صلاتي اليوم:  اليوم عيد….

صلاتي اليوم: اليوم عيد….

صلاتي اليوم

اليوم عيد….

يا سيدي يسوع المسيح رأيتك فاختبأت

في اسبوع الألآم لا تكتفي بأن تفتح عيني على جراحك لأجلي

بل أيضا تففتح قلبي على جراح العالم المتمخض آلاما وشقاء وبؤساً حولي

وها انا اليوم معك اتعلم أن انظر لأبصر الجوعي والمجتاجينحولي

انطلق في الشوارع بسيارتي الفارهة فاكأد أصدم الأطفال الذين يتخذون منها لهم مأوى

اسير على الأرصفة غير عابيء بالذين يفترشونها شقاء وبؤسا وجوعا وضنكا

أطالع فتارين العرض بنشوة وبنظرة المتفحص الخبير الذواقة لأنتقي اثمن الثياب واكثرها تألقا واناقة

ولا أعير التفاتة الى ابناء البواب أو الجيران الذين يرتعشون بردا في أثمالهم الممزقة

المهم عندي أن تكتمل اناقتي وان تكتظ خزانتي وأن أجذب الأنظار الى ذوقي الرفيع المتفرد

ادقق في اختيار أحذيتي المتعددة الألوان والاصناف والإرتفاعات ولا التفت إلى الحفاة حولي

ابالغ في البحث عما يناسبني من كريمات وبرفانات فعيد القيامة يقترب والنقود في الأدراج تضطرب

بينما لا يشم انفي رائحة البؤس والشقاء حولي لأقدم مجرد صابونة لأطفال لست أدري منذ متى لم يستحموا

اندفع إلى عربة السوبر ماركت لأحملها بكل ما تشتهي نفسي من ملذات

فقد قارب الصوم على النهاية وحلت لحظة الإفطار بل الإنفجار والإنتقام

أتفنن في اختيار قطع اللحم الدسم والا انسى الشوكولاتات والحلويات

دون أن اشتري فرخة مجمدة يفرح بها فقير أو وجبة طازجة تشبع فم طفل جائع

انظم برنامج العيد واللقاءات والإحتفالات  مع قوائم المأكولات والمشروبات

وأتحاشى حتى لقاء من يكدر صفو يومي وأنسى حتى أقرب المقربين إذا كان مصنفا من النكديين

وطبعا لا اذكر مريضا راقدا في المستشفي ، يجب ان أعوده…. فاليوم عيد

ولا حزينا يقضي العيد وحده بعد ان فقد الحبيب…. قاليوم عيد

ولا يتما فقد الابوين وبات بلا سند…. فاليوم عيد

ولا فقيرا ينتظر صدقة فقد قدمت التبراعات وكفى …واليوم عيد

ولا متشردا بلا مأوى فلا فائدة من تذكر ذلك اليوم… فاليوم عيد

ولا ارملة تذرف الدمع لأنها لم تستطع ان توفر كسوة العيد لاطفالها… فاليوم عيد

ولن اتذكر ولا يحاول احد ان يذكرني باطفال سورية ونساءها المشردات ….فاليوم عيد

ولا بازحي الحروب في جنوب السودان او قتلى المتفجرات في بغداد او الجيزة أو افغانستان … فاليوم عيد

وكفاك يا ابانا تأنيبا ووخزا ….. فاليوم عيد

اختم بسؤال بعد كل ما قرأناه اليوم وبعد الكثير مما نقرأ ونلمس ونشاهد

هل يجرؤ احد منّا بعد اليوم أن يفتح فمه بالسؤال: ” متى رايناك”

وانحني يا ربي خجلا من ظلام قلبي وسواد نفسي واستبدادية انانيتي

لكن اعدك أني متى رايتك فلن اختبيء

بل سأتوجه من اليوم نحوك وأبحث عنك في إخوتي

إبنك الأب/ بولس جرس