الكاردينال بياتشينزا: الميلاد ليس خرافة

مغارة عمّال التنظيفات في روما تعيّد عامها الأربعين

 

 

روما، الخميس 22 ديسمبر 2011 (ZENIT.org)

 "يجب الهروب من التفكير بأنّ الميلاد خُرافة جميلة": هذا ما أكَّده باقتناع الكاردينال بياتشينزا. إنَّ تقليد صُنع مغارة عمّال التنظيفات في روما، والذي يستمرّ منذ 40 سنة، لا يحثُّ فقط على فِعل "بعض الأعمال الحسنة" بل على "عطاء ذاتِنا" أيضًا.

الكاردينال ماورو بياتشينزا، عميد مجمع الإكليروس، وبتكليف من قداسة البابا، ترأَّس صباح البارحة، الأربعاء 21 ديسمبر، القدّاس بمناسبة الذكرى السنويَّة الـ40 على صُنع مغارة عمّال التنظيفات. نقلت إذاعة الفاتيكان الرسميَّة الإحتفال الذي حضرَه عُمدة مدينة روما جيانّي أليمانّو.

تقع مغارة عمّال التنظيفات في مَقرِّ مؤسَّسَة التنظيفات العامَّة في روما، بالقرب من حاضرة الفاتيكان، ويمكن زيارتها على مدار السنة وليس فقط خلال فترة الميلاد.

الميلاد ليس خرافة

لقد شدَّد الكاردينال بياتشينزا في العظة التي ألقاها خلال القدّاس على أنَّه "يجب الهروب من فكرة أنَّ الميلاد هو خرافة جميلة، كما تريدُنا غالبًا وسائلُ الإعلام أن نعتقد". هذه الفكرة، وبحسب الكاردينال، ليست سِوى "عمل إقناع مُنتشر وغادِر، علامة لاِقتلاع جذور الثقافة المسيحيَّة، مُنظَّم ومُخطَّط له مِن قِبَل النافِذين في العالم".

كما دعا الكاردينال إلى "إفراغ ذواتِنا من الكبرياء والأنانيَّة" أمام المغارة، وإلى "عدم فِعل بعض الأعمال الحسنة فقط، بل صُنع الخَير بعَطاءِ ذواتِنا". من ناحية أُخرى، قال الكاردينال أنّه يشعر بـ"تأثُّر كبير" لكَونِهِ أمام تلك المغارة. بالإضافة إلى ذلك، باركَ لوحةً كبيرة تُمثِّل سيِّدة الطريق، شفيعة عمّال التنظيفات في روما.

40 سنة على المغارة بدون توقُّف

منذ 40 سنة، في العام 1972، لم يكن هنالك سوى مغارة صغيرة مصنوعة من الكرتون. إلاّ أنَّ جوزيبّي يانّي، مُبتَكِر المغارة، كان مُقتَنِعًا بأنَّها "ستكون أجمل مغارة في روما حتّى أنَّ البابا سوف يأتي ليشاهدَها".

ومنذ ذلك الوقت، لم يتوقَّف تَجميلُ المغارة وزيادة حَجمِها، بفضل العالم كلّه. لأنَّ الجميع يمكنهم المشاركة في صُنع هذه المغارة، بحسب جوزيبّي يانّي: "الزّائرون يحملون إليَّ حجارةً من بَلَدهم". ثمّ يتمّ استعمال هذه الحجارة لبناء جدار المغارة الخارجيّ". وحتّى اليوم، ما زال يانّي يتابع التحضيرات بحَماسَة: "إنَّه تأثُّر كبير وفَرحة كبيرة. المغارة مفتوحة دائمًا أمام الزوّار ويأتي إليها الكثير من الأشخاص، مِن جميع أنحاء العالم".

أمّا عُمدة روما، جيانيّ أليمانّو، فأكَّد لإذاعة الفاتيكان أنَّ مغارة عمّال التنظيفات "هي رسالة كبيرة عُنوانُها’ الشركة‘، في وسط مؤسَّسَة التنظيفات العامَّة وفي وسط مدينة روما، بإسم القِيَم المسيحيَّة".

وكان بولس السادس أوّل بابا يزور المغارة عام 1974، وتَبِعَه يوحنّا بولس الثاني الذي أتى إليها في كلِّ عام مِن 1978 حتّى 2002، وبندكتس السادس عشر الذي زارَها عام 2006. ومِن بين أهمّ زوّار المَكان، نذكر الأمّ تيريزا دي كالكوتا والرئيس جورجيو نابوليتانو. وخلال أربعين سنة تمَّ إحصاء مليونَين ونِصف المَليون مِن الزوّار.

آن كوريان