كيف أنت الوجود؟

كيف أنت الوجود؟

لمثلث الرحمات الأنبا أغناطيوس يعقوب

كيف أنت الوجود؟

كيف أنت الزمان؟

كيف أنت الأبديــــة؟

كيف أنت الوجود؟،كيف أنت الزمان؟وكيف أنت الأبديــة؟

هـو سؤال الإنسان،وبـه عدد كبيـر من علامـــات الإستفهام؟

وإن كان الإنسان لا يضع علامات إستفهام كيف يكون إنسانا؟

عريانـا خرج من بطن أمه، وعريانـا يعود إلـى قبــره.

وكل تساؤلات الإنسان يريد بها أن يصل إلـى الحقيقة.

منهم من يسعون إلى الحقيقة لأنها الحقيقة،ومنهم من يسعون إليها لكى يتخذوا منها حقيقة لأنفسهم لكى بواسطتها يـثبـتون انهم هم الحقيقة.

فللسامعين لهم تأثيـر كبيـر،ولذلك يأسرونهم بحقيقـتهم الذاتية ويؤثرون عليهم لأنهم يتصورون انهم أصحاب الحقيقة. مثل هؤلاء سريعا ينكشفون لأن ما يتوهمونـه بأن لهم وحدهم معرفة الحقيقة، وبهذا التوهم تنكشف أمورهم سريعا.

فمن هـم؟

لقد نسوا انهم تراب وإلـى التـراب يجب أن يعودوا.

كيف يـجرؤ مثل هؤلاء أن يحددوا الوجود؟

كيف يجـرؤ مثل هؤلاء أن يضعوا زمـانــا؟

كيف يجـرؤ مثل هؤلاء تحديد مصيـر الأبـديـة و مـحددين هـذا الـمصيـر؟!

كـتبوا فى كـتبهم،وذكروا فى أحاديثهم من الألف إلـى الياء الكثيـر والكثيـر عن الحياة والـموت،ولـم يعرفوا أن الإنسان مـخلوق اللـه لا يعرفه إلا الخالق.

كان حكمهم على مظاهر الحياة الخارجية،وكان قرارهم بغيـر حكمة منهم.

صرخوا وإعترضوا وحكموا وقرروا ووضعوا فلسفات وتفسيرات عن كيفية موت الإنسان ولـماذا قضي عليـه الـموت؟

تساؤلاتك أيهـا الإنسان كثيـرة وأردت أن يكون الجواب عليها حسب هواك أنت.

رددت كثيـرا يا إنسان وقلت كيف أنت الوجود؟،وكيف أنت الزمان؟ وكيف أنت الأبدية؟

أما سـمعت كثـيرا قول الله “أنــا هـو هـو أمس واليـوم وإلـى الأبـــد”.

الله هـو الوجود،والزمان فى قبضـته،والأبديــة هـى حياتــــه.

وسؤال الرب لك اليوم أيهـا الإنسان:

كيف وجودك أنتَ؟، و كيف تعيش زمانك؟

لا تعذّب نفسك أيهـا الإنسان بـبشريتك الضعيفة،ولا تدع هـذه البشرية تقف عائقا فـتعيشها فى الزمان وبذلك تُحرم من الأبديـة.

فالزمـان غيـر بـــاق، والأبـــدية هـى اللــــه.

وعليه، إذا كان يوم القيامة والظهور الإلهى يوم إمتحان لتومـا الرسول فاليوم هو إمتحانك أنت يـا من تتسآل كثيـرا عن معنى الحياة والـموت وتحلل وتعلل، فليس ذلك من شأنك لأن الوجود هو الله والزمان فى يده والأبــديــة هـى اللـه.

إذن قوٌم ما فيك من ضعف، ولا تكن غيـر مؤمن بــل مؤمنـاً، ولا تكن من أصحاب العلامات الظاهرة الـملموسة.

لأنه طوبى لـمن يؤمن ولم يرى. آميـن