العذراء أم الطهارة

العذراء أم الطهارة

تأمل في قراءات الجمعة أول  أغسطس 2014 الموافق الثامن من مسرى1730

الأب / بولس جرس

السنكسار

اعتراف الرسول بطرس بأن المسيح هو ابن الله الحي

في هذا اليوم تحتفل الكنيسة باعتراف بطرس الرسول بأن المسيح هو ابن الله الحي فانه لما جاء يسوع إلى نواحي قيصرية فيلبس سأل تلاميذه قائلا: من يقول الناس أني أنا ابن الإنسان ” فقالوا: قوم يوحنا المعمدان، وآخرون إيليا وآخرون ارميا أو واحد من الأنبياء، قال لهم وأنتم من تقولون أني أنا، فأجاب سمعان بطرس وقال: أنت هو المسيح ابن الله الحي فأجاب يسوع وقال له: طوبى لك يا سمعان بن يونا أن لحمًا ودمًا لم يُعْلَن لك، لكن أبي الذي في السموات. أنا أقول لك أيضا أنت بطرس وعلي هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات وكل ما تحله علي الأرض يكون محلولا في السموات حينئذ أوصي تلاميذه أن لا يقولوا لأحد أنه يسوع المسيح” (مت 16: 13 – 20).لربنا المجد دائما. آمين.

نص الإنجيل

53وفيما هو يُكلِّمُهُمْ بهذا، ابتَدأَ الكتبةُ والفَرِّيسيّونَ يَحنَقونَ جِدًّا، ويُصادِرونَهُ علَى أُمورٍ كثيرَةٍ، 54وهُمْ يُراقِبونَهُ طالِبينَ أنْ يَصطادوا شَيئًا مِنْ فمِهِ لكَيْ يَشتَكوا علَيهِ. 1 وفي أثناءِ ذلكَ، إذ اجتَمَعَ رَبَواتُ الشَّعبِ، حتَّى كانَ بَعضُهُمْ يَدوسُ بَعضًا، ابتَدأَ يقولُ لتلاميذِهِ:”أوَّلاً تحَرَّزوا لأنفُسِكُمْ مِنْ خَميرِ الفَرِّيسيِّينَ الذي هو الرِّياءُ، 2فليس مَكتومٌ لن يُستَعلَنَ، ولا خَفيٌّ لن يُعرَفَ. 3لذلكَ كُلُّ ما قُلتُموهُ في الظُّلمَةِ يُسمَعُ في النّورِ، وما كلَّمتُمْ بهِ الأُذنَ في المَخادِعِ يُنادَى بهِ علَى السُّطوحِ. 4ولكن أقولُ لكُمْ يا أحِبّائي: لا تخافوا مِنَ الذينَ يَقتُلونَ الجَسَدَ، وبَعدَ ذلكَ ليس لهُمْ ما يَفعَلونَ أكثَرَ. 5بل أُريكُمْ مِمَّنْ تخافونَ: خافوا مِنَ الذي بَعدَما يَقتُلُ، لهُ سُلطانٌ أنْ يُلقيَ في جَهَنَّمَ. نَعَمْ، أقولُ لكُمْ: مِنْ هذا خافوا! 6أليستْ خَمسَةُ عَصافيرَ تُباعُ بفَلسَينِ، وواحِدٌ مِنها ليس مَنسيًّا أمامَ اللهِ؟ 7بل شُعورُ رؤوسِكُمْ أيضًا جميعُها مُحصاةٌ. فلا تخافوا! أنتُمْ أفضَلُ مِنْ عَصافيرَ كثيرَةٍ! 8وأقولُ لكُمْ: كُلُّ مَنِ اعتَرَفَ بي قُدّامَ الناسِ، يَعتَرِفُ بهِ ابنُ الإنسانِ قُدّامَ مَلائكَةِ اللهِ. 9ومَنْ أنكَرَني قُدّامَ الناسِ، يُنكَرُ قُدّامَ مَلائكَةِ اللهِ. 10وكُلُّ مَنْ قالَ كلِمَةً علَى ابنِ الإنسانِ يُغفَرُ لهُ، وأمّا مَنْ جَدَّفَ علَى الرّوحِ القُدُسِ فلا يُغفَرُ لهُ. 11ومَتَى قَدَّموكُمْ إلَى المجامعِ والرّؤَساءِ والسَّلاطينِ فلا تهتَمّوا كيفَ أو بما تحتَجّونَ أو بما تقولونَ، 12لأنَّ الرّوحَ القُدُسَ يُعَلِّمُكُمْ في تِلكَ السّاعَةِ ما يَجِبُ أنْ تقولوهُ“.( لوقا 11: 53-12: 1-12).

نص التأمل

العذراء الطاهرة

 

الطهارة ما اروعها من فضيلة

إن الطهارة هي الفضيلة الملائكية السامية

وهي من اهم الفضائل لأنها من صميم جوهر قداسة الله

و ما انبل واجمل وابهى طهر مريم

عندما أراد الأب الكاهن ان يمتحن صدق القديسة برناديت

في رؤيتها لظهور العذراء في لورد والتي أعلنت “أنا التي حبل بي بلا دنس”

” إيو سوي ليماكولات كونسيبسيون”

قال لن أسألك عن الحبل “كونسيبسيون “فهذا موضوع كبير على سنك

هل تعرفين معنى كلمة “إيماكولات” فأخرجت الصبية منديلها الأبيض

وقالت هذا المنديل أبيض طاهر خال من كل بقعة او دنس…

تلك هي الطهارة وهذا هو المعنى البسيط الذي استوعبه عقل الصبية الصغيرة

الدنس هو عكس الطهارة وهو بالتالي عكس فضائل الله وهما لا يجتمعان على الإطلاق

كما ان الدنس ورضى الله لا يتفقان فحيث القداسة والطهارة ينبغي أن يختفي كل دنس

وقد امر الله موسى حين طلب الشعب ملاقاته

أن يتطهروا من كل دنس ويستحموا ويغسلوا ملابسهم

ويمتنعوا عن المضاجعة الزوجية لثلاثة أيام

وأن يبتعدوا برغم ذلك عن الجبل مكان حلول الله

بمسافة كافية وضع لها موسى حدا وحبلا

وحذر من يريد ان يقترب منها أحد لئلا يهلك…

وقد فرض الرب على هارون والكهنة

الذين يخدمون في مقدسه فروضا معقدة من الوضوء والاغتسال

وتم فرض مثلها مخففة على بقية الشعب قبل الصلاة وقبل الطعام وبعد الجماع…

وفي رؤيا اشعيا شعر النبي بأنه شقي ودنس الشفتين امام حضرة الله

فأرسل الرب ملاكه وأخذ من المجمرة جمرة مس بها شفتيه ليطهر

ويسوع قبل تأسيس الإفخارستيا غسل أرجل تلاميذه ليطهرهم

وعندما امتنع بطرس حذره ” لن يكون لك نصيب معي”

فقال بل رأسي وجسمي أيضا فقال من تطهر فلا حاجة له …

وهكذا فطهارة الله لا يمكن ان تجتمع ودنس الإنسان

وإلا فالهلاك والبطش هو النتيجة الحتمية

وحيث قد تركت فينا الخطيئة الأصلية الكثير من الميول والأهواء الشريرة

التي تداعبها وتؤجج نارها اختراعات العصر الحديث مهما بلغت درجة قداستنا

لذا يُعتبر طهر مريم الناصع هو درة إكليلها المرصع بكل الفضائل

لكن الطهارة هي ما غمر مريم بالبهاء والضياء

وجعلها تتلفح بنور أسمي من الشمس والقمر

فالبتولية والطهارة التامة الكاملة من أخص خصائص مريم

حتى ليكفي ذكر كلمة” العذراء” لنعرف اننا عن مريم نتحدث،

ولا غرو في ذلك فمريم طاهرة منذ البدء لنها حملت الذي كان منذ البدء

مريم طاهرة في جسدها وإن كان قد حبل بها مثل سائر الأجساد

مريم طاهرة في نفسها فقد وقاها مذ براها كل محظور يشين

مريم طاهرة في روحها التي صارت مسكنا للروح القدس المحيي

مريم طاهرة في صباها الذي قضته في هيكل سليمان

مريم طاهرة في سكنها في الناصرة حيث بشرها الملاك بالحبل الإلهي

مريم طاهرة يوم دخلت على أليصابات فارتكض الجنين بتهليل في احشائها

مريم رمز الطهارة في عرس قانا الجليل يوم تشفعت للمعجزة الأولى

مريم الطاهرة لم يتزعزع إيمانها برغم الصليب

ولا اهتز لحظة الموت وإن إنفطر قلبها

لم تشك مع انها كانت ساعة الشك والظلمة وظلال الموت

ولم تذهب إلى القبر لأنها

بطهر قلبها تعرف وتعلم ان القبر ليس مثواه…