نص التأمل

4- لو كُنتَ ههنا لم يَمُتْ أخي

التأمل الرابع في إنجيل لعازر

تأمل في قراءات الأربعاء 11 يونيو الموافق 17 بؤونه1730

 الأب/ بولس جرس

أتذكرون يوم فاض الروح أثناء قراءة نص هذه المعجزة من نعمته

واستوقفني لا أمام نقطة واحدة بل إثنتي عشر نقطة:

1-   “ياسيِّدُ، هوذا الذي تُحِبُّهُ مَريضٌ”

2-   هذا المَرَضُ ليس للموتِ، بل لأجلِ مَجدِ اللهِ، ليَتَمَجَّدَ ابنُ اللهِ بهِ

3-   “لعازَرُ حَبيبُنا قد نامَ. لكني أذهَبُ لأوقِظَهُ

4-    لو كُنتَ ههنا لم يَمُتْ أخي

5-   أنا قد آمَنتُ أنَّكَ أنتَ المَسيحُ ابنُ اللهِ، الآتي إلَى العالَمِ”

6-   “قد أنتَنَ لأنَّ لهُ أربَعَةَ أيّامٍ”

7-   “أنا هو القيامَةُ والحياةُ مَنْ آمَنَ بي ولو ماتَ فسَيَحيا، وكُلُّ مَنْ كانَ حَيًّا وآمَنَ بي فلن يَموتَ

8-   المُعَلِّمُ قد حَضَرَ، وهو يَدعوكِ

9-   بَكَى يَسوعُ!

10-                    أنظروا كيف كان يحبه!

11-                    هلم خارجاً: ولَمّا قالَ هذا صَرَخَ بصوتٍ عظيمٍ: “لعازَرُ، هَلُمَّ خارِجًا!”.

12-                    “حُلّوهُ ودَعوهُ يَذهَبْ”.

أعدكم ان نتأملها تباعا…وقد تُنشر يوما في كتاب يكون بين ايديكم إن أردتم، اليوم نتناول النقطة الرابعة

لو كنت ههنا لم يَمُتْ أخي…..

جملة إعتراضية مملوءة بالأسى محملة بالعتاب

فياضة بالحزن  عابقة بالندم والأسف والإكتئاب…

جملة تعبر عن كم التوقع وفداحة الإحباط

عن حجم الأمل الذي صار يأسا مستحيلا

عن جمال الحلم وكيف صار كابوسا

عن باب الرجاء الذي أغلق عليه الموت أبوابه الأبدية…

عبارة تعبر أيضا:

 عن حب وود

عن صداقة وأُلفة

عن لوم حبيب لحبيب

عن توقع نجدة رفيق لرفيق

وانتظار وقفة صديق لصديق…

لكنها عبارة برغم ما تحمل من كم الأسى إلا أنها تنطوي على

لجوء إلى من لا ملجأ سواه

وشكوى إلى من يسمع وحده الشكوى

إلتجاء إلى من يستطيع أن يتفهم ويعضد

ولوذ بحضن من يرحم ويتحنن

إيمان بقدرة ذاك الذي فتح عيني الأعمى منذ مولده

وثقة بقدرته على التدخل وتغيير الواقع وتحقيق المستحيل

في الوقت الذي يحدده والزمن الذي يختاره وبالطريقة التي يراها…

بهذا الحب وتلك الثقة وذاك الإيمان وذينك الرجاء

توجهت أختا لعازر إلى الرب وهما باكيتان

الدمع يطفر والركب ساجدة والأيدي ضارعة

والصوت المتحشرج يصلي صلاة عتاب…