خواطر حول العالم الجديد 2012

 

الزمن والوقت كنزُ وهِبة من الله .. وديعة ثمينة وضعها الله بين أيدينا لكى نثتثمرها بكل همة ونشاط .. شاكرين محبته الإلهية وسخائه وناظرين دائماً إليه . . إلى الأبدية . . لأنه سيد التاريخ والزمن والوقت . . وعاملين بكل أمانة وثبات على استثمار الوزنات التي وهبها لنا لنمجده ونبني معه عالماً جديداً يسوده الحب والسلام .

 وهذا العام الذي بدأناه وكل عام نبدأه يذكرنا بهذه الرسالة السامية . . فنقتدي بالمسيح الذي عاش على أرضنا وكإنسان شاركنا أيضاً في الزمن والوقت . . وكان يعمل جاهداً في الناصرة على يد يوسف البار لمدة 30 عاماً وأيضاً بعدها ولمدة 3 سنوات كان يطوف يصنع خيراً ويبذل حياته من أجل الجميع حتى الصليب !

          وتقودنا في هذه المسيرة مريم العذراء والدة الله وأمنا التي نحتفل بعيدها في رأس السنة الميلادية ، فهى ترافقنا في حياتنا لتقودنا إلى المسيح أبنها .. هى التي رافقته بكل حنان وعطاء وأمانة في كل مراحل حياته حتى الصليب! وهى التي قدمت خدمتها لنسيبتها القديسة اليصابات لمدة 3 أشهر بكل تواضع وهمة وتضحية . .  هى أم الله!

          والكتاب المقدس يؤكّد لنا أن الحاضر الذي نعيشه كل يوم .. كل ساعة وكل دقيقة هو مقدس لأنه المناخ الأكيد " لحضور الله بيننا وعمله العظيم فينا " فقد عاش قْبلنا كل مراحل حياته من الميلاد حتى الموت .. حتى القيامة "في الزمن" كإنسان مثلنا . فيقول في لو 2: 11 " اليوم وُلد لكم مخلّصُ ُ …" وفي لوقا 19:9 عند دخوله بيت زكا : " اليوم صار الخلاص لهذا البيت " وقبل موته يقول وهو على الصليب للص اليمين : " اليوم ستكون معي في الفردوس" (لو 23: 43) .

عزيزي  . . عش حياتك . .  عش الحاضر والزمن والوقت في ضوء المسيح رجائنا لأنه سيد التاريخ والزمن . .  به ومعه تسير نحو الأبدية التى تنتظرها في رجاء سعيد! أجعل من حياتك أغنية حب . .  وأنشودة شكر ! عش حياتك واشعر بالحنين إلى السماء وإلى الحياة مع المسيح . . ولكن في الوقت نفسه ، عش في الأرض كما لو كنت في السماء . .  لأن السماء هى الأرض التي تحولها أنت إلى نعيم وإلى سماء . .  فلا تتراجع أمام الجهاد اليومي وتحمل الضيقات والآلام . .  وخصوصاً لا تكّف عن الحب والغفران . . عش حياتك وغنيّ معها وأملأ الدنيا فرحاً وسعادة!

الأب/ يوسف المصري