يهود يطلبون عجيبة بشفاعة القديس فرنسيس الأسيزي

عرض كتاب تم تأليفه من خلال أول سيرة ذاتية عن حياة القديس

روما، 24 أكتوبر 2007 (ZENIT.org)

“نحو حل المسألة الفرانسيسكانية. أسطورة “توماس دي سيلانو” الأمبرية” (فايار، باريس، 2007): هذا هو عنوان الكتاب الذي سوف يعرض يوم الجمعة في 26 أكتوبر القادم في كلية دراسات القرون الوسطى والفرانسيسكان في جامعة “أنتونيانوم” الحبرية في روما.

الكتاب من تأليف العالم بالقرون الوسطى جاك دالارون وهو يروي قصة عجيبة القديس فرنسيس الذي شعر بالتأثر نتيجة رجاء الجموع، ومن بينهم مجموعة من اليهود، فأعاد طفلاً توفي بسبب حادثة وقوع، إلى الحياة.

سوف يعرض الكتاب بحضور عدد من الباحثين بمن فيهن جيرولامو أرنالدي، وجوليا باروني، وأتيليو بارتولي لانجيلي، وجاك دالارون، وكارلو باولازي.

إن مصدر الكتاب الذي لم نعرف عنه سوى بعض الفقرات هو نسخة غير مطبوعة أعيد جمعها بأكملها عبر كتاب أول مؤلف لسيرة حياة القديس فرنسيس، الكاتب توماس دي سيلانو.

إن الشاهد الأساسي هو مخطوطة لاهوتية تروي بعض أجزاء سيرة القديس الأسيزي مما يؤكد أهمية الطقوس الدينية للتعمق في الدراسات الفرانسيسكانية.

في قصته، يروي توماس دي سيلانو قصة طفل توفي بسبب غرقه في الوحل بعد وقوعه في نهر مدينة كابو. يعد إيجاد جثته بشكل عجائبي، بدأت الجموع الحاضرة وأهل الطفل يتوسلون القديس فرنسيس ليعيده إلى الحياة.

في هذه الفقرة، يذكر الكاتب أن العديد من اليهود الذي هرعوا إلى مكان الحادث ساورهم شعور بالشفقة وضموا صوتهم للجموع متوسلين القديس فرنسيس التدخل و”إعادة الطفل إلى أبيه!”

أمام هذا التفاني، الذي وصفه الأب بييترو ميسا، مدير كلية دراسات القرون الوسطى والفرانسيسكان بأنه “ديني بيني”، أعاد القديس فرنسيس الطفل الميت إلى الحياة وإلى والده.

في مقابلة أجرتها معه وكالة زينيت قال الأب ميسا أن “آثار هذه القصة وجدت في العديد من المخطوطات لكن دراسة جاك دالارون هي التي سمحت بإيجاد الصلة التي تثبت أن هذه الأجزاء تشكل قصة كاملة من تأليف توماس دي سيلانو”.

وأضاف الأب ميسا: “العنصر المهم في هذه القصة بالنسبة للمؤلف هو تصرف اليهود الذين ساورتهم الشفقة فتوسلوا القديس فرنسيس قائلين: ’أعد هذا الطفل لوالده‘”.

“هذا التفصيل بعيد كل البعد عن الصور السلبية الأخرى التي تداولتها المصادر الأخرى حول الشعب اليهودي”.

ويشير الأب ميسا إلى أن “هذه الفقرة مأخوذة من مخطوطة من دير رهبان “روميتا” في أسيزي وهي محفوظة اليوم في المكتبة البلدية في تيرني بعد إقفال الأديرة في عصر النهضة”.

“واستعمل بونافنتورا دي بانوريجيو القصة عندما كتب سيرة القديس من جديد”.

رداً على سؤال حول إمكانية إيجاد قصص أخرى غير مطبوعة عن القديس الأسيزي في المخطوطات، أكد الأب ميسا أن “البحث لم يتوقف وأنه يجب دراسة كل المصادر”.

“على سبيل المثال، قريباً سوف تنشر دراسة مفصلة عن القديس فرنسيس أجراها المكتب اللاهوتي الإيطالي-اليوناني، وكانت قد نشرت سابقاً، لكن توجب تصحيح أخطاء التدوين قبل إعادة نشرها”. وأعلن الأب أيضاً “أن المكتب وتكريماً للقديس الأسيزي يستلهم من نصوص لاهوتية مهداة إلى قديسين من الشرق”.

وأضاف: “أود أن أشير كذلك إلى أن هذه الاكتشافات هي ثمرة جهود مشتركة بين عدة باحثين من عدة أماكن وديانات مختلفة. وهي تهدف إلى دراسة شخصية القديس فرنسيس بعمق”.

إلى ذلك، ذكر الأب ميسا مثال نيسليهن سينوكاك الباحثة التركية المسلمة في كلية دراسات القرون الوسطى والفرانسيسكان التي أتت لتكمل أبحاثها من خلال مخطوطات الدير الفرانسيسكاني للقديس فورتوناتو دي تودي.

وختم الأب ميسا قائلاً: “أقامت في دير الراهبات لتكمل دراستها حيث تعرفت على دون أندريا سانتورو (الذي اغتيل في تركيا عام 2006) وعلّمته القليل من التركية”.