الزمن والوقت كنزُ وهِبة من الله .. وديعة ثمينة وضعها الله بين أيدينا لكى نثتثمرها بكل همة ونشاط .. شاكرين محبته الإلهية وسخائه وناظرين دائماً إليه . . إلى الأبدية . . لأنه سيد التاريخ والزمن والوقت . . وعاملين بكل أمانة وثبات على استثمار الوزنات التي وهبها لنا لنمجده ونبني معه عالماً جديداً يسوده الحب والسلام .
وهذا العام الذي بدأناه وكل عام نبدأه يذكرنا بهذه الرسالة السامية . . فنقتدي بالمسيح الذي عاش على أرضنا وكإنسان شاركنا أيضاً في الزمن والوقت . . وكان يعمل جاهداً في الناصرة على يد يوسف البار لمدة 30 عاماً وأيضاً بعدها ولمدة 3 سنوات كان يطوف يصنع خيراً ويبذل حياته من أجل الجميع حتى الصليب !
وتقودنا في هذه المسيرة مريم العذراء والدة الله وأمنا التي نحتفل بعيدها في رأس السنة الميلادية ، فهى ترافقنا في حياتنا لتقودنا إلى المسيح أبنها .. هى التي رافقته بكل حنان وعطاء وأمانة في كل مراحل حياته حتى الصليب! وهى التي قدمت خدمتها لنسيبتها القديسة اليصابات لمدة 3 أشهر بكل تواضع وهمة وتضحية . . هى أم الله!
والكتاب المقدس يؤكّد لنا أن الحاضر الذي نعيشه كل يوم .. كل ساعة وكل دقيقة هو مقدس لأنه المناخ الأكيد " لحضور الله بيننا وعمله العظيم فينا " فقد عاش قْبلنا كل مراحل حياته من الميلاد حتى الموت .. حتى القيامة "في الزمن" كإنسان مثلنا . فيقول في لو 2: 11 " اليوم وُلد لكم مخلّصُ ُ …" وفي لوقا 19:9 عند دخوله بيت زكا : " اليوم صار الخلاص لهذا البيت " وقبل موته يقول وهو على الصليب للص اليمين : " اليوم ستكون معي في الفردوس" (لو 23: 43) .
عزيزي . . عش حياتك . . عش الحاضر والزمن والوقت في ضوء المسيح رجائنا لأنه سيد التاريخ والزمن . . به ومعه تسير نحو الأبدية التى تنتظرها في رجاء سعيد! أجعل من حياتك أغنية حب . . وأنشودة شكر ! عش حياتك واشعر بالحنين إلى السماء وإلى الحياة مع المسيح . . ولكن في الوقت نفسه ، عش في الأرض كما لو كنت في السماء . . لأن السماء هى الأرض التي تحولها أنت إلى نعيم وإلى سماء . . فلا تتراجع أمام الجهاد اليومي وتحمل الضيقات والآلام . . وخصوصاً لا تكّف عن الحب والغفران . . عش حياتك وغنيّ معها وأملأ الدنيا فرحاً وسعادة!
الأب/ يوسف المصري