ولستَ تحتاجُ أنْ يَسألكَ أحَدٌ:  تأمل في قراءات الجمعة  4 يوليو 2014 الموافق 10 أبيب 1730

ولستَ تحتاجُ أنْ يَسألكَ أحَدٌ: تأمل في قراءات الجمعة 4 يوليو 2014 الموافق 10 أبيب 1730

 

ولستَ تحتاجُ أنْ يَسألكَ أحَدٌ

تأمل في قراءات الجمعة  4 يوليو 2014 الموافق 10 أبيب1730

الأب / بولس جرس

نص الإنجيل

“الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّكُمْ ستَبكونَ وتنوحونَ والعالَمُ يَفرَحُ. أنتُمْ ستَحزَنونَ، ولكن حُزنَكُمْ يتحَوَّلُ إلَى فرَحٍ. المَرأةُ وهي تلِدُ تحزَنُ لأنَّ ساعَتَها قد جاءَتْ، ولكن مَتَى ولَدَتِ الطِّفلَ لا تعودُ تذكُرُ الشِّدَّةَ لسَبَبِ الفَرَحِ، لأنَّهُ قد وُلِدَ إنسانٌ في العالَمِ. فأنتُمْ كذلكَ، عِندَكُمُ الآنَ حُزنٌ. ولكني سأراكُمْ أيضًا فتفرَحُ قُلوبُكُمْ، ولا يَنزِعُ أحَدٌ فرَحَكُمْ مِنكُمْ  وفي ذلكَ اليومِ لا تسألونَني شَيئًا. الحَقَّ الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّ كُلَّ ما طَلَبتُمْ مِنَ الآبِ باسمي يُعطيكُمْ. إلَى الآنَ لم تطلُبوا شَيئًا باسمي. اُطلُبوا تأخُذوا، ليكونَ فرَحُكُمْ كامِلاً.”قد كلَّمتُكُمْ بهذا بأمثالٍ، ولكن تأتي ساعَةٌ حينَ لا أُكلِّمُكُمْ أيضًا بأمثالٍ، بل أُخبِرُكُمْ عن الآبِ عَلانيَةً. في ذلكَ اليومِ تطلُبونَ باسمي. ولستُ أقولُ لكُمْ إنِّي أنا أسألُ الآبَ مِنْ أجلِكُمْ، لأنَّ الآبَ نَفسَهُ يُحِبُّكُمْ، لأنَّكُمْ قد أحبَبتُموني، وآمَنتُمْ أنِّي مِنْ عِندِ اللهِ خرجتُ. خرجتُ مِنْ عِندِ الآبِ، وقد أتيتُ إلَى العالَمِ، وأيضًا أترُكُ العالَمَ وأذهَبُ إلَى الآبِ”.قالَ لهُ تلاميذُهُ:”هوذا الآنَ تتكلَّمُ عَلانيَةً ولستَ تقولُ مَثَلاً واحِدًا. الآنَ نَعلَمُ أنَّكَ عالِمٌ بكُلِّ شَيءٍ، ولستَ تحتاجُ أنْ يَسألكَ أحَدٌ. لهذا نؤمِنُ أنَّكَ مِنَ اللهِ خرجتَ”. أجابَهُمْ يَسوعُ:”ألآنَ تؤمِنونَ؟ هوذا تأتي ساعَةٌ، وقد أتتِ الآنَ، تتفَرَّقونَ فيها كُلُّ واحِدٍ إلَى خاصَّتِهِ، وتترُكونَني وحدي. وأنا لستُ وحدي لأنَّ الآبَ مَعي.( يوحنا 16 : 20 – 33)

نص التأمل

لست تحتاج

موضوع شيق،

 الله غير محتاج لصلاتنا

إذا كان الله عالم بكل ما نحتاج

عارف بكل ما سنسأل ونقول

عليم بما نفكر وبما يدور في قلوبنا

إذن لماذا نصلي؟

لقد قالها الرسل جماعة

وقالها بطرس دامعا

أنت تعرف كل شيء أنت تعلم أني احبك…

فلماذا الصلاة والطلبة واللجاجة والإلحاح

لماذا يقَدَم لنا مثل الأرملة وقاضي الظلم

ثم لماذا يُقال لنا: “لا تكثروا الكلام مثل المرائيين الذين يظنون انهم بكثرة كلامهم يٌستجاب لهم”

وبعدها مباشرة  “إسألوا تُعطووا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يُفتح لكم”

هل يحتاج قلب الأم او الأب أن ينتظر قرعة على الباب او نداء استغاثة ليلبيا؟

هل يحتاج الله العارف بما في القلوب والصدور والعقول والفحص الكبد والكلى

ان نقف امامه كل يوم نردد الطلبة؟

الإجابة البسيطة: لا الله لا يحتاج إلى شيء ولا إلى صلاتنا

لكن ككل أب وام فإن الله يشتاق إلى دخولنا في حوار معه

مهما اختلفت درجات نضجنا

أما استمعت يوماً إلى حوار طفل مع أمه وهي تستمع إليه بجدية كاملة

وكم تحاول في حب وعذوبة وحنان الإجابة عن أسئلته الغريبة وتساؤلاته البريئة

ألم تلحظ فرحة أب يجلس طفله على حجره ويمسك وجهه بكلتا يديه

وهو يرجوه في رقة وعذوبة ان يستجيب لجميع طلباته الأسطورية

الصلاة ليست سؤلا الصلاة ليست قائمة طلبات

الصلاة هي اتصال وحوار وتبادل أفكار

فمع ان الله يعلم كل شيئ وكل ما نحتاج إليه منه،

بل ويهبنا إياه دون حتى ان نسأله؛

 إلا انه يريد ان نتكلم معه ونحاوره في كل حين

إنما هذه فرحة قلب الآب فهلم  لنتكلم معه.