“كُلُّ شَيءٍ قد دُفِعَ إلَيَّ مِنْ أبي”:  تأمل في قراءات الثلاثاء  17 يونيو 2014 الموافق23 بؤونه 1730

“كُلُّ شَيءٍ قد دُفِعَ إلَيَّ مِنْ أبي”: تأمل في قراءات الثلاثاء 17 يونيو 2014 الموافق23 بؤونه 1730

“كُلُّ شَيءٍ قد دُفِعَ إلَيَّ مِنْ أبي”

تأمل في قراءات الثلاثاء  17 يونيو 2014 الموافق23 بؤونه1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

“وفي تِلكَ السّاعَةِ تهَلَّلَ يَسوعُ بالرّوحِ وقالَ:”أحمَدُكَ أيُّها الآبُ، رَبُّ السماءِ والأرضِ، لأنَّكَ أخفَيتَ هذِهِ عن الحُكَماءِ والفُهَماءِ وأعلَنتَها للأطفالِ. نَعَمْ أيُّها الآبُ، لأنْ هكذا صارَتِ المَسَرَّةُ أمامَكَ”. والتفَتَ إلَى تلاميذِهِ وقالَ:”كُلُّ شَيءٍ قد دُفِعَ إلَيَّ مِنْ أبي. وليس أحَدٌ يَعرِفُ مَنْ هو الِابنُ إلا الآبُ، ولا مَنْ هو الآبُ إلا الِابنُ، ومَنْ أرادَ الِابنُ أنْ يُعلِنَ لهُ”. والتفَتَ إلَى تلاميذِهِ علَى انفِرادٍ وقالَ: “طوبَى للعُيونِ التي تنظُرُ ما تنظُرونَهُ! 24لأنِّي أقولُ لكُمْ: إنَّ أنبياءَ كثيرينَ ومُلوكًا أرادوا أنْ يَنظُروا ما أنتُمْ تنظُرونَ ولم يَنظُروا، وأنْ يَسمَعوا ما أنتُمْ تسمَعونَ ولم يَسمَعوا”. وإذا ناموسيٌّ قامَ يُجَرِّبُهُ قائلاً:”يا مُعَلِّمُ، ماذا أعمَلُ لأرِثَ الحياةَ الأبديَّةَ؟”. فقالَ لهُ:”ما هو مَكتوبٌ في النّاموسِ. كيفَ تقرأُ؟”. فأجابَ وقالَ:”تُحِبُّ الرَّبَّ إلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلبِكَ، ومِنْ كُلِّ نَفسِكَ، ومِنْ كُلِّ قُدرَتِكَ، ومِنْ كُلِّ فِكرِكَ، وقريبَكَ مِثلَ نَفسِكَ”. فقالَ لهُ:”بالصَّوابِ أجَبتَ. اِفعَلْ هذا فتحيا”. (لوقا 10 : 21- 28)

نص التأمل

“كُلُّ شَيءٍ قد دُفِعَ إلَيَّ مِنْ أبي

حكم يسوع بهذه العبارة أمام تلاميذه والجموع انه سيد هذا العالم

ومالك السماوات والأرض وكل ما عليها وحقق جميع نبؤات العهد القديم

وختم بأنه الإبن الوحيد للآب السماوي

وأن هذا الآب قد سُرّ أن يعطيه كل شييء ويخضع أمامه المسكونة

وختم أيضا أنه الوحيد في حضن الآب منذ الأزل

وأنه الوحيد القادر أن يخبر اخوته البشر عن الله

ولقد غيّر يسوع حقا نظرة البشؤية إلى الله تغييرا جذريا

فهو يدعوه ” الآب”  وهو يناديه “أبّا ” ويعلمنا ان ندعوه “أبانا”

هو يعلمنا بأسرار قلب الآب العاشق المحب لبنيه

والذي مع يسوع يودّ أن يهبهم كل شييء ايضا…

يخبرنا أن كشفه  وإعلانه عطية مجانية من لدنه

وهو يهبها لمن يشاء ان يكشف له ليس للجميع

فإذا كنّا نحن ممن اختارهم ليكشف  لهم فطوبى لنا

فالحقيقة أن ملايين آخرين ليسوا بالضرورة أقل منا صلاحا وبرا

لم يخترهم الله ولا شاء ابنه يسوع ان يكشف لهم

من هؤلاء آباء عظام: كابراهيم واسحق ويعقوب  ونوح ولوط

وأنبياء ملهمين: كموسى وايليا وحزقيلب ودانيال وأشعياء وأرمياء

وابرار وقديسين وقديسات وشهداء وصديقين….

إشنهوا جميعا ان يروا يسوع وان يتهللوا بنوره ولو للحظة واحدة

وأن يكونوا حاضرين ومعاصرين لزمن تجسد الكلمة الإلهية

وقد شاهدوا ذلك بالروح فقط ” إبراهيم أبوكم كان يشتهي أن يرى يومي فراى وفرح”

وهذا يؤكد أن آبائنا  السابقين في الرحيل، احياء  في العالم الآخر يشعرون ويفرحون

وأننا بدورنا يمكن ان ننال ما ناله تلاميذ ومعاصرو يسوع من سعادة طوباوية

إذا آمنا به وصدقناه فهو يؤكد ذلك لتوما: “ىمنت لأنك رأيت، فطوبى لمن ىمن ولم ير”

وها قد ىمنا وتبعناه  ليس لفضل فينا أو  لنا

لكن لمنّة ونعمة وعطية مجانية نلناها فنحن ” ممن أّعطي لهم وشاء الإبن أن يُعلن لهم”

ولكن الفريد في هذه النعمة المجانية أنها قابلة للنشر والتداول قلا مانع لدى مانحها

أن نقدمها للآخرين وندعوهم إليها بل على العكس هو يدعونا أن ننشرها في العالم كله

وان ندعو إلى مائدته الجميع : عمي وعرج وعسم ومعدمين

فعجول الآب ومسمناته قد ذبحت زخبزه وخمره يكفيان الجميع

فطوبى لك إن قبلت وأقبلت ودعوت جميع إخوتك

ليشاهدوا ما ترى ويسمعوا ما أنت سامع ويتذوقون ما انت به مستمتع

هل  أنت حقا مستمتع؟ هلا دعوت إخوتك ليستمتعوا معك

طوباك إن فعلت هذا فستحيا  إلى الأبد  ….