ليكونَ الجميعُ واحِدًا: تأمل في قراءات الخميس 21 مايو 2014 الموافق 27 بشنس 1730

ليكونَ الجميعُ واحِدًا: تأمل في قراءات الخميس 21 مايو 2014 الموافق 27 بشنس 1730

ليكونَ الجميعُ واحِدًا

تأمل في قراءات الخميس 21 مايو 2014 الموافق 27 بشنس 1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

“كما أرسَلتني إلَى العالَمِ أرسَلتُهُمْ أنا إلَى العالَمِ، ولأجلِهِمْ أُقَدِّسُ أنا ذاتي، ليكونوا هُم أيضًا مُقَدَّسينَ في الحَقِّ.ولستُ أسألُ مِنْ أجلِ هؤُلاءِ فقط، بل أيضًا مِنْ أجلِ الذينَ يؤمِنونَ بي بكلامِهِمْ، ليكونَ الجميعُ واحِدًا، كما أنَّكَ أنتَ أيُّها الآبُ فيَّ وأنا فيكَ، ليكونوا هُم أيضًا واحِدًا فينا، ليؤمِنَ العالَمُ أنَّكَ أرسَلتني ( يوحنا 17: 18-21)

نص التأمل

كم مرة صلى يسوع هذه الصلاة؟؟

وإلى متى يظل الإنقسام في الكنيسة

إنقسام بين أناس هم في الحقيقة شاؤوا أم أبووا

أعضاء في جسد الرب يسوع السري

يؤمنون بشخصه وإن أختلفت بعض جزئيات إيمانهم

و باسمه إعتمدوا جميعا وإن تعددت مذاهبهم وطقوس عمادهم

وحول مائدة جسده ودمه يلتفون ويجتمعون كل احد وإن تباينت افكارهم وتعددت معتقداتهم…

ونحن كم مرة صليينا هذه الصلاة؟ كم مرة حلمنا بتحقيق هذه الأمنية، أمنية الوحدة؟

 كم مرة اغرورقت أعيننا بالدمع ونحن نتعانق؟

وكم مرة وارينا وجوهنا خجلا عندما عيرنا الناس بالإنقسام والإفتراق؟

وكم مرة تهربنا من الأسئلة ودارينا فشلنا في الوحدة امام ابنائنا الذين بلبلنا افكارهم بتفرقنا؟

كم من مرة عجزنا عن مواجهة واقع اختلافنا واكتشاف مناطق إتفاقنا؟

كم من مرة تحاشينا اللقاء وتوارينا احتجابا حتى من السلام والتحية؟

كم مرة تنابذنا بالألقاب واتهمنا الآخر ووصمناه بالهرطقة والإنحراف؟

وكم مرة عيرنا اخوتنا من الكنائس بالماضي المشين والحاضر المخزي على إعتبار أننا الأفضلون؟

كم من مرة وجّهنا اصابع الإ تهام إلى هذا الشخص أو ذاك وكأنه سبب انقسامنا وتفرقنا؟

كم من مرة إتخذنا من الآخر موضوعا للنقد والسخرية والإدانة في العديد من عظتنا ومحاضرتنا وندوتنا بحجة الدفاع عن الحق والنور والكيان ونحن غافلون لا ندري أننا نثقب القارب ونغرق السفينة؟

إلى متى نظل  نتجاهل هذا الذي بذل ذاته وصلى لأجل أن نكون واحدا؟

             نحن اول من يضع الإصبع في جراحه ويتلذذ بالدم السكيب نتيجة الأنقسام

             نحن أكثر المتكلمين عن الوحدة ونقصد وحدتنا نحن ضد غيرنا

             نحن أشد المندفعين للقاءات المسكونية سيما عندما تكون في الخارج

              لا اقتناعا بالوحدة وضرورتها بل ارتباحا للسفر والشوبنج والإقامة وما يتبعه

             من مشاركات باهته ودفاعات مهترئة وتحزبات محسومة النتائج قبل السفر

            بسبب تعليمات تلقيناها وأوامر ننفذها وكاننا كائنات ممسوخة العقل

            مبرمجة على الرفض رفض اللآخر رفض اللإنفتاح رفض الفهم رفض المحبة

وكأننا امام مدمن أقعده المرض وكسحه فلم يعد امامه سوى الصلاة

وها هو يصلي ممتليء اليدين  بما أدمنه متشبث الكيان على ما تعود من موبقات….

      آن الآوان  أن نتعلم أنه  على من يصلي للوحدة ويرجوها ويتمناها : 

           أولا:  أن يغسل كيانه  من كل مافي رأسه من أفكارمسبقة ضد الآخر المختلف

          وثانيا: أن يتوقف عن إدانه الآخر واعتبار نفسه الأفضل الأصل والمنبع والمصدر والمصب والمرجع…

فهذه هي بذار التطرف بعينها ولن تقود بالطبع الكنيسةنحو الوحدة المنشودة

بل مآلها للأسف الشديد نحو المزيد من التمزق والنزيف والفشل…