لكن ثِقوا: أنا قد غَلَبتُ العالَمَ:  تأمل في قراءات الثلاثاء يونيو الموافق 16 بؤونه 1730

لكن ثِقوا: أنا قد غَلَبتُ العالَمَ: تأمل في قراءات الثلاثاء يونيو الموافق 16 بؤونه 1730

لكن ثِقو: أنا قد غَلَبتُ العالَمَ

تأمل في قراءات الثلاثاء يونيو الموافق 16 بؤونه 1730

الأب/ بولس جرس

 

نص الإنجيل

“الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّكُمْ ستَبكونَ وتنوحونَ والعالَمُ يَفرَحُ. أنتُمْ ستَحزَنونَ، ولكن حُزنَكُمْ يتحَوَّلُ إلَى فرَحٍ. المَرأةُ وهي تلِدُ تحزَنُ لأنَّ ساعَتَها قد جاءَتْ، ولكن مَتَى ولَدَتِ الطِّفلَ لا تعودُ تذكُرُ الشِّدَّةَ لسَبَبِ الفَرَحِ، لأنَّهُ قد وُلِدَ إنسانٌ في العالَمِ. فأنتُمْ كذلكَ، عِندَكُمُ الآنَ حُزنٌ. ولكني سأراكُمْ أيضًا فتفرَحُ قُلوبُكُمْ، ولا يَنزِعُ أحَدٌ فرَحَكُمْ مِنكُمْ وفي ذلكَ اليومِ لا تسألونَني شَيئًا. الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّ كُلَّ ما طَلَبتُمْ مِنَ الآبِ باسمي يُعطيكُمْ. إلَى الآنَ لم تطلُبوا شَيئًا باسمي. اُطلُبوا تأخُذوا، ليكونَ فرَحُكُمْ كامِلاً.”قد كلَّمتُكُمْ بهذا بأمثالٍ، ولكن تأتي ساعَةٌ حينَ لا أُكلِّمُكُمْ أيضًا بأمثالٍ، بل أُخبِرُكُمْ عن الآبِ عَلانيَةً6في ذلكَ اليومِ تطلُبونَ باسمي. ولستُ أقولُ لكُمْ إنِّي أنا أسألُ الآبَ مِنْ أجلِكُمْ، لأنَّ الآبَ نَفسَهُ يُحِبُّكُمْ، لأنَّكُمْ قد أحبَبتُموني، وآمَنتُمْ أنِّي مِنْ عِندِ اللهِ خرجتُ. خرجتُ مِنْ عِندِ الآبِ، وقد أتيتُ إلَى العالَمِ، وأيضًا أترُكُ العالَمَ وأذهَبُ إلَى الآبِ”.قالَ لهُ تلاميذُهُ:”هوذا الآنَ تتكلَّمُ عَلانيَةً ولستَ تقولُ مَثَلاً واحِدًا. الآنَ نَعلَمُ أنَّكَ عالِمٌ بكُلِّ شَيءٍ، ولستَ تحتاجُ أنْ يَسألكَ أحَدٌ. لهذا نؤمِنُ أنَّكَ مِنَ اللهِ خرجتَ”. أجابَهُمْ يَسوعُ:”ألآنَ تؤمِنونَ؟ هوذا تأتي ساعَةٌ، وقد أتتِ الآنَ، تتفَرَّقونَ فيها كُلُّ واحِدٍ إلَى خاصَّتِهِ، وتترُكونَني وحدي. وأنا لستُ وحدي لأنَّ الآبَ مَعي. قد كلَّمتُكُمْ بهذا ليكونَ لكُمْ فيَّ سلامٌ. في العالَمِ سيكونُ لكُمْ ضيقٌ، ولكن ثِقوا: أنا قد غَلَبتُ العالَمَ“. (يوحنا 16: 20- 33).

نص  التأمل

عندما كنت كاهنا شابا أراد أحدهم أن يهديني طاقم مكتب

يحنوي على قطعة مطعمة بالارابيسك مكتوب عليها إسمي ولقبي

من الجهة التي في مقابل الضيف ليتعرف علىّ

ومن الجهة الأخرى طلب مني أن أختار آية من الإنجيل تكون دوما امام عيني

وتعبر عن أعز ما أؤمن به

وقد كان إختيارى حينها ومازلت مستعدا لتأكيد هذا الإختيار:

ثِقوا: أنا قد غَلَبتُ العالَمَ“….

كانت هذه ثقتي وكان الإختيار تعبييراً عن إيماني العميق

فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء

ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة، ولا عُلوَ ولا عُمقَ،

ولا خَليقَةَ أُخرَى، تقدِرُ أنْ تفصِلَنا عن مَحَبَّةِ اللهِ التي في المَسيحِ يَسوعَ رَبِّنا.(روميه 8: 38)

أو تستطيع أن تغلب يسوع…

حقا يا سيدي لقد غلبت العالم:

حاربك أمراء وملوك واباطرة، ولووا جميعا وذهبوا وبقيت أنت

قاومك فلاسفة وعلماء وكتاب وحكماء، فرغت حكمتهم ويقيت عظمة كلمتك

وقفت ضدك أمم ورفضتك شعوب، لكن ظلت رايتك عالية خفاقة وانهارت شعوبيتهم

تحالفت الشياطين مع الأبالسة مع قوات الظلام لتطفي نورك، فهزموا وانكسروا وانتكسوا

قامت ضدك تحالفات قوى الشر تحاول أن تنال من اتباعك البسطاء المسالمين؛

فتفككت وزالت وبقيت انت واتباعك العزل المسالمين شامخين مرفوعي الرؤؤس

حقا ما اعجبك يا سيدي

صلوبك على خشبة العار، فصار صليبك على مدى الأجيال راية للمجد والفخار

دفنوك في القبر وختموه وحرسوه فقمت، وصار قبرك الفارغ حجاً لشعوب الأرض ورمزا للقيامة

شتتوا تلاميذك وأضطهدوهم وطاردوهم إلى أقاصي الأرض، فكان في ذلك أن عرفك العالم أجمع

حاولوا إزاغة عيون اتباعك بالذهب والفضة، باللؤلؤ والمرجان بالحسنوات والإفتتان، ففشلوا

حاولوا أن يشتتوا انتباههم عنك بالمخترعات الحديثة وشبكات النت والستاليت

فحولوها إلى وسائل إتصال ومجموعات حوار

لنشر الكلمةواتساع رقعة أتباعك ومن يؤمنون بنصرك….