذا لا يليق ولا يحسن

هكذا عندما تنشغل الكنيسة بالأمور المادية وتدبير الموارد وتتغاضى عن الإهتمام بالروح فهذا لا يليق

وحين يصير هم الرعاة جمع المال ورفع الأرصدة في البنوك فهذا عار

وحين يترك الأساقفة والكهنة والرهبان رعاية النفوس ويتفرغون لتدبير الفلوس فهذا مشين

وحين يهتم رب الأسرة بجمع المال وتوفير متطلبات الحياة المادية فحسب فهذا مدمر

ألست معي أننا كمرثا ننشغل ونهتم بأمور كثيرة وننسى دوماً أن الحاجة إلى واحد

حسنا أن ادرك الرسل أنه لا يحسن أن يتركوا كلمة الله ويتفرغوا لخدمة الموائد

وجميل أن تدرك الكنيسة اليوم مع البابا فرنسيس أهمية الرعاية الروحية عن الإدارة الزمنية

وطيب أن تنظر كنيستنا المصرية بأفرعها الثلاث بعين الرعاية إلى التنمية وتوفير الإحتياجات الماديةسيما للفقراء والمعوزين من شعبنا

لكن لا يجب أن تنسى أن واجبها الروحيكان وسيظل هو ” البشارة بالكلمة”

وهو يعلو ويسمو ويرتفع إلى أقصى مدى عن أي واجب آخر “فالفقراء عندكم كل حين”

أما يسوع وكلمته والبشارة والتعليم والخدمة الروحية فلا يستطاع توفيرها من نبع آخر غير الكنيسة

كما ان مهمة التربية والرعاية الروحية والمبادئ الأخلاقية داخل المنزل

لا يستطيع غير الوالدين القيام بها مهما صرفوا وبذلوا من أموال

كما أن حياتك الروحية أخيراً لا يمكن أن تنموا وتثمر ما لم تتفرغ لها

او على الأقل تهبها بضع ساعات من يومك

حينئذ سيكون كل شيئ في حياتك حسنا بل وحسنا جداً

وخير دليل على أن الكنيسة نفسها في حاجة اليوم اكثر من أي وقت مضى لهذا التطهر والتحرر والتفرغ. هو حديث قداسة البابا نفسه:

” فبالحديث عن بعض العادات البرجوازية التي تجتاح أحيانًا الكنيسة (والفاتيكان بالتحديد) قال البابا للصحفي، أوجينيو سكالفاري (العلماني الملحد).: “إن البَلَاط لهو برص البابوية”، مصرحًا بأنه سيقوم بكل الجهود اللازمة والممكنة لإصلاح هذا الخلل. وفي هذا الصدد انتقد البابا نزعة الكورياالرومانية التي غالبًا ما تكون “متمحورة حول الفاتيكان متجاهلة العالم المحيط بنا”.في هذا الإطار شدد البابا على ضرورة أن تعود الكنيسة لتكون جماعة شعب الله، حيث يكون الكهنة، الخوارنةوالأساقفة في خدمة شعب الله” أما في المقابلة مع الأب اليسوعي، فكان البابا قد صرح بالاتجاه عينه أنه يتوجب على  ”المكاتب الرومانية أن تكون عونًا للكنائس المحلية وللمجالس الأسقفية”. لقاء البابا وحواره مع رئيس تحرير الجريدة المذكورة