الاحد الرابع من توت-المرأة الخاطئة

لو 7 \\ 36- 50

للاب هاني باخوم

"من غفر له الكثير يظهر حباً كثيراً، ومن غفر له القليل يظهر حباً قليلاً ."

انجيل اليوم، من الاناجيل الصعبة الترجمة، وهذه الاية هي قلب الانجيل. كثيراً ما ترجمت ان "المراة الخاطئة احبت كثيراً لذا غفر لها الكثير اما الفريسي فقد احب قليلاً فغفر له القليل". هذه الترجمة ليس دقيقة، فالترجمة الاصلية هي العكس تماماً. الاية تقول ان هذه المرأة قد غفر لها الكثير، لذا احبت كثيراً اي ان الخطوة الاولى هي مغفرة الله المجانية للمراة، لخطاياها الكثيرة. وكرد فعل طبيعي لهذة المغفرة، لا تستطيع المراة الا ان تحب. تحب كثيراً، لدرجة ان تقوم بذلك الفعل والذي بحسب التقليد العبري، يحق فقط للزوجة ان تفعله لزوجها، او الخادمة التي ليست بعبرية لسيدها. فهذه المراة والتي اعتادت ان تبيع نفسها لكل من يدفع لها، تكرس نفسها مجاناً لمن احبها بالفعل وغفر لها خطاياها.

عظمة هذه المراة او عظمة ايمانها تكمن في انها فهمت كم غفر لها الرب في شخص المسيح. اي عرفت مقدار خطاياها ونتائجها: كم كانت بزناها تخون في العمق دعوتها الاصلية، ان تكون مكرسة لله. ليس المقصود تكرس رهباني، بل تكرس كياني لله ولمشيئته، وهي ان الجسد و العلاقة الجنسية من اجل مشاركة الله في مشروعه واستمرار الخلق، داخل الزواج. المراة خانت وانكرت ان جسدها هو هيكل للروح القدس، انه اعطي لها من اجل ان تشارك خالقها في استمرار الخلق، وليس لتحطيمه بالزنى. المراة عرفت انها صورة لشعب الله الذي زنى قبلها وترك الله وعبد آلهة اخرى. عبد بعل، وبعده السلطة والمال والطقوس، تاركاً الرب. المراة صورة لشعب الله الذي زنى وخان تكريسه للرب. ما صنعته المرأة هو انها جسدت هذا الزنى واظهرته بزنى جسدي. المراة عرفت عمق خطيئتها وعمق نكرانها لله وتعرفت ايضاً على مغفرة الآب في الابن، في يسوع المسيح. هذا هو ايمان المراة الذي خلصها كما يقول لها المسيح.

الفريسي احب ايضاً المسيح ودعاه الى بيته، ربما آمن به هو ايضاً، لا نعلم. لكن ما نعلمه انه اظهر حباً قليلاً، اي لم يشعر الا بالقليل من المغفرة. لماذا؟ نفس المسيح الذي تجسد والذي رأته المرأة الخاطئة، ورأت فيه ملىء الغفران، يراه الفريسي، ولكنه لا يرى كل هذا الغفران. لماذا؟ لا نعلم قد يكون هذا الفريسي في العمق لا يرى انه بحاجة كبيرة للغفران. في العمق هو فريسي، اي رجل دين، نعم لديه عيوب واخطاء ولكن هذا طبيعي بسبب الضعف البشري، فهو ليس على الاقل مثل تلك المراة او غيرها من عامة الشعب. اي انه يعرف انه خاطىء ولكن خاطىء عادي، (وكأنه يوجد خاطىء عادي وخاطىء" سوبر"). هل هو مخدوع بنفسه وبعمق خطيئته؟

انجيل اليوم هو خبر مفرح لمن يشعر انه في العمق خائن لدعوته ولتكرسه، خائن لوعوده والتزاماته، زانٍ بالفعل او بالفكر. لمن ترك الرب وان كان لا يزال في الكنيسة، وكرس نفسه لآلهة اخرى: عمل، اموال، صحة ،اولاد ،مشروع حياة ،الضمان والاستقرار. خبر مفرح لان المسيح اتى من اجله. فليتقدم و لا يخف من حكم الناس عليه، ليركع ماسحاً قدمي المسيح بالدموع، اي بدموع الفرح الممزوجة بالندامة، وليتلقى من خلال سر الاعتراف كلمة الحل التي سيسمعها من المسيح " اذهب ايمانك قد خلصك".

احد مبارك

للاب هاني باخوم