6- ألَمْ يَكُنْ قَلبُنا مُلتهِبًا…:  تأمل يوم السبت الموافق 26 ابريل 2014 الموافق الأول من بشنس

6- ألَمْ يَكُنْ قَلبُنا مُلتهِبًا…: تأمل يوم السبت الموافق 26 ابريل 2014 الموافق الأول من بشنس

6- ألَمْ يَكُنْ قَلبُنا مُلتهِبًا…

“ألَمْ يَكُنْ قَلبُنا مُلتهِبًا فينا إذ كانَ يُكلِّمُنا في الطريقِ ويوضِحُ لنا الكُتُبَ؟”.

تأمل يوم السبت الموافق 26 ابريل 2014 الموافق الأول من بشنس 1730

الأب/بولس جرس

اليوم الأول من بشنس

شهر بشنس نسبة الى المعبود “خونسو أو خنسو” أحد الثالوث لمعبود طيبه. وهو “اله القمر” ابن الإله “أمون رع” و”موت”.ويصور حاملا قرص القمر والهلال فوق رأسه، لأن فيه يطول النهار على الليل.

امثال الشهر: بشنس يكنس الأرض كنس (كناية عن فترة الحصاد) ويقال: نبق بشنس.

نص الإنجيل

نص قراءة اليوم عن التجلي (لوقا9 :28 -36 )وقد سبق وتاملناها لذا نواصل تاملنا في نص عمواس

في الطريق إلى عمواس

“وإذا اثنانِ مِنهُمْ كانا مُنطَلِقَينِ في ذلكَ اليومِ إلَى قريةٍ بَعيدَةٍ عن أورُشَليمَ سِتِّينَ غَلوَةً، اسمُها “عِمواسُ”. وكانا يتكلَّمانِ بَعضُهُما مع بَعضٍ عن جميعِ هذِهِ الحَوادِثِ. وفيما هُما يتكلَّمانِ ويتحاوَرانِ، اقتَرَبَ إليهِما يَسوعُ نَفسُهُ وكانَ يَمشي معهُما. ولكن أُمسِكَتْ أعيُنُهُما عن مَعرِفَتِهِ. فقالَ لهُما:”ما هذا الكلامُ الذي تتطارَحانِ بهِ وأنتُما ماشيانِ عابِسَينِ؟”.فأجابَ أحَدُهُما، الذي اسمُهُ كِليوباسُ وقالَ لهُ:”هل أنتَ مُتَغَرِّبٌ وحدَكَ في أورُشَليمَ ولم تعلَمِ الأُمورَ التي حَدَثَتْ فيها في هذِهِ الأيّامِ؟”. فقالَ لهُما:”وما هي؟”. فقالا:”المُختَصَّةُ بيَسوعَ النّاصِريِّ، الذي كانَ إنسانًا نَبيًّا مُقتَدِرًا في الفِعلِ والقَوْلِ أمامَ اللهِ وجميعِ الشَّعبِ. كيفَ أسلَمَهُ رؤَساءُ الكهنةِ وحُكّامُنا لقَضاءِ الموتِ وصَلَبوهُ. ونَحنُ كُنّا نَرجو أنَّهُ هو المُزمِعُ أنْ يَفديَ إسرائيلَ. ولكن، مع هذا كُلِّهِ، اليومَ لهُ ثَلاثَةُ أيّامٍ منذُ حَدَثَ ذلكَ. بل بَعضُ النِّساءِ مِنّا حَيَّرنَنا إذ كُنَّ باكِرًا عِندَ القَبرِ، ولَمّا لم يَجِدنَ جَسَدَهُ أتينَ قائلاتٍ: إنَّهُنَّ رأينَ مَنظَرَ مَلائكَةٍ قالوا إنَّهُ حَيٌّ. ومَضَى قَوْمٌ مِنَ الذينَ معنا إلَى القَبرِ، فوَجَدوا هكذا كما قالَتْ أيضًا النِّساءُ، وأمّا هو فلم يَرَوْهُ”. فقالَ لهُما:”أيُّها الغَبيّانِ والبَطيئا القُلوبِ في الإيمانِ بجميعِ ما تكلَّمَ بهِ الأنبياءُ! أما كانَ يَنبَغي أنَّ المَسيحَ يتألَّمُ بهذا ويَدخُلُ إلَى مَجدِهِ؟”. ثُمَّ ابتَدأَ مِنْ موسَى ومِنْ جميعِ الأنبياءِ يُفَسِّرُ لهُما الأُمورَ المُختَصَّةَ بهِ في جميعِ الكُتُبِ.

ثُمَّ اقتَرَبوا إلَى القريةِ التي كانا مُنطَلِقَينِ إليها، وهو تظاهَرَ كأنَّهُ مُنطَلِقٌ إلَى مَكانٍ أبعَدَ. فألزَماهُ قائلَينِ:”امكُثْ معنا، لأنَّهُ نَحوُ المساءِ وقد مالَ النَّهارُ”. فدَخَلَ ليَمكُثَ معهُما. فلَمّا اتَّكأَ معهُما، أخَذَ خُبزًا وبارَكَ وكسَّرَ وناوَلهُما، فانفَتَحَتْ أعيُنُهُما وعَرَفاهُ ثُمَّ اختَفَى عنهُما، فقالَ بَعضُهُما لبَعضٍ:”ألَمْ يَكُنْ قَلبُنا مُلتهِبًا فينا إذ كانَ يُكلِّمُنا في الطريقِ ويوضِحُ لنا الكُتُبَ؟”. فقاما في تِلكَ السّاعَةِ ورَجَعا إلَى أورُشَليمَ، ووَجَدا الأحَدَ عشَرَ مُجتَمِعينَ، هُم والذينَ معهُمْ وهُمْ يقولونَ:”إنَّ الرَّبَّ قامَ بالحَقيقَةِ وظَهَرَ لسِمعانَ!”. وأمّا هُما فكانا يُخبِرانِ بما حَدَثَ في الطريقِ، وكيفَ عَرَفاهُ عِندَ كسرِ الخُبزِ.(لوقا24 :13 -35 ).”

نص التأمل

القلوب المضطرمة

كم كانت قلوبنا تضرم في أحشائنا وهو يحدثنا في الطريق

حقا كان الموقف غريبا وكان وجيف القلوب حثيثا

ها هو الغريب المسافر يتكلم ويشرح ويفسر

ينتقل من التوراة إلى الأنبياء عائدا إلى المزامير والحكمة

يصول ويجول يفتح نوافذ عقولنا المغلقة فيتسرب اليها النور شيئأ فشيئاً

يذهلنا غضبه المبديء من حزننا ويأسنا وإحباطنا

ونسمعه يوبخنا بقوة على بطء الفهم وثقل القلوب وعجز الإدراك

ثم يزيد من ذهولنا بتلك الكلمة الرهيبة ” اما كان ينبغي”

لكنا بجهلنا ” كنا نأمل” باسلوبنا الساذج وسطحيتنا المعهودة

فحين أكلنا التفاحة في الفردوس كنا نأمل ان نصير آلهة مثله

وحين أسلمناه وبثلاثين من الفضة بعناه “كنا نأمل” ان ينتصر على السنهدريم ويقنعه

وحين تخلينا عنه وظنناه ميتا مرزولا “كنا نأمل” ان ينزل عن الصليب فنؤمن به

حقا ما أغرب آمالنا العقيمة التي نؤدي بنا دوما إلى التهلكة

ها هو يصحح المفاهيم ويعيد المسار إلى” ما ينبغي أن يكون”

فيزيد إضطرام قلوبنا ويهديء من إضرابها العنيف

نشعر أننا مازلنا في حاجة غلى المزيد من هذا الحضور العجيب

برغم أننا وصلنا الى نهاية الطريق نطلب حضوره معنا فيستجيب

ويرفع عينيه إلى السماء ويبارك الخبز ويكسره فتنفتح عيوننا ونعرفه

وحين يختفي عن عيوننا يظل حاضرا في قلوبنا وعقولنا

بينما يندفع نور قيامته المجيد إلى ظلمة ليلنا القاسي فينيره

لنقوم وننطلق من جديد عائدين إلى اورشليم

فندخلها بقلب جديد وفكر جديد وإيمان من حديد

فقد راينا الرب….