ها أمي وإخوتي: تأمل اليوم

ها أمي وإخوتي: تأمل اليوم

الخميس, 3 أكتوبر 2013 — 23 توت 1730

الأب/ بولس جرس

“الحق أقول لكم : إن جميع الخطايا تغفر لبني البشر، والتجاديف التي يجدفونها ولكن من جدف علىالروح القدس فليس له مغفرة إلى الأبد، بل هو مستوجب دينونة أبدية لأنهم قالوا: إن معه روحا نجسافجاءت حينئذ إخوته وأمه ووقفوا خارجا وأرسلوا إليه يدعونه وكان الجمع جالسا حوله ، فقالوا له : هوذاأمك وإخوتك خارجا يطلبونك فأجابهم قائلا : من أمي وإخوتي ثم نظر حوله إلى الجالسين وقال : هاأمي وإخوتي لأن من يصنع مشيئة الله هو أخي وأختي وأمي “. (مرقس 3 : 28 – 35)

لا يستطيع أحد أن يدرك مكانة مريم في تاريخ البشرية

ولا يصل عقل لقدر نقاءها وصفاءها في عيني الرب يسوع

ولا يتصور خيال مدى المحبة وعمق العلاقة

بينها وبين ابنها يسوع فكما نردد في القسمة

“الأذرع حملتك والثدي أرضعك ورُكب البتول عظمتك”.

فهو ابن مريم كما يحلو لإخوتنا المسلمين تسميته لأنهم لا يستوعبون ابن الله

مع أنهم يقرون أنه “كلمته” و “روحه” كلمة الله وروح الله ما عسى أن يكون!

ليس هذا مجال النقاش لكن الهدف أن ندرك مقام مريم

الذي ارتفع فوق السمائيين والأرضيين

فهي بنت الآب أم الإبن عروس الروح القدس

ولاشك أن قيمتها في عين ابنها البار القدوس لا تعادلها قيمة

لكن نص إنجيل اليوم يضعنا أمام تساؤل مشروع

ما قيمة مريم إذا كان كل من يعمل مشيئة الله يقترب من مقامها لدى ابنها؟

وهو نفس السؤال عن يوحنا أعظم مواليد النساء

ما قيمة يوحنا إذا كان ” الأصغر في ملكوت السموات أعظم منه”؟

أعتقد أن الإنجيل يحملنا نحو المستقبل…

فهو لا يود أن يغلق افاق المستقبل أمام من سيتبعون المخلص

بل يترك الباب مفتوحا أمام كل من يؤمن به ليجتهد ويسعى ويكافح

فحسن ان يكون يوحنا المعدان أعظم مواليد النساء

لكن لا بأس أن يسعى القديس انطونيوس الكبير ومكاريوس وغيرهم

وجميل أن تحاول تيريزا الطفل يسوع أو فرنسيس الأسيزي

أو آلاف الملايين من القديسين الاقتراب والتشبه والاقتداء …

هكذا أشعر وأحس وأرى الرب يسوع ينظر نحوي اليوم

وهو يتفوه بهذا التصريح الخطير:

أنت… نعم أعنيك أنت بالذات

ثق أنك إذا تبعتني بإخلاص وحملت الصليب بسرور

وأعلم أنك إن قبلت مشيئة الله في حياتك

وسعيت لتحقيق ملكوته في حياتك…

تأكد انك ستنضم إلى قائمة العائلة المجيدة

ستكون أباً كما كان منصور دي بول أبا للفقراء

وستكون أما كما كانت تيريزا دي كالكوتا أما للمشردين

وستكون أخاً كما كانت أخوة فرنسيس الأسيزي تشمل جميع الكائنات

وستكون ابناً كما كانت ماريا جوريتي ابنة لكل الأمهات

نعم أنت أيضا يمكن أن تكون أخي وأختي وامي

كما يمكن ان أدخل بيتك لأستريح معك

ادعني فقط وستجدني معك فأنت أخي وأنت أختي ...